25~

1.9K 97 10
                                    

كان النوم سلطانا على البشر , إذا نزل ستار الليل تثاقلت جفونهم ليطغى عليهم بصفة مؤقتة كأنه على اتفاق مع ساطعة الشمس التي ستداعب وجوههم حين تسلسلها من شبابيك بيوتهم كي تبعث فيهم الحياةة مرة أخرى .
ومع حلول الصباح الجميل , استيقظت أسيل بإنزعاج وهي تسمع قرع الباب المزعج , أغمضت عينيها بقوة تحاول التجاهل , مما زاد من قوة دق الباب , ضمت رأسها تحت الوسادة وكل مرة يزيد الصوت المزعج! .
"تبااا! إنها السادسة صباحا!"
صرخت بأعلى صوتها كي يهدأ صوت الطارق ."قاادمة"
لملمت خصلات شعرها تحت الحجاب وارتدت لبسا فضفاضا يغطي جسدها , فتحت الباب بعينين ناعستين وفم متثائب
"عمر! , ولكن مالذي تفعله هنا!"

"صباح الخير عزيزتي , جئت لأشرب فنجان قهوة واصطحبك للدوام , اردت أن نذهب سويا"

"سويا!!!"

"نعم , لقد اتصلت مرارا ولكن هاتفك مغلق لذا جئت دون موعد"

"أنت أبله غبي!(بغضب)

"لا تأتي الى هنا مرة أخرى"وأغلقت الباب في وجهه بقوة

"لن أبرح مكاني حتى نذهب سويا, اعتبريه اعتذارا ولندع المياه تعود الى مجاريها"

فتحت الباب مرة أخرى لتصرخ في وجهه
"ايها الغبي قد تمت خطوبتي بالأمس وعقد قراني اغرب عن وجهي "
واشارت الى خاتمها الذي يلمع بين اصابعها

"لن تنطلي علي هذه الحيلة أنتي تريدين ابعادي عنك بأي طريقة وهذا لن يحدث لانيي مغرم بك"

"اللعنة هل تريد ان تفضحني أمام الجيران قلت لك ارحل من هنا "

"لن ارحل حتى نذهب سويا للمدرسة!
ضربت جبتها بغضب وهي ترص على أسنانها من الغضب , ثم رمقته نظره خاطفة لتقول بنبرة تهديد
..
"ان لم ترحل من هنا فلن يصر خطيبي على وجودك هنا"

"خطيبك الوهمي حسنا أنا انتظره لأراه بأم عيني"
برمت شفتبها لتقول بحيلة ..
"لالا أنت تعرفه حقا , صادق"
"من صادق!"
"زميلك السابق في المدرسة"
قال بسخرية "يستحيل أن اصدق هذا الأمر , حتى للكذب فنون يجب مراعاتها لاتكوني سخيفة .."

"حسنا ستصدقني حين تراه بأم عينك صاعدا الى هنا"
بلع ريقه حين تحسس نبرة الجدية من حديث أسيل ..
"اياك أن تاتي الى هنا مرة أخرى أفهمت!"
..
واغلقت الباب في وجهه بقوة . لترمي جسدها المنهمك مرة أخرى على السرير
نظرت الى المنبه بعين نصف مفتوحة ..
تأففت وهي تنظر للساعة السابعة والربع ..
خبأت وجهها تحت اللحاف ورحلت الى نوم عميق دون أن تكترث لدوامها ,

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن