الفصل الثاني والعشرين... مؤلم...

3.8K 77 6
                                    

مؤلم القدر في تفاصيله والعهد في تنفيذه.. وما يقهر الرجل إلا حكمه... وخاصة أن مس أعز المقربون...
..........
.... أخطأت ودفعت ثمن خطائي الندم ومع محاولة الإصلاح اتضح أن الأمر كله سوف يذهب سدا لمشاعر بلهاء لا تعلم متي تكون في صف الأشخاص الصحيحين... ناي الحزن صنع لحن خاص بي، قلبي متألم، عيني لا تنام، حقا أخطأت واضعتك وفقدتك العالم موحش من دونك واشعر بالغربة بدونك والغيرة بفرقتك لاني أشعر بانقلاب في مشاعرك وضيف آخر في قلبك، انا تتحطم ويبدو حديثي حديث شخص مسه الجنون أو مسه العشق بالسؤء، وأعطاه فقط الهجر والحزن والفقدان، ولكن كل الخسائر تعوض في حضرة الحبيب......
....... ومع ذكر الماضي.. كانت آخر الكلمات....
هدير بهدؤء... ايوة يا ماما.. معتصم فاق.. .
سناء بهدؤء... وسام قالت إنه مش هيفوق دلوقتي... خد حقن كتير تخليه نايم فترة طويلة حبتين...
هدير بدعاء... ربنا يقومه بالسلامة...
سناء بهدؤء... يارب، مش ناوية تقولي حصل لي بينك وبين ولد العم...
هدير بصمود وقوة مزيفة... مافيش حبة عند وهيروحوا لحالهم....
سناء بياس من كذب ابنتها... بكفاكي كدب يابنتي دا امك حتي هتكدبي عليا انا كمان...
التقت لها بصدمة قائلة..  تصدقي اي...
سناء بهدؤء... انتي عارفة وخابرة قصدي...
هدير وهي تخفي دموعها... انا عايزة أطلق ياماما...
... صدمة وصفعة ثلاثية الأبعاد لوالدتها... ولكن هذا لن يحدث مهما كان السبب يا ابنتي العزيزة....
....... فالأمر ليس بالسهل الهين كما تتخيلين....
سناء بعدما دب الرعب داخلها... يبقي عقلك راح يابتي...
هدير بغضب.... ماما ابوس ايدك انا تعبانة انا مش قادرة اعيش مش عارفة اعمل اي... انا رميت نفسي في النار.  مبقتش قادرة استحمل صدقني.. ابوس ايدك ساعدني... وانحنت لتقبيل يد والدتها حقآ ولكن جذبت سناء يدها ونزلت مستوي ابنتها تحتضنها قائلة... يا عمر امك... وفرحتها.   لي كدا يابتي... انت متغلطتيش.. أو حتي غلطتي، صلحي غلطك بينك وبينه و حسني  نيتك... لو البيوت في خلافها الأول اتهدمت مكنش فيه بيت عمر ولا كان في قلب حب....
هدير بدموع... صعب ورحمة غالي صعب... انتي مش حاسة احساسي مش حاسة احساس انك خاينة وانتي معملتيش حاجة... انك بتقارني بشيء مش من حقك... انا عايشة مرعوبة لو حد عرف غيرنا احنا الثلاثة... أدهم مش هيسامحني وهيسامحني إزاى... تقدري تقوليلي...
سناء بهدؤء... انتي عمرك ما حبتي أدهم ولا اخوه... الكلام القديم كان مشاعر وبس، مشاعر وانتي عارفة انها غلط ولما صاحبها مات... اتدفنت حية جواكي.. وعلاجها كان غلط... ولكن ولا أدهم ولا اخوه طال من قلبك شيء.. وأدهم يابنتي الراجل الوحيد اللي انا وابوكي اااي امامنه عليكي، لأنه صانك وعارف قيمتك وفي عز الغضب والزعل هيحافظ عليكي، تقومي تقولي كدا... حاولي تاني يا روحي وانا جنبك... وهستحمل معاكي كل حاجة... لحد ما كل حاجة تتصلح....
هدير وهي تختبئ في أحضان والدتها.... ماما خليكي جنبي عشان خاطر ربنا....
سناء وهي تضم صغيرتها وتقبل رأسها بحب وتمسح على شعرها بحنان... انا جنبك وربنا خلقني عشانك يا حته مني ومن روحي.... .... نظرة أمان منها كفيلة بحرق الحزن والخوف الساكن داخل ابنتها المعذبة بقيود الماضي..................
......... وفي المشفي كانت وسام تجلس ارضا بعد قضاء سبع ساعات في غرفة العمليات المركزية لإنقاذ المريض الذي كاد يفقد حياته نتجية شجار طائش.... كاد رأسها ينفجر من التعب، النوم القليل بسبب نوم معتصم ودراستها وتدريبها حقا تختنق... ولكنها تنتظر افاقة معتصم علي احر من الجمر لتشفي عقلها المفكر من عدة اسألة، إيجاد دوائها وهي إجابة السؤال الملح " بكسر الحاء...".. ممن ما يحميها معتصم بزواجهم ..................
......... وهنا أنهت تنسيم من زينتها وتمشت في الحديقة حتي وجدت سيلين شاردة فقالت... مالك شكلك خائفة...
سيلين ببعض القوى... انا كويسة المهم انتي تكوني كويسة....
ابتسمت تنسيم بسخرية... قائلة... اياكي تتعلقي بعامر يا سيلين أو أي كان اسمك.. كل حروبك خسرانة لو كسبيته... انا زمان حاربت عشانه وخسرت كل حاجة حتي نفسي.....
سيلين بتعجب... مش فاهمة...
تنسيم بهدؤء... مش لازم تفهمي دلوقتي المهم خليكي عارفة ان الدكتور مش شخص سهل أو طبيعي...
سيلين بساؤل... وانتي لسا مكلمة معاه لي...
تنسيم وهي ترحل وتكمل تجوال... عشآن هي دي الحرب اللي حذرتك منها... يام الوريث.....
.... تركتها وكان صوتها صادق، عبارة عن عاشق مجروح بسم الايام والقدر، خنجر سام وبارد يقتل فيها منذ أعوام، لامنه يقتلها ولا منه يتركها... هو ألم مستمر فقط.... وهنا صعدت سيلين إلي غرفتها لترتاح قليلاً وتهدا وتبتعد عن التفكير الممل الذي جعلها تجعل الليل نهار والنهار ليل... فعيناه لا تذوق النوم ولا تعرف للراحة ملجأ تحمي فيه من قسوة الحياة... وأدركت وجود ورقة علي منصدة في الغرفة فتحتها لنجد بداخلها كلمات قليلة ولكنها مخفية " السهرة عندك اليوم يا حبيبتي".... كلمات عادية وقد تبدو رومانسية ولكن مخفية بالنسبة لها، فكيف سوف تعيش باسم آخر ولقب آخر ومع رجل بعقل وقلب آخرين، ما الأنباء تعلن أنها لا ترافق طبيب منقذ لحياة البشر كما يشتهر في مجاله ولكنه أيضا غامض في عالم الحب وسام في عالم المكائد........
........... وعلي ذكر السم كان زواج شادي بسلمي والإعدادت التي تحدث سم ينهش داخل مشيرة وهي تنظر للأمر بأمر محزن ومقلق وعقل يفكر لا يهدأ كيف تطردها من حياة ابنها، انها الاختيار الأول الذي يعصي فيه شادي والدته... الشيء الوحيد الذي كانت تريده بذوقها الخاص، كانت تريد أن تري له أحفاد بالطبع ولكن ان يكون لها أيضا، مرارة الفقد السابقة في اخواته كلفت في قلبها الفزع من غيابه لحظات... حتي في سفره كانت كثيرة الاتصال به والقلق عليه، ومئات الرسائل عبر البريد له أسبوعيا والوصايا العشر الدائمة له منذ صغره... خوف وقلق وارتجاف قلب غير طبيعي في الأمور العادية... ولد عندها حب لدرجة الامتلاك القصوى والمخفية وهي لا تدري.. ولكنها لا تري هذا ولا تدرك ذاك ولكن تعلم جيداً انه من حقها هي فقط هي سوف تكون وستظل السيدة الأولي في قلبه وفي حياته اما بعد هذا فهم توابع... ولكنها تمهملت قليلاً في سير اي خطوة لتعمل اي شيء... فهي تعلم جيدا أن قلوب الشباب تحب كل ممنوع وإذا منع منها ازداد عقشا وحبا وولعها بها وهي لا تريد هذا ولكن لو كان عليها أن تمثل بعض الكلمات والمواقف فلا بأس حتي تقضي عليها وتخرجها خارج حياتهم... ويظل لها صغيرها كما كان... وعلي المائدة... كان مالك صامت بشكل مريب لدرجة غربية حتي قال ابيه " مالك يا بني"
مالك بهدؤء... مستنيكم تخلصوا اكل...
فتحي بهدؤء.. اعتبرني خلصت واتكلم...
مالك بشيء من الخجل حاول أن يخفيه في جدية حديثه... انا قررت بعد تفكير طويل وإدراك للموضوع بكل جوانبه... اني اتزوج.. ومنعا لأي اقتراحات انا اختارت العروسة وهتكون زمزم... ودا قرار نهائي...
رفع القلم وسقطت المعالق وتوفقوا عن الطعام وأكمل قائلا... انا تقريبا جهزت كل شيء لكل حاجة... الفستان وهي طلبت ميكونش في فرح حاجة بسيطة احتفال بينا وكتب الكتاب الخميس الجاي وبعدها هاخجها يومين تلاتة كشهر عسل لوحدنا.، وبعدين هنرجع على شقتي اللي فوق... وانا قولت كل اااي عندي مستني اسمع رائكم...
فتحي بهدؤء... مع اني معترض على الطريقة وكل حاجة قولتها... بس انت هتشيل يابني... وانت هتدفع تمن أفعالك سواء كانت صح او غلط ولو منعتك هتقف ضدي... وهتسبني.... بس انا مش هعمل كدا... كمل واستحمل كل حاجة لآخر.. واللي انت محتاجه خده... .
مالك بهدؤء.. بابا انا عارف المشاكل اللي حصلت لزمزم وأهلها اكيد هتاثر على رايك... وانا بقول لحضرتك أن انا مش مرتاح أو مبسوط غير معاها.. دماغها شبهي.. وبعدين سبني اجرب.. ..
فتحي بهدؤء... اتمني من ربنا تكون مبسوط يابني، دا انت وحيدي وسكني وسنجي وخوفي عليك فرض مني مش جميل ولا تدخل... والف مبروك ياسيدي...
ونظر مالك لوالدته ينتظر قراره ولكن نظر لها زوجها أن تكف عن النقاش والنضال في أمر قد اختاره مالك لأنها لن تحصل على شيء سوف المعارك فقط...
سميرة بهدؤء... براحتك يابني... بس علي رأي ابوك اللي بشيل قربة مخروبة بتخر على دماغه وكمان إياك تنسي ان سمعة البت زى عود الكبريت....
سلمي بحب.. الف مبروك يا مالك وان شاء الله نفرح بولادكم قريب...
ترنيم بمزاح... ايوة وهبقي خالة صغيرة وعسل يا اخواتي...
سلمي بضحك..  ترنيم فوقي انتي هتبقي عمتو الحرباية.....
ترنيم بضجر مثل الأطفال.... دا ظلم.....
مالك بضحك.. انا هخلف العيال واسافر... مش هيقعدوا معاكي لا ابدا...
ترنيم بوكز أخيها... انت تطول انت وعيالك...
مالك بضحك... بس يا قصيرة اركني انتي بس...
.... وهنا قالت لوجين بهدؤء... مبروك مالك... وانا هبقي ابارك لوجين بنفسي...
مالك بهدؤء.. دا العشم برضو يابنت عمي....... وتوالي الصمت حتي انتهت المائدة وأخذت الفتيات سلمي وترنيم سعدوا بعض المفاجآت لزمزم صديقتهم ويعدوا قائمة لأشياء التي تنقصها والأزمة اهم شيء قبل العرس السريع هذا......
....... وفي قصر الراغبي جلس فارس قائلا لعمه... انا فاض فيا وعايز انفذ العهد يا عمي...
الراغبي وهو يشعل سيجار التبغ خاصته... دا العشق غلاب بقي....
فارس بهدؤء... هو مش حقنا ولا انا غلطان...
الراغبي... متقولي الحق..
فارس بهدؤء أشد... الحق انا غرقان وعشقت وعشقت بنت العدو زى حكاوى ايام زمان ولكن العشق وحده مش كفيل يهد كل الجسور...
زوجة الراغبي إلهام بهدؤء... عندك حق يا فارس وأكملت قائلة... القهوة ياباشا تأمر بحاجة تاني....
الراغبي بهدؤء... تقدري تروحي... والهام... لما اختك ترجع من كليتها بالقاهرة خليها تجلي ضرورى...
الهام بقلق وفضول... خير يا باشا...
الراغبي بهدؤء... بعدين...
اومات برأسها بطاعة وغادرت مثلما أتت وقال فارس... الهام دي فعلاً أسطورة في برودها وصبرها...
الراغبي بهدؤء... عندك حق واومال انا اخترتها لي بعد المرحومة ام العيال... بس انت عارف اللي فيهآ العدواة قديمة اوى ومش من سبب واحد...
فارس بهدؤء... الله يرحمه.. تيم كان اخويا وظهري...
الراغبي بهدؤء... انت ابني مكانه، اومال أن بحبك لي، المهم.. اصبر شوية علي موضوع العهد دا محدش من عائلة الحدايدة ناسي حاجة شبه دي.... وكل حاجة تحت عيوننا بس انت خف علي بنتهم....
فارس بهدؤء... تعرف كان نفسي اذلهم و ادوقهم من نفس الكاس اللي ذاقت منه العائلة وكنت ناوى  ولكن...
الراغبي بهدؤء... حفرت لنفسك قبرك شاطر...
فارس بهدؤء... غصب عني وعن عيني يا غالي...
الراغبي بهدؤء... خلاص خليك ثابت ووقت ما اقولك انت وابوك نفذوا تنفذوا مآشي... وسلملي على جدك وقوله ابن عمك بيبلغك السلام...
فارس بهدؤء وهو ينهئ مشروبه... حاضر وانا كلها يوم وهرجع الكتبية اشوف شغلي....
أوما الراغبي بتفهم لحديثه ثم تابع فارس قائلا بشئ من المزاح... هو انا بفكر أودعهم...
ابتسم له أنه لا فائدة فيما يفعل ومهما فعل معه......
............... وفي الجنوب من سيناء كان فاضل يتابع في غرفته بهدؤء آخر التقارير ويخطط ويوصل الخيوط ببعضها ليجد بعض الحقائق عن مكان المنظمة الجديد ومعرفة مكانهم وزرع جاسوس بطريقة مختلفة لا أحد يعرفها... ولكن كيف وان المعلومات مازالت منقوصة وغير مكتملة بالمرة... ويطول الوقت فقط بلا فائدة والشيء الوحيد الجيد الذي حدث انه جروحه بدأت في الاستسلام للشفاء... وظل يفكر حتي كل التفكير والجمع بين الماضي والحاضر والحوادث وحادثه بالذات... فجمع أوراقه وأخذ يضعها في مكانها.... وخرج لعله الهواء البارد صاحب رائحة الليل ينعشه ويضيف لقلبه بعض الهدؤء وجلس على بعد من إحدي الأصوات التي كانت تغني إحدي الاغاني القديمة المعروفة باسم " قطر حنة"... واستمع لبعض الكلمات لهذا الغنوة وابتسم وهو يتخيل قصة الكلمات الحزينة

" سلسلة معزوفة العشق"... الجزء الأول.. (.... شعاع عشق بلهيب  إنتقام)...... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن