part2

159 23 32
                                    


(بسم الله الرحمن الرحيم )
(سبحان الله وبحمده )
(سبحان الله العظيم )
.
.
.

تسير ذات الفرو المظلم بسلام داخل الشوارع تلتف بين حاويات القمامة المعدنية القديمة تحاول الحصول علي قوتها متمنية وجود وجبه فاخرة كالتي تقدم لأخواتها في المنازل من السمك وطعام القطط الثمين أوتتبختر في مشيها علي الحوائط مستغلة أرواحها السبع في أمان تام حتي قطع صفوتها تلك الخرقاء وهي تجري غير مدركة بالتي دقت طبول الرعب في قلبها ، أرتعبت المسكينة ذات الفرو لتنتقل ببصرها للحشد الغاضب الذي خلفها علمت تماما أن ليلتها في هذا الشارع العجيب لن تكون هادئه .

صوت أنفاس تتلاقت بصعوبة من خلف أحدي الجدران ، جلست صاحبة الابتسامة الخرقاء علي الأرض بتعب حاملة ثقلها علي الحائط المسكين ،
حبيبات من العرق بدأت تتسابق علي جبينها ذو اللون الخمري وأنفاسها مازالت تحاول التسلسل علي خطها الزمني المعتاد ، قلبها أصبحت دقاته أكثر من الطبيعي ، من يراها علي هذه الحالة سيتأكد مئة بالمئة أنها كانت تهرب من شئ أو أنها كانت في سباق مارثون للمحترفين !!

صوت ضحكاتها جلجل في أركان المكان لتقطع صفوه ، تضحك وعلامات الأنتصار مرتسمه بمهارة علي وجهها من ستتجرء عيناه علي مشاهده هذه الفتاه سيجدها مختله عقليا أو هاربه من مشفى للمجانين لذا كانت تجري ربما .

حمحمت ببطء ولكن الإبتسامة مازالت تزين ثغرها ،
أخذت نفس عميق لتقم من علي الأرضية التي كانت تجلس عليها بكل أريحه وكأنها أرضية بيتها لا تلقي بال لتلك الجرذان التي تحوم حولها وتناظرها بتعجب فهي لا تعلم بأن بجلوسها المفاجئ هذا قد قطعت حرب أهلية كانت قائمه بين عشائر الجرذان في هذه المنطقة.

أخذت تختلس بنظرها علي ما يوجد خلف تلك الجدران متمنية عدم ظهور هؤلاء المنتجين مره أخري ؛ فإذا أمسكو بها سيجعلونها تدفع غرامة مالية وهي ذات محفظة تحتضر منذ قرون .

عندما تأكدت من عدم وجود ظل أناس في هذا الشارع الخالي تقريبا من جنس البشر أخذت ترتب هندامها الذي أحتله الأتربه من جلوسها علي الأرض بتهور ، رفعت شعرها ذو الخصلات البنيه الطويلة
للأعلى وربطته بمشبك شعر كان يتربع في جيب بنطالها الأسود .

أخذت خطواتها للشارع مجددا تتقافذ بحماقة غير مباليه بنظرات المارة التي تخترقها بتعجب هل حقا هذه فتاه في العشرينات !!

أشترت لنفسها قطعه حلوه رخيصة الثمن وجلست علي مقعد أنتظار للحافلات ، أبتسمت بأنتصار للمره المليون وهي تعرض ذلك المشهد علي مخيلتها مجددا .

(Flash back)

"أيتها الخرقاء قومي بخطأ أخر وستجدين نفسك في الخارج هل تسمعين "
ألقي العجوز كلماته القاسية في وجه تلك التي تصنمت في مكانها ، ظلت تلعنه في سرها فهي الأن تحتاج للعمل بأي شكل من الأشكال ولكن ليس لأنها فقيره فعليها تحمل الاهانه .

TIME ™ : ْوَقت √√حيث تعيش القصص. اكتشف الآن