على متن طائرة متجهة من اسطنبول الى القاهرة
تجلس دعاء على احدى المقاعد و يجلس امامها عمها أحمد يقرأ القرآن و زوجته بجواره نائمة
و تكتب دعاء فى دفترها الذى وضعت له عنوان دعاء يونس :
مر شهران على اول رؤية شرعية لى و ليونس
قابلته فى تلك المدة ٧ مرات
اكتشفت مع كل مقابلة معه اننى احبه اكثر مما كنت اتخيل
مع كل مرة لهفتى تزيد لرؤيته و سعادتى تزيد بالكلام معه
و اكتشفت مدى الألم الذى كان فى قلبى عندما قررت عدم رؤية صوره مرة أخرى و الوجع الذى كان فى صدرى طوال السنتين الاتى لم اراه فيهما
و ادركت كم كان اختبار صعب لى
الحمد لله الذى ثبتنى بعد ليال كثيرة كنت اشعر فيها بالندم على ما أفعله بسبب حبى له
الحمد لله الذى سوف يجمعنى به فى الحلال
تهبط الطائرة على الاراضى المصرية
تستيقظ جويرية و ينهض احمد من مقعده و تنهض دعاء مع عمها
و اذا بيونس يأتى من المقعد الخلفى لهم
و ينزل كل منهم من الطائرة
.....
بعد خروجهم من الطائرة
تطمئن دعاء على جويرية: جويرية انتى كويسة ؟
مكنش نفسى تسافرى على الطائرة . بالله عليكى انتى كويسة ؟
جويرية : اطمنى يا دعاء الدكتورة قالت عادى اسافر من نص الشهر الثالث الى الشهر السابع
مفيش اى مشكلة بأذن الله
تنهى دعاء الكلام مع جويرية
و تنظر دعاء فى المطار لتبحث فى الوجوه عن والدها و لا تجده
و اذا بهاتف أحمد يرن
ليجد المتصل اخيه محمود
احمد : السلام عليكم
محمود : هاه نزلتوا من الطائرة ؟
معلش احنا كنا متفقين نيجى بس وقعت على رجلى اول امبارح و مردتش اتضايقكوا
مستنينكوا فى البيت بقى
احمد : تمام تمام الف سلامة عليك
دعاء بلهفة ممزوجة بخوف : خير يا عمو احمد بابا مجاش ليه ؟
احمد : لا مفيش رجله اتلوت بس
يلا قال انه مستنيك يا يونس فى البيت
يونس : تمام . يلا
........
فى بيت محمود
تدخل دعاء المنزل مع عمها و جويرية و يدخل معهم يونس لتجد محمود و نيرة فى انتظارهم
تجرى دعاء على ابيها و تحتضنه بخوف و شوق
و تقول : الف سلامة عليك يا بابا عمو احمد قال لى ان رجلك وجعاك
محمود : بسيطة بسيطة متقلقيش يا بنتى
و اذا بأحمد يضع عينه على رجل محمود ليجد رجله سليمة ليس بها شئ ليتعجب من ذلك و تظهر على وجهه علامات الدهشة
و تحتضن دعاء والدتها نيرة
فتفرح نيرة بدعاء لرؤيتها مرة أخرى فقد اشتاقت لها كثيرآ و تقول نيرة : ازيك يا جويرية ؟
اتفضلوا جوا يا بنات
تدخل دعاء و نيرة و جويرية إلى داخل الشقة
و يرحب يونس بمحمود
قائلآ :السلام عليكم و رحمة الله يا عمى
محمود : و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا بنى
اتشرفت بمعرفتك سمعتك تشرف و يسعدنى ان انا اناسب انسان خلوق زيك
يونس : الشرف ليا يا عمى ان دعاء تكون زوجتى
محمود : اتفضل اقعد
و يتابع محمود : و تعالى يا أحمد عايزك فى حاجة
.....
يدخل كلا من احمد و محمود الغرفة المجاورة للصالة
أحمد باستغراب : انت قلت لى ان رجلك وجعاك و انا شايف رجلك سليمة مفيهاش حاجة
و يتابع ببعض الخوف : في ايه ؟
محمود : اهو الكدبة اللى جت فى دماغى بقى
احمد انا طلبت منك تعرفنى على يونس و تيجوا مصر
عشان لو فيه خير نكتب الكتاب الشهر ده
يا عالم الشهر الجاى ابقى فين
انا لازم اطمن على دعاء انها فى ذمة راجل قبل ما اموت
يستمع أحمد الى كلام محمود بخوف
و يتابع محمود : انا عندى المرض الوحش يا احمد ايوة انا عندى لوكيميا و الدكاترة بيقولوا مش هعيش اكتر من شهرين تلاتة
سامحنى يا أحمد لو زعلتك
سامحنى لو كنت بقول عليك متشدد و معقد
انا يوم ما حبيت اجوز بنتى لراجل
رضيت بالراجل اللى زيك
و مش هأمن على بنتى فى ايد حد تانى غير اللى يتقى ربنا
سامحنى
يجهش احمد فى البكاء و يرتمى فى حضن محمود : انت بتقول ايه يا محمود . عمرى ما زعلت منك انت ابويا و اخويا انت اللى مربينى و بعدين انت مش هتموت ان شاء الله . الدكاترة مش مطلعين على الغيب
ربنا يشفيك و تفرح بدعاء و بعيالها
محمود بابتسامة هادئة يرتب على رأس احمد فى حضنه و يقول له : أحمد ، دعاء أمانة اخوك عندك
دعاء ملهاش حد غيرك بعدى
أحمد بصوت باكى و عينان مملوئتان بالدموع : انت بتقول ايه يا محمود
دعاء أختى و بنتى و بنت اخويا
توجعنى
مستحيل افرط فيها
يمسح محمود دموع أحمد : يلا اتأخرنا على يونس
مينفعش نسيبه كل ده قاعد لوحده
يلا
انا هتكلم معاه و اتعرف عليه اكتر
و نكلمه فى موضوع كتب الكتاب الشهر ده
يخرج محمود ليتحدث مع يونس
محمود : انا عرفت ان انت بحار و قبطان
عرفنى اكتر عن طبيعة شغلك .
يونس : انا كل ثلاثة اشهر بسافر فى رحلة و بتستغرق حوالى شهر
محمود : طيب بالنسبة للأستقرار
هتستقر هنا و لا فى تركيا
يونس : لا بأذن الله هستقر هنا فى مصر
انا اهلى كلهم متوفين فهستقر هنا
مش هبعد دعاء عن أهلها
و شغلى كده كده ملهوش مكان ثابت
محمود : طيب بص يا ابنى لو انت فعلآ باقى على دعاء و عايزها زوجة لك اكتبوا الكتاب الشهر ده
يونس : طبعآ يا عمى اصلآ ده رأيى كل ما كتب الكتاب بقى أسرع كل ما كان أحسن
محمود : طيب على بركة الله نتفق على التفاصيل بكره بأذن الله لما أخذ رأى دعاء
يونس : تمام يا عمى ربنا يتمم بخير
....
فى المساء
فى عيادة النساء و التوليد
اثناء الفحص الروتينى لجنين جويرية
تقول الطبيبة لجويرية و أحمد: عندى ليكوا خبر حلو و غريب فى نفس الوقت
انتى حامل بتؤام ثلاثة يا جويرية
٢ متماثل و واحد مختلف
مبروك عليكوا
تندهش جويرية و تنظر بفرحة عارمة الى أحمد
و تتابع الطبيبة : أنا قلت لك الحقيقة قبل كده ان نسبة حملك ضعيفة و ان حملتى مرة مش هتحصل تانى
اهو ربنا كرمك و مش هتحتاجى تخلفى تانى
ربنا رزقك بثلاثة مرة واحدة
مبروك
.......
يخرج أحمد من العيادة مصطحب جويرية
و يركب السيارة ثم ينظر أليها و هو غير مصدق نفسه
و يقول : للدرجة دى ربنا كريم أوى
الحمد لله
جويرية بفرحة شديدة : الحمد لله
مستحيل ربنا يكسر بخاطر حد سبحانه الجبار
الحمد لله
تعرف يا أحمد لو طلعوا ولدين و بنت
هسميهم حسن و حسين و زينب
ينظر اليها مبتسمآ : بأذن الله ربنا يقومك بالسلامة و يجعلهم ذرية صالحة
.....
فى اليوم الثانى
يطرق محمود باب غرفة دعاء
دعاء : ادخل
يدخل محمود ليجد دعاء جالسة على سجادة الصلاة تنتظر أذان العصر لكى تصليه
محمود : حبيبة بابا ازيك
دعاء : الحمد لله يا بابا
محمود : عايز اكلمك فى حاجة تسمحى لى
دعاء : طبعآ يا بابا اتفضل
يجلس محمود أمام دعاء على الأرض و يقول لها : دعاء ايه رأيك فى يونس ؟
دعاء ببعض من الخجل : أحسبه على خير يا بابا و اللى حضرتك تشوفه يمشى
محمود : طيب يا بنتى
أنا رأيى نكتب الكتاب الاسبوع ده
دعاء : بس مش بدرى كده يا بابا
محمود : لأ كفاية كده انتى تعرفيه من حوالى شهرين رأيى تكتبوا الكتاب عشان تعرفوا تاخدوا راحتكوا اكتر
و كمان عشان تقدرى تسافرى الأسبوع الجاى تكملى رسالة الماجستير اللى بتحضريها و تفوقى لها مش عايز موضوع الجواز يأثر على تعليمك
دعاء : تمام يا بابا اللى تشوفه
محمود : تمام يا بنتى كتب الكتاب هيبقى الخميس الجاى باذن الله
تفرح دعاء و تحتضن محمود
و ثم ينهض محمود و يستدير ليخرج من الغرفة
دعاء : بابا ..
محمود : نعم
دعاء : انت شكلك عيان خير يا بابا أنت حاسس بحاجة
محمود بابتسامة حزينة بعض الشئ : لا ابدآ يا دعاء شوية صداع بس
دعاء : تمام شفاك الله
يخرج محمود من الغرفة و يغلقها على دعاء
و اذا بدعاء تنهض من على الأرض و تقفز كالأطفال فرحآ و تقول : أخيرآ أخيرآ هنكون حلا لبعض !
الحمد لله
اللهم اجمع بيننا فى خير
و اذا بهاتفها يرن لتجد المتصل عمها و ترد :
ليقول كل منهما للأخر : عندى خبر حلو
يضحك احمد و دعاء بفرحة
ثم تقول له دعاء : اتفضل قول يا عمى
أحمد بفرحة : جويرية حامل بتؤام تلاتة
دعاء : ايه ؟ بجد ! مبروك يا عمى مبروك ربنا يجعلهم ذرية صالحة و يقوم جويرية بالسلامة هات جويرية ابارك لها
أحمد : بس قولى لى الخبر الحلو بتاعك الأول
دعاء : بابا حدد معاد لكتب الكتاب . هيبقى الخميس الجاى أن شاء الله
أحمد : مبارك يا دعاء . بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما فى خير
مبارك يا حبيبة عمها
طيب جويرية اهى عايزة تكلمك
يعطى أحمد الهاتف لجويرية
ثم ينشغل باله فى محمود و أمر مرضه و يتمنى أن يعطيه الله العمر حتى يفرح بدعاء و بزواجها و بأولادها .
أنت تقرأ
دعاء يونس
Romanceعندما تشدك المعاصى لحياة فانية و تشدك الطاعات لحياة أبدية ........ دعاء فتاة مثل باقى فتيات جيلها غارقة فى المعاصى التى تستصغرها و يونس غارق فى الكبائر و لا يشعر و لكن صوت نقى بداخلهما جعلهما يتركا حياتهما القديمة لينعما بحياة فى طاعة الله و لو على...