الفصل الواحد والعشرين
حبس
تحسنت كثيرا بعد عدة ايام وانتقلت الى شقة اخو وائل وكانت تلك المرأة القصيرة تاتى لترى طلباتها وكان وائل يتصل بها ليطمئن عليها.. بالطبع غيرت رقم هاتفها واخيرا بدات تستعيد نفسها
اتتها المرأة بالطعام وقالت " هل تريدين خدمة اخرى يا ست جى؟ "
هزت رأسها وقالت " لا شكرا يا ام زينه يمكنكى الذهاب "
قالت المرأة " لا لن اذهب الا بعد ان تتناولى الطعام كما وانى اريد مشاهدة المسلسل معكى مثل كل مرة هل افتح التليفزيون ؟"
ابتسمت وقالت " نعم افتحيه "
فتحته المرأة وما ان فعلت حتى رأت صورة جاسر كادت المرأة تغير القناة ولكنها اسرعت تقول
" انتظرى لا تغيري "
اندهشت المرأة بينما حدقت هى بالتلفزيون واستمعت للأخبار والمذيع يقول
" وقد تم القبض على رجل الاعمال المعروف جاسر المنياوى بعد ان ثبت تورطه فى ادخال شحنة ادوية منتهية الصلاحية وغير مطابقة للمواصفات .."
وضعت يدها على فمها ودق قلبها هل يمكن ان يحدث له ذلك..اسرعت تغير ملابسها وام زينة تحاول ان توقفها او تفهم اى شئ ولكنها لم تتحدث
اسرعت الى القصر وما ان فتح لها الخادم حتى اندفعت الى الداخل رات لى لى منهارة من البكاء وحسام يحاول ان يخفف عنها توقفت وقالت
" لى لى "
نظرت اليها الفتاة بدموع وهتفت " جى..جى "
واندفعت الفتاة الى احضان جى وهى تنهار من البكاء وتقول " هل رأيتى ما حدث؟ جاسر لا يمكن ان يفعل ذلك لا يمكن "
شدت عليها وقالت " اعلم يا لى لى اهدئى الان كى نستطيع ان نفكر ماذا سنفعل "
ابتعدت ونظرت اليها وقالت " اين كنتى يا جى وما الذى حدث؟"
اقترب حسام وقال " هلا نجلس ونتحدث بهدوء موضوع جاسر اكبر منا جميعا "
نظرت اليه وقالت " كيف حدث ذلك "
قالت لى لى "جاسر اخبرنى ان محسن هو الذى عرفه بذلك المندوب فبالتأكيد هو الذى دبر كل ذلك "
نظرت جى اليها وقالت " هل قابلتوه ؟ "
نظرت لى لى اليها وقالت " لا ...لقد رفض لقائنا جميعا واعتقد انه "
ولم تكمل فأخفضت عيونها نظرت اليها لى لى وقالت " اذهبي انتى اليه انه بحاجة اليكى "
نظرت اليها ثم الى حسام ودمعت عيونها وقالت " لا..لا يمكن ان افعل "
قالت برجاء " جى جاسر يحبك ويحتاجك "
قامت وابتعدت وقالت " جاسر ليس بحاجة لاحد ولن يضعف امام احد خاصة انا وانا لا لن اذهب اليه لن افعل "
تبعتها لى لى وقالت " جى انتى بريئة اليس كذلك ؟ "
نظرت اليها والى حسام الذى ابتعد وقال " سأجرى مكالمة بالخارج "
قالت " انتى تسالين ام تردين على نفسك "
قالت " جى انا لم اعد اعرف اى شئ لقد انقلبت كل الموازين انتى وجعلوكى خائنة واخى واصبح مجرم انا لم اعد اعرف شئ ودادى ماذا اخبره عندما يسألني عن جاسر هل تعلمين ان جاسر لا يحدث دادى منذ ما حدث بينكم ..يعتبره المسؤول عما حدث بينكم ومن وقتها وهو طريح الفراش لقد تدمرت اسرتنا يا جى وانا اصبحت وحدى ولا اعلم ماذا افعل ؟ "
وعادت الى البكاء احتضنتها جى وقالت بقوة "انا اسفة حبيبيتى انها ندى هى السبب دمرتنا جميعا ولكن انا لن اتركها تهنئ بما فعلت ولكنى احتاج للوقت دعينا نذهب للمحامى ربما يمنحنا مفتاح البداية "
هزت رأسها وقالت " ستسامحيه يا جى اليس كذلك تعلمين انه كان معذور "
نظرت اليها وقالت " وانا الم اكن معذورة لم يسمعنى لم يمنحنى حتى الفرصة للدفاع عن نفسى "
" هو معذور يا جى ما راه ليس بهين "
قالت بالم "وما كنت فيه ايضا ليس بهين كيف صدق اصلا اننى يمكن ان افعل ذلك متى سيعرفني متى سيدرك ان الممرضة ابنة السائق ليست بتلك الأخلاق هذه هى المرة الثانية يا لى لى التى يصدق فيها ويصدق من ؟ ندى ؟ صدقها هى وكذبني. انا اعلم انى أخطأت لأنى صدقت ندى ولكن هو ايضا صدقها انا لم اعرفها مثله وصدقتها وهو الذى يعرفها ايضا صدقها فمن منا المخطئ ؟"
وحكت لها ما حدث ابتعدت لى لى وقالت " لا اعلم كلاكما صواب ولكلا منكم اسباب تبرر موقفه فكيف تلتقيان مرة اخرى وتتفاهمان ؟ "
سالت دموعها وقالت " لم يعد هناك امل فى اللقاء لقد انتهى كل شئ جاسر قطع كل امل فى العودة اذا كانت كرامته تأبي عليه ان يعترف انه اخطأ فى حقى فانا ايضا كرامتى تأبي على ان اسامحه هذا اذا اعترف بخطأه وهو ما لن يفعله..لقد انتهى الامر كما قال وانا هنا من اجلكم انتى وعمى سأظل بجانبكم الى ان يعود جاسر ثم ساختفى مرة اخرى للابد "
عندما وصلوا الى المحامى نظر اليها وقال " الامر ليس بسهل مدام جى جاسر بيه وقع على الاوراق سواء برضاؤه او دون علمه والمندوب اختفى ولم نصل اليه وكذلك محسن وابنته "
سكتت قليلا ثم قالت " واذا وصلنا لندى ومحسن هل نستفيد شئ "
قال " بالتأكيد لا... لانهم لن يعترفوا على انفسهم انهم هم من فعلها وان جاسر بيه برئ "
قالت " كم من الوقت امامى قبل صدور الحكم على جاسر ؟ "
قال " اسابيع قليلة القضية محكمة والنيابة لديها اوراق وادلة مادية "
قالت " ولكنى بحاجة للوقت "
اقترب من المكتب وقال " لماذا ؟ "
نظرت اليه بقوة وقالت " لأثبت براءة جاسر او اعود باعتراف ندى ومحسن وايضا لأنقذ ما تبقي من الشركات فحضرتك تقول ان كل شيء ينهار ولكنى بحاجة للكثير اولا انا ليست لى سلطة على شركات جاسر اريد ان اتحرك ولكن كيف "
تراجع المحامى ونظر الى لى لى وقال " توكيل من جاسر الى اخته ومنها اليكى ويصبح الامر بيدك فقط اخبرينى بما براسك لوضعه فى اطار قانونى "
نظرت الى لى لى ثم اليه وبدأت تتحدث..
نظر الى لى لى التى كانت تجلس بالمكتب فى انتظاره كاد يعود لولا ان اسرعت اليه وقالت " جاسر انتظر ارجوك لا تذهب "
نظر اليها وقد تغيرت معالمه وبدت بعيونه نظرات لا معنى لها واطلق لذقنه العنان اقتربت منه وامسكت يده وقالت
" وحشتنى يا جاسر اوى "
لم يستطع ان يقاوم جذبها الى احضانها رغم ما هو فيه الا انها اخته الصغيرة التى اعتبرها ابنته المدللة اغمض عيونه من الالم ثم ابعدها وقال
" بابا ؟ "
قالت " لا يعرف شئ جى اخبرته انك سافرت "
شعر بالغضب يجتاحه فابعدها وقال " كيف تسمحين لها ان تدخل القصر بالطبع تظن انها ستملك كل شئ لا اياكى ان تأمني لها انها خائنة ابلغي مايكل وهو سيتعامل معها لابد ان اقتلها "
قالت بخوف "لا ارجوك اهدء يا جاسر لماذا لا تريد ان تسمع جى بريئة ندى هى من دبر كل شئ كيف صدقت ندى وانت تعلم انها لا تبغى سوى الدمار لنا جميعا جى لم تفعل اى شئ سوى انها صدقت ندى وامنت لها وانت تعلم مدى براءة جى ومدى خبث ندى يا جاسر.."
ولكنه ثار وقال " قلت لا اريد ان اسمع اسمها لو استطعت ان اذهب الان لذهبت وقتلتها بيدى "
هزت رأسها وقالت " جاسر انها تحبك و.."
قاطعها بقوة " لا تذكرى الحب امامى هو الذى دمرنى هو الذى اضعفنى وجعل ندى ومحسن يتلاعبون بى وفى النهاية من بعت الدنيا من اجلها باعتنى فاين الحب اين ؟"
قالت بألم " لا يا جاسر الحب ليس ضعف وانما قوة انت ظلمت جى انها بريئة ولم تفعل شئ خطاها الوحيد هو انها صدقت ندى وانت ايضا صدقت ندى وانت تعرف النتيجة "
ابتعد وهو يدرك صحة كلامها فهو ايضا صدق ندى ولكن لا لقد صدق عيونه التى راتها فقال بنفس الغضب " بل صدقت عيونى التى راتها بين احضانه ماذا كان مطلوب منى وقتها ان افعل "
قالت " ان تدرك انها خدعة وقعت هى فيها..ان تسمعها ..ان تبحث وتتحرى الدقة خاصة اذا جاء النبأ من شخص مثل ندى لماذا لم تجعل رجالك يتحروا عن ذلك الرجل او يبحثون وراء ندى انت فقط ظلمت جى "
اغمض عيونه ربما هى على حق وعندما لم يرد عادت لى لى تقول مغيرة الموضوع
" على العموم انت وحدك من يمكنه معرفة الحقيقة هذا اذا كنت تريد ان تعرفها اصلا .... والان انا جئت لأمر اخر الشركات واقفة ولا يوجد من يديرها والمحامى طلب منى ان انزل وادير كل شئ ولكنى بحاجة لتوكيل منك فهلا تفعل "
نظر اليها وقال " انتى ؟ وكيف تستطيعين وحدك انتى لا تعرفين شئ " قالت "
المحامى سيساعدني وبابا وانت وحسام المهم انقاذ ما تبقي من املاكنا يا جاسر "
هز رأسه وقال "حسنا اجعلى المحامى يأتى ليقوم باللازم ولكن لا تفعلى شئ دون الرجوع لبابا او للمحامى واتصلى بمايكل هو سيساعدك فى كل شئ "
هزت رأسها فاستدار ليذهب ولكنها نادته " جاسر "
توقف فقالت " لآخر مرة اخبرك ان جى بريئة وتحبك ولا تنسي انها مازالت تحمل ابنك او ابنتك "
لم يرد وانطلق الى الخارج حيث اعاده الحارس الى الحبس الذى اصبح دنيته الجديدة والغريب انه لم يشعر بالفارق لقد شعر بالحبس منذ ان طلقها لقد حبس نفسه فى ذكرياته معها وسعادته القليلة التى عاشها ....عيونها انفاسها ضحكتها لمساتها احضانها .. لماذا لا يريد ان يصدق براءتها لماذا صدق ندى وكذبها اخته على حق ندى ليس الشخص الذى يمكن اخذ اى خبر منها والان بعد الذى هو فيه بسببها عليه ان يعيد تفكيره فى امر جى وربما يرسل من يتحقق من براءتها...امسك رأسه واستند الى الحائط وهو لا يعلم من اين اتى كل ذلك ولكن مرة اخرى ادرك ان اخته على حق انها ندى فهى التى فعلت كل ذلك
يتبع...
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد