27~

1.9K 95 2
                                    

وبعد مرور ثلاث ليال على هذه الحادثة ...

"أين أمي وأبي?"
تلك الصغيرة ذات الجسد الهزيل المحاطة بكل الأجهزة, طريحه على سرير أبيض تفتح عينيها ببطئ شديد لتسأل الممرضة التي تقف أمام السيروم وتعمل على تغييره , قفزت بقوة وهي سعيدة أشد السعادة بصحوة هذه الصغيرة من غيبوبتها لتردف بسرعة منادية الطبيب المشرف على علاجها

"مرحبا أيتها الصغيرة , كيف حالك اليوم?"
لتجيب بصوت ضعيف يتقطع له القلوب ..
"أين أمي وأبي"

"سأتصل بهما ياقمر .."

"لماذا تناديني بقمر .? هل أنا جميلة لهذا الحد"?

اقترب الطبيب باسما .."بل أنتي اجمل منه لذلك سأناديكي من اليوم فصاعدا قمر , هل اتفقنا"!
طأطأت رأسها موافقة على كلامه وقد ارتسمت بسمة بريئة على شفتيها.

دقائق معدودة التي أجراها الطبيب في الإتصال بجدة قمر , كفييلة أن تجعل كل من يجتمع في منزل جدة قمر مسرورا مهرولا الى المستشفى لرؤيتها .

وبعد وصلولهم كانت أسيل تتلهف لرؤيتها وهي تمسك بذراع "صادق" خشية ان يقع مغشيا عليها من الفرحة لرؤية هذه الصغيرهه, اما جدة قمر فكانت ترتجف اوصالها تستغيث بالطبيب ان يدخلها لرؤية حفيدتها ..ولكن السؤال الذي طرحه الدكتور ليتوقف الجميع في حيرة ..
"أين والدة الصغيرة? ستساعدنا في العلاج كثيرا!"

قالت جدة قمر بصوت مبحوح مخلوط بالغصة .."لقد توفت إثر ولادة قمر"
تأسف الطبيب لذلك ليردف سؤالا أسوأ من الأول
"ماذا عن والدها أين هو?"
تجمدت ملامح الجدة , وأغلقت جفونها بقوة لكي تجيب الدكتور بصرامة .."ليس لها أب!"
"أتقصدين أنها يتيمة الأبوين"
"نعم"
"الفتاة تحتاج شخصين يمثلان دور والديها , سيساعدنا الوضع في البداية لاسترجاع ذاكرتها"

كانت أسيل تترقب كل حرف تقوله الجدة , هي تعلم من هو والد الفتاة , وماكادت تنطق افصاحا عن الأمر حتى قال علي مخاطبا الطبيب
"حسنا على إحدانا أن يمثلا دور الأبوين , إما أسيل وصادق , أو أنا و أبرار!"

نزلت دمعة حارقة على خد أسيل , لتقول مقاطعة علي .."لقد أخبرتني قمر يوما أنني أشبه والدتها كثيرا في الملامح , أنا أحبها وتعلقي بها شديد جدا , أريد أن اكون الأم!
ووجهت ناظريها لصادق الذي وقف حائرا , "هل تسدي لي هذه الخدمة يا صادق , أن تمثل دور الأب لفتاة يتيمة !"
مسح دموعها بأصابعه وطأطأ رأسه مبتسما موافقا على ذلك.
أما جدتها فكانت تتألم ,تريد فقط أن تراها ولو خلسة عن الجميع

اصطحب الطبيب صادق وأسيل الى حجرة الصغيرة , فتحت أسيل ذراعيها لقمر كي تبادلها الأخرى العناق بشدة وكأنها أمها الحقيقية , لم تبد الصغيرة أي تساؤلات عن أسيل ولكنها كانت تنظر لصادق بإستغراب لتسأل ذلك السؤال البريئ.."من هذا يا أمي ?"
فأجابت أسيل بصوت مرتجف مخلوط بالبحة والحزن .."هذا والدك عزيزتي ألم تتعرفي عليه"!
..
"لا يا أمي والدي لم يكن لديه شعر على وجهه"!
ابتعلت ريقها وهي تحاول اخراج صادق من هذا الموقف ,والذي بدوره بقي صامتا في زاوية الغرفة ..
"صحيح يا عزيزتي ولكنه حزن على غيابك عنه لذلك أسقت دموع عيناه وجهه حتى نبتت له هذه اللحية  الجميلة!
ضحكت قمر بسعادة واتجهت نحو صادق كي تمسكه من خديه .."لاتحزن يا أبي سأكون معك من الآن فصاعدا !"
ضمها بطريقة لا إرادية وهو يقبل كتفيها ويلعب بخصلات شعرها الجميلة .."ستكونين كذلك يا ابنتي ."

مـحبوبي آلمـلتحي !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن