الفصل العاشر
بعد
اسرعت الى غرفتها دخلت واغلقت الباب واغمضت عيونها فى بكاء شديد وسمعت صوت لى لى
" جى "
نظرت اليها فزعت لى لى من منظرها فأسرعت اليها وقالت " ماذا حدث ماذا اصابك ؟"
زادت فى البكاء فقالت لى لى " جاسر ؟"
نظرت اليها ثم القت نفسها بين احضان لى لى علها تجد مسكن لألم قلبها ولكن هيهات..
كانت العودة اسوء ما مر بها كان عليها ان تتحمل وجوده دون ان تنظر له ودون ان يرى ضعفها. ان تثبت قوتها له فقد وعدت لى لى الا ترحل رغم ان ذلك سيزيد من اوجاعها ولكن لم تستطع ان ترفض طلبها ورجاءها بان تظل معها ولم تبرر تصرفات جاسر ولم تنكر لى لى رفضها للعلاقة ربما تكون هى الاخرى رافضة لتلك العلاقة وهى تعلم ان لديهم كل الحق فمن هى ومن هم... اما هو فلم يحاول ان ينظر بعيونها لم يجرؤ لذا لازم والده الذى كان يتابع ما يدور دون ان يتحدث كان يقرء النظرات ولكن فى صمت
ساد البيت جو غريب الكل يلزم الصمت حاولت الا تبدى اى شئ امام كاظم ولكنه كان يرى العيون ولى لى التزمت غرفتها عدة ايام كانت تأتى لتطمن عليها ثم تعود دون جديد اما هو فكان يخرج مبكرا قبل ان يرى احد ويعود متأخر بعد ان ينام الجميع ولم يكن يعرف انها كانت تسمع انفاسه وهو يمر من امام غرفتها وتراه من وراء نافذتها عند خروجه ولا تنام الا عندما تراه يعود ولكن لم تلتقى العيون..
“ ايوة يا مايكل ماذا هناك؟ "
" نريدك هنا مستر جاسر "
قام ووقف امام نافذة مكتبه وقال " لماذا ؟"
قال مايكل " مستر انطوان اخل بالاتفاق والصفقة المصرية لن تكتمل دون توقيعه وانا لم استطع اقناعه ولا اعرف كيف احلها "
اغمض عيونه وقال " يومين اضبط امورى هنا ثم سآتي لن أتأخر حاول معه حتى احضر "
" حاضر مستر جاسر "
قذف بالهاتف على مكتبه وهو يحاول ان يركز منذ ان عاد وتفكيره مشوش كلما فتح اوراقه راها ورأى دموعها ثم يتذكر كلماتها
" انا ممرضة مجرد ممرضة ولم انسي اننى ابنة السائق "
لم يعرف ماذا يدور داخله لماذا يشعر بألم فى صدره كلما تذكرها لماذا يبحث عن مبررات لتركها، لم يكن كذلك اذا اراد ابعاد احد ابعده دون تفكير ولا حزن عليه فلم هى اختلفت ام هى...
رن هاتفه قطع افكاره زفر فى ضيق عندما رأى اسم ندى تردد قبل ان يرد
" حبيبى كيف حالك؟ "
جلس وقال " بخير وانتى "
قالت " وحشتنى الن اراك ؟ "
عبث بالأوراق وقال " تعلمين ان وقتى ضيق "
قالت " ولكن من اجلى لابد ان يتسع وقتك ثم ان دادى يريد ان يراك اليوم وطلب منى ان ادعوك على الغداء "
قال بضيق لم يعرف سببه "ولماذا يريدنى ؟"
قالت " لا اعلم ولكن هو قال ان الامر هام سننتظرك على الغداء "
اجاب. باختصار " تمام "
اغلق الهاتف دق الباب ورأى السكرتيرة تدخل وقالت " الرائد حسام بالخارج ويريد مقابلتك يا فندم "
نظر اليها بدهشة وقال " حسام...حسنا دعيه يدخل وارسلي لى قهوه "
" حاضر يا فندم "
خرجت وسرعان ما دخل حسام فى زيه الرسمى لم يقم جاسر وانما قال " اهلا حضرت الضابط تفضل "
جلس حسام وقال " اسف لاننى اتيت بدون موعد ولكن انت تعرف اننا لا نملك ظروفنا ولا ظروف عملنا "
هز راسه وتراجع فى مقعده وقال " نعم كان الله فى العون هل من خدمة يمكننى تقديمها لك ؟"
دخلت السكرتيرة بالقهوة فقال " قهوة ام شاى ام ماذا "
قال حسام " لا شئ انا مستعجل كلمتين وسأذهب "
اشار للسكرتيرة فخرجت فعاد وقال " خير؟ "
نظر اليه حسام وقال " بصراحة انا اتيت فى موضوع شخصي "
لم يرد جاسر فاكمل حسام " انت تعلم اننى ضابط ناجح وسيتم تكريمى قريبا ووالدي لواء على المعاش ووالدتي ابنة مستشار بالنقض و.."
قاطعه جاسر بفارغ صبر " يا حضرة الضابط انا لست بحاجة لان اعرف سيرتك الشخصية فانا احفظها جيدا هلا تدخل فى الموضوع "
قال حسام بارتباك " اعلم ..بصراحة انا.."
قام جاسر واتجه اليه فقام حسام ووقف امامه فقال جاسر " اجلس وقل ما تريد دون هذا التوتر الذي اراه فانا اعتدت على شجاعتك وجرئتك "
جلس امامه فجلس حسام وقال " بصراحة انا اريد ان اتقدم و..واطلب يد اختك الانسة لى لى "
اعتدل جاسر وقد تفاجئ من الامر لم يفكر ان حسام يمكن ان يطلب اخته اسرع حسام يكمل
" انا اعلم ان مستواكم اكبر بكثير ولكن انا عندى شقتي وسأجهزها لها كما تريد وسأفعل كل ما تريد ومستعد لكل طلباتكم "
قام جاسر وابتعد ثم عاد وقال " ارى انك تريدها "
قام حسام واقترب من جاسر وقال " جدا بل ومعجب بها.."
نظر اليه جاسر فارتبك حسام وقال " انا اسف ولكنى صريح معك منذ ان رايتها بالمشفى وانا لا افكر الا بها اراها فى كل من حولى حتى لو اغمضت عيونى اراها لا اكف عن التفكير بها لحظة واحدة انت شاب مثلى وبالتأكيد تفهم ما اقوله وتأكدت عندما رايتها فى عيد الميلاد وادركت اننى.."
تابعه جاسر وكانه يتحدث عنه وعما يشعر به تجاهها نفس المشاعر نفس الاحاسيس فقال " انك ماذا ؟ "
ابتعد حسام وقال " بصراحة ودون لف او دوران انا بحبها ولا اتخيل حياتى بدونها "
ابتعد من امامه حب اى حب الذى يتحدث عنه وما هو الحب و..سمع حسام يقول " جاسر بيه انت لا ترد "
نظر اليه وقال " ماذا قلت ؟"
" سالتك رايك "
قال " لابد ان اعود لبابا و..وهى نفسها ام انك تعرف رايها "
ارتبك حسام ولكنه قال " لا..لا اعرف ولكن متى سترد على ؟"
قال " اخر الاسبوع ،انا مسافر بعد يومين وربما اعود اخر الاسبوع بالتأكيد سأتصل بك عندما اصل "
هز راسه وقال " كنت اتمنى ان ترد قبل ذلك و اتى مع والدى "
ابتعد جاسر وقال " اعتقد اننا بحاجة للوقت لا داع للاستعجال سارد عليك بمجرد الوصول لقرار "
هز حسام راسه وقال " حسنا اشكرك على وقتك اسمح لى "
تحرك حسام فناداه جاسر " حضرت الرائد هل قابلت اختى مرة اخرى بدون علمى ؟"
اسرع حسام بصدق " لا بالطبع لا انا ادخل البيوت من أبوابها هكذا هى الاصول "
هز راسه فذهب حسام وتركه وهو لا يعلم ما يحدث ما الحب؟..الحب الذى يعرفه هو حب الافلام والسينما اما حب الواقع فهو لا يعرفه ولكن ما حكاه حسام مثل ما يعيشه فهل تلك المشاعر تسمى حب هل يحبها .قام وانتفض وهو يقول
" لا جاسر المنياوى لا يعرف الحب انا لا اعرف الا العمل والنجاح فقط وهى كما قالت لن تكون طريقى للنجاح طريقى للنجاح هو الذى احدده انا وليس هى.."
ثم عاد وتراجع وهو يفكر فيها ما ذنبها انها ولدت ابنة السائق وما المانع ... تعب من التفكير اخذ جاكتته ومفاتيحه وخرج
“ مساء الخير "
اسرعت ندى اليه وهو يدخل وقالت " اهلا جاسر تعالى دادى ينتظرك "
وضعت يدها فى ذراعه فلم يمانع وتحركت به الى غرفة الطعام حيث جلس محسن والدها رحب به وجلس تناولوا الطعام فى جو عائلي مع العمل الى ان انفض الرجلان الى غرفة المكتب وقال محسن
" الم تتأخر يا جاسر؟"
نظر اليه جاسر وقال " أتأخر فى ماذا؟"
دخن الرجل سيجاره وقال " فى امضاء العقود ام نسيت!"
ضاقت عيون جاسر وقال " اى عقود ليس هناك سوي العقد الامريكي واعتقد انه لم يتم انا فى انتظار ردك "
قال " لا هناك عقود اخرى عقد الشراكة و..وعقد الزواج "
قام جاسر وبدء جرس غريب يدق بابه فقال " مرتبطين بالعقد الامريكي انا لم انسي "
قال محسن " تمت الموافقة ،نعم وصلت امس لذا طلبتك لاعرف متى سنمضى العقود "
نظر اليه وقال " بمجرد ان نمضي معهم "
ابتسم محسن وقال " اخر الشهر ستصل اللجنة نمضي العقد ونكتب الكتاب ما رايك ؟"
دق قلبه لقد اصبح الامر جدى وسيتحول الامر لزواج هذا هو الحل ليقطع على نفسه الرجوع زواجه من ندى سيحقق بعده عنها نعم سيقيم حياة جديدة بعيدا عنها لن يضعف فهو جاسر وجاسر لا يعيش الا الواقع والعمل ولا مكان للمشاعر بحياته
نظر لمحسن وقال " تمام اخر الشهر نتم الامر كله "
ابتسم محسن وقال " مبروك الف مبروك "
خرج لندى التى انتظرته بالحديقة اتجه اليها فقالت " فيم كان يريدك ؟"
جلس امامها وقال " لا تخبرينى انه لم يخبرك "
قالت بصدق بدى هكذا له " يخبرنى بماذا ؟"
حاول ان يصدقها وهو يقول "حددنا موعد الزواج اخر الشهر "
تراجعت وقالت " ماذا !! ولكن لن استطيع ان اتم كل شئ "
قال " بلى امامك شهر كامل "
نظرت اليه وقالت " ولكن قبل اى شئ هناك شئ هام لابد ان نتفق عليه "
قال " وما هو؟"
قالت " الممرضة "
حدق فيها ولم يرد فقالت " لن نكون سويا بنفس البيت يا انا يا هى "
لم يفكر بالأمر من قبل فقالت " لم لا ترد هل الامر صعب هكذا ؟"
قال " لا ليس صعب ..والحل موجود سيكون لنا بيت منفصل اشيرى على الفيلا التى تريديها وستكون لديكى "
قامت وقالت بضيق " ولم لا اقيم انا بالقصر وتخرج هى منه ؟"
رد بهدوء " لان بابا لن يوافق وانا لن اعارضه "
نظرت اليه وقالت "بابا ام انت ؟"
نظر اليها وقال " ندى لن نتشاجر مرة اخرى "
ابتعدت وقالت " جاسر انت تتمسك بوجودها الا ترى ان ذلك يثير الشك انا لا اوافق لابد ان تطردها "
قام وقال محاولا الا يغضب " لن اطردها يا ندى وسنقيم ببيت منفصل وهذا كل ما عندى ويكفى اننى لم اتساءل عما فعلتيه بها اخر مرة "
وتحرك ولكنها امسكته وقالت " وانت كنت الفارس الذى انقذها اذا كنت تحبها لماذا لا تتركنى وتتزوجها "
نظر اليها ولم يسمح لقلبه حتى ان يتنفس بكلمة الحب فقال " وهل احتاج الاذن منكى لأفعل ؟ اذا كنت اريد لفعلته دون ان انتظر رأى حضرتك اعقلي يا ندى واخرجى هذه الافكار من راسك واشغلى نفسك بالفرح والبيوتى سنتر وفستان الفرح وتلك الامور التى تهم كل عروسة بدلا من هذه الافكار التى لن تؤدى بكى لشئ انا مسافر يومين واتمنى ان اعود واجدك اعقل من ذلك "
وتركها وذهب وهو يعلم انه قتل المشاعر التى يمكن ان تولد داخله
يتبع....
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد