XXVI

20.2K 1K 877
                                    

فوتز وكومنتز
إنجوي~

*"وهل الهوى حكرٌ عليك لأنني
قلب تفرق في البلاد ليجمعك"

*مقتبس

وفي منأى عن ضجيج العالم، وبثنايا سكنة البناء الخشبي الصغير.
ضياء الشمس الدافى تخلل الجدارن الزجاجية. ترنمت البلابل بصبحها متراقصه، تسترق النظر للجسدين المنكمشين إلى بعضيهما.

وهاهو ذا يرفرف بأهدابه في تضايق من الضوء الساقط، ولا سخطٌ على ألم انتشر بظهره لنومه على الأريكه، وقد ارتضى الوجع إن كان في سبيل ذاك الاحتواء الآمن.

تعرف الذراع الموشومة ملتفة حول معدته، والأحور تبسّم للطريقة التي ضمته بها ذراعاي الآخر. بظهره كان يستلقي على صدره، وأنفاسه اللظى ضربت أذنه.

هوادة نبض قلبه، وانتظام انفاسه كاد يسدل النعاس مجدداً على عيناي الفتى، في حين استرجع ذكريات الليلة الماضية. وكيف ضمّه جيون قُرب جيده، وحبسه بين الزفير والشهيق.

كيف تهاوى الألم بصدره، ورفرفت رايته بيضاء، حين ما كان إلا مغلوباً أمام وشاح من سكينة كسا به جونغكوك قلبه. وشاحه الذي حِيك بكل صبوته ولوعته إليه.

ليلقى حناناً قربه، قد بلغ به عطشه أوامه إليه.

رُبما ما تجلت على جونغكوك شدّته وجلادته، وما ألقى تايهيونق بالاً للأسطورة المتداولة. وأوحد ما أدركه أن الأكبر كان له هرقل ودرأ عنه خوفه وحُزنه، هرقل خاصته.

طول أنامله الفتّانه جرت بهوادة على بروز أوردته وخطوط وشمه المُبهم. شذى عطره، الذي ما استنشقه لن يكتفي، قد حفه وعلق بردائه.

هو التقط هاتفه حين رنّ وبسرعة كي لا يوقظ النائم.
"آوه تاي~آه، صباح الخير"

"صباح الخير" خرجت مبحوحة منه.

"آسفة لإزعاجك يبدو وانك كنت نائم، لكنني أردت سؤالك ما إذا تعلم اين هو جونغكوك .. اتصلت به للمرة المائة وهو لا يجيب" القلق في صوتها جعله يتبسم. جونغكوك محظوظ بوجودها حقاً.

"أمم، اعتقد بأن شحن هاتفه فرغ" هو قال ليستطرد بعدها "إنه نائم بجانبي"

"حمداً للرب، شكراً لك تاي~آه احضى بيوم جيد"

"همم أنتِ أيضاً" قال قبل ان يغلق الهاتف.

"صباح الخير" خرجت خاملة، قرب أذنه وكالعسل في حلاوته، انصبت بمسمعه.

روحه كادت تفيض راقصه بمعدته حين اشتد الحصار حول جسده وما صبا الأحور إلى حصار سواه ما حيي. وذلك للسؤال مدعاة، فمتى استنفر لمسات جونغكوك حين كرهها مِن مَن سواه؟ متى كان بذلك من القرب من رجلٍ ولم يفزع؟ ولقد خصُ جونغكوك بذلك منذ مدة ما أدركها.

Hercules | هرقل - KVحيث تعيش القصص. اكتشف الآن