26~

1.9K 95 3
                                    

كانت تجهيزات العرس قد أخذت حيزا كبيرا من أوقات أم صادق , فهاهي أخيرا سترى ابنتها بالثوب الأبيض ,الفرحة التي لن تبدلها بكنوز الدنيا قد حلت عليها أخيرا . بينما جدة قمر لم تتركها وحدها بل كانت معها في كلشيء تقوم به إلا أن الشعور متعاكس , فقد تذكرت حالها وهي تجهز عرس ابنتها الوحيدة التي فقدتها في سن مبكرة جراء رجل مهمل تافه .
"متى سيكون عرس صادق!"

"لا أعلم , ربما بعد شهر من زواج أبرار"

"هل ستقيم العروس معك هنا!"

"طبعا لايمكنني ان أبعد صغيري عني"

رد عليها ذلك الصوت الرجولي الخشن الذي دخل صاحبه للتو
"صغيرك! أمي لقد أصبحت أكبر سنا من طقم الفناجين الذي تخفينه للضيوف منذ أربعين سنة!"
ضحكت جدة قمر من مزحته لترد عليه أمه مستغربة ..
"ماقصتكم مع طقم فناجين الضيوف! أصلا صنع خصيصا للغريب الذي يدوس بيتنا وليس لأصحاب البيت هذه هي القواعد"

وضع الفنجان الذي كان يشرب فيه ورد ممثلا حالة هستيرية ..
"وهل تنص القواعد أنه عليك أن تشنقي ولدك البكر إن شرب من إحدى هذه الفناجين ."

"نعم بالطبع!"
"حسنا ,هروب إذا!!"

"لقد أخرج فنجانا من طقم تلك الفناجين!! سأمسك بك أيها المشاكس!"
ولكنه فر هاربا متعمدا اثارة غضب أمه ,. تلك أحد طباع والده الذي توارثه عنها,

نزل الشارع متوجها للمسجد قبل أن تفوته صلاة العصر , تحسس هاتفه في جيبه , أخرجه ليطقطق بأنامله ذلك الرقم الذي رن رنتان ليرد عليه ذلك الصوت الأنثوي .."ألو?"

"وعليكم السلام كيف الحال!"

"بخير "(بتوتر)

"هل تأخذين أدويتك بإنتظام!"

"نعم أفعل"

"حسنا سأمر أنا ووالدتي بعد صلاة العصر للإطمئنان عليك , هل تحتاجين شيئا ما يمكنني إحضاره من أجلك?"

"لاشكرا"

"حسنا وداعا"

إجابات أسيل المختصرة قد ولدت الشكوك في صادق, لقد كانت تتكلم وكأن أحدهم بجانبها , ولكنه على علم بجميع علاقاتها فمن ياترى قد طب على خطيبته فجأة ليزعجها في فترة مرضها!

"القهوة جاهزه!" ريم بحماس

"حسنا حبيبتي أنا قادمةة , ولكن أين زوجك"

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن