الفصل الثاني والعشرين
موت
بالطبع لم يمكنهم اخفاء الامر اكثر من ذلك على العجوز خاصة عندما راها موجودة لم يقتنع بانها جاءت فى غياب جاسر وستعود مرة اخرى بعودته وبالطبع تداولت الاخبار ليقع الخبر امامه دون قصد وعندما دخلت هى عليه رات وجهه شاحبا اسرعت اليه وهى تقول بفزع
"عمى ماذا بك؟ "
قال بضعف " انتى ستخرجيه اليس كذلك؟ "
لم تفهم شئ فقالت " لا افهم "
اغمض عيونه وهو يحاول ان يتنفس وقال " جاسر.. هو برئ مثلك تماما كلاكما مظلوم وانا اعلم ذلك واعلم ان قلبك مجروح منه ولكن عليكى الا تتخلى عنه انتى من سيثبت براءته اشعر بذلك فقط اريدك ان تخبريه اننى سماحته على ما قاله لى وانى احبه اكثر من نفسي ويوم ان اخترتك له كنت اتمنى ان يرى السعادة ويشعر بالحب ولو كنت ساعيش الى ان يخرج كنت سافعل مرة اخرى واعيدك اليه ولكن لم يبقي فى العمر اجل "
شعرت بالخوف عليه فقالت "بابا ماذا تقول ارجوك لا تتحدث هكذا انت بخير "
حاول ان يبتسم ثم قال " انتى مازلتى حامل فى حفيدى اليس كذلك؟ "
نزلت دموعها غصبا وهزت رأسها فقال " لو بنت سميها امل لأننى مازال لدى امل فى ان يعود اليكى لن اجبرك على شئ فقط هو طلب واحد لا تتركيه "
عادت الى البكاء فقال " اريد ان ارى لى لى هلا تخبريها "
هزت راسها واسرعت بإحضارها وما ان وصلت لى لى وقبلت راس والدها حتى قال " تزوجى حسام بمجرد خروج اخوكى من السجن هو شاب ناجح ويحبك ولن تجدى افضل منه حاولى ان تعيدي اخوكى لزوجته واذا لم تستطيعى لا تقطعي صلتك بها طالما كان الامر بيدك "
حاولت لى لى ان تقاطعه ولكنه اكمل " اخبريه انى اردت له ما لم استطيع ان امنحه له واخبريه انه اخطأ كان عليه ان يتأكد قبل ان يظلم ويتبع قول الله تعالى " يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا عسى ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " صدق الله العظيم
والان اتركونى اريد ان ابقي معهم وحدى "
نظرت لجى وقالت " من هم يا دادى؟ "
لم يرد عليها وانما تركت يده يدها وادركت جى انه ذهب وتركهم لم يتحمل صدمته فى ابنه نادت لى لى عليه امسكتها وقالت والدموع تغطي وجهها
" لى لى لقد رحل وتركنا "
صرخت لى لى بألم " لا داد لا.. لا تتركنى انت ايضا دادى انا ليس لى سواك ماذا افعل وحدى "
تذكرت حالتها وقت وفاة والدها فأشفقت على لى لى وتألمت لفراق الرجل الذى احاطها بحبه وحنانه ولكن لا مفر من الموت فلكل اجل كتاب..
كانت اصعب لحظة عندما نظر بعيون اخته المليئة بالدموع وردائها الاسود اقترب منها الى ان وقف امامها وقال وقلبه يخبره بان ما يخشاه حدث
" مات؟ بابا مات "
نظرت اليه وانهارت فى البكاء تسارعت دقات قلبه ولم يجد ما يقوله او يفعله ارتمت اخته بأحضانه ولم يعرف ماذا يجول داخله طالما كان جاسر القوى الذى لا يضعف حتى امام والده ولكن مع ذلك كان والده امامه كاظم بيه الرجل الذى يستمد منه قوته يحبه ويحترمه ويهابه ولا يملك الا ان ينفذ له كل رغباته فكيف يتركه والان وهو هنا دون ان يغفر له ما فعل او قال ابعدها وقال بحزن لم يظهره
" مات دون ان اطلب منه ان يسامحنى "
هزت راسها وقالت " بل اراد ان اخبرك انه سامحك ويعلم انك برئ وستخرج من هنا وانه اراد لك السعادة يوم ان القى بجولى فى طريقك ولو ظل على قيد الحياة لاعادها اليك مرة اخرى لأنه يؤمن ببراءتها "
ثم تلت عليه الآيات فاغمض عيونه ولم يرد اتجهت اليه شعر بها ففتح عيونه وقال " لن اخذ عزاء ابي "
مسحت دموعها وقالت " بلى ستفعل لقد طلبت جى من حسام والمحامى ان تحضر وبالفعل حصل استطاعوا الحصول على تصريح بان تحضر الدفن والعزاء اليوم ثم تعود بالمساء وهم ينهون الاجراءات الان "
نظر اليها ولم يرد لطالما كانت مشاعره له وحده هى فقط من كان بحاجة اليها ليبث لها حزنه هى فقط من احتاج لذراعيها ليلقي نفسه بينها فتحتضنه وتعيده للدنيا هى فقط من اراد ان يبكى امامها دون ان يشعر بالضعف ولكن هى لم تعد معه لذا كتم مشاعره داخله كما اعتاد ان يفعل وتالم فى صمت لفراق اعز الناس الى قلبه
تابعت الدفن من بعيد وراته وتألمت من مظهره وحزنه وتمنت لو كانت بجانبه لتحتضنه وتبكى معه فقد مات اخر من كان يعطف عليها ويحميها ولم يعد لها احد تذكرت والدها فعادت للدموع ثم مسحتها الان ستبدء طريق جديد طريق يحتاج الى جى اخرى جى القوية التى لا تضعف ولا تنهار...
نظرت اليه كم كانت غبية عندما ظنت انها ستكرهه ها هو قلبها يدق لرؤيته ولكن لم يعد يجدى . انتهت مراسم الدفن وبالطبع لم تحضر العزاء كى لا يراها واخيرا عاد الى الحبس وكأن الدنيا لم تعد له ولا رغبة له فيها لقد فقد كل شئ النجاح والعمل الذى تمناه ضاع الحب الوحيد بحياته وحتى الاب والسند هو الاخر ضاع لم يعد له اى شئ ولا دافع للحياه انكسر جاسر المنياوي وسقط من برجه العالى ولم تعد له اى رغبة فى الحياه موت والده هزمه تمنى لو راه قبل ان يموت او ان يسمع صوته ويطلب منه السماح على ما قال ولكن حرمه القدر من كل شئ وعاقبه على ما فعل والان هو هنا فى تلك الحجرة الباردة المظلمة لا فرق بينه وبين كل اولئك المجرمين نعم فقد اصبح مثلهم لماذا هذا العقاب المؤلم وعلى اى ذنب يعاقب.. للأسف ليس هناك اى اجابة على اسئلته..
“ هيا موعد الطائرة "
نظرت لحسام والمحامي وقالت " لى لى يا حسام لا تتركها "
هز رأسه وقال " اطمنى هى بعيونى المهم انتى نفذى ما اتفقنا عليه وبالطبع خطتك ستنجح اذا ساعدنا مايكل "
هزت راسها وقالت " استاذ حلمى ارجوك لا تخبر جاسر باى شئ ربما لو عرف لهدم كل شئ "
هز راسه هو الاخر وقال " اعلم المهم انتى كونى على حذر لابد ان تصلي لندى ومحسن بأسرع وقت "
قالت "سافعل باذن الله ولكن مايكل هل اخبره جاسر بطلاقنا و."
قاطعها المحامى " الطلاق لم يقع بعد ما زلتى بالعدة انتى مازلتى زوجته وانا استطعت ان احصل على توقيع جاسر على ورق سفرك دون ان يدرى "
تذكرت انها بالفعل مازالت بالعدة العادية ثلاث شهور ولكن الجميع نسي انها حامل وان عدتها تستمر الى ان تلد كاظم فقط من كان يعلم حتى لى لى لم تسالها..
قال حسام " خذى حذرك ولا تأمني لاحد اى احد "
قالت وهى تودعهم " ان شاء الله لا تخاف الى اللقاء "
ركبت الطائرة وراودها الخوف وتذكرت عندما كانت معه وكيف كانت خائفة وهو يمسك يدها ويضحك من منظرها سالت دموعها ولكنها مسحتها ومن داخلها صوت يقول
" لم يعد هناك مجال للضعف او الخوف او الدموع الان بدء الطريق... الطريق الى الانتقام ولابد ان اسير فيه بكل شجاعة دون خوف او تردد او ضعف ستخرج يا جاسر ستعود ولكن ليس لى....
الفصل الثالث والعشرون
يتبع....
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romansaالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد