الفصل الثامن عشر
ايام سعادة
اتجه الى مكتب محسن الذى قام لتحيته " حمد الله على السلامة لقد سعدت بشفائك "
قال " نعم اعرف محسن بيه “
جلس محسن امامه فعاد جاسر يقول " انت تعلم ان ما بيننا عمل قبل ان يكون نسب "
ضاقت عيون الرجل وقال " لا افهم "
قال جاسر بهدوء " بلى انت تفهم. من الواضح ان زواجى من ندى لم يكن قرار صائب ، لذا اعتقد انه لابد من انهاؤه "
قال محسن بعد لحظة تفكير " جاسر انت مدرك لما تقول نحن بيننا اتفاق "
قام جاسر وقال " وانا نفذت ولكن ابنتك هى التى لم تحترم قواعد اللعبة "
قام محسن وقال " لا انت الذى لم تفعل ام نسيت زواجك من الممرضة " استدار اليه جاسر وقال " مدام جاسر لن اسمح لاحد بان ينطق باى خطا فى حقها ثم انا شرحت لك غرضي من الزواج ولكن ابنتك افسدت كل شئ وانا اعتبرها مسؤولة عن حادثى"
سمع صوت ندى تقول " لا انا لم افسد شئ ولست السبب فى حادثك انا امرأة تحاول ان تدافع عن زواجها الذى كنت اظن انه سيكون ناجح ولكن يبدو اننى افشيت سرك وفهمت لعبتك تضرب عصفورين بحجر واحد تتزوجنى لتنال الصفقة وتكبر وتنجح وتتزوجها هى حبيبة القلب اخبرتك من اول يوم انك تحبها الحب لا يمكن اخفاؤه يا جاسر ولكن لا لن تنال كل شيء لن تفوز يا جاسر "
اقترب منها وقال " لقد فزت يا ندى زواجى منها هو الفوز الذى لم اكن احسب حسابه فانا فعلا بحبها ولست نادم على حبها او زواجى منها.. اما انتى فاعتقد ان كلا منا لم يعد بحاجة للآخر انتى حققتى رغبتك بكيد طليقك وما حصلتى عليه من اموال من ورائي.. وانا نلت ما اردت وانتهت الصفقة وربما سأغفر لكى ما فعلتيه معى ولعبتك القذرة التى لعبتيها واعتبرها غيرة نساء لا معنى لها هل تعلمين لماذا سأسامحك عليها لان فعلتك هذه هى التى جعلتنى اعترف بحبها وارى حبها واخلاصها واقدر معنى الحب الذى تحمله تلك المرأة البسيطة لرجل مثلى لم يعيرها اى اهتمام فى اى يوم "
نظرت اليه وقالت " محاضرة جيدة اهنيك عليها ثم ماذا الان ؟ "
قال " انتى طالق يا ندى وغدا ستصلك ورقة الطلاق ومعها كل حقوقك "
وتحرك مبتعدا وقد اغلق ذلك الباب وراؤه..
امسكت جى بذراعه بقوة فضحك وقال وهو يمسك يدها " جى لا تخافى هيا لقد انتهى الامر وهبطنا "
فتحت عيونها وقالت " لا اريد ان اركب طائرة مرة اخرى اشعر ان روحى تذهب منى "
ضحك وقال " سلامة روحك يا روح قلبي هيا دعينى افك الحزام "
استقبله مايكل فركب السيارة كان الجو برد قال بإنجليزية واضحة " مايكل سنوصل المدام المنزل ثم الشركة "
امرك مستر جاسر "
لم يترك يدها فقالت بهمس " لك منزل هنا؟ "
ابتسم وقال " طبعا انا عشت هنا اكثر من نصف عمرى "
همس بأذنها " بالحقائب حقيبة صغيرة لكى اريد ان ارى شئ مما بها عليكى عندما اعود "
اخفضت عيونها وقالت " شئ اى شئ لا افهم "
قرب وجهه منها يتنفس بأنفاسها الدافئة وقال " شئ من الاشياء التى ترتديها الزوجات لازواجهم لنقضي ليلة العمر دخلتنا التى لم تتم حتى الان ام نسيتى ؟"
لم ترفع عيونها اليه من الخجل وهزت رأسها نفيا فرفع وجهها بطرف اصبعه وقال " ارى الخوف بعيونك هو منى ام.."
همست " وهل يجب ان اخاف "
ابتسم بحنان وقال " ابدا طوال ما انتى بأحضاني لا تخافى من اى شئ فقط حبينى الى الابد "
همست " بحبك يا جاسر بحبك اوى "
ابتسم وقال " اذن انا بحب اللون الاحمر هل تفهمين؟ سأحاول الا أتأخر لن تنامى والا "
اخفضت عيونها وقالت " والا ماذا ؟ "
قال وهى قريبة منه الى حد كاد يفقده صبره " عندما اعود سأخبرك فقط سأمتلكك حبيبتى وسأكون ملكك"
ابتسمت فى سعادة واراحت راسها على كتفه ويدها بذراعه.. كان البيت رائعا حقا فيلا جميلة بمكان هادئ فوق الجبل بجدران زجاجيه تكشف منظرا رائعا اراها غرف النوم وكل شئ ثم تركها وذهب
اتصلت بكاظم واخبرته بمدى سعادتها وتمنى لها ان تدوم سعادتها واتصلت ايضا بلى لى التى ظلت تحكى لها عن حسام واخيرا انهت معها دخلت الخادمة بالحقائب فاخبرتها ان تترك الحقيبة الصغيرة وترص باقى الملابس لها فأطاعت ودخلت هى اخذت حمام وخرجت فى روب الحمام كانت الخادمة قد انتهت وذهبت اخذت الحقيبة الصغيرة وفتحتها كانت كلها ملابس نوم وضعت يدها على فمها ودق قلبها وابتسمت وهى تتأملهم ثم انتقت واحدا احمر دموى مثلما طلب منها وهولا يقل اثارة عن بقية الاخرين وارتدته ووضعت برفانها والميك اب وكادت ترفع شعرها عندما دخل وقال
" لا دعيه هكذا احبه "
ارتجفت من وجوده وشعرت بالخجل من مظهرها تقدم منها وهى تجلس امام المرآه تعلقت عيونها به مرر يده فى شعرها فاغمضت عيونها ثم شعرت بيده على ذراعيها العارية جذبها امامه فلم ترفع عيونها
همس " يا الله كيف لم ار هذا الجمال من قبل "
شعرت بالخجل وربما الخوف وارتج قلبها ربما من سعادته فابتعدت ولكنه اوقفها بيده وقال " الى اين ؟"
لم ترد فقربها اليه واحاطها بيديه وقال " لن اتركك مرة اخرى "
اقترب بشفتيه من عنقها يشتم عبيرها همست " جاسر "
لم يتوقف وهو يهمس " عيون جاسر قلب جاسر روح جاسر "
واخيرا عاد لشفتيها فى قبلة اشتياق وحب..ابعدها وقال " انتى تخافين منى "
دفنت راسها فى صدره من الخجل فخلع جاكتته والقاها بعيدا ثم حملها كالطفل الصغير تعلقت برقبته ومالت براسها على صدره تسمع دقات قلبه.. وضعها بالفراش ولم تفلته وهو ينظر بعيونها وابعد خصلات شعرها وقال
" بحبك يا جى بعشقك حبيبتى "
اغمضت عيونها وهى تشعر بانفاسه تتخلل كل جسدها واستسلمت له بسعادة واخيرا حبيبها وزوجها بين احضانها وهى بين احضانه يسمعها احلى الكلام ويأخذها بارق اللمسات التى متعتها وحلقت بها فى سماء السعادة
عندما استيقظت لم تجده بجانبها اعتدلت وشدت الغطاء وتذكرت ليلتهم سويا فابتسمت الان هى زوجته حقا وزوجته وحدها بعدما اخبرها انه طلق ندى فاصبح لها وحدها..كم كانت سعيدة رغم خوفها الا انها الان تشعر بالسعادة كادت تقوم لولا ان راته يدخل وهو يحضر مائدة الطعام المتحركة
فقال " ها انتى استيقظتى انا اموت من الجوع "
التفت بالغطاء واعتدلت وهى تقول " لماذا لم توقظني لأحضر الطعام او الخدم "
جلس بجانبها وقال " عروستى الجميلة تجلس وانا احضر لها كل ما لذ وطاب "
نظرت اليه وقالت بصدق وحنان " ربنا يخليك لى يا حبيبي "
صمتت ثم عادت تقول "جاسر "
نظر اليها وقال " عيون جاسر "
قالت بتردد " كنت اريد ان اسالك عن شئ "
نظر اليها وقال " ماذا اسالى حبيبتي"
قالت " ندى اقصد..هى كانت زوجتك و.."
ابتسم وداعب وجنتها بأصابعه وقد فهم قصدها فقال " نعم كانت زوجتى ماذا فى ذلك "
تضايقت وهى تقول " اعنى "
قال " تعنين ماذا اه هل تقصدين اننى حصلت على حقوقى منها بالتأكيد الم تكن زوجتى "
ابتعدت بضيق وكادت تقوم لتخفى دموعها ولكنه ضحك واعادها بجانبه واحاط وجهها بيده وقال بحنان صادق
" حبيبتى لم امسها ابدا.. حتى عندما رغبت بالراحة والنوم اتيت لكى نمت بحضنك وعلى فراشك ام نسيتي "
ابتسمت وقالت " حقا ؟ ولكن بالمكتب عندما انا ولى لى "
ضاقت عيونه ثم تذكر وقال " اه بصراحة كانت تغريني فنتوقف عند قبله او حضن "
ابعدت عيونها فأعادها وقال " لا معنى لهم والله لا معنى لهم بجانب قبلتك حبيبتى كنت كلما رايتك اقاوم رغبتي فى ان اندفع اليكى واخذك بحضنى واتذوق طعم قبلتك لم اعش مع ندى سوى لحظات باردة لا معنى لها وكل من قبلها نزوات اخبرتك عنها لا معنى لها كما اخبرتك لابد ان تعرفى انكى انتى حبيبتى الاولى و الاخيرة التى تربعت على قلبى وملكته "
ابتسمت فجذبها اليه وهمس " اريد هذه الابتسامة الى الابد "
ابتعدت وطبعت قبله رقيقة على وجنته وقالت " بحبك يا جاسر بحبك اوى "
نظر اليها وقال " يا الله انا لن اتحمل هذا الدلال وهذا الكلام الجميل "
ثم ابعد المائدة فقالت " الطعام انت جائع "
اقترب منها واحاطها بذراعه وقال " نعم جائع من حبك وحنانك وجمالك "
ضحكت بدلال فقال " هكذا اذن تعالى لن ارحمك "
واستسلمت له بحب منحته ما استطاعت بكل حب وهو ايضا فعل
امضوا الايام التاليه فى سعادة يأخذها الى احضان مدينة الضباب كما يطلق عليها.. لندن عاصمة المملكة المتحدة وذلك لان الضباب يخيم عليها معظم الاوقات وزاروا العديد من الاماكن السياحية مثل متحف مدام ' تيسو' وهو متحف الشمع وكذلك متحف ' تيت ' وشاهدت نهر التايمز من اطول انهار انجلترا واجملها واشهرها.. ولم ينسي ان يأخذها الى ساعة بيج بن اقدم صرح يبلغ عمره مائة وخمسين عام تقريبا يأتى اليها السياح من كل انحاء العالم لمشاهدتها..وطبعا برج لندن والذى بناه وليام الفاتح فى١٠٧٨وهو قلعة تاريخية تقع وسط لندن وتم استخدامه كسجن رغم انه لم يبنى لهذا الغرض وانما انشئ كى يكون مقر الطبقة الحاكمة
وزارا المتحف البريطانى وهو واحد من اكبر واهم متاحف العالم يتضمن مجموعة كبيرة من الموميات خارج مصر ،وفيه المفتاح المستخدم لفك رموز الكتابة الهيروغليفية..
امتعها بكل ما استطاع عاشت معه اسعد لحظات حياتها ما بين الاماكن السياحية وبين المطاعم والفنادق الشهيرة لتناول الطعام او قضاء السهرات الرومانسية فيأخذها بين ذراعيه ليطير بها على انغام الموسيقي الكلاسيكية الشهيرة فى اهم الاماكن التى لم تحلم ان تراها ثم يعودا للبيت ليهنأ كلا منهما بالأخر بالحب والسعادة والدفء
ايقظته بحنان " حبيبي "
فتح عيونه فابتسمت وقالت " تأخرنا لابد ان تنهض موعد الطائرة "
احاطها بذراعه وقال " ما رايك لو نبقى يومين اخرين "
ابتسمت وداعبت انفه بيدها وقالت " وعمى كاظم والشركة وعلى الذى لم يتوقف عن اتصالاته ولى لى وحسام الذين يموتون على الزواج "
لم يفلتها وهو يقول " كفى كل ذلك لا يهم كلمة واحدة منكى ولن يوقفنى شئ عن البقاء هنا "
طبع قبله على شفتيها فقالت " لقد كان الاتفاق على اسبوع ونحن لنا اسبوعين او اكثر وكل مرة تمد الاجازة الى متى يا حبيبي "
داعب شعرها بيده وقال " لا اعتقد ان ما انا فيه له اخر تلك الحياة لا اريدها ان تنتهى "
وضعت راسها على صدره وقالت " طالما نحن سويا فلن تنتهى الحياة فحياتي ليس لها معنى بدونك ولكن ما وراءك من مسؤوليات تستدعى بعض التضحية "
جذبها تحت الغطاء وقبلها قبله طويله وقال " حسنا لابد اذن ان نحتفل بالرحيل اولا ثم نفكر فى موضوع التضحية هذا "
ضحكت بدلال فزادت من رغبته التى لا تنتهى
يتبع...
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد