17~

1.9K 107 4
                                    

"لماذا لا تتحدث مع صديقك جعفر يا علي!"(قاالها صادق بحيرة)
..
"لقد قام بفعل سيء معي ومن ذلك اليوم نحن لانتحدث"
..
ارتشف قهوته ليزداد الحاحا في سؤاله ..:"مالذي فعله!"
..
"حسنا قبل سنة بالتمام وفي منتصف الليل...رن هاتفي فإذا بالمتصل مجهول ( inconnu) فتحت الخط وقلت مترددا : " ألو".
رد صوت فتاة: - ألو ...كيف حالك؟
- بخير الحمد لله، من معي؟
فأغلقت الخط في وجهي .
لم أكترث لما حدث وواصلت نومي.
في الغد وفي نفس التوقيت ...اتصل الرقم المجهول فتحت وقلت ألو، فإذا الفتاة نفسها تقول : " ألو ...كيف حالك؟"
- بخير ...لكن من أنتي؟.
أغلقت الخط في وجهي، شعرت بالغضب، ...ثم واصلت مطالعة كتاب كان في يدي.
في المرة الثالثة وفي نفس التوقيت...اتصل الرقم المجهول
فتحت الخط وقلت: " من أنتي، ماذا تريدين؟"
قالت : " ما بك غاضب هكذا !...كيف حالك؟".
قلت : " أنا بخير ، لكن من أنتي؟".
فأغلقت الخط في وجهي.
في اليوم الرابع اتصلت فانفجرت في وجهها :" لا تتصلي بي مرة أخرى، ولا تسأليني كيف حالي، أنا بخير...امسحي رقمي"
- طيب ...طيب ...لماذا انت غاضب مادامت مكالماتي تضايقك بهذا الشكل فلن أتصل.
ثم أغلقت الخط .
في اليوم الخامس لم تتصل، كنت أنظر إلى هاتفي منتظرا اتصالها وسؤالها عني ...
ومرت أيام ....لم تتصل ، فقلت " يارب تكون بخير ...".
بعد شهر بالتمام ...اتصلت، فتحت الهاتفي ملهوفا
- ألو ....هاذي انتي.
ضحكت : " هل افتقدتني؟".
- يعني ...
- كيف حالك. ؟
- أنا بخير !.
ثم أغلقت الخط في وجهي !.
لم أفهم سبب سلوكها، لكن تعودت على سؤالها اليومي عني، شعرت بسعادة بالغة بأن هناك من يتفقدني حتى ولو كنت لا أعرفه.
وذات يوم وبينما كنت في نادي الرياضة   ...سمعت صوتا أنثويا خلفي يقول " كيف حالك؟".
إنه نفس الصوت، ونفس النبرة .....التفتت مسرعا وقلبي ينبض فإذا به جعفر صديقي ...يقلد الأصوات.
لعب بمشاعري " شرير".
المهم بعد أن افرغت على وجهه فنجان قهوة سااااااخن، قضيت شهرا أتصل به يوميا لأسأله : " كيف حالك؟".
فيقول لي : بخير!
ثم أغلق في وجهه الخط.
وبعدها بأيام لم يعد يتحدث معي وحظرني من جميع برامج التواصل , حاولت الاعتذار منه ولكنه طردني من بيته!.
..
"فعله غريب جدا , فرجل بطوله وعرضه لايقوم بأعمال المراهقين.."
..
"لا أحب العبث يا صديقي فأنا رجل جدي للغاية"
..
أردف صادق بقوله محاولا تغيير مجرى الحديث ..
"لماذا لاتعمل معي في نفس الإعدادية"?
..
"وهل الراتب نفسه لايتغير!"
..
"لا , بل هو أقل من راتب التدريس في الثانوية , لأن ساعات الدوام أقل"
..
"لا أستطيع فراتبي الحالي وغير كاف!"
..

وبعد انتهاء اليوم , عاد صادق مرهقا للمنزل , كان هادئا جدا إذ يوحي الجو بغط أخته وأمه في نوم عميق ,, أشعل الإنارة ليرى سوادا امامه!! فز من مكانه وأصبح يستغفر الله ويستعيذه من الشيطان الرجيم , فبإعتقاده أنه جني قد ظهر له في قلب البيت .
أطفئ النور وعلا صوته بآية الكرسي ,وكلما أشعله وجد السواد يقترب منه في كل ثانية , هلع للمنظر وكاد يبتعد خطوات للوراء , حتى صرخ السواد بصوت حاد جعله ينتفض من رعبته ..
جاءت الأم مهرولة وهي تنظر لصادق المحشور في زاوية الصاله و "ابرار" التي ترتدي السواد بالكامل مخيفة لأخيها , قالت معاتبة ..
:"ابرار ! ابتعدي عن أخيك!!"
..
هدأت دقات قلبه حينما سمع صوت أخته تضحك على وجهه المصفر ..
:"لقد كان مقلبا مخيفا!"
..
"تستحق ذلك اخي!!"
..
"حسنا لقد نلت مني يا ابرار"
..
"نعم لقد فعلت ,"
واتجهت الى غرفتها وهي تشهر بلذة الإنتصار , تتقلب بين أحضان سريرها تضحك بهمس كلما تذكرت ملامح وجهه المصدومة ,,تبسمت مع نفسها لترفع ذراعيها للسماء .."اللهم إحفظ صادق ولا تريه بأسا في حياته"
..
من قال أن الدعوة لاتستجاب في نفس الوقت? , كثير من الناس يجهلون هذا الأمر ,الدعاء وإن طالت مدة استجابته أو قصرت سيستجاب في كلى الحالتين ,لأن المدعو له هو الله! الله!

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن