19~

1.8K 102 3
                                    

"هي جميلة جدا وجذابة ,ستعجبك يا أم صادق"
..
"ولكن الأهم هل ستعجب ولدي?"
..
"مارأيك أن نذهب زيارة لها لإحتساء القهوة وإن لم تعجبك فأنتي حرة!!"
..
"حسنا , ولكن لايمكننا الذهاب اليها دون موعد فقد نزعجها!"
..
"لا تقلقي حيال هذا الأمر لقد أخبرتها بزياتنا لها"
..
"حسنا إذن "

..
كان صادق وعلي في مقهى الحي كعادتهما , فمنذ أن تعلق الناس بأسلوبه في طرح النصائح وحلول مشاكل الناس أصبح التأثير عليهم واضحا والإصلاح قد تغلغل في قلوبهم فأصبح الحضور لاستماع مواعظ صادق شيئا لا يمكن الإستغناء عنه ..
كانت المقهى تعج بالرجال داخلها وخارجها , بينما توسط القوم بصوته الحاد وحديثه الذي لايمل منه الناس ..
أقبل ناصحا اليهم بادئا بالسلام..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأب المربي أيها الأخ الوفي أيها الزوج القوي

الله الله في النساء..
الله الله في الأخلاق والستر والحياء..
الله الله في محارمك و ذوات خدورك  ..
قم بدورك  واتق ربك وتحمل مسؤوليتك
اغرس في كل بنت حُملت أمانتها وحفظها وتربيتها  وكنت قواما عليها  قيم هذا الدين السمح الحنيف ..
حببها في الحياء والحجاب والستر والعفاف منذ الصغر بحكمة و تعلم وتعرض لنور الوحي المبارك ..
لا_تدعها فريسة للملذات والشهوات والفضائيات وصفحات التواصل بلا رقابة او توجيه او عناية
..
..
..."ياسادة يا كرام , أنا كنت مدرسا في إحدى الثانويات ,ورأيت العجب العجاب من بناتنا , يأتين الى مجالس التعليم بثياب فاضحة ,,

ياترى هل هن طالبات أم عارضات أزياء!!
..... تنفس الصعداء ثم أكمل معاتبا:"
في الماضي كانت طالبات المدارس والجامعات يحرصن على الاحتشام، والجدية، والالتزام بشكل وتصميم ملابسهن المناسبة لأعمارهن كطالبات، كان الجميع يدركون أنه ينبغي لهن الظهور بمظهر لائق ومحترم يتفق والهدف السامي النافع – وهو طلب العلم الذي كان أملا وغاية من أجلها تهون الأيام حتى يوم التخرج، ومن ثم يلتحقن بوظائف ويبذلن كل ما لديهن لينتفع مجتمعهن، ويؤثرن في أفراده إيجابا، سواء كن معلمات، أو طبيبات أو مهندسات أو غير ذلك..

… صمت لبرهة ثم اعتصرت عينيه ألما وهو يخرج من صدره تلك الكلمات الحارقة ..:"
. أما اليوم فقد صارت المدارس والجامعات في كثير من البلاد العربية – مع كل أسف - أماكن لعرض الأزياء، وأحدث صيحات الموضة الخاصة بالأزياء، ومستحضرات التجميل، وتسريحات الشعر!، وكأن هذه الأماكن أصبحت متنزهات للمرح، واللعب، وتكوين العلاقات، وتنافس الفتيات فيما بينهن على إظهار جمالهن، ومفاتنهن لنيل نظرات الإعجاب، وكلمات الثناء، والمدح من قِبَل الأبعدين، والأقربين!..
.
مؤلم جدا أن تسقط هيبة كل رجل منكم من أجل لباس ترتديه ابنته اخته وغيرهن من محارمه، و احترام أماكن تلقي العلم في أي مكان واجب لا جدال فيه؛ لأن هذا الأمر إن دل على شيء، فإنما يدل على هوان، وضعف مستوى التعليم فيها، وتفاهة، وانحطاط شعبها، كما يبرهن على أن استعداد هذه الدولة للتخلف، والفساد، يفوق استعدادها للتقدم، والنهضة!، وهذا يحمل في طياته إنذارا لهذا الشعب بأن مستقبله، ومستقبل الأجيال القادمة سيكون مظلما، -إذا ما ضاعت القيم، والأخلاق، وتدهور مستوى التعليم، وأصبحت التفاهة، والسطحية عنوانا لهذا الشعب..مع احترامي للبعض.
.
لا شك أن خروج الفتيات من بيوتهن متبرجات، أو كاسيات عاريات – للذهاب إلى المدارس، والجامعات – يؤكد تقاعس الكثير من الأمهات، والآباء عن القيام بواجباتهم تجاه بناتهن، وتقصيرهم في تنشئتهن على التمسك بتعاليم، وقيم الدين الحنيف، وغرس الحميد من الأخلاق، والمبادئ في أنفسهن، وعقولهن؛ ليكُنَّ صورة مشرفة للإسلام، والمسلمات أينما حللن..
.
فالفتاة خارج البيت مرآة لأسرتها، وتعكس أخلاق، وسلوك من ربوها. فإذا كانت محتشمة، ترتدي ملابس ساترة، غير واصفة ولا كاشفة؛ دل ذلك على أنها تربت على الاحترام والحياء والعفاف، وأن أبويها محترمان، مستقيمان، يغاران عليها، ويهدفان إلى الحفاظ على سلامتها من أي مكروه.
.
أما إذا كانت الفتاة متبرجة، ترتدي ملابس تظهر أكثر مما تبطن، وتتعطر خارج البيت، وتضع مساحيق التجميل على وجهها؛ فهذا نتاج فشل تربوي في تنشئتها تنشئة صالحة، تقيها شر الوقوع في براثن الفتن المهلكات في الدنيا، والآخرة..
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، #رواه_الترمذي.
.

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن