Hercules | هرقل - KV

XII

فوتز و كومنتز فضلاً
إنجوي~

لا علم لنا عن ما يدفعنا للمضي قدما، وإن قدرة الإنسان على المقاومة ورغبته أن بالعيش لغريزة مثيرة للدهشة، لطالما رفضنا حيواتنا البائسة ولكن فكرة الموت تضرم الهلع والرعب في دواخلنا. نتبتغي الموت بألسنتنا ونهلع لوقع حدوثه.

السبب ذاته الذي قد جعلك تتوقف عن غرس المشرط عميقا بمعصمك، والذي سيجعلك تنازع لالتقاط الهواء إن رميت بنفسك لأحضان المحيط، هو ذاته التردد الذي يضاد قفزك من سطح ذلك المبنى .. الخوف من الموت.

والخوف يصير جسيما حين يكون خوفا مو فقدان أحدهم.
جابهت الأمر أم لا فلا أحد يستطيع إنكار الألم الذي يتجسد كجرح دائم النزف في دواخلنا.

حين تسلب الحياة منك قريباً ستبدأ الذكريات بضرب رأسك، للأماكن الروائح وحتى الأشخاص الذين جمعوكم معاً. لن تنفك ذكراه عن التشبث بخاصرة عقلك. جونغكوك تجرع ذلك الألم حتى أحترقت دواخله ويخيل له بأنها غدت رمادا يذروه الريح. الحنين الحزن الوجع والذنب كذلك.

راح يتجول بمنشفة حول نحالة خصره وبجسد رطب،تنزلق قطرات الماء الماجنة عبر كتفيه وإلى عرض ظهره. وليس وكأنها أصبوحة العشرين من ديسمبر والجو القارص يجمد الأطراف، ورغم ذلك هو قد وقف بمنتصف المطبخ وباب الشرفة الضخم كان مفتوحا والريح الباردة تربصت به.

استدرك استيقاض تايهيونق حين أمنتنعت الريح عن بعثرة شعره الرطب وسمع صوت صفعة باب الشرفة. وبدا وأن تايهيونق حانق منذ الصباح لأمر ما ومتى لم تفح هالة النقم والإمتعاض من تايهيونق؟ ولتكن تلك مبالغة حين يعترف جونغكوك بأنه لم يجده بغيضاً قط، برغم عبوس وجهه المستديم.

"صباح الخير" قد قال وما وجد غير التجاهل، وكأنه ليس الرجل ذاته الذي اغدقه حناناً الليلة بطولها. فهاهو ذا يدعي بأن ضجيج محضرة القهوة قد صم أذناه. وقد شعر جونغكوك بأن هذا الرجل قد يأخذ القهوة عبر حقن وريدية إن تطور إدمانه.

"سنلاقي كيم اليوم؟" تايهيونق سأل حين كان جونغكوك على وشك توبيخه بشأن التدخين وشرب القهوة على معدة فارغة.

همهم جيون "أجل، بصفتك المالك لخمسون بالمائة من أسهم شركته" تايهيونق لم يكن معجبا بالأمر وهو لا يعتقد بأن هذه شخصيته أبداً. ولكن جزء منه قد مال إلى الخضوع لهذه الخطة. ستكون ذخيرته ممتلئة إن باءت خطتهم بالفشل على أي حال. ولا علم له من سيختار أولا لنثر دمه.

تايهيونق حاليا هائم بالوشم المخطوط بمثالية على ظهر جونغكوك ويتوق لرؤية تتمته، فهو ممتد من ظهره حتى كتفه الايمن نزولا لصدره. لم يكن الرسم مترابط ببعضه ولم يبدو ذو معنى واضح له ولكنه إئتلف بمثالية مع ندبة الحرق على طول الشق الأيمن من ظهره.