يتجول في جميع إتجاهات رواق المشفى بتوتر وقلق شديد يجتاح تفكيره وتصرفاته، قطرات العرق تتناثر على جبينه بشكل مفرط ،هو الأن بحاجة ماسة لمعلومة أي كانت تخمد نيرانه عن القابع بالداخل ،خطاه المترنحه تعلن عن سقوطه قريباً برغم من صلابة بنيته..مقلتيه مغرورقتين بسائله المالح الذي يحاول جاهداً عدم الإنسياب على وجنتيه بقهر ،خوف ،ألم وحنين ...
تجول مقلتي في جميع الأرجاء محولاً التماسك قد الإمكان ، لتقع عيني على جيمين النائم بتعب على كراسي الإنتظار بينما يتنرح رأسه يمنيه ويسرة دون إستقرار ..تقدمتُ منه بوهن جاعلاً من رأسه يستقر بين منكبي ليفتح جفنيه بنعاس ناطقٌ:بابا
كفكفتُ دموعي لأتحكم بنبرة صوتي المرتجفه ناطقاً: نعم ،نم الأن ..
ليعاود الأصغر إغلاقهما مجدداًرفعتُ بصري مستكشفاً صاحب الظل الذي يكسو الأرضية لأجد جين هيونغ ونامجون بهيئتهما المبعثرة والنعسة بينما يحمل كلاً منهما الطفلين النائمين بعمق ،قرفص هيونغ مربتاً على فخذي بيده اليمني بينما يحمل كوكي على كتفه الأيسر ليردف بقلق : ماذا حدث له بتحديد ؟
إرتجعتُ ماء جوفي محاولاً الإجابة بهدوء بينما أعيدتُ شريط الحادثة أمامي جاعلة من نبضات قلبي تصارع قفصه بعنف : لا أعلم ،أتي للمنزل وعلامات البؤس تستقر على ملامحه صعد للأعلى حيث غرفته غير مبالٍ بمحيطه وما هي دقائق حتى سمعتٌ صوت إرتطام قوي لأجده ممددٌ على الأرضية بسكون وعُلبة الدواء ملقاة بجانبه بإهمال ......هيونغ ،هو سيكون بخير صحيح ؟
أجابني هيونغ ونظراته تملؤها شفقة على روحي المرهقة ،فأنا أرهقتُ من الفقد حقاً : سيكون بخير يونغي ..
أندفاعنا ثلاثتنا بسرعة فور خروج الطبيب ،لأردف بتساؤل ممزوج بالقلق المفرط : هل هو بخير ؟
همهمتُ المبتسمة جعلت من روحي المشحونة تخمد نيرانها بهدوء ،قبل أن يجيب : هو بخير ،إستطعنا السيطرة على تأثير الدواء قبل الإنتشار ..حالته الصحية مستقرة بالفعل ،لكن لا فائدة من تواجدكم لإنه سيبقى نائم طيلة الليل بسبب المخدر لذا من الأفضل أن تغادروا لمنازلكم بغية الراحة أيضاً
نامجون : ومتى سيستيقظ؟
الطبيب : غداً صباحاً سيفعل ..
يونغي : هل يمكنني رؤيته لدقائق قبل مغادرتي ،إذا سمحت ؟
الطبيب : خمس دقائق فقط
لأومئ له بهدوء وإنكسار..
وقفتُ أمامه بإرتجاف جسدي يأبى الإتزان، هيئته الشاحبة وعينيه المنتفخة بشدة دالة على بكاءه المؤلم جعلت من الأسهم بإختراق فؤادي بدون أي تردد ..كم رغبة بصفعة بقوة مفرغاً غضبي وحزني ،قلقي وكل تلك المشاعر التي تجتاحني بسببه الأن ، فبعد طرد صاحب المسكن لنا وعدم تحمل والدتي أعباء العيش بسيئول أضطررنا للعيش بدايغو "مسقط رأسنا" بجوار السيدة جونغ،كانت أمراة لطيفة وهادئة في نهاية عقدها الثاني توفى زوجها بحرب كوريا واليابان ،فوالد هوسوك جندي قديم ذو ولاء لوطنه وأهله توفى بعد إختراق إحدى الرصاصات الطائشة جسده مخلفاً وراءه طفل ينمو بأحشاء زوجته لم يتم شهره السادس بعد ...
أنت تقرأ
the Unheard piano
Fanfictionشاب طموح يأمل بأن يصبح عازف بيانو ومنتج موسيقي شهير وذو مكانة مرموقة بوسطه ،ليلقتي بطفلاً يبلغ الرابعة من عمره ذو تصرفات غريبة و مريبة للوهلة الأولى بإحدى الزقاق القديمة والمهترئة ... فما هو سر تواجد الفتى هناك ؟ وماذا سيكون تصرف الشاب يا ترى ؟ "م...