الفصل السابع
خوف
“ ما الذى تفعله يا جاسر أنا حذرتك من قبل "
وقف أمامها وقال " وأنا أخبرتك إننى لست ذلك الرجل الذى تهدده امرأة فكفى عن جنونك هذا "
قالت بغضب " إذن فسر لى ما رأيته.. ثم لماذا لم تخبرنى بسفرك "
ابتعد وقال " لم يحدث شئ ثم انا لم اعتاد أن أخذ الأذن من أحد قبل ان افعل اى شئ "
إعادته أمامها وقالت وهى تداعب ازرار قميصه المفتوح " لست أحد أنا خطيبتك وسأكون زوجتك وهذا أبسط حقوقى "
قال " نحن فى رحلة عائلية واعتقد انكى كنت موجودة يوم ان أهدى بابا الرحلة الي لي لي أم نسيتى "
قالت" رحلة عائلية وأنا الست من العائلة تلك الفتاه الممرضة تأتى معكم وتكون من العائلة وأنا لا لست من العائلة ام ماذا ؟ جاسر إلى هنا ولابد أن نضع حد لعلاقتنا أنا أريد أن أعرف ماذا تمثل تلك الفتاه لك؟ "
ابتعد من أمامها هو نفسه لم يعد يعلم اليوم شعر معها بأشياء لم يفهمها ولا يريد ان يفهم..استدار اليها وقال
" ممرضة مجرد ممرضة ولكن لأن والدها ضحى بنفسه من أجل بابا فهو يعاملها معاملة خاصة وأنا لا أملك مراجعة بابا وانتى تعلمين ذلك "
بدأت تهدأ واقتربت منه وقالت " وما حدث الآن ؟"
قال " كما ترين أصبت فى شجار وهى كانت تداوى جرحى اى تقوم بعملها كما أخبرتك "
قالت ببرود " تقوم بعملها بين ذراعيك "
نفخ بضيق وقال " لقد تعثرت فى اشيائها وسقطت بين ذراعى وكانت تريد ان تنهض كما سمعتيها هلا ننتهى من هذا الامر لقد ضقت منه ذرعا "
احاطته بذراعيها وقالت " انها الغيرة حبيبي اليس ذلك من حقى ثم انت.. الم تفتقدنى .. "
وطبعت قبله على شفاهه وتجاوب معها ولكن عقله كان فى تلك العيون البريئة التى كانت بين يديه تحت ضوء القمر
“ صباح الخير كاظم بيه "
نظر إليها وقال" ما هذا انتى لم تنامى ام ماذا؟ "
قالت " نعم لا اعلم لماذا على العموم ربما الحر وأنا لم أحب التكييف هلا نذهب للفطار "
نزلوا لم يجدوا سوى لي لي تتحدث بالهاتف انتهت عندما راتهم قبلت والدها وقالت
" صباح الخير دادى صباح الخير جى "
جلس الجميع فقال كاظم " أين جاسر اتصلي به يا لي لي "
ولكنه لم يكد ينتهى حتى رآه هو وندى يتجهون إليهم قال كاظم بضيق وهو يري نظرات الضيق فى عيون جى
" متى أتت ؟"
لم يرد أحد وصلوا فقالت ندى " صباح الخير عمو ..لي لي كيف حالك ؟ "
ابتسمت لي لي ورد كاظم " أهلا ندى "
نظر إليها وكذلك هى ثم أبعدت عيونها وقد أدركت أن السعادة ذهبت وان ما حدث كان شئ عابر وان كلاهما كان فى غير وعيه كما قال والآن الواقع ..
حكت لي لي عما حدث لهم بالأمس فقال كاظم " وكيف حال كتفك الآن ؟ "
نظر إليها وقال " بخير جى ضمدت الجرح "
قالت دون أن تنظر إليه " إذا سمحت لى لابد أن أغير عليه بعد الفطار "
ولكن ندى قالت" ليس هناك وقت سنبحر على اليخت بعد ربع ساعة عندما نعود "
قالت لي لي " يخت اى يخت الم نتفق على الذهاب لدهب اليوم "
أمسكت ندى يده وقالت " لا أنا وجاسر سنذهب "
ثم قامت فنظر جاسر الي ندى ثم قال " بابا هل تريد شئ؟ "
هز الرجل راسه بضيق ولم يرد خطف نظرة عليها ولكنها لم ترفع عيونها وقد تمنى ان تفعل..
ابتعد الاثنان فرفعت عيونها تتابعهم بألم الغيرة والحب الضائع.واخيرا اقترحت لى لى ان يذهبوا مع دليل القرية الى دهب حاولت ان تعترض ولكن كاظم اصر فذهبت فى صمت ..كانت دهب تقع على خليج العقبة ولقد سميت بهذا الاسم تيمنا بلون رمالها الذهبي. وتنقسم دهب الى قسمين الاول جنوبا ويسمى قرية العسلة وتشتهر بالحياة البدوية ؛اما القسم الثانى يقع شمالا وهو روح ونبض المدينة بسبب وجود الاسواق التجارية والاماكن الترفيهية كما تشتهر المدينة بشواطئها البكر الصافية ومواقع الغطس الطبيعية الغنية بالشعاب المرجانية..
ورغم جمال المكان وروعته الا انها لم تستمتع بأى شئ وانما جلست تحت احدى المظلات امام البحر وتركت لى لى تلهو كما تشاء وشردت بالبحر فيما كان وراح عقلها يتساءل ماذا يفعل هو الان مع ندى ترى هل يأخذها بين احضانه مثلما فعل معها ولماذا فعل وكيف سمحت له ان يفعل اين كان عقلها بالتأكيد غابت عن الوعى كما قال لابد ان تعود لنفسها لن تسمح له مرة اخرى بان يتلاعب بها نعم لابد ان توقف كل ذلك ولكن كيف هذا هو السؤال..
عادت هى ولى لى وكان كاظم يجلس على حمام السباحة فاتجهتا اليه قبلته لى لى ثم انصرفت لغرفتها بينما جلست هى معه وهى شاردة
“ “جى أنا أتحدث اليكى "
عادت من شرودها وقالت " نعم آسفة لم اسمع"
قال كاظم " لماذا لا اركى سعيدة ؟"
قالت " لا ابدا انا بخير "
هز راسه وقال " لا منذ الصباح وانتى على غير طبيعتك ما الذي حدث أمس عيونك تنطق بالكثير هيا أخبريني ماذا فعلت تلك الحمقاء معكى ؟"
نظرت إليه ووجدت نفسها تحكى ما حدث من ندى دون ذكر ما يخصها معه إلى ان انتهت طال صمته ولكن فجأة قال
" جى هل احببتيه ؟ "
نظرت إليه بدهشة وشعرت بالخوف يملؤها ولكنه ربت على يدها وقال " عيونك تنطق بما فى قلبك "
قالت بارتباك " من ؟ لا افهم "
ربت على يدها وقال " بلي تفهمين هلا تردين ولا تخافى "
اخفضت عيونها وقالت " ليس خوف ولكنى اعلم انه خطأ ولا يجب أن يكون "
هز رأسه وقال " ربما فى وجود ندى ولكن ..."
نظرت إليه بدون فهم فقال " أشفق على قلبك يا ابنتى لانى افهم موقفك وهو امر مؤلم "
أغمضت عيونها وقالت" جدا..الى اقصى حد ولكن ليت الأمر بيدى "
كان يعلم أنها على حق لذا لم يرد
عادوا لغرفهم للراحة ودخلت لي لي إليها وقالت وهى تجلس بجانبها على الفراش
" تبدين مختلفة ماذا بكى منذ ما حدث أمس وانتى تغيرتى "
ترددت وقالت" لا أبدا المهم انتى من رقية التى تحدثت معكى بالهاتف؟ "
اخفضت عيونها وقالت " أنها لم تكن رقية لقد كان حسام بصراحة أنا أعطيته رقمى فاتصل بي "
قالت بضيق " لي لي هذا غير لائق لن يعجب والدك ولا أخوك إذا ارادك فليأتي ويطلبك من اهلك "
قالت " سيفعل عندما نعود لقد أخبرني بذلك "
ابتسمت وقالت" اياكى ان تفعلى شئ آخر قبل ان ياتى هل تفهمين ؟ "
هزت رأسها وقالت " حاضر هيا دعينا ننزل لنرى الحفل تلك الليلة "
لم ترغب ولكنها لم تشأ ان تتركها بمفردها انتقت فستان مما اشتروهم من هنا بدت مختلفة هكذا قالت لي لي ولكن ما زال ذهنها مشغولا به ترى أين ذهب وكيف يقضي وقته معها ومتى سيعود ولم تشعر بأي سعادة حتى وهم يتابعون الفرقة التى تعزف ورقصت لى لي
وأخيرا تأخر الوقت فقامت الفتاتان وأثناء ذهابهما التقيا بندى على طرف البسين فقالت لي لي
" اهلا ندى متى عدتم وأين جاسر؟ "
نظرت ندى لجى وقالت " يتحدث بالهاتف كان يوما رائعا استمتعنا كثيرا خاصة ونحن وحدنا والبحر والهواء"
شعرت بأن الهواء لا يكفيها وإن عيونها ربما تكشف ما بداخلها فتحركت ولكن ندى اوقفتها وقالت
"طبعا كنتى تتمنين أن تكونى معنا "
نظرت جى اليها وقالت " انا ولماذا؟ "
قالت ندى وهى تنظر بعينها " اسمعى لابد أن تفهمى أن امثالك موجودين فى الدنيا لخدمة أمثالنا فقط ولكى يمتعونا ونحن نمنحهم حسنة كى يعيشوا بها لذا عليكى أن تعرفى حجمك ومكانك ولا تظنى أن جاسر بيه المنياوى سينظر لممرضة مثلك وإذا كنتى فكرتي به فانصحك ان تخريجه من حياتك لأنه لن يكون إلا لى أنا فقط "
احتبست الكلمات فى حلقها وحاولت أن تتماسك وهى تحاول أن تقول " انتى كيف تقولين ذلك انت بالتأكيد مجنونة "
تراجعت ندى وقالت بغضب " انا مجنونة كيف تجرؤين انه انتى المجنونة هيا اذهبي من امامى قبل أن اطردك خارج القرية هيا "
ودفعتها بقوة ولم تلاحظ انها كانت تقف علي حافة حمام السباحة وما أن دفعتها حتى اختل توازنها وسقطت فى الماء وهى تحاول أن تصرخ كى يساعدها أحد ولوحت بذراعيها عسي ان تمسك بأى شئ ولكن شعرت بالماء يصطدم بجسدها حاولت أن تفعل أى شيء ولكن تملكها الخوف وبدأت تختنق وامتلاء فمها بالماء واختنقت وهى تسقط فى قاع البسين وبدا الدوار يلفها ولم تعد تستطيع ان تأخذ أنفاسها والماء يتسرب الى رئتيها فاغمضت عيونها واستسلمت للموت ربما ترتاح.. وقبل ان تفقد الوعى شعرت بيد تقبض علي يدها لتجذبها ولكنها لم تعد تستطيع ان تقاوم وغابت عن الوعى ..
يتبع..
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد