ماذا يحدث إذا تركنا اللغة العربية؟بالتأكيد سوف تتبخر ...وها قد تبخر الكلمات كلمة تلو الأخرى ...تصاعدت إلى السماء وتجمعت في سحابة كبيرة ...يوم اللغة العربية نقوم بصلاة استسقاء علها تمطر علينا ،لنستعيد جملا وبلاغة كانت عزا وتميزا لنا ذات يوم ،ننطق بها لتعود وتسقي الكلمات الفصيحة ألسنتنا وتستقر بها،اليوم السماء ملبدة بالغيوم فاستبشرت خيرا بها...وقررت أن أتحدث العربية الفصحى ليوم كامل
تعجلتني أختي بالخروج فقلت لها:أمهليني بعض الوقت قالت:حسنا
ورأيت على وجهها شبح ابتسامة أتمنى ألا تكون ابتسامة سخرية...
حدثت السائق قائلة:لا تنسى أن تحضر لنا الخبز
رد باستعجاب واندهاش شديدين:هاه؟
فاضطررت أن أحدثه بالعامية ،بل أسوأ لقد حدثته بعربية تحطمت معه على قارعة الطريق
ولحظة وصولي للمدرسة ،تحديدا لحظة حديثي مع صديقاتي انفجرن ضحكا علي وقالت إحداهن بعربية فصحى:هل تريدين أن تتحدثي هكذا طوال اليوم؟ومع كل الناس؟ أحقا يا فتاة؟ أجبت بثقة وشجاعة كبيرة:نعم ولم لا ؟
فانفجرت هي الأخرى لتضحك معهن
ويتراءى إلى ناظري تلك الكلمات وقد ازدادت حزنا على حزن ومع كل ضحكة تتصاعد كلمة جديدة لتستقر داخل تلك الغيمة ،لم احزن سوى لأنهن كن يتضاحكن على لغتهن
انقضى اليوم،وانزاحت الغيمة بعيدا دون أن تمطر وأتساءل:هل مقدر لها أن تمطر يوما ما؟ الحل بسيط إذا أردنا أن نستعيد لغتنا ما علينا سوى أن نتحدث بها وان نفتخر بها ،لا لا يكفي الجهر بها علينا أن نتنفسها أن نعشقها أن نجعلها غذاءنا ودواءنا علها تصفح عنا ما اقترفنا في حقها...لعل وعسى
أنت تقرأ
My ocean
عشوائي"الكتب الوحيدة التي تستحق ان تكتب تلك التي يؤلفها اصحابها دون ان يفكروا في اي جدوى او مردود منها" (ادب سيوران) .. الكتابة لا تعني البلاغه و الفصاحه ..فكم من كاتب غير فصيح وكم من فصيح غير كاتب .. لا اكتب لأحد ... في الحقيقه اني اخشى الكتابه..الكتابة...