الفصل الحادي عشر
انين القلوب
“ لا يا عمى انا قراءتها كلها "
نظر كاظم اليها وقال " لا هناك رواية اخرى لا اتذكر اسمها هيا اذهبى واحضريها "
شعرت بالضيق لان الوقت تأخر وجاسر على وصول وهى لا تريد ان تراه ولكن كاظم اصر فلم تملك الا ان تذهب للبحث عما يريد..
عادت اليه بأكثر من رواية واخذ يجادلها الى ان حدث ما كانت تخشاه رأته وهو يدخل سقط الكتاب من يدها بمجرد ان التقت عيونهم لم تستطع ان تبعد عيونها ولا هو فقد شعر انه اشتاق لرؤيتها وتمنى ان يراها نفس البراءة ولكن ذلك الحزن ارتسم داخل مقلتيها ..هالات سوداء دارت حول عيونها اضاعت بريق بهجتها لم يعد وجهها مشرق وانما شاحب اصفر كأوراق الخريف الذابلة لا يعلم لماذا شعر بحزن او الم تمنى لو اسرع اليها واخذها بين ذراعيه ليشعرها بالأمان ويسالها هل تشعر بما يشعر به ولكن لا لن يعود للضعف لقد اخذ القرار وسينفذ ولن يتراجع
اخفض عيونه ونظر لوالده وتقدم قائلا " مازلت مستيقظ اليوم "
ابعدت عيونها عن عيونه التى كانت تتمنى رؤيتها كم افتقدته كم تمنت لو ظل حتى جاسر الذى عرفته قبل ان يحدث ما حدث كان وقتها يحدثها وتحدثه يراها وتراه ولكن فات الاوان اخفضت عيونها لتداري انين قلبها الحزين
قامت وقالت " عن اذنكم "
ولكن كاظم قال " اجلسي لن تذهبي قبل ان ننتهي..تعالى يا جاسر انا انتظرك لم اراك منذ يومين "
جلس امام والده وامامها ولكنها لم تنظر اليه فقال " كنت سأوقظ حضرتك عندى امور كثيرة اريد رايك فيها "
ونظر اليها فقال كاظم " امور سرية ام ماذا ؟"
قال " لا عائلية "
تراجع كاظم وقال " اذن تحدث جى من العائلة "
كادت تنهض وهو يكمل فامسكها كاظم وأعادها واكمل ما قاله نظر جاسر اليها ثم قال " لى لى "
رد كاظم " ماذا بها لقد كانت معى منذ قليل هل حدث شئ ؟"
قال " لا .. اتاها عريس "
نظرت اليه كانت عيونه تحدق بها فشعرت بالخوف اكثر ولا تعلم لماذا تشعر ان عيونه تتوعدها ..
سمعت كاظم يقول " عريس ؟ من ؟"
قال " حسام الرائد حسام الذى كان يباشر قضيتك الاخيرة هو ضابط ناجح انا شخصيا لا احبه ولكنى معجب بنجاحه بصراحه هو ابن ناس اسرته معروفة والده لواء سابق والدته ابنة مستشار عمه رجل اعمال معروف شقته موجودة كما قال وفوق كل ذلك..."
وصمت فنظرت اليه وكذلك فعل ولاحظ كاظم النظرات تركهم قليلا قبل ان يقول " ماذا اكمل ؟"
لم يبعد عيونه عنها وقال " معجب بها و..يحبها "
دق قلبها ورأى صدرها الذى يرتفع مع انفاسها وعيونها التى تحدق فيه لم يعرف ماذا تريد منه
قال كاظم " وانت ؟..جاسر!! "
انتبه لوالده وقال " نعم !"
قال كاظم " اسالك انت ما رايك ؟"
اجاب " هو جيد ولكنى لم اعطيه اى رأى طبعا قبل الرجوع لحضرتك ثم رايها فقد تكون هى ايضا تحبه "
وعاد لعيونها وكأنها تخبره انها هى التى تحبه وتريده وتتمناه ولكن قلبها يتفق مع عقلها انها لابد ان تبتعد فقط من اجله لابد ان تعيش فى الانين الى الابد
نظر كاظم اليها وقال " جى هذا دورك اريدك ان تعرفى رايها وتخبرينى به "
هزت راسها ولم ترد نظر لجاسر وقال " ارى بعيونك كلام اخر هيا اسمعنى "
قام مبتعدا وقال وقد عرف انه آن الاوان ان يعرفوا بالأمر فلا يمكن اخفاؤه خاصة هى لابد ان تعرف لتبعد تلك العيون عنه فقال
" انا وندى "
ارتعشت يداها وتسارعت دقات ذلك القلب الذى لا يمكن مسامحته على ما فعله بها
قال كاظم " ماذا؟ اتمنى ان تكون قررت تركها "
قال " بابا .. حضرتك تعلم ان ذلك لن يحدث بل العكس "
تعلقت عيونه بها وقد عرفت هى بما سيفعله بها سيقطع كل شيء لقد ادرك انها على حق حياته ونجاحه مع ندى هكذا قالت له وهكذا سيفعل
قال " سنقيم فرحنا اخر الشهر "
ترقرقت الدموع بعيونها فأغلقتها لتمنع نزولها وشعرت بالدنيا تدور بها شعرت بيد تمسك بيدها فتحت عيونها فرات يد كاظم وهو ينظر اليها بحنان ثم نظر لابنه وقال
" انت متأكد من قرارك هذا؟ "
ابتعد وقال " نعم لقد اتفقت مع محسن علي كل شئ الاتفاق الامريكي والشراكة و..والزواج "
قال كاظم " فلتفعل ما تشاء هى حياتك وانت حر فيها ولكن انت تعلم انى لا اوافق عليها "
هز راسه وقال " وانا سأريحك منها سأخذ لها فيلا ولن تراها الا بالمناسبات "
لم تعد تتحمل ارادت ان تقوم وتبتعد لأبعد مكان ولكن يد كاظم منعتها حتى من التفكير
قال كاظم " ستتركنا ؟! ابنى الكبير يتركنى ويقيم بعيدا عن بيت العائلة انت فى وعيك يا جاسر؟ "
نظر اليها ولكنها لم تعد معه فى الواقع لقد ضاعت من كلمات الزواج سيتزوج ويرحل سيكون بأحضان امرأة اخرى غيرها لماذا..لماذا يفعل القدر بها ذلك انها لم تفعل اى شئ ليحدث لها كل ذلك على ماذا تعاقب. على حبها له ليتها لم تفعل
“ بابا من فضلك هذه حياتى وهذا قراري وانا لن اتراجع وحضرتك تعلم انى لن اتركك سأكون هنا فى كل وقت ولن تشعر بغيابي "
هز كاظم راسه وقال " الامر بيدك هى حياتك هيا اذهب ونام ام ان هناك شئ اخر ؟"
نظر اليها ولكنها لم تعد تنظر اليه لقد هزمها ونفذ لها ما ارادت وفعل كما قالت
قال " انا مسافر بعد الغد مايكل يريدنى هناك ساترك الشركة بيد على وسيأتي كل يوم ليطلعك على كل شئ "
هز الرجل رأسه ولم يرد..فتحرك جاسر وقال "هل تريدنى فى شئ ؟ "
قال كاظم " لا "
" تصبح على خير "
والقى عليها نظرة تمنى لو تنظر اليه تمنى لو يعلم ماذا ستفعل والى اى مدى ستتحمل ولكنها لم تنظر اليه ..لاحظ والده نظراته وتركه يفعل الى ان
قال " هل انت بخير يا جاسر ؟"
نظر لوالده وادرك نفسه فقال " ماذا ؟اه بخير هل تريد منى شئ ؟"
هز كاظم راسه وقال " نعم اريد .. اريدك ان ترحم قلبك وتمنحه فرصة لان يعيش انت تقتله يا جاسر "
نظر لوالده ولم يفهم ما يقول فقال " قلب؟ اى قلب حضرتك تعلم ان قلبي وظيفته ان يمنحني الحياة ليس له عندى اكثر من ذلك "
ابتسم الاب وقال " اى حياة التى تتحدث عنها هل لديك حياة تعيشها انت تضحك على نفسك يا جاسر وتوهم نفسك بان ما تفعله صواب انت ترى الحياة امامك تتمنى رضاك الحياة الحقيقية السعادة الحب الحنان ولكنك تغمض عيونك عنها وتتصنع عدم الرؤية وتجرحها فلا تفعل ذلك يا بنى كى لا تندم "
سالت دموعها غصبا عنها ولم تعد تتحمل قامت تجري لتهرب لا يمكنها ان تبقي اكثر من ذلك الالم اصبح اقوى من ان تتحمله..تابعها بعيون حزينة وهى تفر من امامه وكاظم ايضا تقطع قلبه عليها لقد احضرها هنا كى يسعدها ولكنه لم يعرف انه يدمرها ويقتل سعادتها بيده ...
نظر لوالده فاخفض الرجل عيونه لم يعد هناك اى كلمات يمكن ان تقال فذهب هو الاخر هل يمكن ان يكون والده فهم ما بينهم وهل يقصدها هو الاخر وتألم لألمها وشعر بانه جرحها جرح لن يمكنه مداواته فى اى وقت لم يتجه لغرفته وانما نظر الى باب غرفتها وسمع صوت بكائها اغمض عيونه وتعالت انفاسه واتجه الى الباب كاد يفتحه ويدخل ليأخذها بين ذراعيه ويطلب السماح ولكنه تراجع اى سماح الذى يطلبه جاسر المنياوى من ممرضة انه لم يعدها بشئ هى التى فعلت ذلك بنفسها..
استدار واتجه الى الخارج وانطلق بسيارته ومازال صوت انينها وبكائها يملاء اذنه توقف بالسيارة بجانب البحر ولم ينزل مازالت عيونها الباكية تطارده ..
ما الذى يربطه بها هل الحب الذى تحدث عنه حسام لم يعد يعلم عاوده صوت بكائها فوضع يديه على اذنه عله لا يسمع ولكنه لم يدرى انه صوت انين قلبه وليس فقط قلبها...
يتبع...
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد