الفصل الثانى
امانة
نظر حسام لجاسر وقال " انت تعرفها؟ "
هز رأسه وقال " لا اول مرة اراها ولكن سمعت على وهو يناديها باسمها فعرفت انها ابنة عم صبري... هل توصلت الى شئ من التحريات ام ككل مرة لن نصل لشئ "
ضاقت عيون حسام وقال " لا اعتقد ان هذه ككل مرة.. لدينا قتيل ولابد من الوصول للقاتل ثم لا تنسي انك لا تتعاون معنا وتتصرف بشريعة الغاب "
نظر اليه جاسر بقوة وقال " هى افضل من اللا شئ ونحن فى زمن البقاء للأقوى وانا جربت القانون مسبقا فماذا جنيت لا شئ "
كاد حسام يرد لولا ان خرج الطبيب ونظر اليهم وقال " هى منهارة تماما والضغط منخفض ماذا اصابها "
قال جاسر " توفى والدها "
هز راسه وقال " علقت لها محلول واعطيتها مهدئ ارجو حجزها هنا الليلة على الاقل لتبقى تحت عنايتنا "
قال جاسر " بالتأكيد ولكن حالتها خطر ام مجرد حالة حزن "
قال " حالة حزن بالتأكيد لكن هى فقط ضعيفة وواضح ان الامر كان صدمة.. ارجو ان يذهب احد لإعطاء بياناتها فى الاستقبال "
تحرك على بدون تردد ورأى هو الممرضات وهم يخرجونها وهى فاقدة الوعى لينقلوها الى غرفة خاصة.. نظر حسام اليه وقال
" اليس لها احد ؟"
فرد جاسر " لا اعتقد على يقول ان عم صبري كان كل ما لها "
قال حسام بضيق وهو يتابعها " مسكينة لذا الصدمة كانت قوية "
لم يرد جاسر عليه ورد على هاتفه " مايكل لم لا ترد "
اجب الطرف الآخر "اسف مستر جاسر كنت فى الاجتماع "
ابتعد عن حسام وقال " ارسل لى رجال الامر تكرر ولكن بالاسوء.."
" اسف يا فندم سأرسل لحضرتك الرجال بأسرع وقت "
قال جاسر "اعلمني عندما يصلوا " اجاب مايكل"حاضر يا فندم "
سمع على وهو يتحدث مع حسام " حسام بيه الن نحصل على تصريح بالدفن لعم صبرى اكرام الميت دفنه "
نظر حسام لجاسر ثم قال " هذا عمل النيابة ربما غدا يصدر وكيل النيابة التصريح اعتقد ان جاسر بيه سيتصرف فى الامر "
نظرات جاسر لحسام كانت قوية فحسام قابله من قبل فى حادث مماثل ولكن نفد منه والده وهو ايضا الذى كان يتولى التحقيق وبالطبع لم يصل لاى شئ وانما رجال جاسر هم الذين وصلوا اليهم..
لم يرد جاسر وهو يري لى لى اخته تجرى اليه والدموع بعيونها اتجه اليها
وقال " ما الذى احضرك "
قالت بانهيار " اين دادى يا جاسر اين هو وماذا اصابه؟ "
قال " اهدى هو بخير بالعناية تعالى واجلسي "
تابعها حسام بعيونه وقد شعر بشئ يجذبه اليها عاد من افكاره على صوتها وهى تقول " لا..اريد ان اراه ماذا اصابه وكيف حاله "
احاطها بذراعه فهى اخته الصغرى التى يحبها ويخاف عليها قال بحنان يتناقض مع شخصيته " هلا تهدأين انه بخير الان ولكنه ما زال بالعناية "
مسح دموعها بيده .. فقالت " ما الذى حدث وكيف وقع الامر "
قال " طلق نارى "
وضعت يدها على فمها وقالت " واين اصيب؟ "
ابتعد عنها وقال " بظهره "
اتجهت اليه وقالت تحثه على ان يكمل " وماذا؟ "
لم يجرؤ على النظر اليها فأحثته على ان يكمل " جاسر من فضلك اخبرنى "..
وصل الطبيب وقال " جاسر بيه والدك افاق ويسال عنك "
انتبهت لى لى وقالت " وانا اريد ان اراه ارجوك "
نظر اليها الطبيب بدهشة فقال جاسر " انها اختى هلا تنتظرى قليلا و.. "
ولكنها اصرت " لا لن انتظر سأذهب الان معك "
هز الطبيب كتفيه واشار لباب العناية فاتجه الاثنان للداخل
شعر كاظم بأولاده بجانبه ففتح عيونه امسكت لى لى بيده وهى تنهار بالبكاء
وقالت " دادى انت بخير دادى رد على "
ابتسم الرجل بألم وقال " نعم لا تقلقي.. "
ثم نظر لجاسر وقال " صبري ماذا اصابه "
حاول جاسر ان يكذب "انه اقصد "
سقط الكلام من فمه فقال الرجل " اعلم انه مات لقد مات بين ذراعي بالسيارة لقد ضحى بنفسه من اجلى.. جاسر جى ابنته امانة فى رقبتنا ليس لها احد "
نظر اليه بدهشة وقال " جى من؟ "
قالت لى لى " جولى بنت عم صبري يا الله انها لن تتحمل انه كل حياتها كيف سنبلغها "
قال جاسر " لقد عرفت وهى هنا بالمشفى لا تقلق يا بابا اطمن انا سأقوم باللازم ستحصل على تعويض و.. "
قاطعه الرجل " ليس هذا ما اقصده.. انا اقصد الا تتركوها وحدها انها لا تعرف اى شئ عن الدنيا انا اعرفها جيدا انا اريدها بجانبي نعم لن اتركها صبري ضحى بحياته من اجلى وانا سارد له الجميل فى ابنته هل تفهم ؟ تقوم بكل ما يلزم يا جاسر ولا تترك الفتاه لحظة وانتى يا لى لى اعلم انها صديقتك لا تتركيها هل تفهمين؟“
هزت رأسها وقالت " نعم دادى حاضر بالطبع لن اتركها لا تقلق المهم ان تشفى انت "
اغمض عيونه وقال " انا خلاص عرفت مصيري ولا يهمنى طالما جاسر هنا وانتى بخير فانا بخير "
اغمض عيونه فأشار جاسر لأخته فخرج الاثنان..
عندما فتحت عيونها شعرت بصداع يدق رأسها والم فى ذراعها ادركت سببه عندما رأت ذلك المحلول وشيئا ما بدأت تدرك اين هى وما حدث وتذكرت موت والدها فصرخت
" بابا.. بابا "
خلعت الابرة من يدها فسال الدم وقامت من الفراش ولكن الممرضة كانت قد وصلت على صراخها واعادتها الى الفراش قبل ان تسقط وهى تقول
" من فضلك يا انسة انتى بحاجة للراحة "
حاولت ان تقاوم ولكن مازال الدوار يأخذها ارتمت على الفراش وهى تصرخ من وسط الدموع
" اين بابا اريد ان اراه من فضلك دعينى اذهب اليه ارجوك "
كان صراخها مرتفع فى نفس وقت دخول لى لى اسرعت اليها لتحتضنها
" جى اهدى ارجوكى انتى بحاجة للراحة "
نظرت لها بدموع لا تنقطع " لى لى اين بابا اريد ان اراه من فضلك دعيهم يتركونى اذهب لأراه مرة واحدة انه لن يتركنى اليس كذلك انا اذهب لمن من بعده انا لا اعرف احد سواه هو كل حياتى كل اهلى وجيرانى واصحابي ..لن يرحل لا ليس بعد انا مازلت بحاجة اليه كيف سأعيش بدونه بابا لا تتركني بابا... "
احتضنتها لى لى ووصل الطبيب وجهزت الممرضة حقنه اعطاها لها وهى مازالت تصرخ دون توقف ووصل جاسر وهو يراقبها فى صمت وتملكه الغضب من الذين فعلوا ذلك بوالده ووالدها ما ذنبها تلك الفتاه..
واخيرا هدأت ونظر الطبيب اليه وقال " لن تنام ولكنها ستهدئ الامر صعب عليها كان الله فى عونها عن اذنكم "
اقترب من اخته وقال " لا تتركيها وانا سأجرى بعض المحادثات بالخارج " هزت راسها
بالطبع وضع حراسة على غرفة والده لأنه يعلم ان من فعل ذلك لن يتوقف.. وصلت النيابة وبدأت التحقيقات مرة اخرى وانتهت بالموافقة على تصريح الدفن..
فى الصباح كانت كل الاجراءات قد انتهت وخرج هو من عند والده واتجه الى غرفة جى دق الباب ودخل كانت تجلس هادئة لم ينظر اليها وانما نظر لأخته وقال
" كيف حالها؟ "
قالت " افضل ولكنها تريد ان ترى عم صبري "
نظر اليها كانت فتاه تختلف عن كل من رأى ربما بريئة او... نظرتها اليه فاجأته وقالت
" هل يمكن ان ارى بابا من فضلك ارجوك مرة واحدة "
تنهد وقال " الامر صعب يا انسة وانتى لن تتحملى "
سالت دموعها وقالت " اعدك ان اكون قوية لن ازعج ابى اعلم فهو اخبرنى بذلك ولكن ارجوك لابد ان اودعه "
شعر بالشفقة تجاهها فقال " الامر صعب لن تتحملى "
اتجهت لى لى اليه وقالت " من فضلك يا جاسر انه والدها لابد ان تراه "
نظرات الترجى بعينها اشعرته بالضعف لأول مرة تجتاحه مشاعر الشفقة تجاه احد تركها وخرج وهو لا يعلم ماذا يفعل ولكن قراره كان قد اتخذ بدون مناقشه
عندما دخلت ذلك المكان كان جاسر فقط معها وقف بجانبها وهى تنظر لجسد والدها الذى التف فى الكفن الابيض ما عدا وجهه اقتربت بجسد مرتعش وقلب متألم وعيون لا تتوقف عن الدموع وراته امامها وكأنه يبتسم لها مررت يدها المرتعشة على وجهه وقالت بألم وحزن
" بابا.. لم نتفق على ذلك.. لم نتفق ان تتركني هكذا فجأة وبدون حتى وداع... بابا انت موجود اليس كذلك.. انت هنا اعلم انك تسمعنى وتشعر بى.. بابا انا بحبك اوى واعلم انك لا تستطيع ان تعود الى ولكن ماذا افعل بدونك لا اعرف كيف سأعيش وحدى انت لم تعلمنى الوحدة الشئ الوحيد الذى لم تخبرنى كيف اتعامل معه فلماذا تركتنى لها.. "
القت نفسها على صدره وقالت " احضنى يا بابا كما كنت تفعل هيا مد ذراعيك واحطنى كى اشعر بالحب والحنان كما تعودت لماذا لا تفعل انت غاضب منى انا لم افعل ما يغضبك... احضنى يا باب ارجوك احضنى.. احضنى "
لم يستطع جاسر ان يتركها اكثر من ذلك فامسكها من ذراعيها وقال " كفى يا انسه انتى وعدتينى "
رفعت راسها ونظرت لوجه والدها وكأنها رات دمعة تسقط من عيون والدها فمسحت دموعها وقالت
" بابا لا تبكى من اجلى ارجوك انا اسفة ها انا بخير اعدك ان اكون بخير ولن ابكى ولكن ارجوك لا تبكى اريد ان ارى ابتسامتك من فضلك.. لا تبكى يا بابا.. لا تبكى "
وعادت الى البكاء جذبها جاسر بقوة ولكنها قالت وكانها لا تشعر بجاسر وهو يجذبها " الى اللقاء يا بابا سانتظرك فى احلامى فانا اعلم انك لن تتركني "
جذبها جاسر الى الخارج وعيونها على والدها لتوديعه اخر وداع...
انتهت مراسم الدفن والعزاء ولم تتركها لى لى لحظة حضر جاسر العزاء رغم انشغاله الا ان والده اصر على ذلك وما ان انتهى العزاء حتى اتصل بأخته ليأخذها ولكنها اخبرته انها ستبيت مع جى حاول ان يعترض ولكن لم يجدى معها نفعا..
اتجه لمقر المجموعة راجع الاعمال المتوقفة وسهر عليها ورغم ان له يومان لم ينام الا انه لم يعبأ وعند الفجر انتهى فخلع جاكيته وتمدد على الاريكة وراح فى النوم
ايقظه هاتفه نظر فى ساعته كانت السابعة والنصف مرر يده فى شعره واعتدل ثم نظر لرقم مايكل فرد
" ايوة مايكل "
اجاب مايكل " مستر جاسر الرجال بالطريق اعطيتهم كل التعليمات لن يتصلوا بحضرتك كالعادة "
قام لمكتبه وقال " تمام اريد نتيجة فى اسرع وقت من فعلها يسلم للشرطة اما من هو وراءها فهو لى انا "
اجاب " اعلم مستر جاسر لا تقلق اى اوامر اخرى "
رد جاسر" لا اطلعني على الاخبار اول بأول.. كيف حال العمل عندك وصلتني الايميلات امس وارسلت لك الرد هل هناك جديد "
" لا يا فندم "
" اوك "
واغلق الهاتف الذى رن مرة اخرى زفر بضيق عندما رأى رقم ندى خطيبته فرد " الو
.جاءه صوتها " جاسر ما الذى حدث ها انا اتيت بمجرد ما عرفت اين انت انا بالمشفى "
قال وهو يجلس ويغمض عيونه " بالمكتب ساعة واكون عندك لماذا أتيتي اعلم ان لديكى عمل هام "
قالت " كيف تقول ذلك انت خطيبي وعمو كاظم والدك "
لم يرد فهو يعلم ان هناك اشياء اخرى كالسفر او ربما العمل والنزهات والخروجات كل ذلك اهم عندها من الانسانيات التى يعيشها الناس فاندهش من انها تركت ما سافرت من اجله وعادت..
عاد لصوتها " حبيبي اين انت ؟ "
قال " معكى.. "
قالت" هل اتى اليك؟ "
قال " لا انا قادم ربما أتأخر قليلا ولكن انا قادم "
" اوك حبيبي سانتظرك "
تذكر ظروف هذه الخطوبة التى اضطره العمل اليها كان اختياره اراد ان يكون له السطوة الاولى والاخيرة فى مجال الاجهزة الطبية فكان عرض محسن الدمياطي حماه ان يشاركه فى شركاته التى تنافسه فى نفس المجال ويحصل له على توكيل امريكى من شركة كبيرة.. فى مقابل ان يخطب ابنته التى سبق لها الزواج وخرجت من تجربتها محطمة واراد محسن ان يعيد لابنته الحياة بشاب ناجح وغنى مثل جاسر ووافق جاسر لان الامر لا يفرق معه فهى صفقة.. مجرد صفقة..
كانت حالتها لا توصف حاولت ان تتماسك كما وعدت والدها ولكن كل مكان بالبيت يذكرها به
حاولت لى لى ان تخفف عنها ولكن دون اى فائدة وبالطبع لم يكن احد معها فليس لها احد.. اضطرت لى لى ان تتركها عندما مر عليها جاسر واخذها لترى والدها..
واصبح البيت فارغا لم تعرف كيف ستعيش وحدها انها لم تتعلم ذلك ولكن الان جاء الوقت لان تتعلم ولكن لماذا تعيش اصلا انها ستترك نفسها ربما تموت وتذهب لوالدها نعم لتعود لصحبته ولكنها تذكرت كلام والدها وكأنها الان تسمعه
" لا يا جى.. تريدين اغضاب الله.. انا علمتك ذلك؟ لابد ان تعيشي كى اكون انا مطمئن عليكى مازالت الحياه امامك عيشيها يا بنتى عيشيها ولكن بما علمتك اياه اياكي ان تغضبي الله كونى مؤمنة انه لن يتركك ابدا "
فتحت عيونها وادركت انها كانت تحلم فعادت للدموع..
قابلته ندى بهدوئها المعتاد وهى تقول " جاسر كيف حالك لى لى الف سلامة على بابا "
نظرت لها لى لى بدون اهتمام فهى لم تحبها وكذلك والدها اشاحت بوجهها بعيدا واتجهت لطبيب العناية مع جاسر وسمعته يقول
" انه افضل اليوم ساعات قليلة ونخرجه من العناية "
تنهد جاسر وقالت لى لى بسعادة " حقا اى سيكون بخير ويخرج من المشفى "
نظر اليها الطبيب وقال " لا ليس بعد انه بحاجة للتمريض الخاص وبعض العلاج الدائم وبالطبع لابد ان يرافقه احد كما تعلمون "
نظرت لى لى لجاسر وقالت " لا افهم "
شكر جاسر الطبيب ثم نظر لأخته وقال " بابا لم يسلم من الاصابة فقد اصابته بالشلل "
تراجعت لى لى بفزع وابتعدت ندى قليلا فعاد وقال " على فكرة هو يعلم وتقبل الامر فلا داع لأفعال تضايقه او تثير احزانه "
قالت بحزن " ولكنى لست مثلك لا املك مشاعر انت تتحدث وكانه امر عادى .. كاظم بيه يصاب بالشلل كيف .. وهل يتقبل الامر هكذا انت ماذا لا قلب لك انه دادى "
وتركته وابتعدت ودموعها لا تتوقف حزنا على والدها الذى كان الجميع يهاب من ذكر اسمه.. بينما لم يهتم لكلامها ..كان يعلم انها عاطفية ولكنه ليس كذلك اقتربت منه ندى وقالت
" انت بخير انا اسفة لتلك الاخبار عمو كاظم لا يستحق ذلك "
نظر اليها وقال " المهم انه مازال على قيد الحياة لا ارى داع لوجودك اعلم ان لديكى عمل هام عودى للمؤتمر "
ابتسمت بعيونها الخضراء الناعسة وقالت " لا حجزت طائرة الثامنة نكون اطمنا على عمو كاظم "
كان يعلم انها مثله لا تهتم بالمشاعر وزواجها منه فقط للمصلحة هو لتحقيق هدفة من السيطرة على السوق وهى كى تكيد طليقها الذى فضل امرأة اخرى عليها
رن هاتفه كان على انهى معه اعماله ثم عاد ورأى حماه يدخل فهو الاخر وصل من امريكا احتضن الرجل ابنته ثم سلم عليه وقال
" اسف لم استطع الوصول قبل اليوم "
هز راسه وقال " اعلم ظروفك جيدا "
" كيف هو الان؟ "
اجاب جاسر " الحمد لله "
قال الرجل "هل وصلت لمن فعلها؟ "
نظر اليه وقال " سأصل لا تقلق "
هز محسن راسه وقال " اعلم انك ستفعل "
بعد العصر انتقل العجوز الى غرفة عادية وما ان دخل الطبيب حتى قال " حمد الله على السلامة كاظم بيه.. "
رد الرجل " شكرا يا دكتور متى يمكنني الخروج "
رد الطبيب" يومين نطمأن على الجرح وطبيب العلاج الطبيعى يراك ويقرر ثم اين الممرضة التى سترافقك الم تحضرها بعد جاسر بيه "
نظر جاسر للطبيب وقال " ظننت انه لن يحتاجها الان "
قال الطبيب " لابد ان اراها واعطيها التعليمات اللازمة وتبقي معه هنا تحت الملاحظة قبل الخروج "
رد جاسر" تمام لا تقلق "
انصرف الطبيب وكذلك محسن بينما استأذنت ندى فى الذهاب لتلحق بالطائرة فلم يهتم ولم يبدى اى اهتمام برحيلها
جلس امام والده فى ارهاق واضح فقال الرجل " هلا تذهب للمنزل انت بحاجة للراحة خذ اختك واذهب "
ولكن لى لى قالت بأصرار " لا انا لن اذهب الا معك دادى "
ربت على يدها وقال " انا بخير جاسر كيف حال جى؟ "
قال " جى من؟ "
ثم ادرك نفسه وتذكر فقال " اه ابنة عم صبري اسال لى لى هى التى كانت معها "
لم ينظر لابنته وقال " انا كلفتك انت بالأمر فماذا فعلت؟ "
قال " توليت الدفن والعزاء وتركت لى لى معها منذ امس فماذا افعل غير ذلك "
قال الاب " انا اريدها ان تكون الممرضة الخاصة بي هكذا تكون امامى ولا اتركها لابد ان اوفى دينى للرجل الطيب صبري اذهب واحضرها "
نظر جاسر لأخته وقال " هذه الفتاة ممرضة لك! كيف انها لا تفقه شئ تبدو كالبلهاء بابا انا سأحضر لك افضل ممرضة و.. "
قاطعه الرجل بحزم " وانا لا اريد الا هى هل تسمع وفر على نفسك خططك انا عاجز القدمين لا العقل واللسان هيا تفضل اذهب واحضرها "
اشاح جاسر بوجهه بعيدا فى ضيق فرغم شخصيته التى لا تقبل ان يتحكم بها احد الا ان والده هو الشخص الوحيد الذى لا يستطيع ان يراجعه فى كلماته او طلباته لذا تحرك مبتعدا الى الخارج وهو فى حيرة من امر والده اى فتاه تلك التى يريدها انها تبدو كمن لا يعيش فى الدنيا...
قاد سيارته فى صمت واتجه الى منزل عم صبرى وقد قرر ان لن يضايق والده فهو يحبه ويحترمه رغم كل شئ..
دق الباب ولكن لم يلق اى رد عاد ودق بقوة ولكن ايضا لم ترد نظر حوله وجد شقة اخرى اتجه اليها ودق الباب وبعد لحظة فتحت امرأة تلتف بطرحة فقال
" من فضلك هل رأيتى جى.. اقصد جولى انا ادق الباب ولا ترد "
تراجعت المرأة وقالت " كيف ذلك انا رايتها بالصباح ومن وقتها لم اراها ولم تخرج انا متأكدة "
زفر فى ضيق وقال " اين ذهبت اذن هل معكى مفتاح "
نظرت اليه وقالت " ومن انت وماذا تريد منها؟ "
بدء صبره ينفد وهو يقول "انا جاسر المنياوي ابن كاظم المنياوي اكيد تعرفيه هلا تفتحى لى اخشي ان تكون فعلت بنفسها شئ هيا.. "
ارتبكت المرأة ثم قالت " انتظر سأتصل بأم محمود هى معها مفتاح "
لحظات مرت كالدهر وهو لا يعلم ماذا حدث لها وما ان وصلت تلك المرأة بالعباية السوداء وهى تقول
" ماذا هناك يا ام سمير ماذا بها جولى "
قالت الاخرى " افتحى اولا ثم اخبرك "
نظرت لجاسر وقالت وهى تتجه للباب " ومن هذا الرجل؟ "
تبعتها ام سمير وهى تفتح الباب وقالت " ابن الرجل الذى كان يعمل عنده المرحوم صبري "
فتحت المرأة الباب ودخلت وتبعها جاسر وهو ينادى " انسة جولى.. "
ونادت ام سمير والاخرى " يا جولى "
وفجأة صرخت المرأة الاخرى " الحقونى .. يا جولى ردى "
اسرع جاسر ووجدها على الارض وغائبة عن الوعى والمرأة ترفعها على ذراعها وشعرها الاسود الطويل يتناثر حول وجهها الذى ظهر عليه الشحوب فتوقف لا يعلم ماذا اصابها تلك الفتاة التى فرضت عليه
يتبع..
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد