في صباح اليوم التالي , كانت الأجواء جميلة والأهم من هذا مزاج "أسيل" في أرقى درجاته..
إستيقظت بنشاط واضح لتضع بعض مساحيق التجميل على وجهها البدر ليزيده جمالا فوق جماله , ثم ارتدت ذلك السروال الاسود الكلاسيكي مع بلوزة بيضاء تبدي أناقتها وقد علقت نظارتها الشمسية فوق رأسها كي تفلت شعرها الأسود الحريري على طولها ..
..
نزلت على صوت رقع كعبها العالي الأسود لتذهل ريم من منظرها الجميل .."انتي في غاية الجمال اليوم!"
..
أبعدت بعض خصلات شعرها للخلف كي تنظر الى نفسها في المرآة المجاورة وقد وضعت يدها على خصرها الأعوج
..
"انا دائما في أبهى طلة ايتها الصغيرة"
..
"لقد اتصلت بخالد واخبرني أن المدير ينتظرك "
..
"حسنا سأتاخر ان لم اذهب الآن.. "
..
ورمت لها قبلة في الهواء ورحلت مسرعه .....
ريم وأسيل هما فتاتان يتيمتان قد عاشا تحت الظلم منذ وفاة أبويهما في حادث سير , فاضطرت الحكومة ان تزج بهما في الميتم , حتى شد عودهما واصبحتا قادرتين على الاعتماد بنفسيهما..
..
بحثوا عن أي رابط أسرة قد يعتني بهما ولكن رفضهما الجميع لان أهل أمها يبغضون والدها كثيرا ,وأهل والدها يكرهون أمها بعد أن اصدروا اشاعات انها سحرت ابنهم ..
"لقد تزوجوا عن حب " ,لقد تزوجوا رغما عن انوف الجميع!...
.
..
على الطريق السريع, كانت تطقطق اصابعها على المقود كي تلقي نظرة على ساعه يدها , تأففت وهي تنظر للوقت المتأخر .
.. وصلت الى ذلك المبنى الراقي , رمقت بعينيها طوله الشاهق وهندسته الرفيعة لتقرأ تلك العبارة "ثانوية شباب المستقبل" . اخرجت الهواء من رئتيها تحاول تشجيع نفسهاا .."حسنا هيا فلنبدأ العمل"
..
دخلت لترى تصميمه الممتاز من الداخل ولوحاته المدهونة على الحائط ثم وصلت الى الباب الزجاجي الكبير , دقت عليه بهدوء كي ترى ذلك العجوز يفتح لها الباب مع بسمة قد شقت ثغره المتجعد ..هل المدير هنا ياسيدي"
..
"نعم , ولكن من أنتي!"
..
"أستاذة اللغة الحية الجديدةة"
..
"مرحبا بك أيتها الأستاذة , ستجدين مكتب المدير في الطابق الثاني .."
مشت بكل عزم وثقة حتى وصلت الى مكتب بابه من الجلد الأسود , دخلت لتجد السكرتيرة ترمقها بشدةة , حاولت أسيل السيطرة على اعصابها جراء نظراتها الغريبةة , واصلت سيرها الى مكتب المدير بعدما أذن لها بلدخول ..قدمت ملفها بين يديه بعد حوار تعارفي قصير, وقد جحظت عيناه لجسدها المثير ,, كان رجلا أصلعا يبدو عليه الترف في المال ,
ملأت صدرها بالهواء وهي تنظر لجدول التدريس مع نسخة للمنهاج الدراسي ....
وهاهي تسير نحو القاعه رقم خمسة لتبدأ إلقاء أول درس لها ..
دخلت على اصوات الصخب والازعاج , كان الطلاب يقيمون حفلة لعدم وجود معلم يدرسهم تلك اللغة التي يكرهها صنف الأدبيين ..
وطأت قدمها القاعه لينظر اليها الجميع بذهول ..
وماهي ثوان حتى عاد الضجيج مرة اخرى , اتجهت نحو المكتب فجلست وهي تنظر لحركاتهم الغريبة ,
ضربت كفها على طاولة المكتب ليعم الهدوء دقائق معدودة فقالت ..
"Hi, I am a new English teacher and we will start an excellent hassle-free school year"
..
وما إن أكملت كلامها حتى انفجر الجميع ضاحكين من لكنتها الغريبة المثيرة للسخرية بالنسبة اليهم , فقام أحدهم يحاول تقليدها ليضحك الطلاب بطريقة هستيرية ..
شعرت ببعض الغضب يسري في دماءها واحمر وجهها وتسارعت نبضات قلبها فقامت على طولها صارخه في وجوههم .."أغبياء! أغبياءء! كفوا عن الضحك جئت لتعليمكم لا لأهرج لكم"
..
نظر احدهم الى صديقه وقال بهمس.."لقد أتت منذ دقائق ولم تتحملنا كيف ستقضي سنة كاملة يبدو ان المطاف سينتهي بها الى مشفى المجانين"
..
وجهت عينيها نحوه لتنظر اليه كما ينظر النسر الى فريسته .. "لولا قانون التدريس الذي يمنع بتعنيف الطلاب لقطعت جسدك الهزيل إربا إربا .."قالتها وهي ترص على اسنانها بغضب ..وقطع ذلك الموقف صوت جرس انتهاء الحصه , ليقلب الطالب عينيه ضجرا من تهديدها الذي لم يحرك فيه شعرة واحده , فهم الجميع بالخروح من الحصه لتجلس مردفة رأسها الى المكتب تحاول ان تهدأ ولو قليلا ,عليها ضبط اعصابها كي تستمر في هذه الوظيفة..
..
نزلت الى الإدارة تبحث بين الأزقة عن قاعة الأساتذة , والكل يرمقها بنظراته كأنها الغريبة الوحيدة بينهم , وقد كان صنف من الطالبات يتهامسن عن طريقة لبسها المثيرة وصنف آخر من الطلاب يتمنون لو تلقي اليهم نظرة عابرة او بسمة ملفتة,
.. دخلت قاعة الأساتذة التي تحوي طاولة على مدى اتساع الحجرة تضم على جانبيها كراسي بعدد المدرسين ,,
كانت تترأس تلك الطاولة إمرأة مجعدة الملامح قد بدت عليها الجدية , أنزلت نظارتها وهي تقول لي ,,"من أنتي يافتاة"!
..
وماكادت تجيبها حتى ألقت تلك العجوز عينيها على جسدها لتردف.."هنا مؤسسة تعليم يا آنسة وليس ملهى ليلي هل أتهت الطريق!!"
..
ضحك الموجودون بسخرية عليها والبعض الآخر استهزأ بها , ولكنها حبست دموعها في مقلتيها ورصت على أسنانها ,توجهت لتلك المرأة العجوز لتضربها بنسخه المنهاج الدراسي على وجهها .
..
سكت الجميع ينظرون اليها باحتقار بينما وقفت المدرسات يطمئن على السيدةة ..
وقالت احداهن بغضب .."هل انتي حمقاء ! هذه رئيسة قسم الأساتذة وهي مدرسة اللغة الأولى هنا!"
..
لتجيب أسيل بثقة..
"وانا مدرسة اللغة الحية الجديدة في هذه المؤسسة لن اسمح لأي شخص اهانتي أفهمت!(بغضب)
..
وخرجت مهرولة الى القاعة رقم خمسة بينما الطلاب مازالوا في وقت الفسحة ..
..
..
رن الجرس لبداية حصة جديدة أخرى ولكنها لم تسمعه لشرودها في ماحدث قبل قليل , وعادت ضجة الطلاب الى تلك القاعة
.. وقف ذلك الطالب الذي القت إليه التهديد في حصتها الأولى أمامها . رفعت رأسها لتنظر اليه باستغراب فقال .."عليك أن ترحلي ,سيأتي الاستاذ الملتحي."عقدت حاجبيها وغاصت في أفكارها .."ارهابي"!
..
"نعم سيأتي بعد قليل عليه ان لايراكي هكذا"!
..
"يراني هكذا! ماذا تقصد!"
..
"انظري الي فتيات الفصل , جميعهن يضعن على رأسهن قطعه قماش عندما يتقدم هذا الأستاذ , رغم أنهن لسن بمحجبات احتراما له !"بقيت تنظر اليه باستغراب وصرخت ممسكة بجبهتها .."ماهذا المكان الغريب"!
..
قاطعتها تلك الطالبة التي كانت تترقب حضوره على شق الباب وهي تصرخ في زملائها .."لقد أتى!"
..
أسرع الجميع الى أماكنهم وأسيل تنظر اليهم بإندهاش ,
.. عم صمت رهيب بين ازقة الفصول , ماكانت تسمع الى صوت حذاء يقبع على الأرضية ..
حتى ضرب عصاه بالباب ....
أنت تقرأ
مـحبوبي آلمـلتحي !
Romanceيقف بهہيبة على قآرعهہ آلطـريق لتبدو مـن بعيد سـوآد لحيتهہ ، تدآعب أصـآبعهہ حبآت آلـسـبحهہ آلَزِّرقِآء لتتّمَتّمَ شـفآفهہ بنطـق آلتسـبيح ، ،"نعمـ إنهہ هہو ، آلمـلتحي ! تآبعوآ آلقصـهہ #سـونيآ_رشـيد