الفصل الواحد والثلاثون والاخير

3.5K 96 53
                                    

الفصل الحادى والثلاثون  والاخير
حياة 
قال محسن " لن اتركه سأقتله نعم سأقتله "
وقرب المسدس ولكن هى افلتت من يد جاسر واندفعت الى محسن الذى صوب مسدسه اليها واطلق رصاصته لتصيب الهدف  لتصيبها الرصاصة فى جانبها تلقت الطلقة وكأنها نيران تشتعل فى جنبها صرخ الطفل مع نداء جاسر الذى تفاجا مما حدث وتلقاها بين يديه وهو يناديها
" جى....جى ردى جى..."
نظرت اليه وقالت بضعف " انا بخير ابنى يا جاسر ابننا لا تتركه ... ارجوك ..اعده .. انقذه ... انقذ ابننا "
لم يعرف ماذا يفعل وقال " ولكن انتى "
قالت " اذهب ا...انا ...بخ...بخير "
اراحها على الارض ثم انطلق خلف محسن وقلبه ممزق بينها وبين ابنه....
انطلق جاسر بكل قوته خلف محسن على رمال الشاطئ وبالطبع كان جاسر اسرع من محسن الذى كان يحمل احمد فما ان وصل اليه حتى انقض عليه من الخلف فسقط الرجل وكذلك احمد وجاسر والمسدس
قام الرجلان وانقض جاسر عليه بقوة وهو يقول " ايها الكلب الجبان "
اخذ جاسر يضربه بقوة وبغضب والم وهو يقول " انت سبب كل الآمى انت الذى يجب ان تموت "
سقط محسن مغرقا فى الدماء من كل جزء فى وجهه ووقف جاسر ينظر اليه وهو يلتقط انفاسه ثم نظر حوله ليبحث عن ابنه وجده يقف بعيدا يبكى فى خوف اتجه اليه وركع امامه واحتضنه بقوة ونهض ليعود به الى جى ولكن تلك الطلقة التى دوى صداها انطلقت الى كتفه من الخلف حاول ان يتمالك ويتحمل الالم ولكن الطلقة الاخرى الى قدمه اسقطته ارضا واحمد ايضا سقط بعيدا تألم جاسر من كتفه وقدمه وسمع ضحكة محسن الجنونية ثم قال
" هل رايت اننى سأكون الفائز لن اترك احد منكم على قيد الحياة لابد ان تدفعوا الثمن وهو ثمن غالى والان دور ذلك الملاك الصغير ودع ابنك ياجاسر فلن تراه مرة اخرى "
حاول جاسر ان ينهض ولكن بدء الدوار يصيبه والالم يمنعه وبدأت الرؤيا تذهب من امامه وهو يري محسن يصوب مسدسه الى احمد حاول ان يفعل اى شئ ولكن غابت الدنيا من امامه ولم يسمع سوى صوت المسدس وهو يطلق اخر طلقاته واختفى كل شئ من امامه واستسلم للقدر..
"حسام..حسام اين هم.. اين جاسر وجى؟"
نظر حسام لزوجته التى حضرت رغم انها لم يتم شفائها بعد ولكن بالطبع عرفت بما حدث لاخوها وزوجته امسكها وقال وهو يأخذها بعيدا عن رجال الشرطة المتجمعين امام غرفة العمليات بمشفى جى الخاص وقال
" اخبرتك الا تأتى انتى لستى بخير "
كانت الدموع تملاء عيونها وقالت " كيف لا احضر انه جاسر يا حسام جاسر هو كل من لى هو ابويا واخى وكل من لى.. وجى هى اختى وصديقتي وزوجة اخى اين هم وماذا اصابهم؟  "
لاح الحزن بعيونه وحكى لها ما حدث وضعت يدها على فمها لتكتم صرخة الم وتركت دموعها تنساب وقالت " تأخرت يا حسام "
قال بضيق " حاولت ان اتصل به ولكنه لم يسمع تليفونه كان صامت وجى تليفونها كان مغلق "
ابتعدت وقالت " كيف حالهم؟ "
قال " لا اعلم لم يخرج احد من العمليات حتى الان "
قالت " انا لن اسامحك لو اصاب احدهم شئ يا حسام كنت تعلم وتركتهم "
نظر اليها وقال " حاولت يا لى لى ولكن "
قاطعته بغضب " لماذا لم تذهب اليهم قبل ذلك كنت اخبرنى كنت ذهبت انا لو ان عملك اهم من حياتهم يا حضرة الضابط "
امسكها وقال " لى لى ارجوكى افهمى انا لم يسعفني الوقت انا عرفت بأمر محسن وانتظرت الاوامر كى اذهب لجاسر ولكنى حاولت الاتصال به صدقينى "
نفضت ذراعيها منه وقالت " انتظر يا حسام انتظر الاوامر وانا سأنتظر موت احدهم او ربما الاثنان...ولن اسامحك ابدا "
ابتعدت والخوف يقتلها على الاثنان..
واخيرا خرجت احدى الممرضات اتجه اليها الجميع ولكن لى لى اخترقتهم وقالت " من فضلك طمنينا "
عرفتها الممرضة وقال " جاسر بيه بخير انتهت جراحته وسيخرج بعد قليل للعناية فقط للاطمئنان عليه ثم لغرفة عادية "
اغمضت لى لى عيونها وهمست "الحمد لله "
ثم عادت تقول " وجى "
قالت الممرضة " مدام جولى مازالت بالعمليات الرصاصة اخترقت جانبها واصابت جزء من الكبد مما ادى الى نزيف والاطباء يحاولون ايقافه وربما استئصال الجزء المصاب او خياطته حسب درجة الاصابة وهى فقدت الكثير من الدماء ويتم نقل الدماء لها... "
شكرها حسام وابتعدت لى لى وهى تتألم من اجل اختها وصديقة عمرها ترى ماذا يخفى لها القدر.. اتجه حسام لرجل بدا انه ذا رتبة وتحدث معه بينما انكمشت هى فى انتظار اى جديد ...
فتح عيونه لم يري اى شئ فى البداية ولكن اخيرا بدات الاشكال تتبلور امامه فادرك انه بالمشفى وسط الاجهزة تذكر جى وابنه حاول ان ينهض ولكن ذراعه وقدمه منعوه ناد بما لديه من قوة
" جى... احمد "
اسرع اليه الموجود وادرك انه يوسف نظر اليه وقال " جاسر بيه انت بخير"
قال " جى اين هى ماذا اصابها؟ "
قال يوسف " مازالت بالعمليات حالتها حرجة والنزيف لم يتوقف الرصاصة اصابت جزء من الكبد "
اغمض عيونه بألم ثم فتحها وقال " اريد ان اراها خذنى اليها "
" هى بالعمليات وانت حالتك لا تسمح لك بالحركة اصابتك ليست هينة صدقنى انا احضرت لها افضل الاطباء والجميع هنا فى خدمتها انت لا تعرف مكانتها عند الجميع "
قال بضيق " عند الجميع ام عندك ؟"
تأمله يوسف لحظة ثم قال " هو امر يخصنى طالما انه لم يتخطى الحدود التى اعرفها جيدا "
قال جاسر" تحبها "
اجاب يوسف"لا يوجد احد هنا لا يحبها ولكن اطمن هى لا تحب سواك "
عاد الالم لقلبه وقال " اعلم وهو ما يؤلمنى اكثر وانا لا استطيع ان احميها ...وابنى احمد اه اين هو وماذا اصابه ؟"
تراجع يوسف وقال " احمد؟ لم يصل الينا الا انت وهى وجثة ثالثة لا اعرفها وصل صاحبها فاقد الحياة "
لم يفهم جاسر فقال " من احضرنا اريد ان اعرف "
" المقدم حسام والشرطة كلها "
قال " اريد ان اراه من فضلك الان " هز راسه ثم خرج 
تقدم يوسف من الموجودين وقال " سيادة المقدم "
اسرع اليه حسام وتبعته لى لى فقال  "جاسر بيه يريد رؤيتك يمكنك ان تراه "
امسكته لى لى وقالت "وانا معك "
لم يمانع احد.. راه حسام  وانطلقت لى لى اليه " جاسر حبيبي انت بخير؟"
قال " نعم حبيبتى بخير اطمنى..حسام احمد ابنى ماذا اصابه ولماذا ليس هنا ومن الجثة الثالثة التى جاءت معنا اريد ان افهم "
نظر حسام اليه وقال " اتصلت بك كثيرا لأخبرك بان محسن هرب الى مصر ويبحث عنك وعن جى وهو فى طريقه اليك ولكن هاتفك لم يرد وهاتف جى كان مغلق انتظرت امر النيابة وانطلقت اليك بالقوة وما ان وصلنا حتى رايت محسن وهو يصوب مسدسه تجاه احمد الصغير ولم اتردد فاطلقت النار على ذراعه وانطلقنا اليه وما ان رآنا حتى اطلق النار على نفسه ومات على الفور واحمد مع احد العساكر ينام بأحد الغرف مع مربيته "
نظرت اليه لى لى وقالت " هنا ولم تخبرنى ماذا اصابك يا حسام انه ابن اخى كيف فعلت ذلك "
كانت غاضبة قال حسام " لى لى لا داع لكل ذلك انتى ترين ما نحن فيه "
نظرت لجاسر وقالت " انا ساذهب لأحمد اطمن حبيبي "
اطمان جاسر على ابنه وعاد قلبه يدق خوفا عليها  
ما ان اخرجوه من العناية حتى تحامل على نفسه واتجه اليها وقد عرف انها بالعناية وقد اوقفوا النزيف وتم خياطة الجزء المصاب من الكبد ساعدته احدى الممرضات على ان يجلس بجانبها امسك يدها ونظر اليها وجهاز التنفس بفمها شعر بحزن يجتاحه سمع يوسف يقول
" ستكون بخير ان شاء الله "
نظر اليه وقال  "اخشي ان تتركنى مرة اخرى "
قال يوسف " هى تعلم انك تحبها لذا ستعود من اجلك واجل احمد اسف لأنى لم اكن اعلم ان احمد هنا لم يخبروني "
هز راسه وقال " متى ستفيق ؟"
قال " الدكتور يقول ربما فى المساء.. "
قال جاسر" لن اذهب الا عندما تعود "
ربت على كتفه وقال" على راحتك ساطلب منهم مراعاتك وانت هنا  "
مر الوقت ورغم الام كتفه وقدمه الا انه لم يترك مكانه بجانبها لن يتركها ....ذهبت عيونه فى النوم من اثر المسكنات التى يمنحونها له ثم سمع صوت من بعيد يناديه فتح عيونه شعر بألم قدمه ولكن ما ان نظر اليها حتى راها تنظر اليه وقد ازالوا جهاز التنفس من فمها والطبيب يقول
" حمد الله على السلامة مدام جولى  "
نظرت اليه فقال " حبيبتى انتى بخير"
هزت راسها وقالت " الحمد لله لماذا ترتدى هكذا ماذا بك واين احمد هل اصابه شئ؟ "
ابتسم وقال " اطمنى حبيبتى انه بخير جميعنا بخير طالما انتى بخير "
قبل يدها فاطمأنت وعادت الى النوم 
" مامى هيا بابي يريدك لنطفأ الشمع "
نظرت لأحمد وقالت " حاضر حبيبي اين عمتو لى لى؟"
قال " مع اونكل حسام "
تحركت الى البوفية وهى تبحث بعيونها عنه رات لى لى تقبل عليها ابتسمت لى لى وقالت 
"اعتقد ان منظرنا بهذا الحمل يثير الضحك "
قالت " نعم وانا اخشى ان نلد سويا ولا نجد احد معنا "
قالت لى لى " لا جاسر حبيبي موجود الم يكف عن السفر من اجلك يا هانم لم يعد يتحمل فراقك "
ضحكت وقالت " بصراحة ولا انا اخشي لو ذهب لا يعود مرة اخرى " 
" مازلتى تذكرين ؟"
قالت" وكيف يمكن ان انسي تلك الايام لقد كاد كلا منا يضيع من الاخر انا لا اتحمل فراقه يا لى لى روحى تعيش بانفاسه "
شعرت بيده تحيط خصرها وصوته فى اذنها
" بل انا الذى اعيش بأنفاسك حبيبتى لا اتخيل الحياة بدونك لن اعيشها مرة اخرى "
ابتسمت له بسعادة بينما قالت لى لى " يا سلام على الحب اين زوجى المصون الذى لا يتحدث الا عن السجن والمجرمين ؟"
ضحك الجميع وصل حسام وهو يحمل ابنته جى وقال " الن ننتهى انا عندى عمل فى القسم ولابد ان اذهب  "
نظروا اليه ثم عادوا الى الضحك فلم يفهم اعطى جى الصغيرة الى زوجته وقال " لا افهم على ماذا تضحكون "
قال جاسر " لا شئ انت ستظل انت والعمل كل حياتك "
نظر اليه حسام وقال " تركت لك انت الزواج والرومانسية اما انا فزوجتى تعلم اننى رجل عملى اليس كذلك "
نظر اليها فلم ترد اخفى جاسر وجى ابتسامتهم بينما قالت لى لى " بالطبع افهم ولكن لا ضرر من بعض الرومانسية كى لا احقد على هذين الاثنين "
ضحكوا مرة اخرى ثم انطلقوا الى البوفية وتبعهم المدعوين وبدأوا فى الاغانى ثم اطفاوا الشمع ...
قبل وجنتها وقال " انا اعتبر ان هذا عيد ميلادى الاول حبيبتي لأنه اول عام شعرت فيه انى على قيد الحياة واشكر ربى انه انقذك وانقذني وانقذ ابننا من الموت واعاد لنا سعادتنا "
ابتسمت وقالت " نعم الحمد لله على كل شئ "
قبل يدها ثم اخرج علبة ذهب وفتحها كانت عقد ماسي رائع انبهرت به وقالت " جاسر ما هذا "
قال وهو يضعه حول عنقها " اعلم انكى تستحقين اكثر من ذلك بكثير وحبي لكى لا يقدر باى شئ لكن هو شئ بسيط ربما اعتذر به عن اى الم سببته لكى او لابننا او حتى لأمل ابنتنا القادمة انا بحبكم جدا ولم اتمنى من الدنيا اكثر منكم ربما تمنيت وجود بابا ولكنى اعلم انه فى مكان افضل وربما يشعر بنا ويسعد بوجودنا سويا "
ابتسمت وقالت " رحمه الله وربنا يخليك ليا حبيبي ولا يحرمني من وجودك معى الى اخر العمر فانا لم اتمنى من الدنيا اكثر من وجودك معى الى اخر العمر  "
دخلت غرفتها وغيرت ملابسها وجلست امام المراه تركت شعرها كما يحبه .. لحظات وتبعها وقال وهو يخلع جاكتته وربطة العنق
" واخيرا نام "
ضحكت وقالت " انت تدللة كثيرا "
اتجه اليها ووقف خلفها وقال " اعوضه عما فات "
امسكها فقامت ووقفت امامه ابعد خصلات شعرها وقال " اريد ان ادخلكم داخل قلبى ولا تخرجون منه ابدا "
ضمها اليه بحنان فقالت " نحن بقلبك يا جاسر "
قبل عنقها وهمس " واين انا عندك؟ "
قالت بحب " بقلبي وروحى يا حبيبي "
ابعدها ونظر بعيونها فقالت " انا بحبك جدا يا جاسر ولا اتمنى اكثر مما انا فيه "
قال بحنان " حبيبتى يا رب يخليكى ليا ولا يحرمنى من حبك ابدا ادام الله علينا تلك السعادة الى الابد " 
ثم انطلق الى شفتيها ليتأكد من ان حياته مازالت بخير وان حبيبته معه ولن تتركه واسرته تعيش معه فى سعادة ليس بعدها سعادة 
واخيرا كتبت النهاية ووضعت قلمى الذى لم يكن يريد ان يكف عن الكتابة لأول مرة احتار فى النهاية ولكنى كتبتها وتمنيت ان تكون مناسبة لم عاناه بطلاى من احزان وفراق وانين وايضا اتمنى ان تنال اعجاب كل من يقرأها
وشكرا 
داليا السيد
يتبع...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 21, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رواية انين القلوب     بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن