الفصل الرابع والعشرين... صدمة...

3.3K 84 13
                                    

الفصل الرابع والعشرين... صدمة...
لا يوجد أي كلمات تعبر عن حجم المي وحزني اليوم ومهما حاولت الحديث سوف يتوقف كل شيء علي اني توقفت عن تحمل الألم وأصبحت ادفنه هو ونفسي جميعآ أحياء....
تطل من العقاب شيئا، لم يقوم والديها بضربها يومآ، ربما فعلها معتصم ولكنها عن خطأ كبير قد صنعته، واعتذر لها نادماً، ضامما إليها بقربه المفضل لها ... ولكن والدته لماذا تقوم بضربها الان بأي ذنب.. تسالت وكررت سؤالها ولمن أجابت سناء قائلة " خنتي ثقتي وكسرتي ظهرى وخليتي ابنهم يضحك عليكي ويوهمك بالعشق عشان يكسب الرهان في كل الأحوال، متقلقيش هتحصليه وبكرا ترجعي نادمة وهتشوفي كدبه سم يكويكي ويشرب من دمك ومن روحك، بين كل مخاليق ربنا مالقتيش غير فارس ابن السلمانية يا حور... لعنة الله عليك.. انا ولا ربيت ولا خلفت.... "
حور بصدمة... ماما تصدق اي ...، انا مش فاهمة حاجة....
سناء وهي تبعدها عنها قائلة: انهاردة ولا بكرا تعرفي... يا خسارة عمري وتربيتي فيكي يا حور....
...... ورحلت وتركتها تعاني من صدمة وانهيار غريب، نغذة ألم لحقتها وازدادت وبشدة داخلها، يبدو أن هناك خطر يقترب منهم.........
وفي المساء جلسوا الكبار جميعآ على رؤوسهم الطير علي قلوبهم الجمر، لحظات طويلة تمت في سكون وغموض.... جلس معتصم رغم مرضه وحوله الحراسة المشددة التي امتلكت أنواع حديثة من الأسلحة...... جلسوا بهدؤء وتبع المجلس الشيخ سلام الذي قال بهدؤء " السلام عليكم.. متجمعين عند النبي بإذن الله"
هارون بهدؤء... وعليكم السلام....
مهران بهدؤء... ندخل في الجد يا شيخ سلام...
سلام وهو يحرك سبحته بهدؤء ويضع عصاه بجواره... معلوم... ولكن الرجالة تاخد ضيافتها...
اوماوا بهدؤء... وبعد قليل قال سلام " من سنين اتجمعتوا عشان نفصل بينكم وقالونا، وكان الحق أن عائلة حسام غلطانة ولادها غلطانين.... حتي في أخذ واحد بدال واحد، وغير أن الكبير الأول مهيب رحمة الله عليه غلط... ودمه مالوش تار ولا دية. حدنا
معتصم مخفيا ألمه قائلا بهدؤء" بكفايك ياشيخ سلام هات حكمك وزيد فيه... احنا بنسمعك وان شاء الله هتتحل"
سلام بهدؤء... الكلام هيكمل لاخره يا معتصم.... ولازم تسمعوا أن ابوك خالف الأمر وقتل نفس وكان هيتصاب بدالها وربنا ستر وكان الدور عليك ولكن جات في المرحوم ولد عمك في قانونا يا ولدي العاصي يطرد.... ولكن انا عارف ان عائلتكم ليها افاضل على الكل وحتي لو جزء من معارفكم خد موقف في الحياد النص التاني لو ضدكم ليه عندكم الوفاء... ومنعا للدم على شيء باطل با ولدي اختارنا الهدنة والعهد.... والهدنة وخلصت واليوم يوم العهد والخائن والغدار هو ونسله يقتلوا ومتبقاش منه إلا الحريم حتي رجالتهم الصغيرة كمان.... والعهد كيف أجدادنا بينتهي بالنسب... وعشان انت يا ولدي خت بنت المرحوم عمك من بنت البندر... وابوك هو العاصي، يبقي العهد من نسله وانهاردة هنقرا الفاتحة على الأموات جميعا ونعلن الصلح وكمان نعلم العهد بجواز فارس ولد عثمان من اختك الصغيرة... وصمت قائلا وهو يرفع يده " الفاتحة يا ولدي"
وهنا بدأت عائلة السلمانية بقراءة الفاتحة وتهمل قليلاً الجد ومعتصم ثم تبعوهم في القراءة.... لحظات حتي ختم الشيخ قراءة الفاتحة قائلا " الشربات ياولدي و زفوا الخبر في البلاد كلها... خلاص شمل البلاد هيرجع تأني.....".... وابتسم لهم لعل الجو يصبح الطف وخاصة بين معتصم وفارس الذان نظرا لبعضهما بتحدي... حتي قال فارس بهدؤء وجدية " يا شيخ سلام امتي يتمم العقد والجواز والعهد"
الشيخ سلام بهدؤء... آخر الأسبوع يا ولدي... جهزوا حالكم... ولا أي يا شيخ حسان....
معتصم بهدؤء وأذن.... بعد اذن جدي العهد ليه شروط...
الشيخ سلام... قول يا معتصم...
معتصم بهدؤء... اخت هتعيش زى ما كانت في بيت ابوها معززة مكرمة اي إهانة ضرب معاملة مش كويسة لي سلوم أو تصرف مش كويس... هتطلق من غير ما نمس بالعهد.... انا مش هظلمها مرتين....
صمت الشيخ سلام قائلا بهدؤء... عندك حق يا ولدي ومتقلقش أهل السلمانية هيحطوا اختك في عينهم... ولا أي يا فارس يا ولدي...
فارس بايجاب... معلوم يا شيخ سلام بنتنا وحريمنا يتشالوا في عينيا وفوق الراس...
وهنا نفث سيد سمه قائلا... زين يا شيخ اتفقنا على كل حاجة ما عدا حاجة واحدة طلما رجعنا أرض واحدة.... بت المرحوم احنا ولا نعرفلها اصل ولا فصل ولا نعرف اذا حديث امها صحيح، أو حديث مهيب قبل ما يموت يعني ابوها واصل ويقدر يغير ويزور الي يزوره....
معتصم بشئ من الغضب.... الدكتورة بنت عمي ومن صلبه واللي هيجيب سيرتها بالشر، اعتبروا العهد اتلغي.... ولمعت عيناها بغضب وأشهر سلاحه فتلك إهانة بحق عائلته وطعن في سمعة وشرف الميت... فقال سلام بهدؤء.... معتصم يا ولدي باللين أمرك يتحل... وزى ما قال معتصم يا سيد... بنتنا ومن أرضنا.... يلا اتفضلوا الوكل جاهز، عيش وملح مع بعض.... اعتذر معتصم مغادرا متحجج بمرضه وبقي حسان وإيهاب ولأن أدهم قد سافر القاهرة لعمل مهم، فتغيب عن العهد للذي رفضه معتصم في داخله ورفض كل جزء فيه ولكن هذا هو حكم القانون، من بعيد وهو يركب سيارته وبرفقته مطاوع مساعده لمح خيال أن طيف شعر بأنه يعرفه حتي قال بدون وعي كأنها لحظة وحي " وسام".... وهنا علم انها كانت تراقب العهد من إحدي الزوايا حتي لا يعثر عليهآ احد، سرعان ما انتشر الخبر في الفضاء وبين الناس وسرعان ما عملت حور بكذبة ومخططة ابن السلمانية، وان حبه لم يكن وسيلة لايقاع بها لينوى للشر بها وباهلها والعهد أكبر دليل علي انه كان يعلم أنها سوف تكون من سبايا حربه ولست الحرب التي تقوم من أجلها واني غنيمة عديمة القيمة عثر عليهآ في أشلاء المعركة الماضية، وأنه صنع كل هذا لمتلكها فقط ويشعرها بأن يوم زواجهم القريب هذا ماهو الا حجيم سوف تسقي منه، بكت وتعالات أصوات البكاء، فهي تبكي على قلب وعمر وثقة دفنت في التراب وفي الندم ولكنها أقسمت أن تجعله يذوق أشد ألوان الندم والوجع ولتعجله يعلم جيدا أن هنكا الزواج ماهي إلا لعنة هبطت عليه وعلي أرضه..... ولكنها ظلت تعزى حالها بالدموع والندم وأسندت رأسها علي جانب الفراش تتأمل الفراغ بصمت ومن بعيد تراقبها والدتها وهي تشعر بحزنها ولكن ليس باليد حيلة هي من سقيت حالها من هذا الكأس فتتحمل العواقب إذن.... ولكن داخلها شخص معتذر قائلا " عذراً يا صغيرتي فالحياة كانت قاسية رغم النعيم، لأنها كانت مقبرة أحلامك... عذرا مني بالقدر ليس بيدي ولا أملك اليوم الا الدعاء لاني أصبحت عاجزة عن حمايتك والوقوف في وجه الطوفان، لكي مني كل الأسف الشديد والحب الذي يمطر دائما علي قلبك لتصبح آمنا وسكنا"...................
......... تأملت مسك السماء بهدؤء وهي تتذكر أحداث الأسابيع الماضية بتعجب وحيرة شديدة، ما زادها أدهم الا احتراماً وحماية وأما هي لماذا غرقت هكذا وأصبحت مفتونة به وبدرجة غربية، أصبحت متشوقة لسماع اخباره وحديثه و رؤيته وكل شيء يخصه.... حقآ الأمر محير يا مسك الزمان.....
وأما عامر فهبط بعد سهر طويلة مع زوجته سيلين الي الأسفل ليتناول الإفطار فيجد تنسيم شاردة، شهر بأن الغيرة تمزق قلبها ، شعر بنشوة الإنتصار وشعر بأنه طعمهع هي ووالدته في مقتل، ولكنه كان قادراً على فعل المزيد ولكنه لم يرد الان هذا، ربما يتطلب هذا لاحقاً.... وفي هذا الأثناء هبطت سيلين بشيء من الخوف والتوتر الي أسفل، هذان الشعوران ام تشعر بغيرهما منذ مدة ولم تشعر بغيرهما طويلاً...
عامر بهدؤء وهو يجلسها بجوار ويمسك بشريحة خبز ويصنع لها شطيرة صغيرة من المربي قائلا.. صباح الخير يا حبيبتي... توقفت تنسيم عن تناول الطعام فجأة وبدأ تنفسها في التوقف، الغيرة والحب شيئان موجعان بك تذق منهم غير الندم والألم قضت ليلة أمس في السهر والحزن وفتح لها قصراً كئيب لتضع فيه الآلاف الذكريات المؤلمة لها ولكن توقفت عن عد واحصاء المؤلم في حياتها.... نظرات متقعطة له وهو هائم في وجه سيلين التي تتناول الطعام علي مضض وخوف، لحظات رأته ينظر فيها لتلك بنفس نظرات العشق لاخري، حقاً العشق لا يموت ولا يستفني ولا يوجد من عدم، فإن لم أحبك، فلم احبك دائما حتي وان كنت عبدا أو ملاك... حاولت الهروب من هذا التجمع الثقيل على قلبها، فسقطت أرضا، بدون مقاومة أرهقها الصبر، فبدأت بالانهيار و الإستسلام للمرض...................... وهنا أسرع عامر بنقلها وطلب الطبيب المشرف عليها، بينما صنع هو الإسعافات الأولية والفحوصات المبدئية... فهي طبيب دراج وليس مختص بمثل هذا الحالات المرضية.... بينما وثقت سيلين بخوف شديد تري أن هذا القصر رغم جمالها ولكن مقبرة مزينة لا أكثر.....
......... ولكن هل سيكون هناك لعنة أخري تحل عليه أن سيمر الأمر مرور الكرام.............
....... وفي الإسكندرية انهي شادي وسلمي اختيار الأثاث والغرف في منزلهما الجديد.. رغم رفض والدته إقامته بعيداً ولكن صمم شادي على شراء منزله وتجهيزه ورافقتها زمزم التي شعرت بالحزن هم تخلف وسام في عقد قرانها معتكرة بأنها تعاني هناك ظروف سيئة للغاية، فلتغفر لها تقصيرها وليبارك الله لها وعليها أن تستشير قلبها وعقلها قبل القبول أو الرقص ما زال الوقت لها... وملكا أيضا..... ولكن زمزم عقدت الأمر والعزم على ما ناوت...... وسط المزاح يوجد ألم خفي لا يشعر به أحد....
وهنا عاد فاضل من رحلته الليلة الماضية ليل أمس، كانت مرهقة ولكن تعرف على بعض الأماكن الهامة والطرق السرية من خلال إحدي خبراء القبيلة وسيد الثرثار... وهبط الي غرفته متعبا من عناء الليل..... ليلقي ثيابه بأعمال ويبدلها سريعاً.... ويضعها في مكان الثياب المتسخة ويخلد للنوم سريعاً.. لتأتي إحدي الفتيات وتاخد الثياب... لتنظفها فتسقط صورة فتاة حسناء . وكانت لوسام ولكن لا تجد يعلم من تلك فقالت الفتاة معجبة بتلك " واه اي القمر دا.... باينله فاضل اسم الله عليه تقيل قوى وبيفهم كمان..." وناولت الصورة لزمليتها قائلة " شوفي بنت البندر عاملة إزاى"
وهنا ابتسمت زميلاتها " زينة شبههنا ولكن شايفا لبسها، وشعرها، معقول بتتكشف على رجالة بيه..
وهنا هدرت زهر قائلة... دا الشغل من ليها..
الفتاة باعتذار... لا مواخذة ياست زهر بس الصورة دي وقعت من هدوم الضيف اللي اسمه فاضل مش أكده ياستي...
زهر وهي تأخذ الصورة، صورة اي... وصمتت قائلة ... معقول تكون مرته...
إحدي الفتيات.. ومش معقول لي ياست البنات...
زهر بشيء من الغضب كأنها غيرة... مالكيش صالح وهمي على شغلك منك ليها يلا...
.... ارتبعت الفتيات من صياحها بينما أخذت هي الصورة وذهبت لغرفتها لتشرد فيهآ وتفكر، هل الضيف حقا متزوج ام لا، وإذا كان لا من تكون تلك الفتاة... أمرك محير ولكن مالي انا اهتم بهذا... مابك يا طهر هل نسيتي قانون القبائل أو دلال والدك جعلك تهذين........
.... ومرور الآيام لا يوجد أسرع منه يؤما، هبطت العائلة لتنهي مراسم الاحتفال باصغر فتياتها حور لإتمام العهد وسط حزين شديد كم يوسف الذي توقف عن الحديث و الطعام الا قليل، أصبحت الحياة في عينه سوداء وهو يترك طفلته للهلاك بيده... ولكن لا سلطة تعلو سلطة العادات وكل هذا نتجية خطاه وخطأ تحيه رحمة الله عليه عذبه فراقه وعذبه كونه وتعذبه النتائج أيضا.... تجمع الرجال لإتمام عقد القران، فرغم مرض معتصم القائم حضر عقد القران وحاول التخفيف عن والده قدر المستطاع ولكن بدون جدوي... أما في مجلس النساء هبطت وسام قبل نزول العروس لترحب بالضيوف أشد ترحاب وقالت بهدؤء... نورتوا الشربات يا بنات... وابتسمت بلحظات انتصار حينما تناولت وفاء كأس الشربات ولكنه لم يكن كاملاً ولكنه يفي بالغرض... لحظات من الرقص والمزاح بين النسوة وبعضهم واجتذاب والدة العروس في الحديث ولكن تعود مرة أخري للسكون.... حتي سقطت وفاء أرضا عند قدم وسام حيث كلمت تجلي الأخري بجوارها، ولكن سقوط وفاء يشبه سقوط المسم... لحظات تمر وهب لا تستطيع التنفس وتتلوى من الألم ووسام تستحي مشروبها وكان شيء لم يكن بينا النساء تصرخ فزعا... وهنا اتت وسام بكأس ماء وناولتها وفاء اياه بعدما اذاقتها بعض الألم. القديم قائلة... حمدالله على سلامتك وهمست قائلة... خوفتي لي... لسا بدري...
وهنا دخل فارس وحسام ومعتصم فقال معتصم... في أي صوتكم عالي..
فايز وهو يساعد والدته علي الجلوس... التي قالت... شربت من العصير بتاعهم شربات السم وكنت هموت.... ومش قادرة اخذ نفسي...
فارس بشيء من الغضب... هو دا العهد ياولد الحدادية...
ستلء بهدؤء.... تقريباً تعبت يا ولدي وسام سقتها مياه وبقيت عال زى ما انت شايف وكلنا شربنا ومحدش حصله حاجة. .
معتصم منهي القضية.. فين باقي الكوباية.... بتاعها يا أمي...
إحدي الخدم وهي تناول معتصم الكوب... اشربيه يا وسام اكدي انه كلامه كذب...
وسام باعتراض... دا إهانة...
معتصم بهدؤء... دا أمر... أمر يابنت عمي يا دكتورة...
... تنفست وسام الصعداء وأخذت بقايا الكوباية التي تقارب نصفه وقربته من فمها وبدأت في الشرب.... حاس انتهت منه تماماً... وانتظر معتصم اي يحدث لها أي شيء ولكن لم يحدث ولم يهتز بها شعرة واحدة..... وهنا قال فارس... طاب يلا يا يخويا.. أوصي احد الخدم على العناية بوالدته وهو بقسم أن هناك شيء غير طبيعي، بينما ابتسمت وسام... لمعتصم الذي صدم للحظة من فعلها وأدرك أن التمر مكيدة... فإذا تنازل الرجال عن حقهم أو عن الحرب ؤلن تترك هي حق والدتها......وهذه كانت البداية لا أكثر.... .. يتبع

" سلسلة معزوفة العشق"... الجزء الأول.. (.... شعاع عشق بلهيب  إنتقام)...... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن