" الجزء الثاني باسم خطايآ المارد، نزلت fiel الرواية، تقدوىا تقروا الاقتباس هناك.... ودا آخر شيء هينزل هنا، والباقي في الجزء الثاني علي الصفحة وعلي الفيس"
.........
عاد من عمله منهكا، ثلاث ايام لا يطعم الراحة ولا ينال الهدؤء، غائم العينين، صامت القلب مفنت روحه بيد صاحبتها، يدراي حزنه بين طياته وعمله، يسمع هذا ويحل مشاكل ذاك ويفكر في تلك وكيف يحلها لأجل عمل عائلته، يشرف على العمل، يحل مشاكل اخواته ويراعي باقي عائلته علي قدر المستطاع، يستمع لامانته الصغيرة عطر، ابنة قلبه حين غدرت الابنة الأخري بقلبه وتركته، ظل يتارجح على ضفوف الذكري، يرحل من تلك لتلك، تخونه عيناه وتتاهب للمطر، فتصرخ كرامته لتصدر فرمان النسيان، وتذكر جميع أقوال الحكماء وتذكر انه تعيس الحظ، عندما يحب، يرحل من يحب، يتركه.... توقف عقله لسنوات بعيدة الأمد، كانت طفلة الخمس أعوام تسعد بارجوحتها كل صباح وتركض خلف الحيونات والطيور وتهرب من هناك، تعشق لعبة الاختفاء هي جيدة بها، وحيدة اللعب أيضا، طلما لعبت بمشاعر قلقه وخسرته وخوفه وعشقه وحبه، تركته بارد جامد، يري أن اكتفي، يتذكر داعباتها في صغرها، كم كانت خفيفة الظل قبل أن تترك ظلها وترحل، وتتحول عيونه كم كانت حساسة القلب تبكي لفقدان جرو أو قط أو فرس ولكنها لم تبكي من أجلها يوما، يتذكر أن طيلة حياتها هو والموت يتسابقان بمن يحيط الآخر اولا، هو يفل مرة وينجو برحمة الله مرات، ولكنه لم يري في عيناه ألم ذالك داخلها، أصيب وهبط أسفل ، أسفل كل شيء، وجده روحه تحت رحمة يدها يوماً، يتذكر وينسى ويغلق من طيات قلبه الماضي ولكن كيف، هي لم تترك حتي جسده ليخلو من لامستها أو حتي ذكريات حتي لو مؤلمة، جروح جسده ذكريات كثر لحربه من أجلها...
...... واسكت وطن حزنه صوت ابيه، صوت حنون يناديه قائلا وهو يجر كرسيه المدلوب من خلال عجلاته التي تتعرقل في العشب من حين لآخر " معتصم.... انت زين"
نظر له بنظرة لطف وحنين وقبل يده وذهب الي مجلسهم في احد جوانب الحديقة... وأبيه يرتب على يده مدركا حرب نفسه، حرب روحه، مدرك ألمه، فمن ذاق الغسق علم علقمه وقسوته.... لحظات حتي اجلس والده بحنو علي الكرسي التي صمتا خصيصًا لأجله ولأجل جلوسه في الحديقة من حين لآخر ولقائه بالتجار وغيرهم من الأصدقاء أو في حل النزاعات، هو شل ولكن لم يمت، اينعم لا يتواجد بكثرة بسبب مرضه ولكنه موجود، وجوده لو قليل يمنح معتصم الحياة والأمل يجعله مشرقا وسط الظلام، حتي جلس بجواره قائلا " اخبارك اي، انا عارف ان اخر يومين هملتلك حقك علي بس الشغل"
قاطعه والده قائلا. .... الراجل مننا يا ولدي مش بيتعب من كتر الشغل بالعكس بيتعب من قلته ولكن بيتعب وبيموت القهر، ولما الاقي سندي وعكازى بينكسر وبيكسر روحه لازم اكون جنبه افوقه بدل ما اعرف حسرة عليه"
قبل يده والده قائلا. .. بعد الشر عليك.... وأكمل بتوتر وحزن" انا بس متلخبط "
حسم الأب قراره وقال بعطف وهو يرفع له، ايري حزن عميق والم اوجعه وجلده حتي البهتان كلوحة رسمها الفنان أفضل رسم علي الإطلاق ولكن نسي أن عليه أن يجلب الخامات المناسبة حتي لا تتحول بأي نسمة رياح من العواصف، لهباء منثور " حقك، أحزن وجعك مش هين، ماهو صعب تطلع بروحك سابع سماء وتنزل سابع أرض... حقك"
صمت قليلاً ليقول بشيء من الانهيار وهو يضع راسه على قد ابيه " كسرتني يابابا، كنت بأقرب وتبعد تقرب وتبعد، وانا واقف مش قادر اخد خطوة. ساعات تحسسني اني مهمة، ترجعني لحلم امبارح لوسام اللي عرفاها وربيتها وحمتها وشيلت همها من وهي ولا حاجة في بطن امها، كبرتها وصحيت عشانها بحاجات كتير واستحملت مصائب كتيرررر... طلعت روحي وانا براضي وبحمي، شوفت الموت الف مرة وخسرت، خسرت لما انت خسرت صحتك وخسرتك لما ابن عمي مات بدالي عشان الراغبي يضمن أن محدش غيره اخوه يعيش الحاجة اللي اتمناها ومطالهاش، وكنتوا هتضيعوا كلكم من ايام، واختي عائشة بنص قلب ونص روح ونص عقل مع جوزها حتي وهي بتحبه، وقفت عاجز احمي اختي من حبه عشان لو قتلته هولع نيران حرب مات هدمركم والسبب كان هي، اكتفيت بالمراقبة وان أشعل الخوف واني احمي وروحي تتحرق، الف مرة عشانها، انت عارف ان العهد لو متمش كان الأمن هيكون روحها، انا ضحيت كتير اوى عشانها حفظت أمانة عمي لآخر نفس، بس تعبت اوى يابابا انا بموت انا بشر" أمطرت عيناها بحزن قاتل كان صوت مبحوح ويتخلل الدموع وشهقات متقطعة، احتضن ابيه بقوة، غرقت روحه بفضيان حزنه، ظل يبكي ويبكي لوقت غير محدد المجة، ومن ثم سكن بدمع خافت، عاصفة من النزاع داخله كانت في قوتها وانتهت بسكوت. ربنا مؤقت ولكن شعور السلام في أحضان ابيه مختلف.... تنتفس بعمق حتي قال ابيه بحب " يوسف، هيكون اسم بينكم الثاني.."
ابتسم الآخر بسخرية " ابن مين يابابا"
فاكمل الآخر " حزنك ووجهك كان لازم يطلع، عشان تكمل، إياك تندفنه جواك، وانا حاسس بيك وبروحك، ومقدر وجعك وعارف انك هتخف، بس لما الايام تدور والحقيقة تبان خليك رحيم يا ولدي"_ مش فاهمك يا بابا...
فاكمل الآخر... لكل رحيل سبب واكيد ليها سبب، حب تقبله وتسامح وحر تبعد وتكره، انت حر يا معتصم مش مقيد، بشيء ، والعشق اللي سابك ومفراق راجع، بس وقتها خليك رحيم بحكمك، أغضب وعاقب وارحم... فاهمني يا ولدي .."_ شايف اي مش شايفه يا يوسف، شايف اي مش شايفه يابابا.
فاممل بهدؤء... لساتك صغير ومش هتفهم كل حاجة في الدينا، بس المهم روق روحك وصفي ذهنك وعقلك فوق لنفسك وارجع شديد.... وقتها هترجع الدينا تحت رحيلك، شوف غلط امبارح واتعلم منه، شوف من وصل لمين واي جاب لأي... وسيب اللي غاب وسافر راجع والغائب جحته معاه يا نور عيني "
.... فقال بياس... لسا شايف امل في شيء مات يابو يوسف
فاكمل الآخر بابتسامة وهو يمسح على راسه بحب" يحيي العظام وهي رميم يا ولدي ربك كريم وقادر على كل شيء، بس متنساش وقتها ابوك "
فقبل يده قائلا. ... انت فوق الكل سيد الكل... ونظر له بامتنان قائلا... بابا شكراً، انا احسن من الاول احسن وانت جنبي بوجودك، طول ما انت جنبي مهما كانت الخسارة قليلة جنب حضنك وكلامك ليا... بس بتجبيه منين، اوعي تكون مخاوى....
ضربه بخفة على كتفه.... اتلم يا واد... حلة حيا صحيح... وصحيح مش هفكرك بمرتك يا سيد الرجالة... ولا اي
معتصم بمزاح.... عندك حق، الواحد من فترة التانية محتاجة حبة دلع برضو....
نظر له والده بشيء من اليأس والسخرية ما ابتسامة، تزيل عن كاهله الكثير من الهموم......
....... لحظات واعتدل ليضع راسه من جديد بدلا من أحضان ابيه أقدمه، لينعم بهدؤء مضاعف...
......... ولم تظل ثوان حتي صرخ احد الغفور قائلا بصباح وهو يركض لسيده " الحجني يا معتصم بيه، الحجنا..."
اعتدل معتصم قائلا بصياح... مالكم في أي وانتم اتجينتم أزاى تدخلوا من غير إذن...
ليصرخ الغفير قائلا.... غصب عني يا كبير، الحجنا الشيخ كرم مات....
قال بلفهة وفزع.... اخوى......
...... القلق لم يكن في البدايات القلق دائما في النهاية...." يتبع، أراكم بكرا في خطايآ المارد، نهاركم سعيد...".... يتبع...
أنت تقرأ
" سلسلة معزوفة العشق"... الجزء الأول.. (.... شعاع عشق بلهيب إنتقام)......
General Fiction...... من بداية اللحظات... الي نهايات ألم ثار وإنتقام وظلم وجهل.... ولكن هل من مخرج..... بدون أن اخسر قلبي.. قبل روحي... التي تعني أنت...