XXIII

19.9K 1.1K 701
                                    


فوتز وكومتنتز
إنجوي~

ما أدرك كم مر من الوقت أثناء مكوثه بلا حراك. هامداً على مقاعد انتظار المستشفى ببصر شاخص وجسد تلقفه الخدر بأحضانه. هو أخفض بصره وببطء إلى يداه الباردتان. لطالما كانت أنامله مغموسه بالدماء، حين يكون جانياً ولكنه قد تجرع ألم الضحية لحظتها. في لحظات كان بدن جيون جونغكوك ينازع من أجل روحه بين يداه. ولما أمست قلة حيلته وعجزه عالقة بحلقة. هو لم يبكيها.

ما يزال شحوب وجه السيدة جيون عالق بذاكرته. رعشة صوتها حين نادت ابنها الغارق بدمه بين يداه. تايهيونق شعر كما لو أن كل ذلك خطؤه.

عذاب الضمير كان من آوابد الأمور بالنسبة له. منذ أول امرأة قتلها ضميره قد غرق بسواد أفعاله. لكنه والآن يشعر به يلتهمه من داخله. جونغكوك رمى بنفسه أمام تلك الرصاصة ليقيه إياها، أي كاذب شديد البأس قد يقدم على فعل كذلك؟

تايهيونق لن يسامح نفسه أمام وجعه. لا غفران له إن فقدت خالته ابنها بسببه. هو لم يشعر بالاستحقاق مطلقاً. عقله ظل يتلو عليه أنت لم ولن تستحق أن تُفدى بروح أحدهم.

حين فُتح الباب خاصة غرفة العمليات. يوقيوم وتايهيونق استنهضا بتلقائية. وكلاهما اسندا السيدة جيون التي كانت على شفا فقدان وعيها هناك.

"سيدة جيون، هل هو بخير؟" يوقيوم سأل في لهفة. وللهفة كانت أشد بعينا تايهيونق حين تربص إجابتها.

"لا اعلم، كل ما اعلمه بأن الطلق لم يصب قلبه" تمتمت بوهن. عيناها كانت على تايهيونق حين ساعدها على السير نحو الكرسي. يوقيوم تركها له وتلقف يونقي الذي ركض إليهم بقلق يهز مقلتاه.

"آسف" همسها لها تايهيونق. وهي هزت رأسها "إنه ليس خطأك" تنظر ليداه المرتعشة. ما زالت ملطخة بالدم. أدركت بان تايهيونق لم يكن حاله أقل سوءاً عنها. هي دنت منه رويداً رويداً. تعانق كتفاه وتأخذ بجسده حيث صدرها. تايهيونق لم يمانع التماس المفاجئ. وربت بهوادة على رأسها.

"لن يكون الأمر أهون علي إن أصبت أنت تايهيونق" هي تمتمت. تستطرد "كلاكما قطعة من روحي"

"سيكون بخير" صوت تايهيونق كان خافتاً وهي استماتت ليتم إخبارها بذلك. فرددت من بعده "أجل، سيكون بخير"

هيسو لاقتهم بعد دقائق. وبدت أكثر رصانة من تايهي. أخذت بتايهيونق ليغسل يداه بعد تأكدها من تهدئة حبيبتها. وقد كانت خير معين في ضوء كل تلك المعمعة.

حتى أخرج جونغكوك من غرفة العمليات وقد وضع تحت الملاحظة حتى يستفيق. بالرغم من أن تايهيونق يستميت لرؤيته إلا أنه غادر المشفى فور علمه بأن زعيم المافيا قد استقرت حالته. وما أخذته قدماه لسوى بيت الغابة خاصتهما. وما ظن بأن النوم إلا مجافيه لكنه استكن نائما بأنكيدو بين يداه. لفتك الإنهاك ببدنه.

Hercules | هرقل - KVحيث تعيش القصص. اكتشف الآن