قلبه الذي يرجف بقوة , يود لو أن هناك صورة توضح ملامحها الصغيرة ,وجهها قد غطاه الدماء , شعرها الطويل قد تناثر عليه الغبار إثر الحادث المريب .
"هل هي بخير!"
قالها عمر بقلق وهو يحمل ملف المشفى الذي يخص صغيرته ."نعم هي بخير! , لقد خرجت منذ أسابيع ولكن على مايبدو أنها فاقدة للذاكرة , هي تأخذ فحوصات الطبيب في مواعيد محددة "
"متى آخر موعد سيكون!"
"في الواقع لا أعلم , ولكنني سأراقب مواعيد الطبيب الخاص بها وإن علمت شيئا حيال الأمر سأتصل بك"
"أنت لن تنسى هذا الموضوع أليس كذلك"(بغصة)
تبسم سمير بإطمئنان ..
"سأكون أول من يجمع أبا مع طفلته لاتقلق"كانت نفسية عمر مدمرة تماما , انقلبت أموره على أعقابها , أصبح يعيش في عالم اللاوعي بين مصدق ومكذب , تشتت أفكاره فهو ليس بدارك إن كان مايحصل حقيقة أو حلم!
عاد لشقته المعتادة التي يعمها الخراب في كل زاوية , امتطى سريره ليرى ألبوم الصور , تلك المرأة الحسناء مازالت صورتها المبللة بدمعه فوق وسادته , نظر اليها مطولا ثم نام على إثرها , هذه الغفوة الهادئةالتي ينالها طوال هذه السنوات التي مضت.
…كان ذلك الملتحي الأشقر يطل على شباك الجناح ,على البحر الذي تعكس شمس الغروب لمعانه , يرى كيف ترتدي السماء حلتها السوداء المزركشة بالنجوم , لنقول أن المساء قد عم والليل قد ساد هدوءه ..
"العشاء جاهز!"
نادت أبرار بقوة صوتها للمرة الثالثة..لتتفاجئ من عدم الإجابة ..
وقفت أمام باب الحجرة واضعة يدها على خصرها ليلتفت علي وقد بدت على ملامحه الإنزعاج .
"لست جائعا تناولي العشاء وحدك , سأخلد للنوم!"نظرت اليه مطولا حتى استقوت عليها العاطفة , حاولت أن تستفسر منه أمر انزعاجه ولكنه أبى أن يعكر صفوة العروس السعيدة في شهر عسلها .
هو شاب من عائلة محترمة, تتكون عائلته من أخويه ووالداه , كانت أمه أستاذة رياضيات في إحدى الثانويات أما والده فكان طبيبا قد نفع مجتمعه في فترة حياته .
أما أخواه فكان أحدهما رساما ينبثق الفن من بين أصابعه التي تلاعب ريشة الرسم على الصفحات البيضاء , والآخر كان أحبهم لقلب علي , لقد كان أخوه أحد أئمة مساجد الحي ,
حياته كانت مفعمة بالهدوء والإستقرار, عدا ذلك اليوم المشؤوم الذي قررت فيه العائلة السفر لإحدى الدول مانعين أخذ علي معهم , لقد كان طالبا في الثانوية العامة واختباراته النهائية قد اقترب موعدها لذا لم يسمح كل من والديه باصطحابه وتضييع دروسه المهمة ..
في تلك اللحظة غضب غضبا شديدا , شعر بالظلم والإهانه , هو أصغر من في المنزل لايعني عدم اصطحابه معهم في الأسفار.
عاد للمنزل في تلك الليلة بعدما أستودعهم في المطار , عاد والشرار يتطاير من عينيه يكسر كل شيء أمامه . مراهقق!
نام على تلك النوبة العاطفية المزعجةة , ليستيقظ صباحا على صوت منبه المدرسةة, من سيمنعه الآن لعدم الذهاب للمدرسةة! والدته ليست موحودة بالطبع إذا فاليوم إجازة .
بات يقلب قنوات التلفاز بضجر , وقد ملأ فمه بالفشار يبحث عن فيلم يسلي خلوته وحيدا في هذا الجو الممل.
استوقفه الخبر العاجل , وقوع طائرة في المحيط إثر إقلاعها مساء امس !
إنقبض قلبه!..
لالا, إستبعد الأمر , لابد أن الطائرة تلك من دولة أخرى!
غير القناة الأولى ,والثانية والثالثة , جميع القنوات تتحدث عن الخبر!
لربما إحدى الطائرات التي أقلعت أمس وليس شرطا الطائرة التي يركبها أهله!
يتحدث مع نفسه..!
يطمئن نفسه!
سيعودون خلال أسبوع هو متأكد
ستعود والدته لمعاقبه على غيابه
سيعود والده ليمنعه من تناول المأكولات السريعة خوفا على صحته
سيعود أخاه ناصحا إياه مذكرا لصلاته
سيعود أخاه ويلطخ وجهه بيديه المتسختين بالألوان المائية ..
خبر عاجل!!
القناة تعرض صورا للضحايا على الساعة السادسة مساءا ! ...
الساعة الآن الواحدة زوالا!
حسنا سينتظر!
خبر عاجل!
ليس هناك على متن الطائرة ناج!
احس برعشة تسري في ركبتيه , ماذا! هل ينتظر صورا لأهله ويتأكد من وفاتهم!
لربما ليست نفس الطائرة!
خبر عاجل!
الطائرة التي رحلت على الساعة السابعة مساء أمس إلى أرض القاهرة ..."
مصر!
لقد كان أهله ذاهبون لزيارة عمته في مصر ! لقد كانت مرأة مسنة على فراش الموت تريد أن ترى أخاها الأصغر وعائلته .
ولكنها إمرأة ظالمه , لقد ماتت وأخذت أخاها وعائلته معها وتركتني وحيدا دون أهل !
أنت تقرأ
مـحبوبي آلمـلتحي !
Romanceيقف بهہيبة على قآرعهہ آلطـريق لتبدو مـن بعيد سـوآد لحيتهہ ، تدآعب أصـآبعهہ حبآت آلـسـبحهہ آلَزِّرقِآء لتتّمَتّمَ شـفآفهہ بنطـق آلتسـبيح ، ،"نعمـ إنهہ هہو ، آلمـلتحي ! تآبعوآ آلقصـهہ #سـونيآ_رشـيد