١٤٣٦/١/١٦
عند غياب المطر لفترة طويلة ...تبدأ صلوات الاستسقاء وطلب المطر ... تؤدى هذه العبادة بكل خشوع ...وتتصاعد الابتهالات والرجاءات طلبا لحضوره
.
وبعد فترة نتمكن من رؤية جمال الغيوم وهي تزين السماء و تقف جنبا الى جنب وتحجب عنا الشمس الحارقة
.
...ومع بداية نزول اول حبات المطر تبتهج النفوس ويستبشرون به كل الاستبشار ولكن بمجرد ازدياد هطوله تتحول الدعوات من (اللهم صيبا نافعا) الى(اللهم حولينا ولا علينا)
.
كما يطهر المطر الأرض ...ينقيها ...يظهرها... كذلك يظهر سوء البناء على السطح ويكشف المستور ...تدخل المياة للبيوت فتغرق اهلها ...تكسو تلك الأرض التي يتخذها الأطفال ملعبا للكرة لم يعد هناك اي ملعب يبدو انهم سيغيرون نشاطاتهم من لعب كره القدم الى السباحة!!
.
اما اعمدة الانارة تتهادى كالريش في مهب الريح ثم تسقط جراء مطر خفيف لتظهر مدى هاششتها وضعفها
تتنافس اكوام النفايات مع هطول المطر في مسابقة لأشنع منظر واشنع رائحة واذا ازداد المطر اكثر قليلا... تبدأ نشرة الأخبار في اذاعة مقدار الخسائر وعدد المصابين والوفيات!
.
وبعد انتهاء الكربة وانقشاع الغمه تبدأ محاضرات بضرورة محاربة حمى الضنك!!...
.
وبعد فترة نعود لنفس الاحداث مرة اخرى (دعاء فمطر فخسائر فأمراض)
.
اليوم اعترض طريقي للمدرسة شجرة هائلة الضخامة لم تحتمل الوضع اكثر فتهاوت وتهادت ثم سقطت ارضا وهي تحتضر...
ليس للمطر ذنب في كل هذا ابدا...ببساطة لا مكان للمطر الطاهر بين ارض فاسدة...نحن مذنبون في حق كل شئ...حتى المطر
.
.
.
.
أنت تقرأ
My ocean
Random"الكتب الوحيدة التي تستحق ان تكتب تلك التي يؤلفها اصحابها دون ان يفكروا في اي جدوى او مردود منها" (ادب سيوران) .. الكتابة لا تعني البلاغه و الفصاحه ..فكم من كاتب غير فصيح وكم من فصيح غير كاتب .. لا اكتب لأحد ... في الحقيقه اني اخشى الكتابه..الكتابة...