دعاء يونس

الفصل الثالث

يسافر أحمد و جويرية لشهر عسل_كما يسمى _  و الذى لا يتعدى الأربعة أيام فى أحدى مدن السفارى و المحميات ( حيث يتفق ذوق أحمد و جويرية فى الاستمتاع بذالك ) و كان أحمد رغبته أن يسافرا لقضاء العمرة و لكنه وعدها و وعد نفسه أنهما سيسافران عندما يرزقه الله
و قضيا بداية حياتهما فيما لا يتعدى حدود الله فلا يعنى أنهم يحاولون الألتزام بأوامر الله أنهم لا يستمتعون بالحياة
و لكنه حرصوا على اجتناب المحرمات و اللابتعاد عن أماكنها
و يحمدان الله كثيرآ فالله أنعم عليهما بفضله و جمع بينهما فى الحلال بعد صبرهما و تقواهما فقد صبرا على رفض والد جويرية لأحمد و لم يغضبوا الله بأى اتصال بينهما و قرر أحمد إن يبنى نفسه و بذل جهده فى العمل حيث يعمل بأحدى شركات الاستيراد و التصدير كمحاسب و اجتهد حتى يرضى عنه والد جويرية و بالفعل وافق والد جويرية عندما أحس أن أحمد سوف يوفر حياة كريمة لجويرية
فأكرمهما الله و جمع بينهما
و هل جزاء الأحسان ألا الإحسان ؟
.......
أنهت دعاء امتحاناتها و ها هى تنتظر ظهور نتيجة امتحاناتها فهى فى عامها الأخير فى الكلية و تتمنى أن تحظى بفرصة منحة السفر إلى تركيا
تجلس دعاء تكتب أحدى المنشورات فى صفحتها (الفانز العربى ليونس أولسوى) و تقول فيها : الألبوم الجديد نزل يا جماعة . ده لينك تحميله .
و تتصل بها صديقتها هداية و تقول لها بصوت مبتسم : دعاء تعالى بكره معايا المحلات نجيب هدوم محجبات ليا . أنا خلاص اخدت قرارى و بأذن الله هخرج من المحل لابسة الحجاب
دعاء : متأكده يا هداية ؟! على العموم أنا مش هسيبك فى أى قرار تاخديه و هاجى معاكى طبعآ بكره
هداية : تمام نتقابل الساعة ٤ بكره
....
فى اليوم التالى :
تخرج دعاء من غرفتها مرتدية ملابس الخروج لكى تخرج مع صديقتها هداية
و تجد والدتها بالمطبخ لأعداد الطعام
و تقول لها : رايحة فين يا دعاء ؟
دعاء : خارجة مع هداية يا ماما
نيرة : طيب مش هتستنى تتغدى معانا ؟!
أنا قربت أخلص
دعاء : معلش يا ماما مش هقدر أنا اديت معاد لهداية
نيرة : تمام متتأخريش و على فكرة عمك و مراته رجعوا من السفر
دعاء : طيب . يلا سلام
.....
تقف دعاء فى الشارع منتظرة قدوم صديقتها هداية و تتصل بها فتجيب عليها هداية
هداية : ايوة يا دعاء انا جاية أهو .
دعاء : أنا شفتك . ادورى هتشوفينى .
هداية : أنا هعدى الطريق و اجيلك أهو
ترى دعاء هداية و تجدها تلوح لها بيديها
و اذا بسيارة تأتى مسرعة و تطيح بهداية لتسقط صريعة على الأرض
تصرخ دعاء بأعلى صوت حتى كادت أحبالها الصوتية تتقطع
و تجرى على صديقتها لتجدها واقعة على الأرض غارقة فى دمائها فى وسط ذهول المارة
تنهار دعاء على الأرض و تضم هداية الغارقة فى دمائها إلى حضنها
و تنظر هداية إلى عيني دعاء -المملوءة بالصدمة و الدموع- نظرة مودعة و تلتقط أخر أنفاسها و كأنها تحارب رئتيها لتستمر فى الحياة و ثم تتلفظ الشهادتين و تصعد روحها إلى خالقها
يتجمع الناس حولهما و تأتى سيارة الإسعاف- بعد أن تم الأتصال بها -لتأخذ هداية إلى المشفى
تركب دعاء سيارة الاسعاف مع هداية
و يحاول المسعفون إسعاف هداية بينما تنظر لها دعاء فى ذهول و صدمة
تمر تلك الدقائق على دعاء كمر السنين حتى يصلوا إلى المشفى .
...................
تقف دعاء فى قسم الطوائ خارج الغرفة التى يتم إسعاف هداية فيها
تخرج الطبيبة من الغرفة و على وجهها علامات الأسف أثناء دخول والدي هداية مسرعين
و تقول الطبيبة لدعاء : البقاء لله . الحالة اتوفت
ينهار والدي هداية فى البكاء
و تجلس دعاء على الأرض و تسند ظهرها على الحائط فى ذهول و تشعر و كأنها منفصلة عن العالم الخارجى و لا تسمع شئ سوى صوت ضجيج فى آذانها
....
تأتى المغسلة لتغسيل هداية
و تطلب دعاء إن تبقى فى غسل صديقتها الأقرب إلى قلبها و أختها هداية
و تحضر دعاء لأول مرة غسل أحد
و ترى المغسلة تقطع ملابس هداية التى كانت سعيدة بها و تبحث عنها بعناية
و ترى المغسلة تقوم بتضفير شعر هداية و تقول دعاء فى نفسها : أهذا شعرها التى كانت يصعب عليها إن تخفيه بالحجاب ؟! فاليوم يضفر دون علمها أو قدرة منها !!!
تعطى المغسلة ملابس هداية الممزقة لدعاء و تمسكها دعاء و تجد دماء هداية عليها
ف تمتلئ عيناها بالدموع و تحسس على الملابس و تتحسر على صديقتها حتى تتساقط دموعها على الملابس
ترى دعاء هداية و هى يتم تكفينها فتنظر لها دعاء بألم و تقول فى نفسها : كنت تريدى إن تغطى رأسك بالحجاب ها أنتى مغطاة كلك يا هداية !! أه يا صديقتى !! لعل الله يتقبل توبتك و لعل كتب فى كتابك أنك محجبة ! فقد علمت أن من هم بحسنة فتكتب له !!
تقبل دعاء رأس هداية القبلة الأخيرة
و يأخذها أهلها لدفنها
تخرج دعاء من المشفى و هى فى حالة صدمة و عيناها مملوءة بالدموع
و تمشى عائدة إلى منزلها اثناء احتلال الليل للسماء حيث تعلن الشمس غروبها و انتهاء الكثير من الأشياء !!
تدخل دعاء الشقة لتجد والدتها تقول لها بغضب : أيه يا دعاء كل ده تأخير ؟!
ترد دعاء بذهول و برود قائلة : هداية ماتت و ادفنت !
نيرة صارخة : ايه ؟! الله يرحمك يا بنتى كانت طيبة ! يا حسرة قلبى عليها . و ثم تجهش نيرة فى البكاء
لا تلفت دعاء إلى نيرة و تدخل غرفتها و هى مظلمة و مطفئة الأنوار
و تشعر و كأنها نزلت إلى قبر لا يوجد به ضوء سوى القادم من الخارج
و تشعر بالاختناق و تمتلئ عيناها بالدموع فتسرع
بخلع التربون و تنظر له من الضوء الخافت الداخل بالغرفة و ترميه على الأرض
و ثم تنام بملابسها على السرير و على وجهها علامات الحسرة
و لأول مرة تنام دعاء دون السماع لأغانى يونس اولسوى قبل النوم !!

................................................................
برجاء التصويت إذا اعجبكم الفصل 😊