الفصل الخامس عشر
زوجتى
لاح رنين الهاتف من بعيد ففتح عيونه ثم اعتدل وجد نفسه نائما على الاريكة فى المكتب كان على رد
" الو "
" اسف يا فندم ولكن موعد المندوب بعد ساعة وخشيت ان تنسي "
مرر يده فى شعره وقال " لا لم انسي نصف ساعة واكون عندك "
" تمام يا فندم "
صعد لغرفته واندهش ان ندى لم توقظه وتركته هكذا ولكنه فهم عندما رأى زجاجة النبيذ التى انتهت كلها تقريبا وراها وهى تنام بدون اى اهتمام..اخذ حمام وغير ملابسه واتجه الى الشركة
لم تخرج من غرفتها لم تبغ ان يراها احد بهذه الحالة ولكن لى لى لم تتركها
" صباح الخير "
نظرت اليها لى لى ففزعت من منظرها واسرعت اليها " جى ما هذا انتى مريضة ام ماذا؟ "
قالت وهى تحاول ان تبدو بخير " لا لم انم جيدا "
جلست بجانبها وقالت " جاسر ؟ "
اغمضت عيونها ولم ترد فقالت " بصراحة انا لا اعلم كيف وافقتى على ذلك ندى ليست منافس سهل انا اخشي عليكى منها ولماذا اصلا جاسر يفعل ذلك انه لجنون "
لم تكن تتحمل اى كلام فلم ترد فعادت لى لى تكمل " اعلم ان الحب يفعل بنا الكثير ولكن لم اتصور انه يمكن ان.."
ولم تكمل فنظرت اليها وقالت " ان يقتلنا اليس كذلك ان يذبحنا..ان يؤلمنا نعم انا اعيش هذا الحب ولكن انتى لا حبيبتى اطمنى يا لى لى حسام ليس جاسر ولن يفعل بكى ذلك فهو يحبك ولا يفضل عليكى اى شئ اختارك ولم يتردد فلا تقلقى "
قالت لى لى " انا اسفة يا جى انتى لا تستحقى ذلك احيانا اظن ان ذلك ليس جاسر اخى الذى احببته بحنانه وحبه "
لم ترد ورن هاتف لى لى فقالت " انه حسام سنخرج سويا هل اعتذر وابقي معكى "
هزت راسها وابتسمت وقالت " لا يا حبيبتى هيا اذهبي وانبسطى هذه افضل ايام حياتك فعيشيها "
احتضنتها وذهبت بعد فترة استعادت نفسها وذهبت لكاظم ولتعيش حياتها كما اعتادت فحزنها لن يتغير ببقائها بغرفتها
عاد فى المساء وجد ندى تنتظره بغضب " هل يمكن ان تشرح لى ما يحدث ؟"
جلس وقال بهدوء " ماذا يحدث ؟"
قالت بغضب " جاسر انت تفهم لماذا لم تصعد امس واين كنت طوال اليوم عندها اليس كذلك ؟ لماذا لا ترد انت تتعمد اغضابي "
قال "لا انا صعدت وجدتك نائمة بعد ان تناولتى نصف الزجاجة واليوم كنت بالشركة هل نسيتى المندوب الأمريكي اعتقد ان والدك اخبرك فقد كان معى اى لم اكن عند احد والان انا جائع لم اتناول شئ منذ امس "
ولكنها لم تهدء وقالت " انا لا اصدق انت تريدها هى وكنت عندها وامس تركتنى لأنك لو اردتنى لكنت ايقظتنى واليوم كنت مع داد حتى الظهيرة اين كنت بعد ذلك "
قام وظفر بضيق وقال " ندى انا اريد ان انام ولن ارد على كلامك هذا فقد تعبت "
ولكنها اتجهت ووقفت امامه وقالت " كيف تتركنى هكذا انا زوجتك ولى حقوق عليك فاين هى واين حياتنا الزوجية "
قال وهو يستنفد صبره " عندما استيقظ نتناقش فى موضوع الحقوق هذه "
وتحرك ولكنها عادت تقول " تعالى هنا ولا تهرب اخبرتك الا تتركنى هكذا ليس من حقك ان تفعل ليس النوم اهم منى "
اعتراه الغضب فامسكها من ذراعها وقال " لن تخبرينى ما يجب ان افعل من عدمه وابتعدى عنى الان انا لن اتحكم فى نفسي اكثر من ذلك "
قالت بعناد " وماذا ستفعل اكثر مما فعلت تزوجت على وها انت تفضلها على وتمضي معها اليوم وتأتى الان وتحاول ان تقنعني انك لم تكن هناك انا لا اصدق "
قال " انتى حرة وانا لن امضى الوقت فى اقناعك لست ملزم بذلك فابتعدى من امامى فقط ودعينى اذهب لأنام "
وابعدها ولكنها لم تستسلم وقالت " لن تذهب يجب ان تطلقها انا لن اقبل بذلك الوضع هل تفهم "
نظر اليها وقال " لن افعل وستقبلين بالوضع وساترك لكى البيت كله فادفعى براسك فى اكبر حائط امامك "
وتحرك الى الخارج وهى تناديه بغضب دون ان يرد عليها
لم يجد مكان يذهب اليه فكر ان يذهب الى القصر ولكن ماذا سيخبر والده ولكن لم لا انه بيته وهى زوجته ويريد ان يعلم ماذا تفعل فى غيابه ظل يجوب بسيارته بدون هدف حتى انتصف الليل ووجد نفسه يتجه الى القصر كان غارقا فى الظلام اتجه الى غرفة والده كان نائما فعاد وتحرك ولكنه توقف امام غرفتها لم يعلم ما الذى يدفعه اليها دق الباب ولكنها لم ترد كاد يذهب ولكنه قرر ان يدخل لربما ذهبت بدون ان يشعر احد كالمرة السابقة ..
فتح الباب ودخل كان نور خافت يضئ الغرفة اغلق الباب وتقدم بهدوء الى الفراش الى ان راها تنام فى براءة وجهها يختفى بين شعرها الاسود كالليل منامتها القصيرة الصيفية تظهر جسمها الجميل جلس على طرف الفراش بجانبها وظل يتأملها وتمدد بهدوء بجانبها دون ان يقلقها الى ان راح فى النوم
داعب النور عيونها ازاحت شعرها وتذكرت انها لم تشد الستائر كانت ما زالت السابعة فاعتدلت ولكنها اطلقت صرخة فزع عندما اصطدمت بجسد على فراشها صرختها افزعته فتح عيونه ونظر اليها وقد اندهش من انه نام نهضت فى فزع كانت جميله بشعرها المنساب على ظهرها عاد يتمدد فى الفراش بينما قالت بغضب
" كيف دخلت هنا وماذا تفعل فى فراشي "
قال بهدوء " دخلت من الباب واريد ان انام هيا اغلقى الستائر ودعينى اكمل نومى "
رات الارهاق على ملامحه ولكنها تغاضت عنه وقالت وهى ترتدى روبها " لديك غرفتك "
قال دون ان يفتح عيونه " هذه ايضا غرفتي ام اذكرك انتى زوجتى. ثم لا داع لذلك الروب لقد رايت كل شئ ومرة اخرى انتى زوجتى "
احمر وجهها ولم تجد ما تقوله هو فعلا زوجها ولكن ... لم تجادل وشعرت بأنفاسه تعلو شعرت بضعف امامه واشفقت عليه من شكله المرهق ترى لماذا ترك زوجته ندى وجاء هنا هل اتى لينام وفى غرفتها وعلى فراشها ولماذا لم يفعل هناك وكيف تركته ندى فى صباحية الزفاف ؟ اسئلة كثيرة دارت برأسها ولكن ليس لها اى اجوبة اغلقت الستائر ثم شدت الغطاء عليه وهى تقترب منه ولكنه امسك يدها فجأة وجذبها اليه فسقطت فوقه وغطى شعرها وجهه فزعت وهو يحبسها بذراعه ونظر بعيونها وهمس
" تعالى نامى مازال الوقت مبكر "
حاولت ان تخلص نفسها منه وهى تقول " لا اتركنى لا اريد ان انام "
لم يتركها وهو يشتم رائحتها الوردية وهمس " عطرك جميل "
تخللت انفاسه عنقها ثم وجنتها شعرت بالحرارة تسري فى كل جسدها ولكنها لن تسمح له ان يفعل بها ذلك فاستجمعت قوتها ودفعت نفسها بعيدا عنه وقالت
" يمكنك النوم ولكن انا لا "
ضحك وهو يتابعها وهى تتجه الى الباب فقال " لا تنسي ان تغطى شعرك هناك خدم بالخارج "
نظرت اليه ولكنه جذب الغطاء واعتدل ونام وهو يشعر بتعب حقيقي
اخبرت كاظم بما حدث فابتسم واخبرها ان تكون قوية وتكمل للنهاية فابتسمت لأول مرة منذ شهور لم تعرف عددها.
انتصف النهار وهو لم يستيقظ قررت ان تعد له طعام فبالتأكيد لم يتناول شئ منذ المساء واتجهت الى غرفتها كان مازال نائما وضعت الطعام واتجهت اليه كادت توقظه ولكنها شعرت بالشفقة عليه فقد بدى مرهق والا لما نام كل ذلك الوقت تحركت لتخرج ولكن ذبذبات الموبايل الخاص به اصدر صوتا خفيفا ورات اسم ندى تراجعت وهى تتذكر انها مازالت موجودة
كادت تذهب لولا ان تحرك هو بالفراش وفتح عيونه نظر للهاتف ثم تركه ولم يرد راها تبتعد فاعتدل وقال
" الى اين؟ "
قالت " اتركك كى تكمل "
قال " لا تعالى لقد استيقظت كم الساعة "
اتجهت الى الستائر وفتحتها وقالت " الخامسة "
نظر اليها وهى تحضر الطعام وتضعه امامه جذب طرحتها فجأة فانساب شعرها ابتسم وقال
"احب ان اراه وانتى معى "
نظرت اليه فقال " هكذا افضل اجلسي وتناولي معى الطعام "
قالت " تناولته مع عمى هل تحب شئ اخر "
كان جائع بالفعل فقال " نعم اجلسي وبعد ذلك تتناولين طعامك معى انا زوجك "
ظلت واقفة تتامله دون ان ترد ولكنه قال بقوة " قلت اجلسي "
قالت بفزع " لا تصرخ فى هكذا انا لا اريد ان اجلس اريد ان اذهب "
ولكنه قال باصرار " جى .. اجلسي "
ارتعشت من نبرة صوته فجلست تابعته وهو يأكل حاولت الا تنظر اليه ولكنها كانت اضعف من ان تقاومه او تتجاهل وجوده بغرفتها وفى فراشها.
لم ينظر اليها وهو يقول " الطعام مختلف من صنعه "
دق قلبها وقالت " انا ... لى لى تناولت الغداء مع حسام وكاظم بيه طعامه مختلف فظننت ان..على العموم اذا لم يعجبك يمكننى ان احضر لك غيره و.."
قامت ولكنه امسك يدها وابتسم وقال " انه جميل لأول مرة اشعر بلذة الطعام .. خاصة لأنه من يد زوجتى "
تسمرت قدماها وثبتت عيونها على عيونه اعادها امامه وقلبها يزداد دقا ربما لسعادته لكلماته ..عاد لتناول الطعام وادركت كم كان جائعا...
عندما انتهى نظر اليها وقال بصدق " لأول مرة اشعر بهذا الشعور وكأنى لم اتناول اى طعام منذ سنوات "
حاولت ان تخفى سعادتها فاخفت عيونها وانساب شعرها ازاحه من على وجهها وقال " انتى طاهية ممتازة.. "
انسابت اصابعه على وجهها فارتبكت فقامت وازاحت المائدة المتحركة من امامه وابتعدت واستدارت ولكنها وجدته يقف خلفها ففزعت وتراجعت ولكنه احاطها من خصرها وجذبها اليه بقوة لم تستطع مقاومته وهى تشعر بالخوف
نظر فى عيونها وقال " هلا نتناول التحلية الان "
لم تفهم ولكنها حاولت ان تقاومه ولكنه كان اقوى من كل ما فعلت الى ان ضعفت خاصة وان شفتيه بدات تتسلل على عنقها بحرارة اخذتها الى عالم اخر ثم انطلق الى وجنتيها وهو يهمس " انتى جميله وبريئة يا زوجتى العزيزة "
وكأن كلماته تغرقها اكثر فتضيع بين انفاسه ولمساته وشفتيه التى بحثت عن شفتيها فى قبله طويله عبرت عن شوق كلا منهما للاخر واستسلام كلا منهما لتلك المشاعر التى حاولا انكارها ولكن لا لن يمكنها ان تستسلم عندما ادركت ان لمساته بدات تزداد جرأة انتفضت مع دقات قلبها لتعلن عن الخطر فدفعته بقوة ارتدت هى الاخرى معها الى الخلف بنفس القوة فاصطدمت بمائدة الطعام كادت تقع فسندت على احد الاطباق بقوة فانكسر الطبق وشعرت بألم فصرخت خاصة عندما رات الدماء تنزف منها
اسرع الى يدها وقال " جى.. انتى تنزفين "
شعرت بألم ولكنها تحاملت وهى تمسك يدها وقالت " نعم الجرح عميق وبحاجة للخياطة لقد قطع شريان "
خلع قميصه وقطع قطعه منه ربط يدها وقال "هيا تعالى اجلسي وسأتصل بالدكتور "
هزت راسها كانت تعلم ان عندها سيوله وستنزف كثيرا وربما تفقد الوعى ولكنها لم تخبره بشئ اسندها الى الفراش واتصل بالطبيب وقد نسي كلا منهما ما مر بهما منذ لحظات وزاد النزيف وبدأت تفقد الوعي انهى مكالمته واتجه اليها
" جى..جى هل تسمعينى جى لا تذهبي "
قالت بضعف " انا عندى .. سيولة .. وسأفقد .. دم كثير و.."
ولكنها لم تستطع ان تقاوم اكثر اتصل بأخته التى اتت على الفور احضرت له قميص اخر سليم وقالت
" جى .. جى .. جاسر انها لا ترد ماذا اصابها ؟ "
اتجه اليها حملها وقال " سآخذها المشفى انها تنزف بغزارة عندها سيولة وربما تحتاج لنقل دم "
" سآتى معك "
خرج الطبيب واتجه الى جاسر وقال " هى بخير الان بحاجة لكيس دم اخر مما احضرت ويمكنكم ان تذهبوا بعد ذلك. الجرح كان عميق قطع شريان رئيسي ولكن الحمد لله لن يؤثر على شئ لا تقلق "
هز راسه وقال " هل يمكن ان اراها ؟ "
قال " لم تفيق بعد عندما تفيق يمكنك الدخول "
نظرت اليه اخته وقالت " ماذا فعلت بها يا جاسر كيف طاوعك قلبك ان تفعل بها ذلك "
نظر لأخته وقال بدهشه " انا!! هل انت مجنونة انا لم افعل بها اى شئ لقد حدث الامر بدون اى قصد منا نحن الاثنان هى التى سندت على الطبق فانكسر وجرحت يدها دون قصد "
قالت " جى لا تستحق تلك المعاملة انها.."
كادت تقول تحبك ولكن هاتفه رن وكان والده فرد عليه واخبره بما وصلوا اليه ابتعد عن اخته وقد تألم لأنها ظنت به ذلك فلم يتحدث معها مرة اخرى الى ان افاقت هى فدخل اليها
نظرت اليه فقال " هل اننى بخير ؟ "
حاولت ان تبتسم هى تتذكر ما كان بينهم وقالت " نعم انا اسفة لم فعلت ولكن "
جلس امامها وقال "لا داع للاسف انا افهم مشاعرك ربما ما زلتى غاضبة منى لموضوع زواجنا ولكن لم اكن لاترككى تذهبين "
نظرت اليه وقالت " زواجنا لم يكن صوابا انا لست لك ولن اكون وانت تعلم ذلك ندى هى زوجتك ولن انتظر حتى تخبرنى ان ما حدث اليوم كان بدون وعى منك او اانك كنت مرهق او تعبان فلن اقبل "
امسك يدها السليمة وقال "ندى زوجتى وانتى ايضا شاتى ام ابيتى ولكن لابد ان تعلمى ان ما حدث اليوم فعلته بارادتى وبكل الوعى انا اردت ان انام بغرفتك واكون بفراشك ومعكى واتناول الطعام من يدك واحببت قبلتك وحضنك ها ماذا تريدين غير ذلك جى هلا ننتهى من هذا العناد "
دمعت عيونها وقالت " لا لن ننتهى وانت تعلم ذلك "
لم يترك يدها ولم يغير نبرة الحنان وقال " حسنا على الاقل نوقف الامر الى ان تعودى الى صحتك ولنحمد الله ان الامر وصل لذلك هل نتفق على ذلك "
تاملت عيونه حنان هذا الذى تراه بها ام ماذا ظل ينظر اليها الى ان هزت راسها فابتسم وقال " هل نذهب لقد انتهى كيس الدم ؟"
هزت راسها وقالت " نعم اريد الذهاب "
انهى اجراءات المشفى وعاد اليها ساعدها بحنان غريب احبته وتمنت الا يذهب. ولم تتركها لى لى التى عادت تسالها
" اننى بخير؟ "
هزت راسها وقالت " نعم لا تقلقي "
دفعها هو على المقعد المتحرك الى الخارج
تابعها ولى لى تساعدها على دخول الفراش ولحق بهم كاظم الذى قال " جى انتى بخير؟ "
كان وجهها الشاحب لا يدل على انها بخير ولكنها قالت "نعم يا عمى انا بخير اطمن "
نظر لجاسر وقال " جاسر تعالى اريدك "
نظر اليها فلم تترك عيونه الى ان ذهب سمعت لى لى تقول " جى كيف تسمحين له ان يفعل بكى ذلك ؟"
نظرت اليها بدهشة وقالت " يفعل ماذا ؟ "
قالت " اليس هو من اصابك هكذا "
ابتسمت وقالت " لا يا حبيبتي لم يفعل سأحكى لكى "
" ماذا حدث يا جاسر وكيف اصيبت جى ؟ "
نظر لوالده وقال " بابا هل تظن انى فعلت بها ذلك ؟"
قال الرجل " انا لا اظن شئ انا اسالك "
حكى له ما حدث وتغاضي بالطبع عن الاحضان والقبلات فاطمأن الرجل وقال
" ومنذ متى وانت هنا "
ابتعد وقال " امس مساء نمت واستيقظت قبل ما حدث بلحظات فقط تناولت الطعام "
ابتسم الرجل وقال " ولماذا لست بفيلتك انت مازلت عريس "
نظر لوالده وقال "بابا من فضلك..ثم هى زوجتى ايضا "
هز الرجل راسه ولم يكمل
عاد اليها قامت لى لى واتجهت اليه وقالت " انا اسفة يا جاسر "
نظر اليها ثم قال " حسنا لم يحدث شئ هيا اخبريهم ان يحضروا لها بعض الطعام "
طبعت قبله على وجنته وقالت "حاضر بحبك يا اخى الكبير "
ابتسم لها ثم تقدم الى فراشها وجلس بجانبها فعاد الخوف يجتاحها كالطوفان شعر بها فقال
" قربي يضايقك الى هذا الحد الم نتفق على الهدوء والسكينة لن اضرك بشئ"
نظرت اليه فقال وهو يداعب خصلات شعرها " واذا اردتى يمكننى ان ابتعد مرة اخرى "
اسرعت تقول " لا..اقصد "
اخفضت وجهها وسقط شعرها على وجهها فأخفى خجلها الذى اعجبه وزاد قلبه شوقا اليها مد يده الى ذقنها ورفع وجهها اليه فنظرت اليه فقال
" ماذا تقصدين ؟"
تعلقت عيونها بعيونه القريبة وتاهت الكلمات ولم تجد ما تقوله واقترب منها وهو يتأمل شفتيها يريد تلك القبلة التى ذاقها من قبل مازال طعمها يثيره اقترب اكثر ليكمل ما اوقفته هى بعندها لولا ان دق الباب فابتعد ودخلت لى لى بالطعام وقالت
" احلى طعام لأحلى زوجة اخ "
وغمزت له وقالت " عملت حسابك معها فانا اراك شاحبا وكأنك انت المريض لا داع لكل هذا القلق فهى بخير "
قال " لى لى كفى واذهبي "
ضحكت وقالت " واتركها ؟ اذهب انت لندى وانا.."
انتبهت لكلماتها ولكن بعد فوات الاوان ضاعت البسمة من على شفاه الجميع فارتبكت وقالت " انا اسفة..عن اذنكم "
عاد الالم لقلبها واكدت كلمات لى لى على ما قالته من قبل ابعدت عيونها كما ابتعد هو لحظة ولكنه عاد الى الطعام وقال محاولا ابعادها عن الامر
" هيا لابد ان تتناولى الطعام انتى بحاجة اليه "
وقربه منها نظرت اليه وقالت بحزن " سافعل وانت يمكنك الذهاب لقد نسيت بيتك "
ابتعد مرة اخرى وكانه يهرب من الواقع الذى اختاره وقال " وهنا ايضا بيتى لن نعيد كلامنا يا جى ام نسيتي "
هزت راسها وقالت "لا لم انس ولن تعيد الكلام ولكن .. ندى "
التفت اليها وقال " لا دخل لكى بها وكفى عن الحديث عنها ام ستطلبين منى ان اذهب اليها مرة اخرى كالمرة السابقة انتى التى اخترتى لى الطريق وليس انا "
تذكرت ولكنها قالت " لأننا نعلم انه الطريق الصواب والا لما اخترتها ووافقت انت ايضا عليها "
اتجه اليها وقال " جى الم تنتهى بعد من كل هذا لقد تزوجتك انتى ايضا الى متى سيظل عندك هذا ولماذا ؟"
حاولت ان تخفى حزنها وقالت " نعم تزوجتنى كى تحافظ على لعبتك لك وحدك ولأظل ملكك وحدك "
ابتعد فهى كلماته قالت " اذهب يا جاسر اذهب من فضلك ندى لن ترحمنى وانا لن اقوى على مواجهتها "
نظر اليها وقال " لن تجرؤ على المساس بكى هل تفهمين ؟ "
نظرت اليه وملات الدموع عيونها وقالت " بلي يمكنها ان تأذيني بل وتأذيك انت ايضا فالمرأة المجروحة اقوى من السيف الحاد لا تبقى ولا تذر "
عاد اليها وقال " وانتى الستى مجروحة هل أخشاك انتى ايضا "
اخفضت عيونها وقالت " لا يمكننى ان اضرك ابدا "
جلس بجانبها مرة اخرى وقال " لماذا "
نظرت اليه وقالت " لأننى.."
ولكنها لم تستطع ان تكمل لن تخبره عن حبها فهو يعرفه ولكنها لن تنطق به لن تمكنه منها ابعدت وجهها عنه ولكنه لم يرحمها اعاد وجهها امامه ولم يبعد يده عن وجهها ثم تخلل بيده الاخرى شعرها وقال
" لانكى ماذا ؟ "
زاد اقترابه واغمضت عيونها لم تعد تقو على هذا القرب الذى يثير مشاعرها شعرت به يقبل وجنتها برقة ثم انطلق الى شفتيها بقبلة طويله رقيقة اذهبت العالم من حولها انستها كل الاحزان وطارت بها دون اجنحة هكذا تجتاحها تلك النوبة من فيض المشاعر عندما يلمس شفتيها تضيع بين انفاسه تهيم بين السحاب طائرة حالمة تنسي كل احزانها والامها ولا تتذكر الا لمساته وقبلاته وتخللت يده عنقها وجسدها وبدء يزداد قربا وانتقل بشفتيه الى عنقها واستسلمت له بشوق ورغبة لا تقل عن رغبته فيها..ومال عليها وهو يريحها على الفراش كانت له ولن يتركها انه يريدها يتمناها يهواها بل يعشق احضانها تلك الذراعين الرقيقتين اللتين تحيطان به بحنان ذاب معها وتجرات لمساته اكثرالى جسدها بشرتها الناعمة وتجرأت هى بيداها الرقيقة لتخترق قميصه الى صدره فتزيدة رغبه اكثر واصرار على ان ينالها وزادت حراره انفاسه على جسدها وهامت فى شعور لم تعيشه من قبل وهى بين ذراعى زوجها ....
ولكن فجأة سمع صوت ضوضاء وكأن امرأة تصرخ ابتعد عنها وقد احمر وجهها وتناثر شعرها على الوسادة اعتدلت على الفراش واغلقت ملابسها واتجه هو الى الباب بقميصه المفتوح وقبل ان يفتح الباب كان قد فتح ورأى ندى ولى لى خلفها
اندفعت ندى وهى تقول بصوت مرتفع " هكذا اذن تركتنى واتيت اليها اليست هذه الممرضة التى اخبرتنى انك لن تكون لها "
قال بغضب " ندى اخفضي صوتك هذا وتحدثي بأدب "
قالت بدون ان تلقي اهتمام لكلامه " اى ادب انت تضحك على من فينا انا ام هى توهمني انك لى وانت معها تركتنى انا ندى هانم من اجلها "
عاد وقال بغضب " ندى كفى وهيا اخرجى دعينا نعود للمنزل "
قالت وهى تتقدم منها وقد تملكها هى الخوف " اى منزل هذا الذى تتحدث عنه ؟ ثم لماذا نذهب اليس هذا منزلك اذن هو منزلى ايضا فدعنا نبقي هنا "
قال بفارغ صبر وهو يمسكها من ذراعها "لا ليس منزلك انتى لكى منزلك و لن نبقي وسنذهب والان "
ابعدت يده وقالت " اه اذن هو بيت الممرضة التى خشيت انت من ان تتزوج هى ويذهب المال الذى اعطاه حماى لها لرجل اخر فتزوجتها كى تحصل انت على ذلك المال اليس هذا كلامك "
صرخ فيها بصوت ارتج له الجميع " اخرسي وهيا اذهبي من هنا والان قبل ان اتهور عليكى هيا "
نظرت اليه بغضب ثم استدارت ودفعت لى لى عن طريقها وانطلقت خارجة..
شعرت هى بألم جديد يضاف الى الامها كسر اخر يزيد عدد كسورها ويزيد الهوة بينهما منذ لحظات كادت تسلم نفسها له والان.
انتهى الحلم وانقلب الى كابوس. المال هو ما اراده لم تقو لى لى على قول اى شئ فخرجت وتركتهم استدار ونظر اليها ورأى دموعها ولكن ماذا يمكنه ان يقول ؟ مهما قال فلن يبرر ما حدث
اتجه اليها وقال " جى..."
قالت بهدوء " ارجوك اذهب "
كاد يقترب ولكنها اشارت بيدها السليمة وهى تنظر اليه بدموعها وقالت " من فضلك اتركنى وحدى ارجوك "
ولكنه قال " اسمعينى يا جى انها كاذبه و..."
ولكنها قالت بألم " لا اريد ان اسمع اى شئ فقط دعنى وحدى لا اريد ان ارى احد من فضلك اتركنى.. اتركنى انا اكرهك.اكرهك ولا اريدك فى حياتى اخرج منها ارجوك منذ دخلت حياتى ولم اجد غير الالم لماذا..لماذا تفعل بى ذلك ؟ انا لم افعل ما يستحق كل ذلك الالم ارجوك ابتعد وأخرجني من حياتك انا لا اريد اموال لا اريدها خذها ولكن اتركنى اعيش بسلام بدون تلك الاوجاع صدقنى لو طلبتها لمنحتها لك "
وزادت دموعها فقال " جى هذا غير صحيح الامر ليس كذلك "
نظرت اليه من وراء دموعها وقالت " اذن لماذا ؟ لماذا تزوجتني لماذا فعلت بى كل ذلك انا لم اتخيل ان تصبح هذه حياتى ولكن الان لا اريد تلك الحياة خذ اموالك واعطينى حريتى "
حدق فيها وقال " لا افهم ماذا تعنين "
قالت بأصرار " طلقني.. لم اعد اتحمل طلقني واتركنى ارحل واعود لحياتى "
لم يفكر ابدا ان يفعل قبل الزواج رفض بعدها والان لن يتغير شئ بل العكس انه لا يريد الا قربها احضانها قبلتها حتى تلك العيون الحزينة ايضا يريدها بكل ما فيها هى الزوجة التى تمناها دون ان يشعر هى الحب الذى يرفض الاعتراف به هى الخوف والامان السعادة والاحزان هى الدفء الذى لم يجده من قبل البراءة التى لم يراها من قبل فكيف يتركها لن يفعل
ابتعد وقال " تعلمين ان ذلك لن يحدث ابدا "
قالت وهى تقاوم احزانها " سافعل كل ما تريد فقط.."
ولكنه استدار اليها وقال بإصرار " انسي ان اطلقك او تخرجى من هذا البيت او من حياتى انتى زوجتى وستظلى للابد كذلك هل تفهمين ؟ "
ولم يعد هناك ما يمكن ان يقوله اكثر من ذلك لن يتركها ابدا اقترب منها واعاد كلامه
" تعلمين انى لم اقبل بعدك قبل الزواج والان..."
وحدق كلا منهما فى الاخر ثم لم يجد اى كلام وزادت دموعها فلم يعد يتحمل تلك الدموع لماذا لا يأخذها بين ذراعيه ويخبرها انه تزوجها لأنه يريدها هى وليس اى اموال ولكن للأسف انه اضعف من ان يعترف بما داخله و..وماذا حتى لو اراد فلقد فات الاوان وضاع كل شئ بالتأكيد لن تصدق اى شئ فتحرك وهو يشعر بغضب يكاد يحرق كل ما حوله وخرج من حجرتها واتجه الى الخارج
انطلق الى سيارته وقاد الى الفيلا وصعد لغرفة ندى ولكنه لم يجدها اخرج هاتفه واتصل بها وجد هاتفها مغلق فنزل وعاد لسيارته واتجه الى منزل محسن بالتأكيد هى عنده اتجه اليه وما ان فتح الخادم حتى وجدها تجلس مع محسن وهى تبكى
قام محسن وقال "اهلا يا جاسر تفضل "
نظر اليه وقال " هل اعجبك ما فعلت "
كادت تتحدث لولا ان قال محسن " ندى اسكتى اجلس يا جاسر وأهدئ "
قال " انا احترمت وجودك هناك ولم افعل ما يمكن ان تندمين عليه "
قال محسن " جاسر لن تهددها امامى "
" اذن اخبرها ان ما فعلت لا يصح علمها ان للبيوت حرمة هى انتهكتها "
قالت " لأنك لم تحترمنى..هلا تخبر دادى متى اتيت منزلنا وهل نمت فى غرفتك يوما منذ زواجنا او حتى لمستنى وانما كنت هناك معها فى غرفة نومها "
ابتعد وقال " انتى لا تفهمين شئ "
قالت " كلى اذان صاغيه "
التفت اليها وقال " اسمعى يا ندى انا لا احب كل ما تفعليه لقد دقت ذرعا من تصرفاتك انا لم اكذب عليكى فى شئ لم نتزوج عن حب وانما صفقة كما تعلمين فلا تدعى غير ذلك واذا كنت فضلتك عنها فاحتراما لوالدك لأننى اعطيته كلمة ولكن اقسم بالله لو زاد الامر عن ذلك فلا اعلم ماذا يمكن ان يكون ردى اذا اردتى ان تعودى للمنزل فلتفعلى كما أتيتي واذا فكرتى ان تتعرضى لجى مرة اخرى فلن ارحمك هل تفهمين "
صاح محسن " جاسر هل وصلت لذلك "
قالت هى بغضب " اتركه يا دادى انه لا يستحق واحدة مثلي انه لا يستحق سوى تلك الممرضة ابنة السائق "
لم يشعر بنفسه وهو يصفعها بقوة اسقطتها ارضا وقال بغضب " لولا والدك لكنت علمتك الادب من جديد "
وتركها فى دموعها وغضبها وذهب دون اهتمام بما فعل ولا نتيجته..
يتبع....
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romantizmالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد