الفصل التاسع والعشرين.. نصيب!...

3.2K 75 29
                                    

الفصل التاسع والعشرين.. نصيب!... ..
" مالك ومالنا يا هوى، ما كفي هوى وسبنا في اللي جرنا"......
نحلم بالعشق وناخذ جروحه فقط، ونحلم بالسعادة ونحصل على الصعاب، ونحلم بالرفعة وناخذ المتاعب والسهر فقط، ونحلم بالاستقرار وناخذ الحروب... ونحلم بالراحة ونجد العناء، هاهي الحياة تعطي عكس ما تحلم به، فاجعل دائما قلب متغير المطالب والطباع، اجعله حرباء صغيرة لتعيش في بعض السلام وتسكن للقدر، وتذكر أن لكل شيء ثمن فلا انت ثمن اي شيء تريده، فإذا خسرت نفسك لم تبرح الندم ولن تجد السعادة، والحب نصيب وعلي نواياكم ترزقون....
...........
سلامتك...
حاولت وسام الحديث ولكن خانتها قواها لم تستطيع فعلها.... وهنا طلبت هدير الطبيب لفحصها الذي أكد مرور مرحلة الخطر واستقرار الحالة كليا... ومما أدي إلي انتشار السعادة  نسيبا بهذا الخبر ولكنها تعمدت إثارة غضب معتصم مجدداً... بانكارها ماهية ما صنعوا هكذا قائلة لصوص... أي لصوص يا غبية الذين سوف يقوموا بفعل هذا ببنت كبير بلادهم وخاصة أن أدهم يعلم كل أبناء الليل الذي لا يرفعوا وجههم ولا سلاحهم على نساء وهكذا كان حكم وأمر غلاب... الذي منع السرقة لاحقا... والجدير بالذكر أن وقت الحادث كان بالنهار ويستحيل أن يحدث أمام العامة دون أن يصنعوا شيئ ولا يوجد في أرضهم أماكن مهجورة أو مقطوعة، كاذبة فاشلة شغلت تفكيره عن ماهية هؤلاء، انها مكيدة وعليه معرفة أصحابها من هم هؤلاء وعليه أن يعلمها عدم الكذب بغباء هكذا ولكن لتفيق قليلاً من ألم ما هي به ولنقوم بالحديث.........
وعلي ذكر الحديث.. قرعت الطبول ودقت بسعادة لزفاف ابن ال سلطان علي لوجين ابن عائلة مالك، أكبر عائلات المنطقة وأصحاب سمعة لا تشبوها شائبه في التجارة أو الحياة الخاصة وما حدث وذكر مجرد قول لا ينفي ولا يثبت شيئاً، وهذا الزواج يكذب كل الأخبار والأحداث ويجعل الكذب حقيقة، تعالات و زغاريد النساء فور نزول العروس بكامل زينتها.... ليقبل والدها رأسها بحب، وتعلق يدها المرتعشة الرافضة بيده مربتا عليه بحب رغم غضبه ولكن عليه أن ينسي غضبه وسط زفاف ابنته الوحيدة التي جاءت بعد عذاب شديد واعوام من الجفاف والحزن، فهو لا ينسي انه كان عقيم وأنه بعد الكثير من العلاج والصبر والدعاء والألم رزق بهآ، واليوم تزف، فلينسي بعض الحزن لياجله لوقت آخر، وهنا جلس العريس وجده ومالك والده علي طاولة عريضة وسط المكان واتي المأذون مبتسماً منهيا تسجيل البيانات الشخصية لهما، وقال بحبور " ناخذ موافقة العروسة، هاه يابنتي موافقة عشان نتتم الإجراءات"
زمزم بثقة وهي تضع يدها على كتفها قائلة بقوة " موافقة يا شيخ، عروسة بقي ومكسوفة..
الشيخ بهدؤء... طاب خلينا نسمعها منها ونفرح كلنا... وعلق نظره على العريس شادي....
وهنا نظرت لها زمزم بتحدي قائلة" اي يا لوجين قوليهم انك موافقة"....

صمتت لوجين وحركت يدها بتوتر وخوف شل تفكيرها، هي تريد الهروب ولكن فشلت وستفشل، تريد الرفض ولا تعلم كيف، ولكن موقفها ضعيف، فنظرة رحمة لأبيها هي لا تريد أن تقتله حزناً وقهرا برفضها، بسبب فشل مخططاتها... تنفس بألم قائلة " ايوة موافقة ".....
وهنا أطلقت الزغاريد بحبور شديد، وبدأت مراسم عقد القران، حتي قال المأذون " بارك الله لكما وعليكم وجمع بينكما في خير، بالرفاء والبنين أن شاء الله".... وانطلقت الزغاريد مجددا من قبل النساء ووزع الشربات وبعد قليل فتحت المائدة وتبقي هناك غريق وصريع ومنتقم... فليس شادي الا عاشق ينتقم لغرار عشقه والمه الماضي، يتذكر رفضها السابق له، قائلة إنه ليس ملائم لها وأنه غير لائق بالنسبة لها ذو التعليم المتوسط، لست هي أمنية ليكون هو سيد السيد، يتذكر مجددًا ما صنعت لعشقها مالك، كادت تدمر عائلتها بأكملها بسبب عشق مجنون لا فائدة منه لا يوجد من الأساس الا في رأسها، يتذكر انه كل ما صنع من أجلها من الصراع والتعب راح هباء واليوم تكون تحت سلطته وستكون بين يده ليأخذ حقه وحق ألمه وقلبه، وليجعلها تري الخوف وتتذوقه ويجعلها مكسورة الجناح والحلم، تائه مدمرة يقسم بكل شيء داخلها بأنها لن تكون ذكري لتلك القوة الفاحشة التي تتدعيها وتتحدث عنها..... لحظات قليلة لتمر ساعات بين السكوت التمثيل ليتقرب موعد تمثيل الفربسة وتعذبيها حق تعذيب........
... وفي منزل عامر كان يجلس واحضانه طفله، ويتذكر أن اليوم اخر ايام العزاء، آخر أيام حداد تنسيم تلك العاشقة الغبية، التي عشقته رغم كل السؤء للنخاع، هجهرها وتركها، وابلغها بعشق أخري وزواجه ولكنها لم تتركه بل ترجته بالعودة وانتطرته أعوام، وعندما غابت عادت باكية مشتاقة تشق هدؤء صدره، تعيش في ألغام احضانه، فتك بها الغيرة، ودمرت خلاياها، أدت لموتها ولكنها لم تصل إلى باب قلبه حتي، ولكنه سوف يذكرها دائما ويعطيها ذكري حسنة ويعيد علي نفسه يوما بعد يوم ذكرياتها، فهي ألم لم ينتهي بموتها، هنا أتت سيلين قائلة... اخلي حد يطلعه.  ..
رفع يده رافضا وقائاا بتسائل " هي تنسيم كانت غبية للدرجة"
سيلين بهدؤء... الحب مافيهوش حسابات دي حرب، متعرفش انت بتعلم كدا بأي حق وبي، والحرب لقاتل لا مقتول يا فارس لجبان...
سيلين بهدؤء وطلب... سؤال...
عامر بهدؤء.... اسألي...
سيلين بهدؤء... تنسيم دافعت عن حبها غلطت وصبرت واتحملت، انت عملت اي
عامر بهدؤء.  انا دافعت عن حبي واختياري ولكن انطعت بغدر. فوقت متأخر، الصدمة أخذت جزء من قوتي لدرجة اني محللتش الأحداث غير امبارح وانا بستلم روحي....
سيلين بهدؤء... حمدلله على سلامته، نرجس هانم ناوية على أي...
عامر بهدؤء... مظنش ان ليها رأي... ومظنش أن بقي ليها عين...
سيلين بشيء من الخوف... عامر هتنتقم...
نظر لها ومن ثم طفله ورحل معلنا انتهاء الحديث....
...... ومعلنا انه سؤال واحد ليس إلا مسموح الإجابة عليه، يجعلها تقف خائفة في منتصف الطريق، فعامر ذا طباع مخيفة، وحزن قاتل وغضب مفاجئ وانتقام سريع وسام.....
.... وفي وادي آخر حجزت نسيم غرفة في احد الفنادق باسم بسام كما طلبت منه، لتهبط في مقهي الفندق لتقابله " كويس انك جيت"
بسام بهدؤء... خير  مالك...
نسيم بشيء من الخوف... الباشا يا بسام مافيش وقت هيلاقني انا مبقتش عارفة اهرب... الحكاية انعقدت...
بسام بشيء من عدم الفهم... مش فاهمك...
فقصت عليه سريعاً الأحداث قائلة بوجل... انت قرارك اي...
بسام بشيء من الغموض... يعني انتي بنتها... بنتهم....
وتذكر دموع رآها في عيزن أحدهم يوما، عندما يبكي من فراق والديه، بسبب عيد الام الذي لم تعرف له طعم بسبب غياب والدتها، رأي ابتسامتها المنقطعة والباهتة، رأي حزن دفين في ذكرياتهم، واليوم يقدم له الانتقام الأكثر قسوة وبشاعة في العالم، فقيد بفقيد يا صغيرتي وقال "  في حل واحد قدمنا بس هتقرري دلوقتي ووقتها هحميكي..."
نسيم بلهفة... قول انا معاك...
بسام بانتصار... نتجوز...
انتفضت ملامحها وفزعت أفكارها لتجد حالها صامتة حتي قال "  اشوف وشك.. بخي....
قاطعته بسرعة وهي تمسك مرفق يده مانعة اياه من الرحيل" بسام انا موافقة..."...
دخلت الدجاج لجحر الثعلب ليبتسم بسرور ويضحك شيطانه العاشق أو القاسي، انه من بدا بالظلام فهو أظلم......... وليشتعل العشق والروح فداء لأي انتقام........ واما هي فكادت تقتل خوفاً علي اختها، لا أثر لها حتي الآن في شقتها في القاهرة ولا عند رفقياتها ولا في الفنادق وغيرها.... زفر الراغبي بغضب لحراسه قائلا... مشغل شوية بهايم ورايا... لو الأرض انشقت وبلعتها هاتوها فاهمين...
الهام بهدؤء... اهدي يا باشا...
احد الحراس... في احتمال واحد،
الراغبي بشيء من الغضب.. قول...
الحارس... بسام ابن حسان نزل انهاردة من إجازته... وعرفنا انه حجز اوضة باسمه في فندق لكن لغي الحجز... بعد ما دفع الفلوس.......
الهام بخوف... مستحيل يكون عمل فيها صح ياباشا...
الراغبي بهدؤء... اهدي عشان نفكر...
هدرت قائلة... احما لازم نلاحقها قبل ما يدمرها يا باشا، ارجوك ابوس ايدك، لو اذها سمه هيرافقها طوول عمرها....
الراغبي وهو يحاول هادئة قليلا قائلا للحرس " جهزوا العربيات والحراسة عندنا طلعة للقاهرة وبلغوا فارس أن مش هنا اليومين دول.....
..... واحتضن زوجته الباكية أرضا بخوف على مصير أختها... قائلا بحب... متخفيش يا الهام هي زى بنتي زى تنسيم الله يرحمها دا حتي مش هتفرق عنها غير في حرف....
ادمعت عيونها خوفاً وحزنا وشكراً... ولكن قدر مشاعرها ويعلم خوفا، فاخر عشق أودي بحياة طفلته.... ولا يريد أن تقتل أخري على يد سفاح مثل بسام.......
..... وفي هذا الوقت كانت حور تدرس في إحدي كتبها حتي جاءت حماتها قائلة... كتب اي دي يا حور يامرت ولدي...
حور بهدؤء... كتب المدرسة، بذاكر عشان الامتحانات قربت...
شهقت وفاء باستنكار قائلة.... كتب ومدرسة، لي هو انتي هتكملي بعد جةزاك من ولدي سيد الرجالة...
حور بتهكم... كل اللي اعرفه حديث الرجالة، اني اكمل حتي بعد جوزاي يا ام سيد الرجالة...
وفاء بغضب... واه بتتقملتي علي إياك...
حور بتجاهل... لي، مش للدرجة...
وفاء بغضب... اتادبي يا حور بدل ما ادبك أن كانت امك مش فاضية تربيكي، فأنتي هتتربي وتتعلمي من اول وجديد...
حور بتهكم شديد... تصدقي خوفت وكشيت، شوفي حالك بعيد عني يا مرت عمي...
وفاء وهي تحاول صفع حور لتجد يد حور مانعة لها وقائلة... كله الا الغلط. غلطتي في اهلي وعدتها ولكن ترفعي يدك اكسرها، يا حرمة عمي مطقهاش ساعة... شوفي لي بقي...
ودفعت بغضب لتسقط أرضا، ولكن آخر المشهد وقع على عين زوجها فارس وقع السم، وقع الدماء علي القطن، وقع ماء النار " الصودا الكاوية" علي الجلد، ليهدر قائلا... حور... لتنتفض الأخري، وتدعي وفاء البكاء قائلة.. شوفت مرتك يا ولدي بتطعن في شرفي، بتمد يدها على امك الغلبانة، يا ميلة بختك يا وفاء... يا حزني مظلومة اول الزمن وآخره...
فارس وهو. يساعد والدته علي الوقوف مقبل رأسها " ما عاش ولا كان اللي يعلمها يا غالية..." وأشار للخدامة قائلا " خديها اوضتها ترتاح وردي الباب وراكي"...
تتراجع حور خطوة واحدة، ولتخرج وفاء بانتصار تقف على أعتاب قبل إغلاقه لتستمع الي غضب ولدها وعقابه لها، وهنا قال فارس " الي سمعته دا صح"
حور بغضب... غلطت في اهلي.... وأثناء تراجعها سقطت أرضا... ليهدر هو قائلا " وأهلك وعمك غلطوا في امي زمان، وغلط يغلط يا بنت الحدايدة..."
حور بخوف وهي تحاول الإفلات من يده " فارس فوق وسبني..."
فارس وهو يصفعها بغضب " شرف عائلتي لا يا حور، انتي جيتي على الف خط أحمر وغلط"
حاولت الفرار والصراخ ولكنه كان أسرع واقوي رد فعل حتي قتلت بغضب"  فارس ليلك تفكر اني زى اللي خلفتك معيوبة، سبني بقولك، لأنك مش هسكت ولا هفضلك فيها ساعة واحدة... "

" سلسلة معزوفة العشق"... الجزء الأول.. (.... شعاع عشق بلهيب  إنتقام)...... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن