الفصل التاسع عشر
خدعة
عندما عادوا كانت السعادة تنطق من عيونهم احاطها بذراعه امام القصر واتجها الى غرفة كاظم الذى ما ان رآهم حتي ابتسم بسعادة وفتح ذراعيه فأسرعت اليه فاحتضنها وقال
" وحشتينى جدا "
قالت بصدق " حضرتك ايضا وحشتني جدا يا عمى "
ابعدها بحنان وقال " لم اعد عمك لقد اصبحت والد زوجك اذن انا والدك اى تقولى بابا اليس كذلك يا جاسر "
اتجه الي والده وطبع قبلة حارة على راس والده ويده وقال " كما تشاء يا بابا جميعنا نأتمر بأوامرك "
جلس جاسر وهى بجانب كاظم كما طلب منها وقال لوالده " كيف حال صحتك ؟"
غمز له الرجل وقال " صحتى بخير وانت ايضا ارى ان صحتك بخير الاسبوع امتد الى اسبوعين واكثر ووجهك يبدو عليه اثر الاجازة ارى ان الزواج امر رائع "
احمر وجهها واخفضت عيونها ولمحها هو فلم يعلق ولكن الرجل لم يرحمه وقال " لم لا ترد هل هو رائع حقا ؟لقد تورد وجهك ولمعت عيونك "
رد بهدوء " بابا... اين لى لى لم اراها "
ضحك الرجل وقال " لى لى انها تحاول ان تصبر حتى يأتى الوقت الذى تفعل فيه مثلكم لقد كانت تشاهد صوركم الف مرة وتخبرني عن السعادة التى تراها بعيونكم وتتمنى ان تكون مثلكم "
نظر اليها وهى فعلت المثل بسعادة بينما قال العجوز " هل اسعدكى ذلك الفتى "
شعرت بالخجل ولكنها نظرت اليه وهزت رأسها ربت الرجل على يدها وقال " كنت اعلم انه سيفعل هذا هو ابنى اذن متى سيأتى حفيدى اريد ان اراه قبل ان اموت "
اسرعت تقول " لا..لا تذكر الموت ارجوك لن تتركنى انت ايضا "
ابتسم وقال " هو علينا حق ولكل اجل كتاب..ولن تهربي من السؤال اريد ان ارى حفيدى فى اسرع وقت "
نظرت لجاسر وهو بادلها النظرة وقال " هو فى علم الله يا بابا هيا انا لابد ان اذهب على لم يهدء من اتصالاته عن اذنك سأغير ملابسي واذهب "
قام فلم تقم احتراما لكاظم..نظر جاسر اليها بينما فهم العجوز فربت على يدها وقال " الن تذهبي معه لن يتحرك الا وانتى امامه هيا اذهبي بدلا من ان يكرهنى ويغضب عليكى الا تعلمين انه لا يتحمل فراقك "
ضحكت وابتسم جاسر وتحرك للخارج فقامت وقبلت وجنة الرجل واسرعت خلفه..
مرت الحياة هادئة كانت اسعد انسان بين تلك الاسرة التى لم تكن تحلم بها..ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه لم تدوم السعادة طويلا وبدء طريق الاحزان مشواره ولكنها لم تكن تدرك ذلك ...
كانت مع لى لى تشترى لها الاشياء الخاصة بالزواج وابتعدت لى لى عندما اصطدمت هى بندى والتقت العيون لحظة قبل ان تبتسم ندى سارت وتقول
" اهلا..اهلا بصراحة مفاجأة لم اتوقعها "
لم تعرف ماذا تفعل غير انها تحركت لتبتعد ولكن ندى اوقفتها وقالت " انتظرى لا داع لذهابك لقد انتهى الامر واعترف بالخسارة وربما اعتذر ايضا عما كنت افعله معكى "
نظرت اليها بدهشة فابتسمت ندى وقالت " لا تندهشي بالتأكيد تعرفين ان زواجى من جاسر كان صفقة وانتهت ولم يعد الامر يهمنى وادركت انا الامر والان بما انكى اصحبتى زوجة جاسر المنياوى فمن الشرف لأى شخص ان يصاحبك وانا بصراحة ارغب بذلك الشرف ام عندك مانع "
ولأنها طيبة وتصدق الجميع صدقت ان ندى تريد ذلك فقالت " لا بالطبع ليس عندى اى مانع انه لشرف لى انا ايضا مدام ندى "
ضحكت ندى وقالت "كيف نصبح أصدقاء بالألقاب انا ندى وانتى جى ما رايك ؟ "
ابتسمت وقالت " ولكن.."
قاطعتها الاخرى " ليس هناك لكن لقد كان جاسر هو ما بيننا ولقد انتهى الامر فلنبدء من جديد.... انا سأذهب الان ولكن ما رايك ان نتقابل بالنادي مرة اخرى انتى انسانة حبوبة وسأعرفك على اصحابي "
ابتسمت وقالت " ان شاء الله "
"حسنا ساذهب الان كى لا أتأخر باى "
تابعتها بدهشة الى ان عادت لى لى ولا تعلم لماذا لم تخبرها باى شئ
لم تحكى لاحد ما حدث ومرت الايام على ذلك اللقاء وبدأت ندى تحدثها بالهاتف وتوددت اليها بشكل غريب ولكنها لم تهتم
"حبيبي تأخرت لديك اجتماع اليوم "
فتح عيونه على صوتها نظر لعيونها وهمس بإرهاق " الغيته امس اريد ان انام لا توقظيني "
واغمض عيونه ولكنها ابتسمت وقالت بسعادة " حقا لن تذهب للعمل؟ "
فتح عيونه وقال " انتى سعيدة "
هزت راسها وقالت " طبعا تعلم اننا منذ عدنا من لندن اى حوالى شهر ونصف لم تحصل على يوم واحد اجازة وكل يوم تعود متأخر وتخرج مبكرا بالصباح "
اعتدل قليلا وقال " شهر ونصف هل مر كل ذلك الوقت "
هزت راسها فسقط شعرها على وجهها فزادها جمالا ابعد خصلاته وقال " وانا أتساءل لماذا افتقدك جدا حبيبتى "
ثم جذبها اليه ولكنها ما ان اشتمت رائحة عطره حتى شعرت برغبة فى القيء فابتعدت واسرعت الى الحمام والقت ما فى معدتها انتفض هو ورائها قلقا عليها وما ان انتهت وخرجت حتى شعرت بدوار فاستندت الى الباب حتى تخبره وقالت
"جاسر انا..."
ولكنها لم تكمل حيث سقطت على الارض اسرع اليها وهو يناديها حملها ووضعها على الفراش وهو مندهش مما حدث...احضر بعض البارفان الى ان افاقت نظر اليها وهى بين احضانه ووجها شاحب وعلى وجهه هو علامات الفزع فقال
" جى انتى بخير ماذا اصابك ؟ "
كانت تعلم ماذا اصابها ولكن لانشغاله لم تجد الوقت لإخباره اراحت راسها على صدره وقالت
" انا بخير لا تقلق "
قال " لا هيا سنذهب للدكتور "
قالت دون ان تنظر اليه " لا..دكتورة "
ابعدها وقال " دكتورة ؟ اذن انتى مريضة فعلا حسنا هيا سنذهب لأفضل دكتور فى البلد لا سأحضره لكى هنا.."
كاد يقوم لولا ان امسكت يده وقالت " انا حامل "
توقف عن الكلام ثم ابعدها لينظر فى عيونها وكأنه لا يصدق ما قالت ثم قال " انتى ماذا ؟ "
ابتسمت واخفضت عيونها فقال " ماذا ؟ ماذا قلتى ؟ هيا جى قوليها مرة اخرى اريد ان أتأكد مما سمعت قوليها يا جى "
قالت " حامل يا جاسر انا حامل"
لم يعرف ما هى تلك المشاعر التى كانت داخله سعادة حب خوف نظرته اليها كانت مليئة بمعان كثيرة..
قال بصوت واهن " حقا..انتى حامل..انا سأصبح اب جى انتى لا تمزحين اليس كذلك ؟ انا سأكون اب "
دمعت عيونها وهى تهز رأسها فجذبها الي حضنه بقوة وقال " انا لا اصدق انا..انا اسعد انسان بالدنيا حبيبتى انتى هدية ربنا لى..الحمد لله "
ابعدها وقال " سنذهب لأفضل دكتورة. بابا هيا لابد ان نخبره ولى لى نعم هيا حبيبتى العالم كله لابد ان يعلم ان جاسر المنياوى سيكون له بنت..اجمل بنت بالدنيا تشبهه امها الجميلة "
قام وجذبها فقامت وقالت " ولد اريد ولد شبهك يا حبيبي "
احاط وجهها بيده وقال " انا اريد اى طفل منكى حبيبتى ولد او بنت المهم انه منكى انتى "
ثم جذبها اليه بقوة وابعدها وهو يجذبها للخارج ثم توقف وقال " لا بالراحة انا اسف هيا..هل احملك ام ماذا ؟ لا تحركى ببطء او لا عودى الى الفراش.انا.."
وضعت يدها على فمه وقالت " حبيبي اهدء انا بخير لا تقلق "
ضمها اليه وقال " كيف لا اقلق وانتى الان لم تعودى حبيبتى وحدك وانما تحملين جزء منى اشتاق اليه واتمناه جى انا سعيد..سعيد جدا "
ضمته بقوة اكثر وهى سعيدة ..ربما اكثر منه سعادة هى ايضا سعيدة لأنها تحمل جزء منه. حبها له وحبه لها لم يعد كلمة وانما الان اسرة وحياة وطفل سيملاء حياتهم بالسعادة والهنا
بالطبع كانت سعادة كاظم ولى لى لا تقل عنهما وكان اليوم اخر ايام سعادتها فى القصر
اوصلته الى سيارته وطبع قبلة على وجنتها ككل يوم وقال " احترسي لنفسك الدكتور قال انكى بحاجة للراحة "
ابتسمت وقالت " تخاف عليه "
احاطها بذراعه وقال " عليكم انتم الاثنان انتى حبيبتى ودنيتى كلها وهو جزء منكى اشتاق لرؤيته "
وداعبت ربطة عنقه وقالت " ربما اغار من حبك له "
ضحك بسعادة وقال " تغارين من ابنك .. انتى مجنونة "
نظرت بعيونه وقالت " مجنونة بحبك يا جاسر ولا اريد ان يشاركنى فيك احد اريدك لى انا وحدى "
ضمها اليه وقال بحنان " وانا لكى حبيبتي وحبى له جزء من حبي لكى لأنه منكى انتى ولن يقلل ابدا من مشاعرى لكى "
تنهدت وابتعدت وقالت " ربنا يخليك ليا حبيبي هيا كى لا تتأخر"
قبلها بحنان وذهب وهى تتابعه بعيونها ولا تعلم لماذا انقبض قلبها بذهابه وكأن تلك السعادة التى تحياها اوشكت على الانتهاء
رن هاتفها ورات رقم غريب لم تعرفه ردت فجاءها صوت ندى تقول " هالو جى كيف حالك ؟"
قالت "اهلا.."
اسرعت ندى تكمل " انا ندى الم تعرفى صوتى ؟"
قالت وهى تتحرك للداخل " اه عرفتك كيف حالك انتى ؟ من اين اتيتى برقمى ؟"
ضحكت ندى وقالت " هذا امر سهل بالنسبة لامرأة مثلى ما رايك لو عزمتك على الغداء اليوم عندى مجموعة فساتين تليق بكى وتذكرتك عندما رايتها ما رايك لو اتيتى "
جلست وقالت " لا اظن فلم اخبر جاسر وانا مجهدة اليوم ربما يوم اخر "
اسرعت ندى تقول " تخبرى جاسر ؟ انتى اخبرتيه بعلاقتنا "
ضاقت عيونها وقالت " لماذا تسالين ؟ "
قالت" لا ابدا ولكن انتى تعلمين علاقتى بجاسر ولا اظن انه سيوافق على علاقتنا "
صمتت فاكملت ندى " متى ساراكى اذن "
قالت " لا اعلم انا لا اخرج كثيرا جاسر لا يوافق الا اذا كنت معه او مع لى لى "
صمتت ندى قليلا ثم قالت " اه خوف ام غيرة ؟ "
قالت بصدق " خوف يخبرنى دائما اننى لا اعرف كيف اتعامل مع الاخرين "
لم ترد ندى للحظة ثم قالت " اذن لن اراكى ابدا "
قالت " لا اعلم دعيها للصدفة "
وفجأة تغيرت نبرة ندى الى شبه الصراخ وهى تقول "دادى ماذا بك دادى رد على.."
قامت جى مفزوعة وهى تقول " ندى ماذا حدث ندى ردى "
قالت ندى بفزع " لا اعلم يا جى دادى دخل الان وسقط على المقعد ولا يرد على انا لا اعلم ماذا افعل الحقينى يا جى الحقينى "
قالت وهى تتحرك للخارج " اخبرينى بالعنوان وانا اتيه "
واندفعت بدون اى تفكير فيما تفعل..
اسرع التاكسي بها الى الفيلا التى وصفتها لها ندى وتابعتها بالهاتف الى ان وصلت ووجدت الباب مفتوح اسرعت للداخل دون ادنى تفكير وهى تنادى
“ندى..ندى اين انتى ؟"
جائها صوت ندى من اعلى " انا هنا يا جى تعالى بسرعة "
اسرعت الى الاعلى وقلبها يدق من القلق ترى ماذا اصاب الرجل وهل يمكنها اسعافه و.. رات ابواب كثيرة الى ان رات باب مفتوح فأسرعت اليه ودخلت وما ان دخلت حتى رات رجلا ممدا على الفراش توقفت قليلا وهى تتأمل الغرفة الخالية لم تعرف ماذا تفعل الى ان شعرت بندى خلفها وهى تقول بصوت افزعها
" جى ادخلى وساعديه بسرعه ارجوكى "
لا تعلم لماذا انقبض قلبها عندما نظرت لندى لم يبدو عليها الخوف او القلق على والدها دفعتها ندى برفق للأمام تقدمت ولكنها لم تشعر بندى وهى تتراجع الى الخلف وتغلق عليها الباب بأحكام وما ان وصلت للفراش حتى توقفت امام الرجل الممدد امامها والذى يمنحها ظهره...
لم تعرف ماذا تفعل مدت يدها ببطء تجاه الرجل وما ان اقتربت حتى استدار الرجل فجأة وتراجعت بفزع عندما رأت شابا يافعا قوى البنية يقفز من الفراش لا تعرفه نظر اليها وهى تتراجع فى فزع الان بدات تدرك الخدعة التى قادتها ندى اليها اسرعت تجاه الباب ولكن الشاب كان اسرع وامسكها وقال وهو يدفعها للداخل
" الى اين يا عروسة بصراحة لم اكن اخمن انكى جميلة هكذا لم تمنحك ندى حقك هل تخافين منى ؟ "
ابتعدت وهو يتقدم منها والخوف والندم يملاء قلبها كثيرا ما اخبرها الا تثق بأحد لأنها لا تعلم كيف تتعامل مع العالم حولها ولكنها لم تسمع له وها هى لا تعرف كيف ستخرج من هنا..
قالت بخوف " من انت وماذا تريد منى ؟ ابتعد عنى انا لم افعل لك شئ "
ضحك وقال وعيونه تنطق بالشهوة والرغبة " انتى لن تفعلى اى شئ انا الذى سافعل لا تقلقي "
اقترب فهربت منه مرة اخرى فضحك وقال " احب هذه اللعبة ولكن الى اين لا مفر لكى منى "
زاد الخوف وتملكها الرعب ورات نفسها امام الباب حاولت فتحه وهى تدق عليه بقوة وتنادى بالنجدة ولكن ما من مجيب وفجأة احاطها الرجل بذراعيه وحملها الى الفراش وهى تحاول ان تفلت منه بكل قوتها ولكنها لم تستطع اسقطها على الفراش ونزع طرحتها وقال
" هكذا افضل "
ثم خلع قميصه وهجم عليها وهى تحاول ان تبتعد ولكنه احكم ذراعيها واقترب بوجهه منها وانطلق الى وجهها ليقبلها ابعدت نفسها وهى تصرخ ولكنه لم يمنحها اى فرصه وهو يكتم صرختها بفمه فى محاوله لتقبيلها وشق ملابسها بقوة ولكنها حاولت ان تبعده بقوة وعضته فى يده بقوة فصرخ فيها ثم ضربها بقوة على وجهها فشعرت بان الدنيا تدور بها وفقدت الوعى فى الحال...
يتبع...
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد