اقتباس.... قرب..

2.3K 33 47
                                    

اقتباس.... قرب....
قربك يعني انصهيار طاقتي وصبري وجلدي، يوضح حزني وقلة حيلتي وعجزى وعشقي وانك كلي، وان كنت بعض من عقلك يا كل عقلي، أبلغ السلام والتحية، وارسلك لك عصفور العشق يبلغك كل الحب وكل الشوق لعيناكي ولاحضانك، ابغي تذوق العسل من شفتيك، ابغي سماع كلمات الغزل ولكن بعد كل هذه الرغبات لا اري الا البعد والحزن، وجفاء غلب جفاف الصيف، وفقد داخلي قد قطن.....
.........
كانت وسام تتجول بشيء من الهون مع جدها في استطبل الخيل بسرور حتي وقعت عيناها على فرس اسود غامق اللون عالي وقوي، تمنحه أشعة الشمس لونا ملفتا، شعره الأسود الامع يخطف القلب والنظر، حركاته بقدمه الثابتة وعيناه السوداء تخطف العقل، فهتف المعجبة بإعجاب شديد قائلة " جدو انا عايزة اركب الحصان دا"
ضحك الجد ضحكات خفيفة المدي وقال " يابتي اول هام انتي لساتك تعبانة وجرحك طري، وتأني هام دا حصان واعر، محدش يقدر يركبه غير صاحبه"
وسام بتساؤل.... ومين صاحبه يا جدي...
الجد بإبتسامة.... معتصم صاحبه يابتي....
صمتت وسام لدقائق حتي سمعت صوت معتصم قائلا بهتاف وحب لجده " نورت المزرعة يا كبير، والله العظيم نورت الاسطبل كمان "
الجد بإبتسامة وحبور.... بنور صحابها يا ولدي... قولي اي الأخبار أن شاء الله المحصول زين والناس واحنا جبرنا...
معتصم بسعادة بالغة... لا الحمد لله المحصول عال عال جبرنا ونص والبلد كلها فرحانة...
الجد بسعادة... يارب علطول يعطينا من كرمه يا ولدي، بقولك زى ما ربنا بعت الفرحة للكل، رايد منك طلب....
معتصم بهدؤء ونظراته تسرق بعض اللحظات للساكنة بجوار جدها.... اومرني يا غالي...
الجد بهدؤء... شايف كهرمان...
معتصم بتعجب... فرسي، ماله اذي حد...
الجد بهدؤء... هروح ارتاح هبابة تكون ركبت ليت عمك الحصان وفرحتها هي كمان... يلا مستنيكم عند الشجر خدوا وقتكم....
نظرت وسام لجدها الراحل مصطحبا مطاوع غفير معتصم المجاور له... بينما صمت معتصم قليلاً قائلا وهو يتجه لحصانه المحبب "  عامل اي يا صاحبي"
اقترب منه حصانه بحب ونظر له في دلال وعطف لعله يجد قطع السكر والحلوى الذي يطعمها له معتصم دائما، واقترب منه حصانه بشيء من الغيرة يسبب تلك الواقفة التي أخذت تركيز صاحبه... مد معتصم يده بما يحب حصانه من السكر وبعدها العشب الطازج لياكل الحصان في نهم حتي قال معتصم " قربي يا وسام متخفيش تعالي"
وقفت لثوان مكانها... ثم تقدمت بشيء من الخوف له، ومن هيئة فرسه القوى فقال معتصم " هاتي ايدك متخفيش، افتحيها"
بسطت يدها ليضع هو في كف يدها حبات السكر، ويضع يدها على كتفها ليجذبها امامه برفق قائلا " معلاش اتحملي دلع كهرمان، هو كدا مش بياخد على أي حد "
نظرت له وسام بهدؤء، نظرة اذابت بعض ثباته حتي ابتسم بلين قائلا "... حطي ايدك قدامه متخفيش "
معتصم وهو يشير لفرسه" يلا كهرموني... يلا كل السكر من العسل كل متتكسفش"
نظر له الفرس قليلا، ثم نظر لها واقترب ياكل حبات السكر وهو ينظر لصاحبه من حين لآخر وكأنه يحدثه قائلا " اتلك الحسناء التي حدثتني عنها من ذي قبل"
لحظات حتي أشار لها معتصم بالمسح علي عنق الفرس برفق حتي يعتاد عليهآ قبل انتاطئه... وبالفعل، بعض النظرات من الفرس لصاحبه ولها فسكن وأعطاه إشارة القبول للصعود علي ظهره..
معتصم بهدؤء... هركب وهركبك قدامي، متنسيش أن جرحك لسا طري...
أومات بهدؤء لرغبتها الشديدة في ركوب ذاك الفرس ذو اللون الأسود الخاطف.. وبالفعل دقيقة حتي أصبحت فةق الحصان وأمام معتصم تستند بظهرها على صدره ويحطيها بيده وعبائته... وتتحول بعيناها في المكان وتستمع بالنسيم في ساعات الغروب قائلة  وهي تمسح علي ظهر الفرس بحب"  المنظر جميل والجو حلو اوى، مش ممكن تسرع"
معتصم بهدؤء.؛... كهرمان ببسرع جامد معندوش وسط، هتتعبي وتخافي...
وسام بهدؤء.. وهي تنظر لها... عايزة اجرب سرعته ممكن...
تنفس معتصم بقلة حيلة أمامها وأمام هذه القرب... وشد لجام فرسه، لينطلق بسرعة كبري ويخرج من الباب الخلفي للمزرعة الذي يحفظه عن ظهر قلب لكثرة خروجه من هناك ويتجول سريعاً في الحقول وعلي الطريق وينطلق هنا وهناك ويقفز أمام العقبات حتي اتي بحركة سريعة مباغتة عند امسك معتصم اللجام وغير موضعه عندما وجد أحدهم يظهر في الطريق فجأة ليصرخ الحصان غاضباً، ولتنتفص وسام بألم فهذا التراجع والحركة المباغتة اوجعتها وربنا فتح جرحها من جديد، فاندفاعها هذا لامام وهي شادرة كاد يهلك بها لولا يد معتصم حصنها الأمين ممسكة بهآ، اقترب منه واراحت رأسها في الفراغ الموجود عند عنقه لتتنفس في الم وتعب وهو يمسح على شعرها بهدؤء قائلا بحي ولطف " اهدي اهدي متخفيش محصلش حاجة" اخذ يمسح على ظهرها لتذهب عنها انتفاضة جسدها المفاجئ، ومن ثمّ أراد وجه الفرس ليعود للمزرعة ومن ثم يعود للمنزل برفقة جده الذي كان يتناول كوب الشاي وهو ينظر لأجواء بهدؤء وسكون شديدين.... بينما هي سكنت مما كانت حتي وصلا وانزلها معتصم قائلا بقلق" انتي نزفتي "
وسام بوهن... متقلقيش بسيط، ممكن نروح...
معتصم وهو يلف عبائته عليهآ ويحملها بهدؤء لتنضف متالمة فيقول " متقلقيش دقائق ونروح واجبلك الدكتور"
وبالفعل خرج هو من أحد الاركن ووضعها في السيارة بعيداً عن أعين العمال، وأبلغ جده بأنهم راحلون باقصي سرعة للقصر، بينما هي سكنت من الألم في دفء عبائته وعبق عطره......
يتبع...... " اقتباس تعويضي عن بتاع امبارح وتصبيرة لبكرا... 😂 ودا قبل الطلاق... وشكرا. "

" سلسلة معزوفة العشق"... الجزء الأول.. (.... شعاع عشق بلهيب  إنتقام)...... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن