35~

1.9K 103 2
                                    

"أسيل! أسيل! "
استيقظت وهي تصرخ بهلع , تصرخ , أين أنا! مالذي حدث!"
..
ضمتها ريم الى صدرها تحاول تهدئتها , جبينها قد تجمعت فيه حبات العرق , جسدها يرجف ,قلبها لايكف النبض عن الهيجان ..
أصبحت تجهش بالبكاء , تردد كلمة "آسفةة " على لسانها ..
تمسح ريم على شعرها الأسود الحريري .."إهدأي حبيبتي لقد كان كابوسا وانتهى"

تتنهد بألم , تخرج ذلك الزفير من صدرها بقوة , تضم أختها اليها بقوة كأنها فارقتها لسنون , تتمتم الحمد على لسانها أنها لم تفقدها حقيقة.
صادق!
أين هو!
حملت هاتفها بيدين مرتعشتين , ليرد عليها صوت رجولي ناعس ,
"السلام عليكم , هل أنتي بخير!"
تبسمت لاشعوريا وهي تسمع صوته , أصبحت تقبل سماعة الهاتف بشكل لا إرادي حتى قطعها الصوت مرة أخررى
"آلو , أسيل"?
وماكان جوابها الآ كلمة واحدة ..
"لاتغلق المكالمة , إبق معي أرجوك!"
صوتها الذي اختلط بجهشة البكاء قد بثق الحيرة في قلبه , لم يرد أن يثقل عليها بالأسئلة ,نفذ طلبها فحسب.
وماهي دقائق حتى سمعت أنفاسه القوية التي توحي أنه غط في نوم عميق
كيف يستطيع أن يفعل ذلك ! ينام دون تفكير! أليس لديه مايفكر فيه! يؤنب ضميره مثلا! يتذكر مواقف حصلت ولم تحصل!
كيف يستطيع أن ينام مرتاحح البال , ألا تزورهه الكوابيس!
تتساءل بينها وبين نفسها إلى أن غافلها النعاس لتنضم اليه في نوم عميق .
..

في تلك الشقة التي اعتلاها الخراب , فقد بدى على ساكنها عدم الإنضباط , كانت تلك الصغيرة منكمشة على نفسها كوضعية الجنين تغط في نوم عميق , يبعد خصلات شعررها التي تغطي وجهها البريء يتمعن تفاصيله , كأنه يرى السعادة نائمة أمامه , يتمنى لو كانت زوجته على قيد الحياة , لترى أمنية قد سهرت الليالي تتخيلها , ولكنها ومع الأسف رحلت دون ذلك .

~~~~

"لحيتك , هي جميلة جدا , كل شعرة منها تزيدك وسامة فوق وسامتك"
نظر اليها صادق بإستغراب , أليست أسيل من كانت شديدة الإلحاح عليه ليحلقها واليوم أصبحت تعجبها , قال بإستغراب ..
"هل أنتي بخير?"
كان اللمعان باد في عينيها , كأنها مراهقة ترى حبيبها الغائب عنها أمامها ..
"ثوبك ذا النصف ساق , هو ووقار , ومازاده هيبة هو صاحبه الذي يرتديه , القالب دائما غالب"
ضيق عينيه  ورفع حاجبه الأيسر بإستغراب ,وأصبح ينظر لأسيل بتمعن كأنه يتأكد إن كانت هي خطيبته أم قام أحد ما بغسل دماغها ..لقد كانت تسخر من ثوبه دائما وتصفه بثوب داعش!
"هل لي أن أطلب منك طلب?"
أجابت بلهفةة ..
"سمعا وطاعة يا زوجي مهما كان الطلب فأنا تحت إمرتك , أنا أمتك وزوجتك وجنتي بين كفيك"
شرد مستغربا لكلامها وشعر لولهة أنها تسخر منه أو تقوم بمقلب معه ..
"أسيل ,إن كان مقلبا فتوقفي لأنني لا أحب هذا النوع من المقالب الذي يحرك الواجهة النفسية داخلي!"

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن