32~

1.9K 101 0
                                    

كان ذلك الملتحي يجلس في تلك الحديقة ينظر كل ثانية لساعته بملل , كأنه ينتظر أحدهم وقد تأخر , يراقبه عن كثب ذلك الرجل ذو القبعة السوداء وربطة االعنق  الغريبة وحذاءه الأسود الذي يحدث قرعا على الأرض كلما خطى ,  طريقته الغريبة في اقتناء الملابس كأنه من السبعينات ,كثير من التساؤلات في رأسه , يود وبأي طريقة الاقتراب من صادق . شجع نفسه قليلا واقترب منه ملقيا السلام
وبعد حوار تعارفي قصير استقبله صادق برحابة صدر ومبسم مشرق , ولكنه أراد التطفل أكثر ليستوجبه في بعض الأسئلة فيأذن له الملتحي بذلك ..

"كيف استطعت الإلتزام , والمواصلة فيه الى الآن!"

"إلتزام! في الواقع لم أصل بعد إلى هذه المرحلة"

"ولكن ماذا عن ثوبك! , لحيتك!"

القى نظرة على ملابسه ليجيبه قائلا"هي مجرد إعجاب بثوب الصحابة ومظهرهم , أنا حر أعجب بمن أشاء!!"

"حسنا رد منطقي ولكن كيف تفسر تحكمك في شهواتك ,أليس لديك شهوات!"

"بلى لدي! , ولكنني إنسان مكرم لاتتحكم نفسي بجوارحي"

"ألا تحب النساء! ألاتتمنى الخليلات!?"

"بلى أحب! أنا رجل كباقي الرجال ولكن لاتعجبني البضاعة المتاحة للجميع!"

"حسنا البضاعة في كلى الحالتين متاحة ومجانية معروضة فلماذا لاتنتهز الفرصة وتمتع ناظريك بها!"

نظر اليه مطولا وقد استفزه سؤاله "لأنني أغار على حريم بيتي وسأفقئ العين التي تحاول النظر إليهن ,أليس كما تدين تدان!"

حاول ذاك الرجل تغيير مجرى حديثه بعدما رأى احمرار عيني صادق من الغضب..
"حسنا ماذا عن العبادات, كيف استطعت الإلتزام بها!"

نظر الى ملابسه وملامحه التي توحي أنه رجل قانون
.."تماما كما التزمت أنت بدستور الدولة والقانون"

"أتعني ذلك حقا"

"نعم , أنت تعيش على دولة تخضع لقوانينها شئت أم أبيت , وأنا أعيش على أرض أخضع لقوانين خالقها!"

"أتعني إلتزامك هذا ماهو الا طبيعة حياة تعيشها!"

"نعم هو كذلك"

"إن كان هذا طبيعيا , فما الإلتزام بالنسبة اليك"

"لايوجد مايسمى في الإلتزام , فقط عش على طبيعتك خاضعا لدستور الله , هذه هي الحياة الصحيحة , الإلتزام هو مصطلح أطلقوه كي يحعلو الدين أكثر تعقيدا وتخويفا , نحن لسنا في كتيبة عسكرية تحملنا مالاطاقة لنا!"

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن