انا والحمام

11 2 0
                                    

١٤٣٦/٢/١٨
انا والحمام

بيني وبين حمام مكه علاقة وطيدة جدا...سأحاول ان اشرح لكم مدى قوتها...
.
.
في مدرستي في المرحلة الابتدائية والمتوسطه كان الحمام يمشي بيننا وقت الاستراحه ويأكل ما سقط منا سهوا ...عندما يتجمع كنت اجري واشعر بالسعادة عندما يتطاير حولي في ذعر!واضحك عليه طويلا!
مقعدي في الفصل بجانب الباب وعندما تبدأ معلمه الرياضيات بالشرح اوليها ظهري وانظر للحمام في الخارج...اااه لو كنت حمامه لما احتجت لأن ابقى في هذه الحصه الممله!يا ليتني حمامه!
في الصف الثاني المتوسط بنتِ الحمامة عشاً قريبا من فصلنا وكنا ننتظر بصبر فقص بيوضها..واخيرا ظهر الصغار...بعض صديقاتي تضاحكن قائلين :علينا ان نهنئها على مولوديها الجدد ما رأيكن ان نقيم لهم(سابع)؟ ولدت الحمامات الصغار عمياء طريه تشبه الهلام ..اتذكر كم كان نموها سريعا وسرعان ما نما لها ريش لتصبح بشعه ...ثم لتصبح حمامه بالغه ...كنت اتحرق شوقا ولهفه لرؤية اول دروس تعلم الطيران...لكن الاجازه الصيفيه منعتني من تلك المتعه...عدنا للدراسه وقد انتقلت للصف الثالث المتوسط ولم يكن هناك اثر لأي عش او فراخ!
.
.
انقضت طفولتي وحملت معها الكثير من الذكريات مع الحمام...انتقلت لمراهقتي في ثانويتي الجديده وكان بها عدد قليل من الحمام كونها في مبنى مغلق ليس كمدرستي السابقه...لكن كان هناك شئ غريب...كانوا كلهم مريضين وهزيلين وكالعادة تعاملنا مع الموقف بضحك قائلين:حتى الحمام لم يحتمل هذه المدرسه البائسه(مدرسه تجيب المرض)
في الصف الثاني ثانوي اتت الى مدرستنا مديرة جديده وسنت قوانين صارمه على كل شئ تقريبا ...اعتقد انها ارادت ان تحول المدرسه الى عسكريه!والسبب في اعتقادي انها وضعت اشواكا على كل الاماكن التي من المحتمل ان يقف الحمام عليها...فجأه اختفى الحمام من حياتي!...كرهت المديرة الجديده لانها سرقت مني اصدقائي لكني عذرتها فقد ارتاحت من فضلاتهم وارتحت انا من رؤيتهم يوميا وهم مريضون دون ان اعرف العلة او العلاج...
.
.
اظن ان احساس الغربة لا يساور البشر فقط...حتى الحمام يجئ بين فينه واخرى ليزور مكانا لم يعد يتسع له ...حمامتين فقط ابت ان تتزحزح ووضعت ارجلها الصغيرة بين الأشواك ووقفت دون حراك...شكرتها من كل قلبي ...ترى هل ستصمد هاتان الحمامتان؟ ام سترحل وتتركني وحيدة؟
.
.
عموما اليوم لم اكتب عنها سوى لأخبركم كم تعني بالنسبه لي فلا تؤذوها ...حتما سأجد علاجاً لها وارد لها جميلها ...كل تلك الذكريات والمواقف جديرة بالشكر ...سأحاول ان اسعدها كما اسعدتني كل تلك السنين...

My oceanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن