الفصل الخامس عشر

625 47 0
                                    

تتعجب دعاء من ان يونس دائمآ يردد دعاء يونس عليه السلام مثلها و إنهما أثروا ذلك الذكر
و تتعجب من الراحة التى تغسل قلبيهما بعد ترديده
تفرح دعاء فرحة شديدة
وتشعر و كأنها فى حلم
أحقآ يونس أولسوى الذى كانت حياته بعيدة كل البعد عن الدين أصبح داعية ؟!
أحقآ يونس أولسوى الذى كان اسعد لحظات حياتها عندما يبدى اعجابه بأحدى تصاميمها على الأنستاجرام في الماضى الآن يطلب يدها ؟!
تشعر دعاء و كأنها تمشى على السحاب من شدة سعادتها و تعود دعاء للمنزل لتخبر عمها رأيها عن ذلك العريس
تدخل دعاء المنزل
احمد : ازيك يا دعاء ايه رأيك
دعاء : احسبه على خير يا عمو
احمد : دعاء انا عرفت انه كان ممثل و مغنى و اعتزل اكيد عرفتى
دعاء : ايوة عارفة
احمد : طيب معندكيش مشكلة فى الموضوع ده صح ؟!
دعاء : لا لا ابدآ المهم ان تكون توبته نصوحة
احمد : طيب بأذن الله هضبط معاه معاد
...
تذهب دعاء للنوم و لأول مرة تنام بهذة السعادة فلم تشعر بها عندما حققت اقصى نجاحتها
فتشعر و كأن عمرها سيبدأ من اليوم الذى ستجلس فيه مع يونس فى الرؤية الشرعية
....
يحل الصباح و اذا بأحمد فى عمله تتصل به جويرية
أحمد : السلام عليكم ازيك يا جويرية
جويرية : احمد تعالى حالآ
احمد : خير فيه ايه ؟
جويرية : تعالى بس و هتعرف
يذهب احمد مسرعآ الى بيته و يفتح الباب و اذا يجد جويرية واقفة تبكى
احمد بقلق : فيه ايه يا جويرية
جويرية و تمتلئ عينها بدموع الفرحة : احمد انا حامل
احمد : ايه
يحتضن احمد جويرية و يدور بها و يقول بفرحة عارمة : أخيرآ ... أخيرآ .... الحمد لله الحمد لله
و يصرخ بفرحة و تلعثم : انا هبقى أم و انتى هتبقى أب
جويرية ضاحكة : انت بتقول ايه يا أحمد ؟
ينزل احمد جويرية على الأرض و يقول لها : انا مش مصدق نفسى . انا مش قلت لك يا جويرية فيه أمل اياك و اليأس الحمد لله الحمد لله
جويرية : ربنا هو الملجئ لكل تايه
ربنا عوضنا عن صبرنا يا احمد
ربنا رزقنى بحق دعائى و صلاتى و استغفارى
و الأهم رحمته و كرمه
احمد : الحمد لله . انا لازم اطلع صدقة لله
جويرية : ربنا يبارك فى عمرك و يزيدك ايمان يا احمد
......
يحل المساء و اذا تستعد دعاء مع جويرية لمجئ يونس فقد حدد مع عمها الليلة معاد للرؤية الشرعية
دعاء : جويرية شكلى حلو ؟
جويرية : قمر يا حبيبتى كالعادة ربنا يكتب لك كل خير و تقبل رأسها
دعاء : ربنا يقومك بالسلامة يا جويرية و يفرح قلبك
زى ما بتفرحينى و اكتر كمان
يدخل احمد قائلآ : يونس وصل حضروا نفسكوا عشر دقائق و هقولك تيجى يا دعاء
....
يجلس أحمد مع يونس و يرحب به قائلآ باللغة التركية : اهلآ يا شيخ يونس تشرفت بمعرفتك
يونس قائلآ بالعربى : ليا الشرف يا استاذ احمد تقدر تكلمنى بالعربى ان شاء الله هفهمك
انا أصلآ جدى رحمه الله و اهل والدتى عرب
انا بعرف اتكلم عربى الى جانب ان انا درستها و اهتميت بها جدآ بعد ما بدأت فى مجال الدعوة
و بعتذر عن لكنتى لو مختلفة شوية او نطقى مش صحيح
احمد : لا لا ما شاء الله . لغتك ممتازة
كلمنى عن نفسك شوية
يونس بنطق غير سليم بعض الشئ : انا بملك ارض فى طرابزون من وقت ما اعتزلت التمثيل و انا اهتميت بيها و لها دخل الحمد لله و انا وظيفتى اصلآ بحار و بملك سفينة
و ان شاء الله اوفر لها حياة كريمة
احمد : تمام . كل ده مش مهم المهم سمعتك اللى سابقك يشرفنا ان احنا نناسب شيخ على دين و خلق زيك ربنا يجعله فى ميزان حسناتك اللى بتعمله مع الشباب
يونس : امين امين لكن اعتذر ما معنى زيك ؟
احمد مبتسمآ : مثلك يا شيخنا
طيب هقول لدعاء تيجى .
......
يدخل احمد و يحضر دعاء و هى يخالطها مئة شعور
الفرحة و الخجل و عدم التصديق و الحب و التوتر
تدخل دعاء و عند رؤية يونس تنسى كل شئ و يسكن فى قلبها شعور واحد و هو حب يونس و تشعر و كأن قلبها ارتوى بعد ظمئ سنين طوال
تجلس دعاء امام يونس
يونس: السلام عليكم
دعاء : و عليكم السلام و رحمة الله
يونس : اولآ اعتذر لو لهجتى غير صحيحة بعض الشئ لكن أنا أساسآ من أصول عربية
دعاء : عارفة
يتعجب يونس ثم يتابع حديثه : بالأضافة أن أنا تعلمت اللهجة المصرية عندما قضيت فى مصر حوالى ٧ اشهر
دعاء بدهشة: هو انت جيت مصر امتى ؟
يونس : انا فى شهر ١١ فى السنة قبل الماضية
جئت لزيارة الأزهر و تعلم العلوم الشرعية بها
دعاء : انا مشيت من مصر و سافرت تركيا فى نفس الشهر .
انت قلت فى المحاضرة انك كنت ممثل و اعتزلت
يونس : نعم
دعاء : لكن انا اعرفك من زمان انا اعرفك من ساعة البن المر
يونس ببسمة و استغراب : ده اول عمل ليا فى حياتى انتى كنتى بتابعى مسلسلاتى ؟
تفتح دعاء هاتفها و تقوم بفتح صورة لقطة شاشة لحسابها القديم الذى كان لدعم يونس اولسوى
و تريه اياه و تقول : فاكر الحساب ده ؟
يونس : طبعآ الحساب ده كان لبنت من بلدك مصر و كانت اكبر فان عربي ليا فاكرها طبعآ كانت دائمآ تتواصل معايا من خلال البث المباشر اللى كنت بعمله شهريآ و كانت تسألنى و اجاوب و كانت بتعمل لى تصاميم و كانت بتدعمنى دائمآ بس مش عارف راحت فين اختفت فجأة قبل ما اعتزل بشهر و كأنها كانت حاسة .
دعاء : ديه انا
يونس بدهشة : سبحان الله صدفة غريبة جدآ
و انتى كنتى رحتى فين وقتها ؟
دعاء : كنت توبت و قررت اوقف مشاهدة الاغانى و المسلسلات
يونس بابتسامة : كأننا توبنا لى نفس الوقت
دعاء : عمو قال انك عرفتنى من الكتب اللى كتبتها
ايه اللى شدك او خلاك تفكر فى انك تتطلب ايدى ؟
يونس : تفكيرك عجبنى جدآ و كأنه تفكيرى كنت كل ما أفكر فى حاجة او يبقى لى رأيى فى موضوع ما
الاقي كل ارائك زى ارائى بالضبط
الى جانب انى شفتك كتير قبل كده
دعاء باستغراب : فين ؟
يونس : بين السطور شفت تفكيرك و مبادئك و اسلامك و خوفك من ربنا و حبك له و مجاهدتك
حسيت ان انتى فرصة عمرى و لو سبتك هضيعها .
و بعد مرور ساعتين من الأسئلة المتبادلة التى يطغو عليها راحة من الطرفين و نمو الحب فى قلب دعاء الذى حاولت اخماده لسنين و لم تستطع
و شعور يونس بالحب الحقيقى الذى لم يشعر به طوال حياته التى كانت كلها تمثيل

دعاء يونس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن