الفصل العشرون... بشري.....
" وخاصمني يا زماني وارجع صالحني تاني، نسيني اللي جرالي في العمر الالاوني"......
....................
غلاب... وجع دا المرة دي بأمر قلبك... بس هون على نفسك الأمور كلها هتتحل...
أدهم بسخرية... قاتل جتلة بس طيب يا غلاب والله...
غلاب بضحك... انت اللي طعلت مش سهل... دا المجلس امبارح من غيرك أو بسببك كان حزين...
أدهم بضجر... اوعي تقول هي..
غلاب بهدؤء... بالضبط.....
أدهم باصرار... هروحلها انهاردة عشان اعرف اي حمايتها وارضيها....
غلاب... شكلك حنيت وضعفت..
أدهم بهدؤء.... شكلها غربية وهربانة من حاجة... ملامحها ملامح عز والبت دي مستحيل تكون غجرية..................
... وعلي العشاء تجمع أفراد العائلة وقال الجد... تجهيزات المولد خلصت ولا لسا....
ايهاب بهدؤء... المفروض أدهم هيخلص الحاجة انهارده اومال هو فين يابنتي...
تلثمت لم تعرف ماذا تقول... ونظرت لوالدتها بطلب صامت بإنقاذها... فقالت سناء بهدؤء... غلاب صاحبه تعبان وبيزوره وبسهر معاه...
يوسف بهدؤء... لسا غلاب وسنين غلاب... ربنا يكون في عونه...
حور باستفسار... ماله غلاب يابو...
يوسف بهدؤء... اسمه غلاب العشق والحزن يابنتي... حاجة توجع القلب والله...
حور بدلال.. لا انا عايزة اسمع واعرف منك بقي...
سناء بشيء من الغضب... حور...
حور بضجر... يوه... عجبك كدا يعني...
يوسف بهدؤء... سيبها يا سناء.. وهحكليك كل حاجة بعدين يا حبيبة ابوكي...
معتصم بابتسامة جانبية.. دلع ياحبيبي وانا اللي بشربه في الاخر في الاخر... ونظر لأخيه قائلا... مالك يا كرم ساكت لي...
كرم بهدؤء... اهو هقول اي يعني..
الجد بمزاح... سيب العريس في حاله.. اهوويحوش كلمتين حلوين...
وانفجروا في الضحك.. فكرم شخصية ابعد عن الشخصية الرومانسية فتخيله في جو العاشق مضحك جدا وصعب التخيل... صاحب كلمة يجوز ولا يجوز والأحكام... يقول الغزل والشعر شوف يكون مذهلا حقا وذو طعم خاص... ..
معتصم بهدؤء... الحمد لله طالع مشوار وراجع..
يوسف بهدؤء... علي فين كده يا ولدي...
معتصم بهدؤء... الرجالة هتجي ونقعد في الناحية القبلية... في الجنينة في المجلس اللي هناك.... يلا عن ازنكم.... وتمهل في خطواته ولحقه عواد فور خروجه.....
وقالت وسام... عطورتي هنخرج نلعب لوحدنا.. بس نطلع نطمن على الواجب... ابتسمت عطر وانتهت طبق طعامها سريعاً.. وأخذت بعض الحلو في صحت وصعدت الي غرفتها وقال الجد... امها راجعة امتي...
سناء بهدؤء... اليوم بإذن الله يا عمي...
بهدؤء اكمل طعامه قائلا... زين....
....... وهنا قالت والدة حمزة.... انت بتقول اي يا حمزة...
حمزة بهدؤء... عايزة اتجوز مالك...
قالت بدهشة... بالسهولة دي...
حمزة بهدؤء... وردين ماتت... وغير كذا كان بينا خلافات وكانا ناويين على انفصال... وبعدين وسام مش هتزعل... قرابة عائلة وردين من الطرف البعيد لعائلة جدتها... حتي جدها بس اللي حضر العزاء.. هتختارلي ولا اختار لنفسي...
وتدخل بسام قائلا... حمزة بلاش استعجال.. خد وقتك وقرر بهدؤء....
حمزة بهدؤء... بالعكس يا بسام انا خدت القرار دا بكل هدؤء ومش محتاج تدخلات من حد..
بسام بهدؤء... طاب انا همشي عشان بخلص مصلحة قبل ما الاجازة تخلص..
حمزة بتساؤل.... ومع مين المرة دي..
بسام بهدؤء... حاجة صعيدي كدا إنما اي تعجبك اوى... هريسه الحسني طول عمرها حلوة..
حمزة بنداء يلمؤه النصح... بسام مش كفاية لحد كده....
بسام بهدؤء... سبني اتسلي الدينا فاكهة وانا بحب الفاكهة اوووى خليك فكهاني شاطر....
حمزة وأخيه يرحل. ما يقع الا الشاطر..........
..... وعلي ذكر الشاطر، فقد وصل سريعا لها قائلا... اتاخرت عليكي....
ابتسمت بخجل وقالت... عادي..
بسام بهدؤء... تحبي ناكل بسوبسة... وتحكلي عنك اكتر....
اومات بالقبول... وهي تعلم أنها تحفر قبرها بيدها....
....... وهنا جلست زمزم تتذكر قرارها هل ستستطيع أن تجد مشاعر له وتكون سعيدة وفي أمان بعد كل العناء ام تحقر زمزم حفرة جديدة لها بدون قصد.. وكان مالك يفكر في نفس الشيء، هل القبول كان للخوف من الخسارة، ام فرصة جديدة لهم أم هي تريده اخ وبأي صورة تريد أمان فقط... الكثير من الأفكار درات في رأسه... فقبولها كان قبولا مجهول المعالم والاساس.. علي اي اساس أو احساس تم قبوله... ضمت وفكر مرار... وأعاد نفس الشيء مكررا نفس الاسالة ولكنه وجد نفسه مشوشا فقرر إنهاء هذا الشك الان وزف خبر سعيد لعائلته وهم علي المائدة.... " مش هتقولوا مبروك"
سميرة بهدؤء... مبروك علي اي...
مالك بهدؤء.. عريس لسلمي...
سلمي بدهشة... بالسرعة دي...
ترنيم بمزاح... العب يا سمك...
فتحي بتنبيه... ترنيم عيب... كمل يا مالك..
مالك بهدؤء... هو ابن دكتورة ليها في الكلية وخدوا بكرا معاد... يجو يقعدوا معانا مش هوصيكم بقي... وانتي بعد الأكل فهمني كل التفاصيل....
..... سلمي بهدؤء.. حاضر..... وأكمل ا تناول طعامه وهي تنتظر فقط بدأ شيء واحد لتبدأ خطتها في الاستيلاء على مالك، ملكها الوحيد...
وفي غرفتها قالت والدتها... ناوية علي اي يا لوجين...
لوجين بهدؤء... حالياً مافيش...
متأكدة انه مافيش... الظاهر بكلام ابنك عمك في الاخر انه قريب...
وماله الف مبروك.... هنعمل الواجب وزيادة...
مش مطمنالك انتي مش بتحطي حاجة في دماغك الا لما تعمليها...
بهدؤء أكملت.. نشوف موضوع سلمي وبلغي بابا أن في عريس ليا انا كمان.....
تعجبت وقالت.. هو في أي بالضبط.. هي اي العبارة بالضبط....
لوجين بهدؤء.. كل خير.. فكرني بكرا انزل اجيب فستان حلو.. لخطوبة سلمي...
حالا خليتها خطوبة....
أكملت وقالت... الواد باين انه واقع وبابن انها قصة وقصة حلوة كمان.. اهو خلينا نتفرج...
تعجبت الأم لهدؤءها وعملت انها تنوى لكارثة سوف تهدم كل شيء علي أصحابه.......
.... وفي تلك اللحظات، دخلت وردين بوجه سيلين الي قصر عامر المظلم، فوجدت والدته في انتظارهم... ولاحظت نظرات الغضب والقسوة من خلال عيناها.... ومن ثم رأت فتاة أو سيدة... جميلة تقف أعلي السلم تنظر لها تارة وله تارة، نظرات عتاب قاتلة فعلمت انها زوجته عندنا لاحظت لمعان خاتم زفافهم الحزين علي حالهم.... توقف قائلا لها. .. مدام نرجس... ودي تنسيم مراتي. وصاحبتك مستقبلاً مش عايز خلافات هاه....
صدمت والدته من الشبه التصادم بينها وبين الراحلة... لحظات قبل أن يقول... تعالي افرجك جناحك أو جناحنا.. وأكمل قائلا للخدم... العشاء طلعوه جناحنا...... ووضع يده على كتفها و صعدوا الي جناحهم وهي ترتجف خوفا وذعرا، فهي تخطو بقدمها غاية موحشة غربية الشكل، وألوان باهتة وحزينة وحياة غربية الأطوار والفصول... ولكنها سوف تخطو تلك الحرب بكل قوة لأنها حربها الأخيرة للبقاء والانتقام من العالم بأسره.... وان خسرت سوف تقتل ندما وحزنا لا أكثر........
...... وفي نجوم الليل وعلي ضوء القمر الخافت والاصواء الخفيفة كانت هناك سهرة هادية من غيرها، مل فيها الجمع من الانتظار، فهي لا تريد الخروج وقامت الفتيات من دونها بإكمال الليل الحزين من دونها، فهي من جماله يسكن حزيناً... ينادي حاله بالتعيس... حتي شعر قلبها بعطر، بعطر ليس غريب علي قلبها ولا علي روحها، انه عطره، وأنها أنفاسه بالقرب، بالقرب من هنا أو بالاحري إنه هنا... في مجلسها... ربما يكون أو لا يكون في انتظاره وربما نسي من تكون ولكن هي لم تستطع فعل مثل فعل قاسي الرجل هذا.. فهي لم تظن يوما أن تجد رجلاً لا يستطيع أن يكهل بجمالها ولا بها مثل باقي الرجال واقسمت انه أن وجد سوف مالك قلبها وصنعت له فيضان من الحب الشوق لتكوى بها اليوم.... وخرجت للمجلس بعدما وضعت وشاحها ولكنها لم ترقص ولم تذهل بتصقيف الرجال لها وسعادتهم بعودتها.. وقالت لاحجي الفتيات بوضع الشارب بالبارد له ولصاحبه... ورفعت بكاسها إنهم أصبحوا في ضيافتها.. وكاشارة تراحب بهم.... تجاهل وصمت.. بينما ملت هي الجلوس.. وخرجت من المجلس من أرضهم وتجولت في الأجواء بحزن وقد أصيب عيناها غيم امطر علي وجهها دمع من حزن عميق وشديد.. تختنق مشاعرها، تحن لأبيها ولحياتها القديمة وتتذكر رحيله المفاجئ الذي دمر أحلامها ودمر الفتاة ذات الضفاير الوردية الصغيرة........ وتمشت حتي سمعت صوته قائلا... رايحة فين كدا لحالك... انت بليل وفي أرض الجبل. مش خايفة...
نظرت له وقد ظهرت دموعها في ضوء الليل... ابن الليل مش بيخاف من ابوه يا .... وصمتت فهي عليها أن تكون هادية لا تعطيه اي اهتمام حتي لا يعلم جنونها الصامت فضحك قائلا... أصغر بنت عندك تعرف أدهم الحديدي...
بهدؤء أكملت... أنعم وأكرم...
هتقولي الحق ولا هتكدبي....
الحق.. وأي هو الحق......
هربانة من اي ولي حكايتك... انا حامي الجبل وأمانه وكل دول بامري انا وبس... فقولي انتي هربانة من اي بالظبط واي حكايتك لو عايزة الأمان..
توقف بصدمة وكانت تفكر في الهروب.. حتي قال " متحاولش تهربي وتمشي أو تصرخي... رجالتي حوالينا... وشاهدين على كل حاجة.."
قالت بخوف... عايز اي يا ولد الاكابر...
ذكرته باصله لعله يتركها...
فقال... عايز الحق... والا هعرف الحق وهرجعك لارضك... لانك مش غجرية ولا اصلك منهم وشكلك خربانة من أهلك وانا هوصلك ليهم...
خافت تمزقت رعبا وقالت برجاء باكي وهي تنزل لتقبيل يده بدموع غزيرة... لا ابوس ايدك هحكليك على كل حال.. بس تحلف بالحماية ليا... مش هتازني......
ابعد يده عنها سريعاً وقال بهدؤء... هجيك الحماية الأمان بس احكلي...
نظرت للقمر وقالت... انا كنت بنت تاجر وكان تاجر كبير بس خسر كل فلوسه لما تجارته اتسرقت واخويا اتقتل في رحلة، هما بيقولوا حادثة بس انا بحلف أن الغرق وكل حاجة بسببه وأنه السبب....
أدهم بهدؤء... احكلي براحة عشان افهم واقدر اساعدك....
بحزن شديد قالت... مش هتعرف...
بهدؤء قال.. طاب جربي الأول....
هحكليك وامري لله........
..... وفي هذا الوقت "
..... كانت تتجول بثوبها الضيق نسبيًا عاري الكتفين والصدر والذراعين، الذي يظهر بشراتها الكريمة البيضاء.... وفستانها من الستان الواصل للركبة بالكاد وعليه شال منزلق على يدها وتتمشي بعفوية حينا وأسرع خطواتها حينا وهي تمزاح عطر التي تقص عليها بعض مغامراتها المضحكة، وكان في تجد أرجاء حديقة القصر عند المجلس يقبع معتصم والرجال... يناقشوا أمر محصول العام والمزدات وأشياء أخري في التجارة وفض خلاف طفيف بينهم وتسوية الأمور كما وعدهم معتصم قبل حادثه السابق...... ولكن مع حديثهم لاحظ شرود أحدهم لثوان وهو ينظر لأحد الأركان، فاتخذ عينه نفس طريق عين الراجل ليصيب بوعكة من الغيرة محرقة، ولتصيب وسام عليه قدح من الحمم الكاوية عندما تضحك فبنتبه لها رجال المجلس جميعاً وتظهر بتلك الزينة أمام.... بركان من الغيرة تفجر في عقله وقلبه واحتل شريان دمه ووريده.. لحظات قبل أن يعلن مسدسه الاعتراض، رافعاً صوته بطلقة عشوائية في الهواء لتعيد توزان الجميع لحكمه.. قائلا وهو ذاهب لهآ.... راجع ليكم.....
جذبها من يدها بعنف بعدما اصبيت لدقائق بحالة من الذعر هي والصغيرة ... ووضع عليها عبايئته السوداء الكثيفة لتستر جسدها.. وأكمل جذبها بعنف... ليلعنه جرحه ويسبه مرارا وتكرارا علي سؤء معاملته له.... وينطلق بسرعة لجناحهم الذي لم يقربه يوماً ويلاقيها أرضا قائلا. لو شوفتك برا الاوضة مش هيحصل طايب انهاردة... وأغلق الباب بالمفتاح.... بيفكر بهدؤء في عقاب صغير يبرد بيه جحيمه المتصاعد.... نزل سريعاً الي مجلسه لينهيه قائلا.. للرجال... كملوا ضيافتكم يا رجالة اشربوا... ووجه حديثه لصاحب النظرة العابثة العفوية قائلا.... اشرب بدل ما اشرب من دمك.....
..... وأكمل. قائلا... احنا اتفقنا على كل حاجة تقريبًا وكلامنا كلام رجالة..... مفهوم....
اوماوا بالموافقة... ودقائق حتي انتهي أمرهم... وفي تلك الدقائق وجه معتصم رسالة صغيرة... ان منزله له حرماته وان صدر خطأ منه عن طريق ال منزله لا يجوز ابدا المماس بيهم حتي بالنظرات.... وان المخطئ غريب... والعابث فاسد.... ولحظات ورحل الرجال ورحل عقل معتصم لطريقة لتعذيب تلك المشاكسة حق التعذيب.... فاسوء تعذيب التعذيب النفسي، فالكل يعلم أن مخالفة قوانين عائلته مهلك ومخالفة أموره وقانونه مهلك وبشدة الا هي تخالف وتفسد وتهلكه فقط... عيناه تشعر بالغربة وسط عائلته... وقلبه ينبض بشكل مسرع ومفاجئ غضبه يختفي عند رؤيتها... يعلم أن قربها مهلك وان عشقها سام ولكن الهلاك والموت أصبح حلو المذاق طلما بالقرب منها... وكأنها قطعة منه أن زالت تزول روح صاحبه... روح خلقت لتصنع شخصيتان في آن واحد ولكن الغالب شخص واحد وهو معتصم المعذب العاشق.... وعلي ذكر العذاب بدأ الان عقابه لها... ليكون اول خطوات العقاب............ ودخل الجناح وقال... اترعبتي لي.. وفتح خزانة ملابسها فهدرت قائلة.... انت بتعمل اي...
ولكنه لم يهتم لصوتها وأخرج ملابسها جميعها وأشعل فيها عود الثقاب قائلا... كدا احسن...
وسام بغضب... انت اتجننت انت فاكر انك كدا مش هسكت وانك هتتحكم فيا وفي حياتي... تبقي اتجننت يا معتصم... ياخي طلقني ارحمني من سجنك سبني اعيش.. سبني ياخي اختار حد بحبه أو اروح لاختياري....... ضغطت علي زناد صبره فذكر رجل في حضرة وجوده شيء مرفوض غير مقبول بالمرة... اطبق على رقبتها مما اخافها قائلا.. وسام اياكي ثم اياكي تغلطي غلطة زى دي تاني.. انا مش بأمن لغضبي وانتي مش قده... فاهمة... إياك تفتكري انك هتدايقني بالسيرة دي.. لا انت بتلعبي بس في عداد عمرك.. أما بالنسبة للطلاق... فهيحصل يس هخلص خلافاتي مع جدك.... وتركها ورحل... ورأت يدها ورقبتها مكان قبضته وجدتها متألمة... وهنا قالت حليمة... انت كويسة يابنتي... غلطتي يا وسام المرة دي.... اختيارك اي بس...
وسام هي تحمي باحضانها.. انا تعبت يا دادة تعبت اوووى....
حليمة بحب... بطلي تحاربي دول اهلك برضو... اكسبي يابنتي باللين معتصم عدوك دا الوحيد اللي في ايده حريتك.. كل ما عرفتي تكوني صاحبته من غير هند هتاخدي حريتك أسرع وهتكسبي قوى تحميكي وتحقققي كل حاجة نفسك فيهآ حتي بعد الطلاق......
وسام وهي تنظر لها... تفتكري يا دادة...
افتكر يا قلب دادة... فكري انتي بهدؤء في تصرفاتك بس واوزنيها انتقمي بعقل... وخدي حريتك برضا... معاملتك الكويسة بتحرقيه بيها والعكس انتي بتحرقي نفسك لأن دا مش طبعك ولا انتي...
_ بس انا موجوعة وتعبانة ومخنوقة من كل حاجة...
..... سيبها على الله وسبيها عليه وانتقني بعقل زى طبعك مش بطيش عشان تكسبي.. واخسري بس اكسبي أهل البيت دا... وأول خسارة ليهم أن ابنهم يبات برا في مرضه بسببك انهارده...
_ مستحيل أروحله انسي..
نظرت لها بابتسامة حانية وكأنها تخبره توقفي يا طفلتي عن العناد هذا................
...... رغم أن الأجواء المحيطة سعيدة وبشدة، فغداً خطبة أخيه الأصغر كرم واخيرا سوف يري السعادة الدائمة علي وجهه وعن قريب سوف يري ويحمل بين يديه طفله ويدلله ويهتم به، سوف يكون عما جيدا، هو متأكد من هذا، وغدا أيضا المولد النبوي الشريف، عيد خاصة ببلاده وتقاليد محببة له، رغم أن في هذا العام لن يشارك في سباق المرماح على حسب حديث جرحه المؤلم معه في مرضه في الأيام الماضية والأخيرة... وسبب حزنه قلبه الغبي، الذي يختار تعاسته بيده، كم أراد النسيان ولكنه لم يعرف، كم أراد الكره ولكنه لم يستطع اختنق وذبل وكاد يقتل حاله منتحراً بهذا العشق السام المحمول باسمها... كذبة صنعتها في حالة غضب لتزيد من غضبه وتنتصر عليه، جعلته عديم النوم وشديد الحزن والغيرة، الغيرة التي سرقت نومه وراحته رغم تعبه والمه، يتأمل خيله الأسود الشبيه بها، فهذا الخيل ارعن مثلها تماماً، يتأمل العالم والعالم كله يكون بالنسبة له هي، هي فقط من تحمل له الكثير من الأشياء وتعنيها، وكل هذا الأشياء التي تحملها داخله تبكي قلبه شوقاً، لأنه يشتاق ويحترق شوقاً ويكون صامت لا يتحدث رغم أنه يحتاج أن يدفنها بين أضلعه سنوات ليعوض حرمانه وسنوات عمره كلها لا تكفي لسيقان أرض شوقه العطشي ولكنه يعلم أن أرض قلبه سوف تدوم في عطشها وسوف يستمر هذا الحال، فهي لا تقبله ولا تريد. حتي، شعور مؤلم أن تؤلمه رجولته بسبب عشقه صراع دموى قاتل حرب مهلكة لا يعلم عنها أحد شيئاً ولا أحد يشعر بذالك... وعلي الرغم من هذا.... فهو يبرر صنعيه واختطافها بأنه أراد فقط أن يتقرب لها أن يودعها بشكل أكثر قربا، فهو لن يطيق طويلاً حالهم هكذا، لن يقبل بأن تكرهه زوجته وان ترفضه ويمكث معها تحت عقد واحد يمسي الزواج، ربما هذا كله درس لجدها حتي لا يختطفها من أمامه في السر وعنوة مثلما كان يريد أن يفعل وان يضعهم أمام لأمر الواقع بخطبيتها من أحدهم.... ولكنه تمرد ويدفع هذا التمرد من راحته وحياته.... ليشعر بيد ناعمة علي كتفه، معقول أن تكون هي، أدار ظهره بهدؤء ليجدها تقف قائلة.. ماشي انت تكسب يا معتصم انا غلطت مرتين... انا اسفة متزعلش...
بهدؤء قال... ويهمك زعلي في حاجة...
بهدؤء.. قالت:... لو مش مهم.. فاكيد الحاجة الوحيدة الصح أن مكنش ينفع أظهر كدا قدام حد رغم اني مكنتش اعرف.... بس عشان مظهري قدامهم واني الدكتورة بتاعهم وكدا وفكرة وحشة عني...
أدار ظهره قائلا... بس كده...
وسام بهدؤء... احنا مش بينا لغة حوار يا معتصم عشان اشرحلك... بس انا جيت ابلغك بالأسف والشكر على تقطيع هدومي والعصبية بتاعتك وايدي اللي اتعورت....
معتصم بهدؤء وهو يضع خيله في مكان نومه. تقدري تمشي يابت عمي الجو ليل...
وسام بهدؤء.. هتسبنيي ارجع لوحدي... زمان الغفير نام...
بهدؤء. أكمل... عواد برا هكون معاكي متقلقيش دي أمان ومن رجالتي....
وانت هتعمل اي..
اكمل... العمل عمل ربنا...
مش هتترتاح عشان بكرا...
نظر لها وصمت راحلا.... ولكنها رفضت رحيله قائلة... بص خف الأول واعمل اللي انت عايزاه عشان انا شايلة ذنب مرضك...
أزال يدها قائلا ببرود... انا هروح للدكتور وهو هيتصرف متقلقيش... تصبحي على خير....
رحل وتركها... رغم شعورها ببعض الذنب لايذائه بتلك الطريقة، رغم صعوبة الأسف عليهآ... هو بارد ثليج من الدرجة الأولى وهي لا نجد أي كلمات منمقة معه في الحديث، تلقي فقط حجارة وماء بارد عليه لا أكثر، فتضع الثوب المتسخ في البركة ليزداد سؤءا بعد سؤء لا اكثر... فهي تعلم ان خروجها من هذا البلاد بأسرع وقت بيده هو... هو فقط.......
.... وعلي ذكر أجزاء المولد والاحتفال الكثيف بين أهل البلاد جميعها في شرقها وجنوبها.. جلست أفراد مالك وشادي وبعد تقديم الضيافة قال والده ناجي بهدؤء.... انا جاي انهاردة بابني الوحيد.. عشان نتشرف بطلب كريمتكم سلمي....
فتحي بهدؤء... واحنا اتشرفنا.. ولا أي يا مالك...
مالك بهدؤء... طبعا مش نعرف رأي العروسة...
شادي مسرعا بمزاح... ان شاء الله موافقة الفاتحة..
ابيه وهو ينزل يده... " صح هي فين عشان نعرف رأيها".... نظر مالك لوالدته ففهمت قصده أن تأتي باخته التي كانت تشعر بالتوتر الشديد والقلق قائلة لزمزم... الفستان حلو يا زمزم...
فقالت الأخري بضحك... ودا ومش عايزاه بس تدايقي مشيرة...
سلمي وهي تضربها... برضة عشانها كل ما احلوا هي هتتشل وهي عاملة زى خلة السنان..
فضحكت قائلة... لو يسمعك... وهنا فتحت الأم الباب قائلة... لوجين هاتي بنت عمك تقدم العصير لأهل العريس... ونظرت لزمزم شرزا وانتظرت حتي خروج ابنتها حتي قالت... ولولا وعرفتي تعلبيها صح يابنت ثرية......
نظرت زمزم بصمت لها وحاولت المغادرة قائلة.. انا همشي..
فقالت هي.. لا خليك.. نورني بيتك الجاي واهو كله ليه معاد.... وخرجت لأهل العريس... الذي توقف راسه عند وقوف العروس أمامه التي شعرت بالخجل يسكب عليها بنظراته أمام والدها.. وقال... اللهم صلي على النبي... واعطي والده كوب العصير قائلا.. دوق يا حج العصير مفيد ليك...
تعجبت تصرفه ووضعت العصير المتبقي على المنضدة فأخذ كوبه الوحيد المتبقي قائلا... وماله المهم.. هنقرا الفاتحة امتي...
سلمي بصدمة... فاتحة...
شادي... نخليها المصحف كله طايب.. المهم هنقرا حاجة....
فابتسم مالك قائلا.. مبلاش استعجال..
شادي بمزاح. يا سيدي انا راضي وانا مستعجل كدا....
فتحي بضحك بسيط... صعبان عليا مش فاهم.
ناجي بهدؤء.. حاولت أفهمه بس اعمل اي طيش شباب....
مشيرة بعد انقطاع من الحديث قالت.. ومن الناحية دي عندك حق..
شادي مجددا... السكوت علامة الرضا. الفاتحة يا جماعة...
مالك بهدؤء لأخته.. نقرأ الفاتحة يا سلمي....
ابتسمت بخجل واشاحت بوجهها فضحك أخيها قائلا.. نقرأ الفاتحة... وهنا بدأ وانهئ شادي وهي يخرج من جيب بنطاله عبلة قطفية حمراء وفتحها وأخذ ما بها قائلا.. ايدك بقي نوثق اللحظة... هاتي متخفيش.. نظر له مالك بصدمة فقال شادي... خليك رويح يابو نسب دا احنا لسا في أولها... جبتوا حلاوة المولد صح..
مالك وهو يعيده مكانه قائلا بهدؤء... مافيش غيرك اللي حلو متضبظ...
شادي... ضبطت اهو... الفرح آخر الشهر يذوب نحلق....
مالك بتعجب... انت مستعجل علطول كدا... حبة كمان هتجيب عيل في ايدك.. ما براحة يا حبيبي براحة...
شادي بضجر... وعثر السرعة علي يا بلا نيلة...
.... وطال بينهم المزاح تارة وانتبه البعض ليموت والدته ولكن مزاح شادي خيم علي تلك المنطقة ولهج وقت تم الاتفاق على التفاصيل والموعد بعد شهر واحد... من الآن بكون الزفاف... الأمر يبدو في عجلة ولكنه شادي يعلم أنه بتلك الخطوة قطع علي والدته محاولة انشاء اي مشكلة فالوقت قصير جدا.. ولا يكفي حتي للنقاش وبالنسبة له سوف يكون أصم وابكم حتي يتم الزفاف....
وفي القصر التابع لعامر.. كانت سيلين تعد ثيابها فقال عامر.. مش عايز مشاكل وانا هسيبك فترة النقاء يس وبعد كدا... هنبدا حدوتنا ولا اي..
ابتعدت خطوة للخلف... فاقترب منها ملامسم شفتياها قائلا... هوش متخفيش... انا مش بازى اي حاجة ملكي من صغري وانا بحب احافظ على حاجاتي.....
.... ولامس شفتيها غرقا في رقبتها مشتما عطرها الذي وضعت منه سيلين الحقيقة.... ليضيف لقبله نبض آخر يحي نبضه القتيل، لحظات حتي تركها وقد جعلها فاقدة التوزان والتفكير...... فتفاصيل قربه. كلمسة الشيطان للخطئية.. سكين سارق لا تشعر به إلا بعد الإصابة والندم احيانا......
..... وفي القصر كانت النسوة تجلس تحتفل علي طريقتهم وكذالك الرجال بالخارج اما هي فليرقص من يرقص ويغن من يغت وليتسابق من يستابق ولكن هي تعشق حلوى المولد الشرقية الجميلة المليئة بالعسل والطعم اللذيذ المنعش لها الكي يصعد بها للي أرض من الألوان الزاهية.. مع كل قطمة فقالت وهي تنعي طبقها الثالث من الحلوي... الاكل حلو اوووى.. حرفيا لو عرفت اللي جبها يستاهل بوسة كبيرة...
فضحكت سناء قائلة... مظنش هيكون علي مزاجك...
ويتم وهي تنهي نص الطبق الرابع... لي يعني...
سناء بهدؤء... عشان معتصم اللي بيجيب الحلاوة كل سنة...
وسام وهي تترك الطبق.. هو انا شبعت مرة واحدة لي كدا.. هروح اريح شوية...
ضحكت سناء على تصرفها فهي تعلم أنها أضعف من أن تقاوم الحلوى لوقت طويل...... وفي غرفتها نظرت لفستان مزين بطريقة جميلة.... اعجبها تصميمه الصعيدي القريب من العصري فقالت... ذوقها حلو اوى عمتو سناء دي عسل....
... وهي لا تعلم أن ابن العسل صاحب الاختيار، مسكنية......
.... وفي المساء أعلنت خطبة فتون وكرم علي الملا لتعم سعادة إضافية عليهم.... وبينما كان هناك شخص سعيد ولكنه المرض ياخذها لدوامة من الاختناق... وفي هذا الوقت شارك أدهم المختفي منذ ايام في الاحتفال... وأشرف أيضا علي الموائد... وعلي ضيافة القوم.. ومباركة لابن عمه....... وكان احتفال عظيم... ويبدو أنه سوف يطول لساعات متفرقة من الليل...
... وعلي ذكر الليل كان فاضل يري الاحتفال من بعيد ليأتي له سيد بطبق حلو لذيذ قائلا... خد يا فاضل طلق حلو بس زين اوى من يد ست البنات زهر...
فاضل بهدؤء... مين زهر...
سيد بهدؤء... زهر بنت الشيخ همام واخت عندنا الصغيرة.. بس زهر فعلا... بس نصبيها... حزين شوى..
فاصل وهو يتلذذ بالحلوى.. لا احكلي قبل ما نروح للشيخ.
سيد بهدؤء... بص يا سيدي.. هو اتجوزت ابن سيخ قبيلة مجاورة لينا ولكنه طبعه شديد موى مش حنين كيف ابوها... وهي فاض بيها منه وطول الوقت خناق زى القط والفار واكنت هتتطلق منه بعد جوزها بفترة صغيرة بس عرفت انها حامل ورجعت وحصلت بينهم خناقة تانية... وضربها وسقطت كانت لسا في أول الحمل... و وسط الخناق طلقها تقريبا أو قالها لو روحتي لأهلك هتبقي طالق... مش عارفين التفاصيل اوى.... والمهم رجعت لأهلها والشيوخ قالوا إطلاق يقع وهي رافضة ترجع... وكل يوم تجي ناس وتروح ناس.. بس هي خلاص كدا باين باعت القضية... هي قالت من الاول لأهلها.. انه شديد وهي حاسة انها مش قبلاها اكتر من اللي قبله.. بس قالوا دلع بنات وخوف من الجواز.... ويس يا سيدي...
فاضل وقد انهي نصبيه من الحلوى تاركا نصيب سيد... حلي بؤقك وانا هروح للجمع....
سيد بهدؤء... جاي وراك مش هطول... وأخذ ياكل الطعام بحب لطعمه اللذيذ... وهنا تصادمت عينه بعينها في الخفاء وهي تقدم الحلوى لأبيها... وتراجعت ورحلت... ... بينما هو جلس ساكنا بجوار الشيخ متحدثا تارة وساكنا تارة أخري... بينا تصاعدت نغمة داخل أحدهم " ما شاني بك ايها الغريب"
....... وفي نهاية الجمع في الصعيد.. صعد لغرفته متعبا ولكنه جسده كان يرتعش معذبا من ارتفاع درجة حرارته مجبرا أن يخبره انه مصاب لحمي وحمي شديدة أيضآ... تزداد كل لحظة عن الأخري... وهنا ذهبت والدته لاطمنئان عليه فوجدته غارقا في المرض غرق اوصله للصراع على أنفاسه المتقطعة....
... حرارته مرتفعة جدا.. يدها لك تتحملها لثوان قليلة، دب الرعب في اوصلها... ومشهد مرضه المتزايد من يوم الحادث يقلقها ولكنها لم تنظر فنادات على أدهم ليطلب الطبيب.. وعلي ذكر الطبيب صعدت وسام قائلة... لازم نسعفه حالا.. أدهم هات الطلبات دي.. وحد يجبلي القطن والشاش نغيرله على الجرح ونطمن انه الجرح مافهيوش حاجة...
...... وقامت بقلب جسدها ناحية درجه حتي تتمكن من الفحص الجيد له.. فسنوات تدريبها في المدراس العسكرية على مثل هذا الحالات واسؤء مكنها من عالجه بسهولة.. ولكنها كانت تدعو الا توجد أي مضاعفات أخري....
... وفي منزل شادي كادت مشيرة تجن من تصرفات شادي وتفكر في طريقة... للتخلص من تلك الزيجة ولكن كيف... كيف تقلب اللعبة ويدعو طفلها لرشده ..... بينما جلست لوجين تشعر بنشوة انتصار شديد... فإيام تفصلها من نجاح خطتها والحصول علي مالك بكل سهولة ويسر.....
..... يتبع...... " بارت محترم اهو، الأخطاء الإملائية هحصلها بكرا.. انا لسا مرتاحتش من الموصلات والله..."...
أنت تقرأ
" سلسلة معزوفة العشق"... الجزء الأول.. (.... شعاع عشق بلهيب إنتقام)......
Ficção Geral...... من بداية اللحظات... الي نهايات ألم ثار وإنتقام وظلم وجهل.... ولكن هل من مخرج..... بدون أن اخسر قلبي.. قبل روحي... التي تعني أنت...