🍂أصم

7.7K 555 220
                                    

تنهدت بخفة مستنداً على الحائط بعدما نقل الأطباء الأصغر في غرفة خاصة لفحصه ، إعتقدتُ أن هذا أفضل حتى وإن فارق الحياة لن يكون بين ذراعي حينها ..

بعد مضي القليل من الوقت ،خرج الطبيب أخيراً تقدمتُ إليه مستفسراً : هل هو بخير ؟
الطبيب : نعم هو كذلك ، لكنه يعاني من سوء التغذية مما أدى لفقر الدم ونقص حاد في الفيتامينات الأساسية االمسؤولة عن بناء الجسد وتقويته...يجب أي ينتظم بأدويته وسيكون بخير

همهم له الأخر مطأطأ رأسه بتفهم ،فهو شعر بشفقة لحال الفتى بسبب صغر سنه ...

قاطع شرود يونغي لكنة الطبيب الحادة مسببةً توسع عيني الأخر بدهشة قائلاً: سيدي ،أعتقدُ أن تعنيف طفلٌ في سنواته الأولى جريمة يعاقب عليها القانون ...أعلم أنني لست جهة رسمية لمحادثتك بهذه طريقة لذلك أنا أعتذر منك سيدي لكن رجاءاً لا تقسو عليه ...

غادر الطبيب بسرعة جاعلاً من يونقي غاضباً يشتمه بسره ،فالأمر لم يعطيه أي مجالٌ لتبرير موقفه ...

إرتجلت إلى الغرفة حيث الأصغر ،ذبول وجهه وإبيضاض شفتيه ،عينيه مغمضتين بشدة و حقنة المغذي المغروسة بكف يده ...كل هذه الأمور كانت كفيلة بإثارة مشاعرٌ قد دفنت منذ زمن ....أو ربما رابطة يجهلها كلاهما ...

فتح جيمين عينيه بصعوبة بسبب الضوء الذي إخترقتهما، لذا حاول فتح عينيه وإغلاقهما مجدداً إلى أن إعتاد على الضوء ،شعر بيد دافئه تعبث بخصلات شعره وهو يتحدث بإبتسامه: أتشعر بالألم عزيزي ؟

أكتفى الأصغر بالإبتسام للأخر بتعب ،قاطعهما دخول الطبيب المسؤول عن صحة جيمين للإطمئنان عليه : كيف أصبحت صغيري الأن

أنكمش جيمين بخوف فور ما حطت أنامل الطبيب على شعره مظهرةً أذنه ،ليتسأل بستنكار : سيد مين لما لم تضع سماعة الأذن خاصة طفلك للأن ...

يونغي "بغضب": أولاً هو ليس طفلي ،وايضاً هو ليس بحاجة لسماع الموسيقي الأن على ما أعتقد ..

تحمحم الطبيب مردفاً بنبرة هادئة : آه ،أنا أعتذر يبدو أنه حصل سوء فهم بيننا ،أعتذر في البداية ...وأنا لم أقصد سماعة أُذن لترفيه بل سماعة أُذن لتساعده على سماعِ حديثنا الموجه إليه فالفتى يعاني من ضعف حاد بسمع لذلك هو الأن لن يستمع لحديثنا نهائياً

مهلاً أهذا يعني أن جيمين لم يتعمد تجاهلي ، كنت أصرخ عليه بينما هو يبتسم إلي لأشتاظ غضباً معتقداً أنه يرغب بإستفزازي ليس إلا....لقد قمت بإلقائه خارجاً والإساءة له،آه تباً لغبائك مين يونغي ....



إتجهنا إلى المنزل بعد يوماً كامل من مكوث جيمين بالمشفى أجلسته على الأريكة بخفة ثم قبلة جبينه أو بالأحرى الكدمة المتواجده على جبينه لأجده يحدق بي بهلاليتيه المبتسمتين بلطف زائد ، أخرجتُ علبة سماعة أذنه الجديدة من جيبي ثم قمت بإلباسه إياها وسط دهشته من فعلتِ هذه ..

the Unheard pianoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن