الفصل الخامس والعشرين
اين انتى
وقفت لى لى امام القفص الذى به جاسر وقالت " حبيبي لا تقلق براءة ان شاء الله "
لم يرد الى ان بدءت الجلسة ونادى الرجل على اسم جاسر ولم يجد المحامى ما يقوله فقد تأخر الضابط فى الوصول بالأوراق فقال
" سيدى القاضي انا اطلب التأجيل لتقديم ادلة جديدة كنت اتمنى تقديمها اليوم ولكن "
قاطعه القاضي " يا استاذ لا يوجد مبرر للتأجيل القضية منتهية "
اغلق جاسر عيونه فهو يعلم بذلك سكت المحامى وتراجع وقال القاضي
"حكمت المحكمة... "
ولكن قبل ان يكمل اوقفه صوت الضابط المصرى الذى دخل فجأة القاعة وقال " لحظة يا فندم انا معى الادلة الجديدة على براءة جاسر المنياوي "
فتح جاسر عيونه ونظر الى الضابط و كذلك لى لى وهى ترى حسام يقف بجانبه وابتسم لها ليطمئنها فعاد اليها الشعور بالراحة والامل..
احتضن جاسر اخته بقوة ثم حسام الذى قال " الحمد لله ستخرج بعد لحظات فقط بعض الاجراءات روتين كما تعلم تفضل اجلس "
نظر اليه وقال " كيف وصلت لهذا الاعتراف؟ "
نظر حسام الى لى لى التى بادلته النظرة فقال جاسر " لماذا لا تردون انا اريد ان اعرف من الذى فعلها "
دخل المحامى وقال " مدام جى.. مدام جى هى التى دبرت ونفذت بالطبع مع مايكل ومن حقها علينا ان نعترف بفضلها ونخبرك "
نظر اليه لحظة وهو يحاول ان يستوعب الامر ونظر الى لى لى التى قالت " نعم جى هى التى اخرجتك داد كان يعلم انها هى التى ستفعل اعادت شركاتك كما كانت واثبتت براءتك يا جاسر وكذلك اعتراف ندى بانها من دبر تلك الخدعة التى اوقعت جى بها "
مرر يده فى شعره وابتعد وهو لا يعلم ما بداخله قال المحامى " اختك على حق بهذه الفلاشة كل ما حصلت عليه مدام جولى و..لقد تركت لك هذا الخطاب معى وذلك التوكيل وتنازل عن الاموال التى كتبها كاظم بيه رحمه الله لها "
نظر الى الجواب والتوكيل والفلاشة ثم نظر الى لى لى التى دمعت عيونها وقالت " كان على ان اثق بها لم يكن امامى سواها ولم اصدق يوما انها خائنة "
امسك التوكيل بيد مرتعشة فقال المحامى " لقد طلبت منى ان اوقف التوكيل لان مهمتها انتهت بخروجك "
لم ينظر الى المحامى وانما اخذ الجواب ولم يعد يشعر بهم فامسك حسام يد لى لى وجذبها الى الخارج وتبعهم المحامى وتركوه وحده مع جوابها
نظر اليه وراى كلماتها " الى جاسر "
فتح الجواب بيد غير ثابته وبقلب يفزع مما ينتظره وقرء " لا اعلم بماذا ابدء لا يمكن ان اقول حبيبي فقد قتلت انت الحب ولا زوجى لأنك انهيت الزواج ربما اقول جاسر بيه كى لا انسي من انا ومن انت.. ربما الان يمكنني ان اكتب اليك كلمات بسيطة ليس لاخبرك اننى بريئة فلست بحاجة لان اقول ما لم تعرفه وحدك ولكن لأقول اننى الممرضة ابنة السائق لم تكذب يوم اخبرتك بحبى فانت من سكن قلبي ووجدانى.. انا لا اخبرك بذلك لاستعيد ما كان فانا لن افعل ولن اعود ولكن فقط لأعلمك اننى امنت بك و ببراءتك دون ان تخبرنى ولم اصدق الا ما كنت اعرفه انك لست مجرم كما اننى لست خائنة.. واظن اننى اديت واجبي ووفيت بوعدى لوالدك. الوداع كلمة من السهل قولها ولكن من الصعب جدا تنفيذها ولكن انا لا بد ان افعل لابد ان اودعك فقد انتهى كل شئ وما زال طريقنا كقضبان القطار لا يلتقيان.. لا تبحث عنى فلن تجدنى لان قلبي لا يريد ان يجدك كى لا يعود للالم والانين ولا تندم لبعدك فهو اختيارك وعليك تحمله “
قبض على الورقة بكلتا بيديه ولم يصدق تلك الدموع التى ترقرقت بعيونه وضم الجواب لصدره وقال بالم
" لا يا جى انا لم اختار لم اختار الوداع بل اريدك انتى...لا لا يجب ان ترحلي والا لماذا اخرجتينى.. امنتى بى وانا لم افعل.. كيف لم اكن مثلك كيف... انا استحق نعم استحق ذلك الالم مثلما تالمتي بسببي لن اتركك لابد ان اجدك ستعودي نعم انا سأعيدك فانتى زوجتى نعم انا رديتك...
نادى على حسام و المحامى واسرع الجميع اليه مسح دموعه وقال " انا رديت جى وانتم شهود على ذلك ولابد ان اجدها لن اتركها ابدا هى زوجتى ولن تكون لسواى "
ولكن لى لى قالت " تأخرت يا جاسر فهى رحلت ولن تعود انها الان خارج مصر اخرجها الاستاذ حلمى من اجلك وهى اخبرتنى انها لن تعود "
جن جنونه واتجه الى حلمى وقال " كيف تفعل ذلك عليك ان تعيديها كما اخرجتها انا لن ارحمك هل تفهم "
امسكه حسام وقال " جاسر اهدء لنخرج من هنا اولا ثم افعل ما شأت "
نظر اليه بقوة وقد ادرك انه على حق فابتعد وقلبه يدق بعنف وكأنه يتعمد ايلامه وضع يده على صدره من الالم ولم يتحدث..
عندما عاد الى القصر انطلق الى غرفة والده توقفت قدماه على باب الغرفة وكانه ينتظر ان يرى ابتسامة والده وهو على كرسيه او حتى على فراشه ولكن للأسف كلا المكانين خاليا والبرد يحيط بالمكان اين الدفء الذى كان يملؤ المكان لم يجرؤ على دخوله دون ان يكون صاحبه به فعاد وخرج وانطلق الى قبر والده
وقف امامه وقال " اعلم انك سامحتني ولكن انا لم اسامح نفسي انا اسف.. كنت اعلم انك على حق ولكن كذبت نفسي فطالما كنت على حق كنت تعلم انى خطأ ولكنى لم اسمعك سامحني يا بابا انا اسف والله اسف كنت اتمنى ان تنتظر حتى اقبل يدك وراسك وانال رضاك ولكن بخل على القدر بها... لأول مرة انا نادم ومعترف بخطأي ولا اعرف ماذا افعل كنت تعلم انى احبها فأخبرني كيف اعيدها اخبرنى اين هى كى اعيدها الى انا بحاجة اليها نعم الان فقط وامامك انت اعترف انى بحاجة اليها كما اننى بحاجة اليك اخبرنى ماذا افعل.."
ولكن للأسف التراب لا يرد وانما صدى الصوت اغمض عيونه وترك دموعه تعبر عن المه وحزنه ومن داخله ظل يسال اين انتى يا من خطفتى قلبي وروحى لم اعد استطيع ان اتنفس دون عطرك لا ارى بدون عيونك عودى يا جى لتعود معكى السعادة التى راحت انا اسف يا حبيبتى اسف...
يتبع...
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
عاطفيةالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد