الفصل العشرون

2.4K 46 5
                                    

الفصل العشرين
دمار ... طلاق
انطلق بسيارته وهو يتابعها فى المراه وهو يشعر بالسعادة لانه واخيرا سيعيش تلك الحياة التى لم يكن يعرفها زوجة يحبها وتحبه وطفل لم يظن ان يكون له اسرة كثيرا ما حدثه عنها والده ولكنه لم يعرفها وصل الى الشركة وقد اعطته تلك السعادة طاقة كبيرة على مواجهة كل تعب العمل ومشاكله ولكن ما ان اوقف السيارة حتى رن هاتفه برقم غريب
رد " الو من ؟ "
جائه صوت ندى تقول" ظلمتني كثيرا ولكنى سأسامحك ولن اطالبك باى شئ فقط ان تأتى للعنوان الذى ارسلته لك الان لتعرف من التى تستحق حبك ومن التى تخلص لك اخبرتك من قبل انها ليست مخلصة لك ولكنك لم تصدقني تعالى الان وانت ترى بنفسك سلام يا. جاسر بيه "
لم تمنحه الفرصة لان يرد او يفهم نظر للهاتف ثم العنوان..هل يمكن ان تكون جى كما تقول ندى لا لن يصدق كاد ينزل من السيارة لولا ان ارسلت اليه صورة فتحها فرأى صورة جى والرجل فوقها على الفراش فجن جنونه وانطلق بالسيارة الى العنوان لم يكن بعيدا وكأن المكان مقصود ان يكون قريبا وما هى دقائق حتى كان يصعد الى اعلى دون ان يمنعه او يوقفه احد فتح كل الابواب ولم يجد شئ الى ان فتح ذلك الباب ورأى الرجل الذى خلع قميصه بعد ان ضرب جى وافقدها الوعى ويهم بان ينقض عليها بالطبع هو لم يدرك انها فاقدة الوعى وانما لم يفكر وهو يهجم على الرجل ويكيل له الكلمات ولكن الرجل ابتعد وقال
" من انت ؟ ولماذا تضربنى "
هجم عليه جاسر مرة اخرى وقال " انا زوجها ايها الجبان منذ متى تعرفها انطق "
كاد يقتله من الضرب والرجل يقول " منذ فترة طويلة نلتقى هنا نقضي وقتا جيدا ثم نذهب "
ثار الغضب داخله كالبركان وتراجع دون ان يصدق هل يمكن ان تفعل به ذلك فصرخ فى الرجل
" انت كاذب..كاذب "
ولكن الرجل ابتعد وقال " لا لست كاذب ولماذا اكذب ؟انها تعطينى اموال كثيرة لكى نلتقى هنا هى تفعل ذلك مع غيرى كثيرا واذا كنت انت زوجها المغفل فلا دخل لى ها هى اشبع بها "
كاد يهجم عليه مرة اخرى ولكن الرجل كان اسرع حيث انطلق الى الباب واسرع بالخروج استدار اليها والغضب يملؤه لقد خدع فيها كيف صدقها وصدق براءتها هل يمكن ان تكون كذلك شعر بها تتحرك كانت قد بدات تفيق اتجه اليها اتسعت عيونها عندما راته امامها عدلت ملابسها واعتدلت وقالت بفزع وتعب
" جاسر الحمد انك اتيت انا..."
ولكنه هجم عليها واخذ يضربها دون وعى وهو يقول " ايتها الخائنة هل تظنى انى سأصدقك مرة اخرى انتى اتيتى برغبتك ولم يرغمك احد كم مرة ألقيتي بشرفي تحت اقدام الرجال..لماذا فعلتى ذلك انا احببتك وانتى لا تستحقين "
تملكها الفزع والالم من ضرباته و كلماته ولم تستطع ان تأخذ انفاسها من ضرباته المتتالية ولم تعد تسمع سوى كلمه واحدة نطقها كالسوط الحاد قطع به كل ما كان بينهم
" انتى طالق...طالق...طالق "
وتركها بين المها الجسدي والمعنوى وذهولها مما حدث لم يسمعها وهى تصرخ وتناديه حاولت ان تنهض لتتبعه ولكن لم تحملها قدماها وسقطت على الارض شعرت بألم فى ظهرها وبطنها ولكنها امسكت بطنها والدموع تسيل بغزارة وهى تناديه فى محاولة لان تقوم لتلحق به
"جاسر لاتتركنى انا بريئة "
ولكنه كان قد ذهب ورات اقدام ندى بدلا منه تقف امامها وهى ملقاه على الارض وندى تنظر اليها بشماته وتقول
" هل صدقتى اننى يمكن ان اصاحب امثالك اخبرتك انكى موجودة لخدمتنا فقط وانا لم اغفر لكى ما فعلتيه معى والان اصبحنا متعادلتين تركنى وتركك ولكن انتى لم تعودى الملاك الذى كان يظنه وانما مجرد خائنه.."
وانطلقت ضحكة شيطانية ارتج لها قلب جى وانهارت فى البكاء وهى تحاول ان توقظ نفسها من ذلك الكابوس المخيف الذى وجدت نفسها فيه
واخيرا استعادت نفسها وغطت نفسها وتحركت بعيدا لا تعرف الى اين تذهب لقد صدق انها خائنة ولكنه لم يسمعها لم يمنحها اى فرصة لتدافع عن نفسها سارت الى ان زاد الالم ببطنها وظهرها وصلت الى المشفى الذى يعمل به وائل سالت عنه وارتاحت عندما رأته يتجه اليها واسرع عندما رأى حالتها حاولت ان تتماسك والدموع تنهار وقالت
" اظن ان عندى انذار بالإجهاض ساعدني ولكن ارجوك لا تخبر احد بوجودى هنا خاصة جاسر ووالده و.."
ثم تألمت اسندها وائل وهو ينادى الممرضة ولكنها اوقفته " اعدنى الا تخبر احد بوجودى "
هز رأسه وقال " حاضر يا جى اعدك هيا دعينى اساعدك "
واستسلمت له ولم تعد تشعر باى شئ
انطلق بالسيارة بغضب ليس بعده غضب كيف خدعته طوال تلك المدة كان عليه الا يصدق اخته منذ ان راها مع نبيل وقتها كان عليه ان يعرف انها لعبة فعلتها كى تضمن ثقته وحبه ليته ما احبها ولكن لا ليس جاسر الرجل الذى تتلاعب به فتاه مثلها لن يتركها كان عليه ان يأخذها ويعذبها الف مرة بمقدار ذلك العذاب الذى يشعر به الان انت ايها القلب الذى تنبض داخل صدرى السبب نعم انت سبب المى انت الذى تمردت على ولم تطع اوامرى اخبرتك مرارا ان لا حب لك ولكنك لم تسمع والقيت بنفسك فى نار حبها وها هى احرقتك والان تندم وتتألم وتأن من الالم لا لن اسمح لك..ستموت قبل ان تشعرني بالضعف سأقضي عليك بيدى لابد ان اعيدها واعذبها وادمرها..استدار بالسيارة عائدا الى الفيلا ولكن ما ان وصل حتى رأى المكان خاليا من اى احد دق الباب بكل قوته ولكن ما من مجيب بحث حول الفيلا ولم يجد احد سار بالسيارة باحثا عنها ولكن لم يجدها زاد غضبه لن يستطيع ان ينتقم كيف تركها لابد ان تعود اليه كى يذيقها من الالم الوان. امسك هاتفه وطلب ميمو وامره ان يجدها باى شكل وانطلق بدون اى وعى
عندما افاقت رات وائل ومعه رجل او ربما طبيب اخر يقف بجانبه نظرا اليها فقال وائل " كيف حالك الان ؟"
قالت بضعف " الحمد لله..الحمل ؟  "
ابتسم وقال " بخير لا تقلقي دكتور نور طمنى "
ابتسم الرجل وقال " الحمد لله الجنين بخير ولكن الانذار كان واجب كى تحافظى عليه انتى بحاجة للراحة على ظهرك اسبوع على الاقل كى نضمن سلامة الحمل من الواضح انكى تعرضتى لضغط نفسي وجسدى كبير تلك الكدمات على جسدك على العموم انتى بخير الان وبالطبع بحاجة للغذاء الصحى انتى ضعيفة جدا "
اغمضت عيونها وحمدت الله على ان جنينها بخير ولم تهتم باى شئ اخر لم يعد هناك ما يهمها سوى تلك الروح التى تنبض داخلها ابتعد نور الى الخارج وعاد وائل اليها وقال
" هلا تخبرينى ماذا حدث ؟ولماذا لا تريدين اخبار احد "
عادت الدموع وقالت " هلا تتركنى الان واعدك ان احكى لك كل شئ فيما بعد احتاج للراحة ارجوك "
هز رأسه وابتعد تاركا اياها فى المها وحزنها وحيرتها ماذا تفعل هل تعود اليه وتخبره انها بريئة ولم تخونه ولكن ترى هل سيصدقها لا انه لن يرحمها لن يسمعها لو اراد لفعل منذ البداية اغمضت عيونها وادركت ان السعادة التى عاشتها انتهت وعاد الحزن والالم والفراق لقد دمرت ندى كل شئ انتقمت منها عاقبتها على ذنب لم تفعله
وضعت يدها على بطنها وهمست " انت سبب بقائى فى هذه الدنيا لولاك لقتلت نفسي بيدى اهون من ان اعيش بكل ذلك الالم  "
وعادت للبكاء وهى تتذكر كل ما كان وتدرك انه خطاها هى ولابد ان تدفع الثمن
كاد الغضب يقتله لف بالسيارة كثيرا ولم يجدها بحث عنها فى وجوه كل المارة والمحلات والمطاعم الى ان تعب فعاد الى القصر ربما وجدها ولكنها لم تكن موجودة فتح باب لى لى بقوة ربما معها ولكنها لم تكن معها وفزعت لى لى من مظهره فقامت وقالت
"جاسر ماذا هناك انت بخير واين جى ليست موجودة منذ الصباح ودادى يسال عنها "
توقف امامها ولا يعرف ماذا يخبرها ثم ابتعد الى غرفته واغلق عليه الباب لم يكن يستطيع مواجهة احد...ولن يسمع لدفاعهم عنها لن يصدقوا لانهم لم يروا ما راى لم يروها بين احضان ذلك الكلب كيف لم يقتله ويقتلها كيف تركهم هكذا ضرب الحائط بيده بقوة المته وهو يحاول ان يوقف ذلك الصوت الذى يصرخ داخله
" انت لم تسمعها بل هى لم تدافع عن نفسها وكيف تدافع وانا رايتها ستكذب نعم ولكنها ليست بكاذبه بلى انها كذلك كاذبة وخائنة ولا اريد ان اسمع صوتك يا قلبي. عقلى لابد ان يعود وانت عد الى قفصك واسكت وقم فقط بعملك دون ان تنبض باى مشاعر فقط عش واتركنى انا اعيد كرامتي وشرفي فلولاك لما تركتها كان لابد ان اقتلها..  “
دق بابه وفتح رأى والده يدخل ابتعد من امامه لم يكن يريد مواجهة احد المه واحزانه له وحده لا يمكن ان يراها احد سمع والده يقول
" اين جى ؟ ظننت انها معك "
كان الهواء لا يكفيه فك قميصه وربطة العنق ولم يرد فعاد الرجل يقول " جاسر انا اتحدث اليك اين هى ؟"
استدار وقال بصوت حاول ان يخفى خلفه غضبه والمه وحزنه " لا اعلم "
حدق الرجل به لحظه قبل ان يقول " ماذا تعنى انا لا افهم شئ كيف لا تعلم مكان زوجتك ؟"
ابتعد وقال " لم تعد زوجتى "
هتف الرجل " كيف لا افهم لم لا تتحدث "
لم يواجه الرجل وهو يقول " طلقتها اليوم صباحا ولا اعلم مكانها "
هتف الرجل بذعر " ماذا ؟ طلقتها! انت مجنون كيف تفعل ذلك ولماذا ؟ وابنك الذى ببطنها "
نظر اليه بغضب وقال " ليس ابنى انها خائنة كل يوم مع رجل مختلف فكيف يكون ابنى لقد كشفتها على حقيقتها واخرجتها من حياتى ولكن كان يجب ان اقتلها واقتله ذلك الذى كانت بين احضانه "
تراجع الرجل وقال " جى!  انت تتحدث عن جولى بالتأكيد انت مخطأ انا لا يمكن ان اصدق "
اشاح بيده وقال " كفى لقد خدعتك وخدعتني وخدعت الجميع تلك الافعى لقد تلونت كى تصل لغرضها تلك البراءة ما هى الا قناع زائف تخفى ورائه حقيقتها انا أخطأت يوم ان سمعت كلامك وسلمت قلبى لها كان لابد ان اظل كما انا بلا مشاعر ولا قلب اما الان فماذا اكون قلب يعانى من الالم قلب مجروح وكرامة دهسها الجميع وحب لا معنى له. امرأة خائنة لا تستحق كل ما منحته لها قلبي واسمى وشرفى والان ماذا ؟هذا ما جنيته الخيانة والالم انت السبب القيتها فى طريقى وها ان اتألم بسببك واسمع انين قلبي بسببك ماذا يمكنك ان تفعل لى الان كيف ستعيدني لنفسي التى فقدتها ولراحتي التى كنت اعيشها كنت قانع بها وسعيد والان ماذا جنيت يا بابا..الالم والندم هل تسمع الالم والندم "
ابتعد ليخفى تلك الدمعه التى كادت تفر من عيونه لن يري احد ضعفه حتى ابوه يكفيه ما اصابه..
سمع الرجل يقول " انا؟ انا سبب احزان ابنى الوحيد ؟ انا! لم اظن يوم وضعتها فى طريقك ان اكون بذلك سبب احزانك والمك كنت اظن ان الحب سيكون سبب سعادتك تمنيت لك السعادة والحنان صدقنى يا بنى جى ليست كما تظن انا متاكد انها بريئة و.."
قاطعه دون ان ينظر اليه " كفى ارجوك لا اريد ان اسمع اى شئ عنها لقد انتهى الامر ولو وجدتها سأدمرها كما دمرتنى وسأجعلها تندم على اليوم الذى قابلتني فيه "
تراجع الرجل من الغضب الذى راه بعيون ابنه وقال فى محاولة اخيرة " يا جاسر انت تظلهما "
صرخ بغضب وربما بالم " كفى لا تدافع عنها انها مجرمة وانا لا اريد ان اسمع سيرتها امامى مرة اخرى لقد ماتت بالنسبة لى وانتهت والى ان اجدها واقتلها بيدى لا اريد ان اسمع اسمها امامى..."
ثم تحرك الى الخارج والشياطين كلها تتلاعب امامه ووالده يتابعه بحزن والم هل يمكن ان يكون هو سبب الم ابنه..وجى هل يمكن ان تفعل به ذلك لا يمكن انه يعرفها جيدا اذن ما الذى يحدث حوله وكيف..
حكت لوائل ما حدث فغضب وقال " وكيف صدق ذلك ولماذا لم تدافعى عن نفسك وتشرحي له "
قالت " لم يمنحني الفرصة لقد كنت غائبة عن الوعى وذلك الندل يحاول ان...اى زوج سيرى زوجته هكذا سيظن بها كل الظنون "
جلس بجانبها وقال " انتى تدافعين عنه وتبررين افعاله جى زوجك لم يعرفك جيدا لأنه لو عرفك لما صدق ما رأى او على الاقل لفكر قليلا قبل ان يظلمك ..على العموم هو قرارك فماذا ستفعلين "
اغمضت عيونها وقالت " بصراحة لا اعلم اخاف من العودة جاسر لن يرحمنى انا اعرفه جيدا لن يصدقنى مهما اقسمت له ولا اعلم كيف تركنى جاسر دون ان يقتلنى ؟ وربما يكون الان يبحث عنى لينتقم لكرامته بعدما ادرك انه لم يفعل انا لا ابرر له ولكنى اعرفه جيدا.. لا اعلم انا اريد ان ابتعد واختفى على الاقل حتى ارى ابنى بين احضانى هلا تساعدنى "
اقترب من فراشها وقال " تعلمين انى سافعل دون ان تسألي "
ابعدت عيونها وقالت " دكتور وائل لابد ان تعلم انى "
قاطعها وقال " اعلم ما تريدين قوله انتى لن تكونى لسواه اعلم لأننى ارى حبه بداخل عيونك ولكنى اخبرتك مسبقا ان كل ذلك لم يمنعنى من حبك هذا ليس بيدى ولن انتظر منكى اى مقابل لمشاعري ولكن لا تطلبي منى ان اتوقف عن حبك ومساعدتي لكى لا انتظر عليها اى مقابل ربما تعتبريها مساعدة من صديق او اخ لأنى اعرف ان لا اهل لكى او اقارب... انا عندى شقة هى ملك لأخي رحمه الله مغلقه منذ وفاته ستبقين بها وسأرسل لكى زوجة البواب لترى طلباتك لابد ان ترتاحى تلك الفترة ليثبت الحمل "
قالت " لا اعلم كيف اشكرك ولكن خدمة اخرى اريدها منك "
قال " ما هى ؟ "
قالت " اريد ان اشتغل لا يمكننى ان اعيش هكذا ولكن ليس الان بعد فترة الى ان يياس جاسر منى بعدها " ولم تكمل وهو لم يرد
لم يحاول احد ان يتحدث معه فى الموضوع بل ولم يراه احد طوال الوقت كل اليوم كان يقضيه بالشركة دون ان يقابل احد وبالطبع لم يصل ميمو اليها وزاد جنونه عندما اخبره بذلك ولكن لم يملك الا ان يصبر ولكن لن يتوقف عن البحث ولكن ما لم يفعله انه لم يحاول البحث عن ذلك الرجل الذى كان معها ولم يحاول ايضا ان يبحث وراء ندى كل ما اراده هى نعم ان يجدها ويعذبها كما يتعذب الان بسببها...
لازم كاظم فراشه كان الحزن يملؤه مما اصاب ابنه وربما من كلماته القاسية له وكذلك حزنا عليها وقد اعتبرها كابنته وهو يعلم انها لا يمكن ان تفعل ما يظنه ابنه ولكن لم يعد يملك من الامر شئ لانه ادرك ان الامر اكبر من ان يمكن علاجه لقد وصل الفيضان الى قصره ودمر كل جميل فيه وذهب وتبقى الدمار
يتبع...

رواية انين القلوب     بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن