أوبتيموس ١٤ | هي الجحيم وهي الجنة

21.6K 1.8K 777
                                    

بللت وجهي بالماء و تنفست محاولاً أن أهدئ من روعي قليلاً.

كابوس غريب قد راودني ليلة البارحة، شعرت أنها رؤية شبه واضحة أكثر من كونه مجرد حلم سيء.

كنت في الأكاديمية لكني لم أكن في جسدي بل في جسد شخص آخر يصرخ ويبكي بقوّة طالباً الخروج من مكان ما لم أستطع أن أفهم ما هو.

معظم الحلم كان في الظلام، صراح ونواح خرج من شفتي الرجل الذي كنت في جسده بينما يبدو وكأن جسده يسقط من مكانٍ عالي.

ظهر الأب فوريست في الحلم يقول شيئاً ما لم أستطع أن أسمعه.

ثم استيقظت.

نظرت لساعة يدي لأجد أنها السادسة والنصف صباحاً وأن لدي ساعة ونصف حتى بداية الصف الأوّل.

جلست على سريري وسحبت المذكرات مرة أخرى، يدي تلمست الغلاف السميك قبل أن أفتحها واقرأ من حيث وقفت.

لأجد أنه لا يكتب مذكراته يومياً بل كل فترة. فهو قد تخطى تقريباً أسبوعين قبل أن يعاود الكتابة.

[٤، أبريل، ٢٠٠٠

لقد فقدت الأمل. لم أعد ألح على الأب فوريست حتى يخبرني تفاصيلاً أكثر عن غرفة سبارتا وعن السبب وراء أن لا أحد يتحدث عما يحدث بداخلها وعن أنهم يبقون الطلاب دون طعام لمدة أسبوع كامل.

في النهاية الأب فوريست هو الوحيد الذي أتحدث معه في مربع السحرة ذاك.

لا أملك صداقات كثيرة في هذا المكان، لا أحد سوا فتاة واحدة تبتسم لي بين الحين والآخر.
غير ذلك الجميع يتجنب حتّى النظر نحوي حين أمر.

لذا لا أملك أحداً للجوء له هنا سوا الكتب الموجودة في مكتبة الأكاديمية.

أتذكر كيف أن يدي عبثت في الكتب بفضول حتّى وصلت لكتب عن السحر والسحرة فقرأته من باب الفضول رغم أننِي أعرف كل شيء عنّا.

"أبعد يدك عنّي!"

صوت ما خرج مختنقاً وسط هدوء المكتبة المميت ليسقط الكتاب مني حين انتفضت فزعاً.

أخذت أردد إحدى تعاويذ الحماية بينما أخرج من بين أصابعي شعلة نار أستعد لأن أوجهها لأي جسد يحاول الاعتداء عليّ.

اقتربت أكثر وأكثر من مكان الصوت المكتوم ومن بين أرفف الكتب والفراغات الموجودة بين كل مجموعة من الكتب المتراكمة لمحت جسدين يجلسان فوق الأرض أحدهما يبكي بينما الآخر يحتضنه بقوّة.

"لقد- لقد كنت في الظُلمة لأيام وأرى أشياء غريبة ولا أستطيع التحكم في جسدي.." بكى الفتى بحرقة وشهقاته أخذت تتعالى ليضع الآخر يده فوق فم صديقه هامساً: "صه! جوشوا أرجوك أخفض صوتك قد يسمعك أحدهم ونصبح في مشكلة."

"مشكلة! كيف تكون هذه مشكلة؟ لقد عذبوني في تلك الغرفة. لقد ظننت أن سبارتا هي العقاب لكن هناك مراحل أقوى من العقاب بعدها." قال جوشوا وهو يتشبث بذراع الفتى الآخر، عيناه تذرفان الدموع بغزارة.

أكاديمية أوبتيموس| Optimus Academyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن