29~

1.9K 101 5
                                    

في تلك الليلة, بينما ريم تتكئ على السرير تضع أسيل رأسها أمام بطنها المنتفخ الذي يحمل ذلك الجنين المشاكس , لايكف عن ضرب أمه في كل تارة يفاجئ صفوة حديثهما بركلة من قدمه الصغيرة ,
وعلى السرير المقابل كانت تلك الشقراء الصغيرة تمثل نوما عميقا الا أن أذناها قد كانتا بين كلمات الحديث الذي دار بين الأختان ..
"أسيل , هل تحبين صادق!"
ذلك السؤال الذي بدر من ريم وهي تلاعب خصلات شعر أختها ..

لتجيب الأخرى بتوتر ..
"لا أعلم .."

"ولكنني أرى الحب في عينيه"
قالت ريم بمكر ..

"نعم وأنا كذلك أرى اهتمامه , لا اعلم في البداية رأيته رجلا شريرا والآن أراه الزوج المستقبلي العطوف والأب الرحيم مع الفتاة!"

"لاتكوني قاسسية افتحي له قلبك!"

قالت أسيل بغضب
"ريم كفي عن قول الخرافات سنتطلق ريثما تنتهي مشكلة الفتاة الصغيرة هكذا اتفاقنا!

"حسنا حسنا ولكن هل نظرت الى عيناه ولو لمرة!"
بحماس! , لتجيبها أسيل بطريقة اللاوعي ..
"

نعم, السواد الذي في عينيه يوحي بهيبته , كسواد ليل قد أسهر عاشقا من الشوق!"

فتحت ريم عينيها على مصرعيهما لتجيبها بصوت أفزعها .."إذن أنتي تحبينه!"

"لا لست كذلك!"

"لقد تغزلت به الآن!"

"أتعلمين الحديث معك مضيعة للوقت سأخلد للنوم بجانب صغيرتي !

ضمت أسيل الوسادة وهي تضغط عليها بقلق ,كاد قلبها أن يتوقف من شدة نبضه , إسم صادق أو سيرته إن فتحت أمامها تلبكت ودخلت في بعضها لا تعلم حقيقة مشاعرها , هي لاتفرق بين الحب والاعجاب , لربما كان إعجابا مؤقتا ينتهي بطلاق!
~~~

"لقد أحضرتني في منتصف الليل , لتطلب مني عينة من دمائي مرة أخرى! , ماذا هل جننت يارجل ألم يتحمل هذا الموضوع التأجيل للغد!
كان ذاك الرجل الذي يقف صارخا في وجه الممرض الذي طلب منه عينه من دماءه .
"هون عليك ياصديقي ,الموضوع خطير للغاية , لايمكنني أن أحكي لك شيئا حتى أتأكد من الأمر"بقلق

أمسك عمر طرف قميص الممرض سمير وأصبح يخضه بقوة كأنه مجنون قد هرب من المصحة العقلية , رص اسنانه بغضب ليردف قائلا ..
"لست في مزاجي أبدا , أنا لست بخير كيف لك أن تعبث معي في آخر الليل .."

ومع تلك الكلمات التي خرجت من فم عمر اشتم منه سمير رائحة السكر والخمر , يبدو أنه لم يصحو من سكرته بعد ..
حمله الى أقرب غرفة للعلاج وحقنه حقنة تهدئ اعصابه قلييلا وتجعله يغط في نوم عميق ..

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن