#نور_العين
-١٥-
نوران قامت من الرملة وهي بتصفر وبدت تنفض في بنطلونها .... فجأة حست بي يد ماسكها بي قوه ولفتها عليها.... دا كان فهد...... بس ما فهد الكان معاها قبل شوية ... كان وشو احمر ... وعيونو حمر.... وعرق جبهتو ظاهر .
نوران : بسم الله في شنو ؟
فهد : لي يا نوران ؟
نوران : شنو اللي ؟
فهد : كان من البداية تقولي لي .... كان من البداية توريني انك بتحبي الزفت الاسمو فراس .... ماكان في داعي للعب القذر دا .
نوران : انت بتقول في شنو انا ما فاهماك .
فهد وهو بيرمي ليها التلفون عشان تشوف الصور : سيبيني انا اولع بي جاز.... محمد القلتي بتحبيهو لي شنو تعملي فيهو كدا ؟ اسم عائلتك كلها ما فكرتي فيهو ... انا ما قادر اصدق ورا برائتك في قذارة بالشكل دا .
نوران بقت فاتحة خشمها من بشاعة الصور ... وعيونا فيها دموع ... ما قدرت تتكلم .... ما قدرت تدافع عن نفسها كانت مصدومة .
فهد : تفو ... على امثالكم ..... عارفة انا يادوب عرفت انك حقيرة وتافهة ... لي عملتي كدا يا نوران لي؟؟؟؟
لي رخصتي بي نفسك .... لي لعبتي بي شرفك .
نوران هنا صرخت بصوت عالي : فهد ... احترم نفسك ... انت ما طبيعي .
فهد : انا برضو الماطبيعي ... تستاهلي وتستحقي الناس تقول عليك ملعونة .
فهد وهو بيضحك بي ذهول وبيخت ايدو في راسو : انا ما مصدق والله ما مصدق .... حتى امي ما سلمت من لسانك انتي وفراس .... ياخ حسبي الله ونعم الوكيل فيك .... يا ريت لو ما عرفتك ... ياريت لو ماجيت السودان ... ياريت قلبي يتحرق واموت وارتاح ياخ ...
نوران : انا ما عملت كدا الصور دي ما حقتي .
فهد : اها دي منو المع فراس ؟؟؟؟
شبحك ولا قرينك .... كفاية كذب دي شنو التفاهة دي .
نوران ختت يدينها في اضانها ... وهي مغمضة عيونها : ما انا ولا فراس .... وانا وهو ما حقيرين .... انت مجنون .... مصدق الصورة دي ؟ انا بكرهك بكرهك زح من وشي
لزتو بي قوه ومشت .... كان جسمها كلو بيرجف من الانفعال ... ومن الصور الشافتها ... تلفونها وقع ... نزلت رفعتو .... كان في عربية جاية بسرعة عليها وبتضرب في البوري .... نوران وقفت في مكانها ماكانت قادرة تتحرك ... كانت بتعاين ليها وهي بتقرب منها.
فهد سمع صوت البوري العالي واتلفت كانت العربية قريبة من نوران وهي واقفة ... فهد صرخ بصوت عالي : نوران اتحركي
بس لا حياة لمن تنادي ...نوران واقفة كأنها بتعاين لي اجلها .
نوران ما حست الا وهي طايرة فوق ووقعت على الجهة التانية من الظلط .... وفي زول تاني العربية ضربتو .... دا كان فهد ... لزا نوران من قدام العربية وهو ماكان عندو وقت عشان يبعد منها .... العربية صدمتو بي قوه وجسمو طار فوق ... ووقع على ضهرو ... وكان صوت ارتطام جسمو بالارض عاااااالي .... الدم سال من تحتو...ومن انفو ... ومن خشمو.
وطلع من العربية شاب في بداية العشرينات ... كان مهجوم .... الشباب كلهم جو جاريين بي سرعة ... وختو يدينهم في راسهم من المنظر .
في صرخت بي صوت عالي : فهد ؟
علي قعد في الارض وهو بيهز فيهو : فهد ... فهد قوم ...لمن رفع يدو كانت مليانة دم
كرم قعد جمبو : فهد .... رد علي .... قوم ياخ .
في وهي بتبكي بصوت عالي : ما تخلو ماما تعرف كان عرفت بتموت والله بتموت .
نسمة : يا جماعة سريع ارفعوه خلونا نمشي المستشفى ... نازف شديد.
وبي سرعة رفعوهو في عربية الولد ومعاهو نسمة وعمر .
والباقيين مشو ركبو العربات التانية ولحقوهم .....
اهلهم لمن عرفو ومشو المستشفى كان دخلوهو غرفة العمليات .
امو كانت بتبكي وبتدعي : يارب احفظ ولدي .... يارب ما تحرمني منو .... يالله اجعلها كفارة ليهو .
الجو كان مكهرب .... واحدين بيبكو .... واحدين بيدعو ... واحدين بيقرو في قرآن .
ترتيل كانت بتبكي شديد وتتشهق قدرتا .... اما نوران كانت ساكته وما كانت بتبكي .... محمد : نوران حصل شنو بالظبط ؟
نوران : كنت معدية وتلفوني وقع ... بعديها ما قدرت اتحرك لمن العربية قربت شديد لقيت نفسي في الجهة التانية من الظلط ... وهو العربية ضربتو .
محمد ضماها عليهو وهو بيزفر بي ضيق : ان شاء الله خير .
شوية كدا جاهم دكتور : يا جماعة الزول دا نزف شديد محتاجين دم من فصيلة O+ ..... اولاد عمو واخوهو كلهم قامو عشان يتبرعو .... في الوقت دا فراس وصلهم ... ومشا لحقهم في المعمل .
بعد ما شالو منهم الدم رجعو لي اهلم .
بعد ساعة كدا الدكتور جا طالع : السلام عليكم ... انحنا يا جماعة عملنا العلينا وكلو على الله ... المهم هسه هو في العناية المكثفة و الحالة صراحة حرجة ...اتوقعو اي حاجة ... هسه هو محتاج دعائكم ...
نسمة : ممكن اشوف الافالوويشن بتاعو .
الدكتور : انتي طبيبة ؟
نسمة : اي
الدكتور : طيب تعالي .
منى : عايزة اشوفو عليك الله يا نسمة .
نسمة : ما حينفع يا ماما منى ممنوع الدخول
منى للدكتور : عليك الله خليني اشوفو .
الدكتور : طيب تعالي ... لكن ما حتدخلي جوه بس من القزاز .
منى بي لهفة : طيب .
طلعو هي ونسمة فوق لي غرفة العناية المكثفة ...
منى عاينت لي فهد... كان نايم والاجهزة مالية جسمو ...ومركبين ليهو جهاز الاوكسجين ... وفي ضمادات في راسو .
منى وهي بتخت يدها في القزاز الفاصل : فهد ... دا شنو المركبنو فيك دا ؟
نسمة : ماما منى خلاص يلا ننزل .
وفجأة فهد بقا بيهتز بي عنف ... والدكتور والممرضات جو جاريين بي سرعة ودخلو ليهو .
الدكتور : جهزو لي ال Defibri illator بي سرعة (جهاز الصعقات الكهربائي)
الدكتور فتح لي فهد صدرو : يلا 1 2 3
وضرب بيها فهد وجسمو طار معاها وصوتها كان عالي
منى بقت خاتا يدينها في راسها ودموعها نازلة : يا رب سترك .. يالله استر .
الدكتور : علو الشحنة .
وتاني ضرب بيها فهد وجسمو طار .... لكن جاهم صوت الجهاز وهو بيصفر وكان عامل خط في الشاشة ___
صفارة عندها معنى واااااحد انهم فقدوه .... فقدوه للابد .
الدكتور ختا الجهاز ونزل راسو : افصلو باقي الاجهزة .
منى : ولدي مالو يا دكتور ؟
الدكتور : البقاء لله ربنا يصبركم .
طلعت صرخة عالية من منى ... صرخة الم ... صرخة #ام فقدت ضناها .
نسمة قعدت في الارض ودموعها نازلة .
الخبر وصل للاهل تحت .
علي قام جاري بي سرعة للدكتور : اسمعني يا دكتور ... خليني ادخل ليهو واتكلم معاهو ... والله حيقوم انا متأكد اخوي وانا عارفو .
الدكتور : يا ولدي اصبر دا حال الدنيا .
علي : اي انا عارف دا حال الدنيا لكن فهد ما بموت والله ما بيموت بس انت اديني فرصة انا بقومو .
نزلت دموع الدكتور وهو بيقول : ربنا يصبركم .
ومشا
كل العائلة دخلت في نوبة عدم تصديق وبكاء شديد .
كرم مشا للدكتور وهو بيصرخ : انتو الموتوه ... انتو قتلتو اخوي لأنكم فاشلين انتو ما دكاترة .
في اغمى عليها وركبو ليها درب.... اما عمر نزل وقعد في سلالم الطوارئ ونزلت دموعو بي غزارة وهو بيحاول يصدق انو اخوهو #مات #فهد مات ... الكان مجننو ومعذبو خلاص مشا .
علي طلع مع محمد فوق للغرفة بتاعتو ... كانو الممرضات بيفكو في الاجهزة منو .
محمد وقف مصدوم وهو بعاين ليهو ... اي ياهو فهد الكان بيتكلم معاهو قبل شوية ... عيونو فاتحة لي فوق ولونو شاحب .
علي جا قعد جمبو وختا يدو فيهو : فهد انت لي جسمك بارد كدا ؟
ياخ قوم ياخ .... فهد ورقة شفرا انت ماعايز تهددني بيها ؟
ياخ تخريجك قرب ... مش انت اتفقت معاي على رقصة ... وكمان قلت لي حنلبس نفس لون القمصان ... قوم ياخ هظارك بقا بايخ .... محمد اتكلم معاهو ... قول ليهو يرد علي .
محمد قعد في الكنبة وختا يدينو في عيونو وبكا .
علي وهو بعاين لي محمد : انت بتبكي لي هسه ؟
ياخ قلت ليك مامات فهد ما بيموت ... فهد قوم عشان توريهم انو انا ما كذاب .
امو دخلت الغرفة .... وبي خطوات بطيئة قعدت جمبو ...مسكت وشو بيدها وهي بتهزو : خلاص كدا ؟
خلاص مشيت خليتني ؟
مشيت مني صبي
انا تاني اعيش كيف من دونك يا ولدي ؟
انا منو تاني البيهاظرني .
انا منو تاني البينوم جمبي زي الطفل .
ياناس ولدي هسه كان بيتكلم معاي
كيف متا ؟
سحروك الناس ؟
سحروك يالسمح
سحروك يالدكتور
سحروك يالمؤدب
سحروك يالطيب
سحروك يا سيد الرجال
اححححححي يا ولدي انت ما قطعت قلبي .
ياريتي لو مت انا
ياريت لو مشيت انا
فهد مشيت وخليت عمر لي منو ؟
تاني البيقري علي منو ؟
تاني البيوصيني على في منو ؟
تاني البجيني بشهادات تفوقو وهو فرحان منو ؟
تاني البقومو للفجر منو ؟
مشيت بدري يا ولدي
بس عايزة اسمع صوتك
بس صوتك وانت بتقول ماما
لا حول ولا قوة الا بالله
لا حول ولا قوة الا بالله
يا الله صبرني
يا الله قويني
اخخخخخخ منك يا فهد
اخخخخخخ منك يا ولدي
يا حليلك يا قلبي
يا حليلك يا عمري .
دكتور حيدر وهو بيقوم مرتو : انا لله وانا اليه راجعون ...الحمد لله على كل حال ... صبرنا يالله .
نزلت الدموع بي غزارة من كل افراد العائلة الما مصدقين موت فهد ... حتى فراس .
الا نوران كانت ساكتة ما نزلت منها ولا دمعة .... كانت متصلبة ... نفس القصة اتكررت بعد 11 سنة .... فقدت امها وهسه #فهد .
بعد مرور وقت طويل :
حليم : ندفن هنا ؟
حسن : لا ندفن في الخرطوم .... مع اهلو .
حجزو في اول طايرة قايمة للخرطوم ...
نوران وتهليل و احمد رجعو الشاليه يجيبو الشنط .
اول ما دخلو احمد بكا .... وتهليل بكت معاهو ... كان بجيهم شكلو في كل مكان ... هنا كان بيضحك ... جمب السلم كان بيتكلم في التلفون ... في الكنبة كان بياكل ... صوتو سامعنو في كل مكان صوتو المبحوح المميز
صوت ضحكتو ... صوت هظارو .... صوتو لمن يزعل في حاجة .
احمد دخل الاوضة وبدا يلملم في الحاجات بي سرعة ... هدومو مختوتة في السرير ....ريحتو فايحة في الاوضة ... معقولة ... كيف في ساعات اختفى من حياتهم للابد .
نوران لقت تلفونو مختوت في الشاحن .... لقت نفسها بتفتحو ..... كانت الخلفية صورتو وهو مبتسم كأنو بيودعها بي ابتسامتو .... لقت نفسها لا اراديا بتكتب في محل الباسويرد اسمها Noran والتلفون فتح ليها لقت الصورة الخلفية صورتها هي .... يوم عيد ميلاد علي ... كانت مبتسمة ورافعة راسها ....💔
قفلت التلفون وختتو في الشنطة ... لمت باقي الحاجات وطلعت احمد وتهليل ركبو العربية .... نوران قبل ما تركب وقفت وادت المكان نظرة كأنها بتودعو .... وبعديها ركبت .
في فتحت عيونها لقت عمر جمبها : فهد ... وين فهد ؟
عمر : في قولي انا لله وانا اليه راجعون .
في قعدت : يعني فهد مات يا عمر ؟ اخونا مات ؟ علييييك الله قولي لي انا بكذب ... قولي دي حلم وحتصحي منو .
عمر ودموعو نازلة حضنها : انا لله وانا اليه راجعون .
في وهي بتبكي بي الم : لي ... لي الدنيا دي كدا ؟ لي بتاخد مننا البنحبهم لي يا عمر لي؟
محمد ونسمة جو داخلين .
نسمة قعدت جمبها وهي بتمسح ليها دموعها : قولي انا لله وانا اليه راجعون دي حال الدنيا كدا ... هو محتاج لي دعواتنا في الوقت الحالي .
في : فهد ... فهد ارجع عليك الله ارجع ... فهد عايزة اسمع صوتك .... تعال ... عليك الله تعال .
محمد طلع بره الاوضه وقعد في الممر وبكا بي شده ... كان وش فهد قدامو .... هظارهم ومكاواتهم لي بعض ... فجأة اختفى من حياتو .
برتكانة كانت بتبكي برضو : مسكينة والله ولد دي ... كانت تيبة ... كل ما تشوف انا تقول برتكانة اكلتي ... برتكانة ايزة تشربي هاجة؟
بعد ساعتين كدا مشو المطار .... والطيارة اقلعت بيهم للخرطوم ... فجأة انقلبت الموازين .... بعد ما كانو عائلة كبيرة وسعيدة جايين وهم فرحانين ... بقو عائلة حزينة ومفجوعة في ولدا .... رجعو وهم ناقصين .
علي في الطيارة كان ماسك التلفون وبعاين لي صورة فهد ...كانت صورتو في ماليزيا ومصورنها ليهو اصحابو من دون ماهو يخت بالو ...كان قاعد في سلم في الجامعة وهو بعاين بالفاصل الزجاجي وفي ابتسامة في وشو : يعني كدا خلاص ... مشيت مننا يا فهد ... هسه انتي حاسي بي ؟.... لو حاسي بي انا زعلان منك ...اي زعلان منك لانك مشيت ... انا كنت بتكلم معاك لكن انت ما رديت علي ... ورقة شفرة منو حيهددني بيها تاني ؟
فهد انا عايز اقول ليك شي ... معليش الكلام جا متأخر بس انا كنت خجلان .... انا بحبك شديد يا فهد انا كنت فخور عشان انت اخوي ... ولو كان بيدنا انو نختار الاخوان ... كنت حاختارك انت تاني 💔.
بعد عدة ساعات وصلو وهم تعبانين وعيونهم جفت من البكاء ... وبدت وفود المعزيين تصل .
دخلو الرجال والاولاد وبدو يغسلوهو غسل الميت .
وقبل ما يدفنوه دخلت امو وقرأت عليهو القرآن ... كانت قاعدة جمبو لي اخر لحظة مرات تبكي وتمرر يدها في شعرو ... ومرات تتكلم معاهو ... ومرات تصبر وتحتسب وتدعي ليهو .
نادو البنات عشان يودعوه .... عمر كان واقف جمب امو ... واحمد بيقرا في ادعية .... كرم قاعد في الكنية ...ومحمد متكل على الحيطة و بعاين ليهو ... وعلي قاعد جمبو في الارض.
دخلو البنات بهدوء ... في كانت بتبكي ... باستو في راسو ودموعها نازلة وقالت بي صعوبة : مع السلامة .
اي واحدة ودعتو وبكت .
نوران باست راسو .... كان جسمو باااااارد .... وعيونو مقفولة .... دا الكان بيقول ليها بحبك شديييييد .... دا الكان مستني منها كلمة وااااحدة ... بس فات قبل ما يسمعها ... ضحى بي نفسو وانقذها بي بسالة .... وفات وهو خالي فراغ كبير في حياة كل انسان عرفو في يوم .
نهاية الجزء الخامس عشر