5~

2.5K 116 5
                                    

عادت اسيل الى منزلها ونفس الروتين يتكرر في كل مرة , حيث انقضت عطلة الأسبوع في لمح البصر وهاهو يبدأ أسوء أسبوع في تاريخ الطلاب. الإختبارات..
..
كانت أسيل منغمسة بين الأوراق , تحاول التركيز كي تثبت أنها الأستاذة الجديرة بتربية الأجيال الصاعدة , فليس شرطا ان تكون ذات تعاليم دينيه كي تستطيع غسل عقول المراهقين ..
..
كانت المدرسة في أول يوم امتحان عبارة  عن ضجة وارتباك , وبعدما قسمت الإدارة قاعات المراقبة على المعلمين , لسوء حظها كان الملتحي ذاك هو شريكها في الحراسة ,
.. قلبت عينيها بضجر حينما رأته جالسا على المكتب يشق وجهه ذلك المبسم الباهي كي يبعث السرور والأمل في نفوس الطلبة
..
حمحمت وهي تدق الباب بأناملها للإنتباه وألقت التحيه على الموجودين باللغة الإنجلبزية ..
"Good morning, students"
رمقها بتلك النظرة الحادة قائلا .."وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وفضله وبركاته"
..
ابتسم بعض الطلاب وتهامسوا فيما بينهم حتى اصابتها نوبة عصبية كي تصرخ فيهم قائلة..
"
Shut up!!!"

.."كيف لمربية أجيال أن تصرخ في وجوه طلابها بهذه الطريقة الغير لائقة "(قالها صادق متسائلا)
..
عقدت حاجبيها بغضب وهي توجه كلامها اليه هذه المرة ..
"Dont talk to me. I hate you and I HATE YOUR KIND
..
نظر إليها ببرود اعصاب وقال .."متى سوف تنزل!"
..
قالت"ماذا!"
..
"الترجمه أسفل الشاشه"
..
تخبط الطلاب من شدة الضحك وتعالت ضحكاتهم في القاعه حتى بدأ يسكتهم ويكتم ضحكاته بينما تنظر اليه بغضب وكره ..
..
..
جاءت أوراق الأسئلة فارتجفت قلوبهم , واصفرت وجوههم خوفا وهلعا . اصبح كل منهم يفرك اصابعه ويحاول قراءة الأسئلة بتمعن . حاول المعلم أن يذهب خوفهم ويطمئنهم ببعض الأذكار والأدعية , والتي قد هدأت من روعهم قليلا بينما أسيل تراقبهم فحسب دون ان تقول شيئا ..
..
وبعد مرور نصف ساعه من الوقت كانت لا تزيح عينيها على ذلك الملتحي , تتخيله في هيأته الحقيقية مع خيزرناته الطويلة , تصوره في ذهنها وهو يعذب الأولاد ويذبح النساء ويستولي على الأملاك , تراه داعشيا مخيفة فضا غليظ القلب ..
..
ولكن ماقطع حبل أفكارها ذلك الطالب الذي أخرج من جيبه ورقة صغيرة فيها بعض الجمل , صرخت به فأرعبته , وقعت الورقه على الأرض فداست عليها بقدمها كي لا يحملها من جديد. لكنه دفعها بقوة حتى سقطت على الأرض ..

اندهش المعلم وجميع من في القاعه من تصرف هذا الطالب الجريئ , فصفعته بقوة حتى طبعت يدها على وجهه ,

تدخل الأستاذ وجذب الطالب اليه , فأجلسه في المكتب بينما خرجت مهرولة للإدارة تحمل تلك الورقة التي ظنتها غشا والحقد يملأ قلبها تريد أن تشتكتي وتنتقم منه.
..
بدأت دموع التلميذ بالنزول وهو خافض الرأس ومعلمه ينظر اليه نظرة عتاب وبصوت هادئ .."لم فعلت هذا يا بني"
..
أجاب بصوت خانق.."تلك الورقة تحوي على رسالة قد كتبتها لي أمي قبل وفاتها منذ أشهر وهي تطمئن وجلتي كلما خفت او توترت , أرى حروفها فيطمئن قلبي , هي ورقة ولكنها أغلى من كنوز العالم بالنسبة لي .."
..
.."لقد داست عليها بقدمها ومزقت طرفها بكعبها .. كأنما داست على قلبي وقطعت شرياني..."
..
تأسف المعلم لحاله وطبطب على كتفه.. فلم يجد مايجيب هذا المراهق الجريح ..
"عليك الإعتذار من الأستاذة , فليس من شيمنا أن نقلل احترام الكبير,حتى لو كان عن طريق الخطأ , اذهب لتغسل وجهك ثم عد"
..
قطع حديثهما وقوف المدير على الباب وبجانبه اسيل مربعة يديها الى صدرها ..
"أستاذ صادق مالذي حصل "?
..
"سيدي المدير هو مجرد سوء تفاهم لو تترك لي الأستاذه مجالا للشرح وال..."
..
قاطعته صارخه في وجهه.."شرح ! سوء تفاهم!!, لقد مد يده علي ذلك المراهق المتهور واطلب بطرده حالا!!!"
..
"سيدي المدير ان تلك الورقه هي.."
زفرت الهواء وقاطعته مرة اخرى !
..
"سيدي المدير لقد كان يغشش وهذا المعلم يبدو انه متفق معه في الأمر !!

جحظ المدير عينيه وهو ينظر اليه باحتقار .. "سيد صادق اريدك في المكتب"

..
شعرت أسيل ببعض الإنتصار وهي تراه مدبرا خلف المدير , نظرت الى الطلاب الذين شردوا في الحادثة ونسوا ورقة أسئلتهم ,

أما في مكتب المدير , كان "صادق" يقف بهدوء ينظر الى المدير الذي ينفث دخان سيجاره الطويل أمامه , أخرج مسبحة من جيبه واصبح يحركها بين أصابعه ..
"أستاذ صادق . مالذي حدث بالتفصيل"
..
وروى له ماحكى بالتفصيل فاستنكر القصة وشك في صدقه ..
"تريد ان تقنعني أن كل هذه الضجة من اجل ورقة كتبتها امرأة قد ماتت منذ أشهر! , يبدو انك تريد أن تخسر وظيفتك"
..
سيطر على ملامح وجهه كي يخفي غضبه بين طيات بسمته الباردة , "يمكنك أن تسأل الطالب إن شئت"
..
ثم استدعى الطالب , وجلس يسأله بعض الأمور الذي قد طرحها على الأستاذ من قبل , ولكنه لم يقتنع بتاتا .. وأمر إدخاله مجلس التأديب وطرده مدة أسبوع من المدرسة عقوبة على ماقام به ..
.."سيدي المدير يمكنك رؤية الورقة وسوف تصدق كلامي!"
..
لقد غادرت أسيل ومعها الورقة لن يثبت صحه قولك الا عندما تعود صباح غد..
..
تأسف الطالب على أستاذه الذي أقحمه دون قصد في هذه المعمعة لكنه طمأنه أن الأمور ستكون بخير وأنه حتى لو خسر وظيفته من اجل هذا الطالب فسيكون سعيدا أنه نصر مظلوما ..
..

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن