أوبتيموس ٢٢ | أبتوس ويموس

23.5K 1.8K 2.7K
                                    

فركتُ أصابعي سوياً بقلق بينما أتحرّكُ ذهاباً وإياباً في غرفتي كالمجُنون أنتظرُ حضور الأب فوريست ليخوض معي في المحادثة الطويلة التي وعدني بها.

ماذا بعد؟ هل سأُعاقب؟ هل سأطردُ من الأكاديمية؟

لكنه تقنياً لم يكُن خطأي، ليس ذنبي أن صيادو المتحولين ظهروا من العدم. كان علينا المُدافعة عن أنفُسنا.

الباب فُتح بعد طرقة واحدة وظهر من خلفه الأب فوريست بعباءته السوداء الطويلة وملامحه العابسة. شعره الأسود الطويل كان منسدلاً على كتفيه وعيناهُ السوداء تفحصتني.

"لماذا لم تُبدّل ملابسك بعد؟" سألني بصوت هادئ.

"لقد كنت أنتظر حديثنا أولاً." أجبت بصراحة لأجده يهز رأسه ثم ينزاح من أمام الباب لتخطو جينس إلى الداخل من خلفه وقد بدلت ملابسها بالفعل.

الأب فوريست أغلق الباب خلفه بإحكام بعد أن دلف هو الآخر.

"إجلسا." أشار على بقعة معينة فوق سريري لنجلس أنا وجينس عليها بجانب بعضنا البعض.

"من حُسن حظكما أنتما الإثنين أنني وضعتُ تعويذة تتبع عليكما، حدسي كان يخبرني أن شيئاً سيئاً كان على وشك أن يحصل." جمع يديه خلف ظهره وهو ينظر لكلينا.

"ماذ حدث بالضبط؟"

"لم يكُن خطأ دامن. إنه خطأي." اندفعت جينس فجأة واقفة وأشارت لنفسها محدثة الأب فوريست.

"فقط لا تُعاقبه. يمكنني تحمل كامل المسؤولية." نظرت نحوها بأعين متسعة.

نظر لها الأب فوريست بملل مديراً عينيه. "آنسة كيدكل.. لستُ هنا لمُعاقبتكما، كلاكما ليس مُخطئاً. أردت معرفة ما حدث هناك وحسب."

وكأن حملاً انزاح عن صدري حين سمعته يتفوه بتلك العبرات بينما جينس أخرجت "أوه" صغيرة من بين شفتيها.

وفور أن أمر شرعنا في قص كل ما حدث هناك عليه وأخبرناه بأسماء الثلاثة صيادين الذين لم ننسى ملامحهم ولا أسمائهم قط، ولا أعتقد أننا سنفعل قريباً.

"استطاعوا التعرف على شعار أوبتيموس؟" حاجبا الأب فوريست إرتفعا.

"أجل ولقد حاولوا إجبار دامن على الإعتراف بمكانها، لكنه لم يفعل." نظرت لي جينس بفخر ليتنهد الأب فوريست هازاً رأسه.

"من الجيد أنني وصلت في الوقت المُناسب، وإلا لكنا في ورطة حقيقية."

"أجل.." تنهدت.

"أما بالنسبة لكليهما وخصوصاً أنتِ يا آنسة.." أشار بسبابته إلى جينس مضيفاً "لن يكون هناك أي خروج من الأكاديمية في وقت قريب. يكفي ما حدث من ورائكما."

"لكنك قلت أنك لن تعاقبنا!" جينس تذمرت.

"هذا ليس عقاباً بل هو إجراء ضروري! والآن لتهتما بدراستكما ولينهي كل منكما فروضه" أمر وكأنه والدنا ثم ولّانا ظهره وفتح باب الغرفة ثم خرج مغلقاً إياه مجدداً.

أكاديمية أوبتيموس| Optimus Academyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن