الفصل الثالث

3.5K 69 3
                                    

الفصل الثالث
حيرة
انتبه لنفسه ولم يحدث حوله فالتفت الى المرأة التى كانت واقفة وقال
" ضعى شيء عليها سآخذها للمشفى هيا اسرعي "
لحظات وكان يحملها وتبعته ام محمود كما عرف ركبت بالخلف ووضعها بجانبها وقاد هو السيارة الى المشفى وهو يتساءل ما الذى القى بتلك الفتاه فى طريقه وهل هو يملك الوقت لأمثالها..
حملها مرة اخرى الى غرفة الطوارئ وهو يطلب طبيب اسرع اليه الجميع ووصل الطبيب وبالطبع خرج وترك ام محمود معها..
اخرج هاتفه واتصل بأخته واخبرها فأسرعت اليه قال وقد نفد صبره " اسمعى انا انتهيت من هذا الامر هى عندكم افعلوا بها ما تشاؤون واتركونى انا لا املك وقت لهذه التفاهات "
ثم تركها وخرج غير عابئ بأى شئ..
" هل تسمعيني.. انسة جولى "
نظرت للطبيب الذى يقف بجانبها وشعرت بصداع والم بذراعها من المحلول هزت راسها وقالت
" اسمعك من انت واين انا "
سمعت صوت ام محمود " الحمد لله انك بخير يا حبيبتى ما الذى حدث لكى؟ "
نظرت لها وقالت " لا اعلم "
قال الطبيب " من الواضح انكى لم تتناولى اى طعام منذ وقت طويل وهذه هى النتيجة "
دخلت لى لى وهى متلهفة " جى.. جى ماذا بكى هل انتى بخير؟ "
قال الطبيب " نعم ستكون بخير ساعة ويمكنها الذهاب "
اقتربت منها وقالت " الحمد لله "
قالت جى " ام محمود شكرا لما فعلتيه معى "
قالت المرأة " بصراحة لست انا انه الاستاذ.. ياسر .. جاسر اه جاسر هو الذى جعلنا نفتح عليكى وحملك واحضرك هنا اشكريه هو "
لم تعرف ماذا تفعل او تقول الى ان قالت لى لى " جاسر.. اه لقد ذهب ليحضرك لدادى الحمد الله انه وصل بالوقت المناسب "
قالت ام محمد " جولى يا بنتى هل انتى بخير الان هل اذهب "
قالت جى" اه بالتأكيد شكرا ليكى انا تعبتك معى  "
اجابت المرأة " لا تعب ولا شئ الجيران لبعضهم السلام عليكم "
نظرت لى لى لها وقالت " جى لماذا فعلتى ذلك؟ "
اغمضت عيونها وقالت " لم اقصد ولكن نسيت كل شئ حتى الطعام لم افكر فى شئ "
قالت لى لى " على العموم انتى بخير الان دادى بحاجة اليكى هيا اشفى "
نظرت اليها وقالت " يحتاجنى .. فى ماذا.. "
*******
“ المنصورى مستر جاسر هو المسؤول عما حدث اوامرك "
جلس خلف مكتبه وقال " سلم الرجال للشرطة واترك لى المنصوري سأجعله يندم ولكن بطريقتي أنا "
أغلق الهاتف وتراجع فى كرسيه وهو يفكر فى طريقة الرد على المنصورى والذى كان ممن شك فيهم ..
أمضى الليلة كالسابقة فى مكتبه ولكن على هو الذى ايقظه نظر إليه وقال " كم الساعة ؟"
اعتدل فقال على " الثامنة حضرتك بحاجة للراحة يا فندم "
قام واعتدل وأخذ جاكته وقال " أنا بحاجة لحمام دافئ وأغير ملابسي ولكن أخبرني اولا هل للمنصوري أى تعاملات مع أولاد حسن "
نظر إليه على وقال " بالتأكيد كل تعاملاته معهم تقريبا "
ارتدى جاكته وقال " إذن خذ لى موعد معهم سأعود بعد العصر انتظرنى "
وتحرك إلى الخارج وعلى يحاول أن يفهم أى شئ
" صباح الخير"
نظر كاظم لابنه وقال " أراك أفضل اليوم "
جلس أمام والده وقال " لأننى أراك بخير كيف حالك ؟ "
" بخير عرفت بما فعلته مع جى هل أصبحت بخير الآن ؟ "
ضاقت عيونه وقال " بابا لماذا تصر أن تضعها فى طريقي أنا أحضرتها هنا وانتهى دورى "
ابتسم الرجل وقال بخبث " لم ينتهى لقد بدء للتو "
قال " لا أفهم "
دق الباب ودخلت الفتاتان لم يتحرك ولم ينظر لهم اتجهت لى لى لوالدها طبعت قبلة على وجهه وقالت
" صباح الخير على احلى داد "
نظر الرجل لجى وقال " أهلا يا بنتى تعالى كيف حالك ؟ "
بدت شاحبة وعيناها تغوص بين الهالات السوداء التى تحيطها وتذكر شعرها الطويل الناعم هل يمكن ان تكون هذه الفتاه …
قطع صوتها افكاره وهي تقول " انا لا أستطيع أنا لم أعمل من قبل و.."
قال كاظم " اعلم كل شئ الأمر بسيط هى تعليمات سيخبرك بها الطبيب وعليكى ان تفعليها أنا لن أثق فى اى أحد سواكي "
قالت " ولكن أنا لا أستطيع أن أوافق ارجوك "
تضايق منها فقال بغضب " نحن لن نترجاكى كل ما عليكى ان تطيعى فقط هل هذا صعب انتى بحاجة إلينا "
نظرت إليه وقالت بهدوء وربما بعض العند " أنا لست بحاجة لأحد ولن اطيع أحد "
نظرات عيونها كانت تنطق بعند غريب أثاره فقال " ومن أين ستعيشين وكيف ؟ لا تكابرى واعترفى ولا تضيعين الوقت أنها فرصة لا تعوض مازلتى حديثة التخرج ولا مجال لكى للعمل ونحن نوفر فرصة ذهبية لأمثالك فلا تدعى البراءة وأنكي لستي سعيدة بها "
زاد غضبها منه وقالت " حضرتك مخطئ أنا امامى فرص كثيرة للعمل ولكن بابا..الله يرحمه لم يكن يوافق أنا اسفة يا فندم لست بحاجة لعرضك ولست أنا من تتصيد الفرص حضرتك مخطئ وامثالي بالتأكيد لا يجرؤون على التعامل مع حضرتك"
قام واتجه إليها وامسكها من ذراعها وقال بغضب " اسمعى يا..أيا كان أسمك جاسر المنياوى لا يخطئ وإذا أمر بشئ فلابد من تنفيذه دون جدال هل تفهمين ؟أنا لا أحب هذه الطريقة "
نفضت يدها منه وقالت بغضب " أنا لا يهمنى من تكون لأنك لا تقدر لى على شئ ليس من حقك أن تفرض على اى شئ هل تفهم "
كاد يرد لولا ان تدخل والده " جاسر كفى جى هلا تهدأي وتسمعينى "
كانت نظرات التحدى بعيون كلا منهما لحظات انتهت بابتعاده عنها وهو يقول
" بابا أنها لن تصلح لأى شئ أخبرتك ذلك "
عادت ترد " لست انت من يحكم وإن فعلت فلن يهمنى رأيك "
استدار إليها وقال بنفس الغضب " اسمعى أنا..."
اوقفه صوت والده مرة أخرى " جاسر قلت كفى ..جى تعالى يا بنتى تعالى "
ابتعد هو واتجهت هى إلى العجوز الذى أمسك يدها وقال " اجلسي بجانبى ..نعم ..هل عرفتي إننى سأكون رجلا معاقا ..اسمعيني اولا ..أنا سأكون مقعد وبحاجة للتمريض ولمن يصاحبني ليلا ونهارا هل تعتقدين إننى يمكن أن أحضر اى أحد لمنزلى واثق فيه هكذا ببساطة ..ثم انتى من تبقي لكى بعد والدك رحمه الله غيرى هل نسيتي إننى كنت أقرب الناس لكى وله ولي لى اليست صديقتك منذ الطفولة إذن نحن الاثنان بحاجة لبعض ولست انتى فقط "
سالت دموعها وقالت " ولكن .."
ابتسم وربت على يدها وقال " ليس هناك لكن ..انتى مثل لى لى عندى ولابد أن تكونى معى هكذا سيكون صبرى مرتاح فى قبره "
زادت دموعها فجذبها الرجل لاحضانه وقال " كفى يا ابنتى كفى البكاء لن يعيد شئ هيا اذهبي لإحضار كل ما يلزمك من منزلك لأنكى سترافقينى من اليوم "
ثم نظر لجاسر الذى كان يمنحه ظهره وقال " جاسر "
نفخ فى الهواء واستدار وقال " لا تفعل من فضلك "
لاح الغضب على الرجل وقال " من اذن سواك ؟ "
أشاح بيده وقال " على سيتولى الأمر "
رد الأب بقوة " لا أنها أمورنا العائلية لن يتدخل بها أحد هيا أذهب انت ولى لى معها "
حاول أن يعترض " بابا .."
ولكن الرجل قال بحزم " الآن يا جاسر الآن "
نظر إليها بغضب ثم فتح الباب وخرج وهو يحاول التحكم فى غضبه ..فقد بدء معها صدام لن يعرف مداه وإلى أين سيمتد ..
واخيرا عاد الجميع الى القصر واستقر كاظم فى فراشه بغرفته بمساعدتها ومساعدة لي لي واخيرا شعر بالراحة ونظر لجاسر وقال
" اريدك..لا تذهب هيا يا لي لي اذهبي انتي وارتاحي وانتي يا جي هل رايتي غرفتك "
هزت راسها وقالت " نعم.. "
قال " هل لي اي شئ الان؟ "
هزت راسها نفيا فقال " اذن اذهبي وتعالي عندما اطلبك "
هزت راسها والقت عليه نظرة جانبية ولكنه كان يجلس في كبرياء ولا يلقي لها اي بال فأشاحت بوجهها وخرجت خلف لي لي
قال كاظم“ من وراء ما حدث ؟ "
ضاقت عيونه وقال " المنصوري "
قال كاظم بغضب " الكلب يعض اليد التي امتدت له ماذا ستفعل "
ابتسم جاسر وقال " لقد فعلت وارسلت بوكيه الورد للعزاء "
تراجع كاظم وقال " لا افهم "
قال " اولاد حسن ، لقاء مع عبد الجواد اثار الشك تجاه المنصوري مع بعض الاوراق التي تثبت كلامي فالمنصوري يلعب بقذارة باسمهم وانا بالطبع اعرف  فقدمته لاولاد حسن والليلة سيقام العزاء علي روحه الطاهره لن اوسخ يدي بدمه ولكني لم ارحمه "
تضايق كاظم وقال " لم يعرف انه انتقامي "
ابتسم جاسر وقال " اطمن لقد عرف وانا بنفسي اخبرته وهذا كان شرطي علي اولاد حسن ان اقابله قبل قتله وهناك اخبرته بالأمر ."
ابتسم كاظم وقال " هذا هو ابني "
قام جاسر وهو يفك ربطة العنق ويقول " هلا تسمح لي أريد أن أنام.. "
أوقفه الرجل وقال " جاسر ما أخبارك مع ندى "
لم ينظر له فهو يعلم أن الأمر لا يروق له فقال " لا جديد "
" هل مازلت تصر على الزواج منها "
مرر يده بشعره ونظر لوالده وقال " بابا ألم ننتهي من هذا الأمر حضرتك تعلم.. "
قاطعه الرجل " انا لا أعلم إلا شئ واحد أنني لا أريد تلك المرأة يا بني أريد أن أراك سعيدا ليس النجاح العملي بل كل شئ بالحياة أين قلبك "
قال بهدوء " بابا بالنسبة لي النجاح بالعمل هو السعادة وقلبي وظيفته أن يمنحني الدم للحياة فقط وليس له عندي أي شئ آخر فهو خلق لذلك "
اجاب كاظم " لا يا جاسر انت مخطئ يا بني الحياة بها أشياء أخرى غير العمل الحب أهمها "
ابتسم جاسر وقال " تعلم أني لا اعترف بالحب ولا وقت له عندي ولا توجد امرأة يمكن أن تجعلني اعترف بالحب أتركني حضرتك ولا تقلق "
صمت كاظم فهو يعلم أن ابنه الذي عاش بالخارج اعتاد على الحياة العملية التي ليس للعواطف أي مكان فيها تابعه وهو يخرج والحزن يملاء قلبه..
يتبع

رواية انين القلوب     بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن