الفصل السادس عشر
ظلم
عادت الى البكاء الذى لم تعد تملك سواه الضعف والاستسلام نعم ضعيفة وتستحق كل ما يحدث لها كان عليها ان توقفه وتتصدى لذلك الغرور الذى يملؤه ولكن بدلا من ذلك تضعف امامه وتستسلم له هكذا لماذا فعلت بنفسها ذلك كيف وافقت على ان تبقي بحياته والاكثر ان تكون زوجته اى زواج هذا زواج من اجل ان يضمن الاموال يا الله لقد تحولت حياتها الى جحيم منذ ان عرفته وسقطت فى شبكته والان ماذا..
لم يعد بإمكانها تغيير اى شئ ولم لا يمكنها ان تذهب لاى مكان لا يجدها فيه ولكن هل هى تريد ان تبتعد هل هى قوية لان تفعل ؟ لقد فعلت مرة وكان قلبها يصرخ معترضا فماذا الان بعد ان اصبحت زوجته وهل سيتركها سيجدها ولن يرحمها سقطت على الفراش بقلب يصرخ من الانين وللأسف لم تملك اى دواء لشفاؤه
لم يعد الفيلا ولا للقصر ثلاث ليالي قضاها بالشركة مجرد ان يطمئن على والده بالهاتف ثم يعود للالم مرة اخرى ولكن لا يستسلم له وانما يغرز نفسه فى اوراقه ربما تنفذه من اشواك الاحزان المؤلمة او تبعده عن حيرته التى لم يعد يبحث عن حل لها او حتى عن تلك الاسئلة التى لا اجابة لها..ولكن لن يستطيع مواجهتها ولا الرضوخ لطلب الطلاق هى له ولن تكون لسواه ليته يسمع لصوت قلبه ويلبي طلبه بان يذهب اليها ويعترف بحبه لها..حب اى حب هل يحبها نعم يحبها الان عليه ان يعترف منذ ان سقطت عيونه على عيونها البريئة احبها بكل ضعفها وقوتها حنانها برائتها كل ما بها يحبه تحرك فى المكتب بدون هدى لا يعرف ماذا يفعل لا يقوى على بعدها ولا يتحمل ان يعود ويري دموعها عاد الى مكتبه ولم يجد اى حل ليداوى به انين قلبه...
“ جى هل انتى مشغولة ؟ "
نظرت جى الى لى لى فرات وجهها شاحبا فاتجهت اليها وقالت " ماذا بكى هل انتى مريضة ؟ "
هزت رأسها وقالت " لا ولكن.."
جذبتها الى المقاعد الموجودة حول البسين وجلستا وقالت " ماذا هناك تحدثى "
اخفضت عيونها وقالت " انا..اقصد "
بدأت تقلق فقالت " لى لى ماذا هناك لقد قلقت "
نظرت اليها بعيون حائرة وقالت " انا فى ورطة ولا اعلم ماذا افعل "
امسكت يدها وقالت بفزع " هل حدث اى شئ مع حسام اقصد.."
قاطعتها " لا اطمنى لم يحدث شئ حسام انسان محترم جدا ويخاف على ويحبنى انه "
تنهدت وقالت " هلا تتحدثى انا لم اعد اتحمل "
قالت " هل تتذكرين نبيل الشاب الذى كنت اعرفه فى الكلية وحكيت لكى عنه "
قالت " نعم اذكره ماذا عنه وما الذى فكرك به الان "
قالت بتردد " لقد وصل الى و.. ويهددنى بان يرسل صورنا الى حسام "
قالت بغضب " انتى لكى صور معه هل انتى مجنونة كيف فعلتى ذلك ؟ "
قامت وقالت " كنت صغيرة ومتهورة ولم اعرف ان ذلك خطأ ولم افكر ان يستغل هو ذلك "
قامت واعادتها امامها وقالت " وكيف فعل وماذا يريد "
“نقود خمسين الف جنيه "
تراجعت وقالت " وما الضمان انه سيمنحك كل ما لديه "
قالت لى لى" قال انه سيسافر ويحتاج المال وما ان يحصل عليه فلن اراه مرة اخرى "
ابتعدت جى وهى تفكر ثم قررت " حسنا اتصلي به واخبريه انى سأقابله وسأعطيه المال "
اقتربت منها وقالت " انتى ولكن جاسر "
نظرت اليها وقالت " لا.. جاسر لا انها أموالى انا التى منحنى اياها عمى لا يمكن ان نخبر جاسر "
" اعلم ولكن انها اموالك "
قالت جى " تعلمين انكى اهم عندى من اموال الدنيا انتى اختى وصديقتي وكل من لى بالدنيا "
احتضنتها بسعادة وقالت " وانا ايضا بحبك اوى يا جى "
جلست فى ذلك المطعم ولى لى تنظر حولها وتقول " لا اعلم لماذا تاخر انا اخاف ان يرانا احد هنا "
دق قلبها وقالت " ان شاء الله لن يحدث فقط اين هو ؟ "
لحظة مرت قبل ان تشير الى باب المطعم وقالت " ها هو لقد وصل "
اتجه نبيل الى مائدتهم بدا شابا صغيرا ولم يبدو عليه اى تعابير تدل على شخصيته رحب بهم وجلس ببرود وقال
" مساء الخير "
نظرت اليه وقالت " اهلا.. هل يمكن ان تخبرنى ماذا تريد من لى لى دون اى لف و دوران "
قال ببرود " بصراحة انا بحاجة للمال للهجرة وبالطبع لا املكه ففكرت فيها "
قالت لى لى " يا ندل يا جبان "
قالت جى " لى لى انتظرى ..اسمع يا نبيل بالطبع انت تعلم من هو اخوها وخطيبها اى انها لو اخبرتهم فلن يرحموك "
تراجع وقال " ولم لم تخبرهم بالطبع لأنها تخاف منهم انا سأهرب ولن يجدونى بسهولة ولكن هى امامهم ربما يقتلها اخوها ويتركها خطيبها "
قالت " ولنفرض ان ذلك حدث لن تستفيد انت شئ "
هز راسه وقال " ربما هى محاولة لن اخسر منها اى شئ "
قالت بضيق " انت ندل حقيقي "
ابتسم وقال " الغاية تبرر الوسيلة "
قالت جى " وما الضمان انك ستمحى كل الصور ولن تستغلها مرة اخرى "
تراجع وقال " لا يوجد ضمان سوى كلمتى انا سأعطيك الأسطوانة وسأمسح كل شئ من على الهاتف امامك وعليكى ان تثقى بى "
رن هاتف لى لى نظرت اليها بفزع ورات اسم حسام فقالت " اذهبي وردى عليه "
اسرعت لى لى مبتعدة بينما نظرت اليه وقالت " اسمع يا نبيل انا سأمنحك المال الذى تريده ولكن لو اعدتها مرة اخرى فلن اخاف من اى شئ سأخبر جاسر وربما حسام ايضا لن يهمنى اى شئ فهى فرصة لك لتبتعد ولكن والله لن ارحمك لو كررتها مرة اخرى هل تفهم "
ابتسم لأنه نال مراده اخرج السي دى واخرجت هى الشيك ثم مسح كل شئ من على الهاتف واخذ منها الشيك نظر اليها وابتسم ثم مد يده لها وسلم عليها وهو يقول
" سعدت بالتعامل معكى "
وفجأة قبل يدها ولكن هى ابعدت يدها بسرعة فضحك وقام ثم اقترب ومال عليها جدا وهمس بشكل مفاجئ
" عيونك جميلة جدا "
كادت تلتفت وتضربه ولكنه عاد للضحك وابتعد وهى تشعر بالغضب مما فعل...
عادت لى لى وهى تتابعه وهو ينصرف ما ان وصلت لى لى حتى قالت " هل حدث شئ "
قالت " لا اطمنى "
كانت تقوم وهى تقول " حسنا هيا بنا كى لا يقلق عمى "
ولكن لى لى امسكت يدها وقالت " جى..شكرا "
ابتسمت وقالت " لا شكر بين الاخوات "
قالت " كيف لا يري جاسر هذا الحنان والحب الذى يملاء قلبك "
اختنقت الكلمات داخلها وعاد الالم ابعدت عيونها وقالت " لى لى "
امسكت يدها وقالت " جى انا اعرف اخى جيدا صحيح هو لا يبالى بالمشاعر ولكن هو يهتم بأفراد اسرته احزانهم افراحهم ولم يكن المال هدفه اذا تعلق الامر بأفراد الاسرة "
نظرت لها بألم وقالت " اسرته "
ابتسمت وقالت " نعم انا بابا وانتى يا جى انتى فرد من الاسرة وليس فقط ذلك وانما انتى زوجته ولا اظن انه تزوجك من اجل المال ربما هو وجد ذلك عذر يقنع به ندى ولكن ليس هذا جاسر اخى انتى لا تعلمين مدى غناه فهو لا يملك اموال دادى فقط وانما ايضا امواله هو وشركته التى بلندن انه غنى جدا فلن ينظر لتلك الاموال القليلة التى اعطاها بابا لكى "
اخفضت عيونها وقالت " لم يعد يهم انا وجاسر على مفترق الطرق وطريق كلا منا يختلف عن الاخر جاسر لا يتقبل اننى ممرضة وابنة السائق كبرياؤه اكبر من ان يقبل بذلك لذا اراد كل شئ المظهر الاجتماعي بندى. وربما.."
واخفضت عيونها فاكملت لى لى " ربما ماذا ؟ثم اى مظهر اجتماعى الذى تتحدثين عنه لقد تزوجككى امام الجميع وصوركم كانت لكل الجرائد والمجلات جى انتى تعلمين ان جاسر يحبك عيونه تنطق بذلك تصرفاته غيرته كل شئ ليس هناك ما يمكن اجباره على ان يفعل اى شئ ضد رغبته ولا تخبرينى انه لم يكن يستطيع اخذ اموالك بطرق اخرى غير الزواج انه فقط عذر او مبرر فقط امنحيه الفرصة انه بحاجة للوقت ليتغلب على كبرياؤه وربما غروره ولكن لا تتركيه انتى الحياة بالنسبة له الحياة التى لم يعيشها الحنان الذى لم يجربه الام التى لم يهنأ بأحضانها هو بحاجة اليكى “
دمعت عيونها فقالت لى لى " دموعك هذه هى التى تمنعك من استيعاب الحقائق "
قالت " لا وانما هى وسيلتي الوحيدة للتعبير عما بداخلى ورفضي لم يحدث لى للأسف بابا لم يعلمني كيف اوجه المشاكل وكيف احلها لأنه كان يفعل بدلا منى انا اعلم انى اضعف من ان اواجه كل ما يحدث لى ولكن "
ربتت على يدها وقالت " ولكن انا لا ارى ذلك الضعف بل اراكى قوية انتى لا تسمعين نفسك وانتى تردين على جاسر او كيف يقف امامك وبعيونه كلمات ربما يخشي لسانه من ان يسمعكى اياها جي انتى اقوى مما تظنين احيانا افكر اننى لا يمكن ان اتحمل كل ما تمرين به وقتها أتأكد من قوتك "
ابتسمت من كلماتها وقالت " شكرا على كلماتك انها تمنحنى شحنة ايجابية ربما احتاج اليها "
قالت لى لى" سيعود لا تخشي شئ لابد وان يعود "
لم ترد...لأنها من داخلها تمنت ولكن ما زالت غاضبة..
“ لم تسال فقلت اسال انا "
نظر الي ندى وهى تدخل عليه ابعد عيونه ولم يرد اتجهت اليه وجلست كعادتها على طرف مكتبه امامه فتراجع مبتعدا فلم يعد يطيق وجودها
قالت " وحشتني الم تفكر بي "
قام وابتعد فاتجهت اليه وقالت " لهذه الدرجة انت غاضب منى ومن اجلها "
نظر اليها فابتسمت وقالت " انا اعلم انك تحبها حتى ولو ادعيت غير ذلك عيونك ،تصرفاتك وحتى كلماتك كلها تنطق بالحب على العموم انا اعلم ان الامر ليس بيدك فامر القلوب ليس بيد احد ولكن انت تثق بها "
قال " ندى ؟ "
ضحكت وقالت " لن اقول اى شئ فقط خذ وشاهد بنفسك "
اعطته هاتفها تردد قبل ان تلح عليه اخذ الهاتف ورأى فيديو وبه لقاء جى بنبيل الجزء الذى كانت فيه معه وحدها وكيف قبل يدها وانحنى عليها ثار الغضب داخله كاد يحطم الهاتف لولا ان اسرعت هى واخذته وقالت تبث باقى السم فى اوصال علاقته بجى
" لا اعلم كيف تثق فى امثالها كان عليك ان تعلم انها لا تريد الا اموالك ضحكت على والدك وجعلته يكتب لها ما كتب وجعلتك تتزوجها لتحصل على كل شئ ثم تهرب معه كما رايت شاب من عمرها مثلها ،هى تحضر المال وهو يتمتع به معها وانت.."
استدار والغضب يتملكه امسكها من ذراعيها وقال " كفى انت ايه كفى.."
ولكنها لم تصمت واكملت " انت تظن انها مخلصة لا اظن الم تتساءل اين هى الان بالتأكيد الان بأحضانه "
ابعدها بقوة واتجه لمكتبه اخذ جاكتته وهاتفه ومفاتيحه وانطلق غير عابئ بها وهى تنظر اليه بانتصار فقد حققت مرادها .. فتحت هاتفها وارسلت له الفيديو لتذيد تعذيبه كما فعل بها ..
وصلت هى ولى لى الى القصر اتجهت الى كاظم اطمأنت عليه تبعتها لى لى وقالت " سأذهب لأغير ملابسى ثم اعود لنجلس سويا ونحكى "
ابتسمت واتجهت لغرفتها كادت تأخذ حمام وتغير ملابسها ولكنها راته يندفع من باب غرفتها وقفت مفزوعة من طريقته ومنظر وجهه الغاضب
تراجعت فى خوف اتجه اليها فتراجعت اكثر ولكنه اسرع وامسكها من ذراعها وقال
" كيف صدقتك ..كيف صدقت تلك البراءة التى تخفي وراءها مخادعة كبيرة .. كيف لم اكتشف انكى ممثله بارعة ؟ولكنه خطأى انا. انا الذى وافقت على وجودك هنا ولم ابحث وراءك وثقت بكى وانتى مثل الحرباء تتسلل وتتلون بكل الاشكال "
لم تكن تفهم اى شئ وتملكها الخوف من طريقته وهو يقول " انطقى كم رجل تعرفيه كم رجل اقمتى معه علاقه.. كم من المال اخذتيه واعطيتيه لهم ؟"
لم تعرف ما الذى اصابه وكيف يتهمها بمثل تلك التهم ولماذا ؟ وتملكها الصمت تركها وقال " وانا الذى ظننت اننى اظلمك وانى كنت قاسي معكى عشت ايام وانا اصدق انكى... ولكن لا ليس جاسر المنياوى الذى تتلاعب به فتاه مثلك انا الذى فعلت بنفسي ذلك احضرتك من الشارع مجرد ممرضة لا تسوى اى شئ صنعت منكى امرأة زوجة جاسر المنياوى ساويتك بندى ابنة محسن الدمياطى انا استحق اكثر من ذلك "
سالت دموعها للمرة المليون فلا يمكن ان يكون هناك ما يمكن ان تفعله امام ما يقوله لقد اعترف بما داخله
عاد وقال " ولكن لا لن تنالى مرادك ستتنازلين عن كل شئ والان هل تفهمين ؟ ولكن اخبرينى اولا من هذا الذى كنتى تجلسين معه ؟ لا يهم ساعرفه بالتأكيد تخافين عليه حقك ولكن الى هنا وانتهى كل شئ ولابد ان انهى هذه المهزلة فلم يعد لوجودك فى حياتى مكان الخيانة ذنب لا يمكن ان يغفر .."
لم تعد تصدق كل ما قال ولكن الى هذا الحد وانتهت هى ايضا هى التى انتظرت حتى فعل بها كل ذلك الى حد اتهامها بالخيانة وهو ما لن تسمح به لذا كما قال لقد انتهى كل شيء
قالت من وسط دموعها " انا لم افعل شئ "
ولكنه امسكها من ذراعها واراها الموبيل فتراجعت وهى ترى ولم تستطع ان تقول اى شئ خافت على لى لى هزها بقوة وقال
" هيا ردى اخبرينى الحقيقة كلى اذان صاغية "
لم تجد ما تقول غير " انا بريئة "
ولكنه لم يشعر وهو يهزها بقوة من ذراعيها ويقول " كاذبة وخائنة "
انفلتت من يده من اثر دفعاته القوية فتألمت من اثر يديه اكثر وهو ينظر اليها بغضب ولكنها لم تعد تتحمل اكثر من ذلك لقد انتهى كل شئ وانتهت طاقة تحملها لتلك الاهانات الان حان موعد الفراق فقد وصلا الى المفترق الذى لا يمكن تجنبه او التغاضى عنه فانطلقت الى الخارج بكل قوتها لم تستطع ان تنتظر اكثر من ذلك لقد مات كل شيء وانتهى اخذت تجرى فى الشارع لم تعرف الى اين غطت الدموع طريقها وافقدتها الرؤيا لم تعرف الى اين تذهب ولمن وما الذى فعله بها ولماذا ولكن لم يعد يهم لقد قطع كل الشرايين التى بينهم وبدء النزيف...لقد ارتسم السراب فى علاقتهم فلم ترى الا ظلال لقلب يأن من الالم لقد بات الانين اكثر من المدموع تعبت من الجرى فلم تعد قدماها تحملها وانهارت الدموع وهى تتذكر كلماته لكم تألمت من كلماته وظلمه لماذا تتحمله لا لم تعد تملك القوة على التحمل لذا ابتعدت وستبتعد الى اقصي حد ولن تعود
يتبع....
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد