الفصل الرابع عشر
غلط انا
بالطبع اتصل بمحسن وشرح له الامر وبدي الرجل مقتنعا بكلامه واستعد للزفاف وهو لا يعلم ما الذى فعله ولماذا ومع من سيكون بالطبع كان الذهول من نصيب لى لى والذهول الاكبر من نصيب المأذون الذى اندهش من هذا الجنون الذى يراه امامه رجل يتزوج امرأتان بنفس اليوم..ولكن بالطبع لم يستطع احد ان يناقشه او يعارضه
اخرجتها لى لى من حجرتها وقالت " جى لقد كتب الكتاب هيا دادى ينتظرك بالخارج "
نظرت اليها والخوف يسيطر عليها قامت وتحركت للخارج كان الجميع ينتظر بالخارج رات ندى هى الاخرى تخرج من الحجرة البعيدة بالطبع لن تضاهيها جمالا نظر هو لها كانت جميله ورقيقة احتفظت بطرحتها ومع ذلك زادت جمالا ..
ابعد عيونه وتوقف عن الكلام مع محسن واتجه الى ندى التى نظرت لها بغضب وحقد مما اثار خوفها ولكن صوت كاظم اعاد لها الامان وهو يقول
" هيا يا ابنتى الجميع ينتظر "
تحرك هو وندى وحسام ولى لى وهى بجانب كاظم لم تفكر ان يكون هو بجانبها او تتعلق بذراعه مثل اى عروسة فهى تعلم انها ليست مثل اى عروسة
بالطبع كان الذهول الاكبر من جانب المدعوين عندما راوا جاسر يجلس بين امرأتين ولكن لم يستطع احد الاعتراض ولكن النظرات كانت كافية افتتح الحفل بالرقص تجاهلها تماما وهو يأخذ ندى وحسام مع لى لى التى بدت عليها السعادة
نظرت اليه ندى وقالت " لا تظن اننى وافقت هكذا انه دادى ولم انس ما فعلته "
قال بضيق " ندى "
قالت " جاسر سأنسي ولكن ستمضي الليلة معى اليس كذلك وشهر العسل "
نظر اليها وقال " سأمضي الليلة معكى اه ولكن شهر العسل تأجل تعلمين ان المندوب الأمريكي لم يرحل ولابد ان اكمل معه "
تراجعت وقالت " ماذا ؟ ولكن "
انتهت الموسيقي فلم تكمل وهو لم يكن مستعد لسماعها كاد يتحرك لمقعده ولكن المسؤول قال " بالطبع الرقصة القادمة للعروسة الاخرى جاسر بيه "
توقف ونظر للرجل ثم نظر اليها ولم يشأ ان يلفت الانتباه فهز راسه واتجه اليها مد يده لها نظراتها لم تعد بريئة كما اعتاد وانما كساها الحزن والخوف لحظة قبل ان تمنحه يدها التى شعر بارتعاشها جذبها فقامت معه وعادت الموسيقى وما ان احاطها بذراعه حتى ارتعش جسدها كله ربما من قربه من نظراته من لمسة يده على خصرها من انفاسه التى تتطاير حولها ولكن ما تلك الكلمات التى انسابت مع الموسيقي امال ماهر غلط انا..
" غلط انا ومين مش بيغلط كل يوم...علشان دخلت فى حب كان مالهوش لزوم. وانا برضوا فى الاول وفى الاخر بشر ومفيش حد فى الدنيا معصوم ..زمان غلط علشان امنت بسرعة ليك...وشفت عكس اللي لازم اشوفه فيه .. احساسي بيك كان غلطة انا بدفع تمنها وحبي ليك كان ذنب حتحاسب عليه..."
وكأن الكلمات كانت تقصدها حبها له كان غلطة وها هى تدفع الثمن اندفعت الدموع الى عيونها ولم تعد تتحمل تلك الكلمات
" بصعوبة بعد اما انتهيت تانى ابتديت. بصعوبة ويا الوقت بنسي انى اتأذيت. كلمة يا ريت لو بيها انسي الحب ده ممكن بقية عمرى افضل اقول يا ريت "
ورأى الدموع بعيونها فزادت قبضته على خصرها وشعر بما تشعر هى به بالتأكيد هى تظن ان ما كان بينهم غلطه وها هو يجعلها تدفع الثمن لم لا يزيح تلك الافكار من عقله ويعترف ...بماذا ان افكاره هى الصحيحة ولن يتراجع... لم تعد تتحمل ان تسمع الكلمات تؤلمها نعم ستظل طوال العمر تقول يا ريت ابتعدت من امامه وتركها وعادت الى مقعدها دون ان تنتهى الموسيقي ولم يلتفت الا ندى التى ابتسمت فى خبث فهى التى اصابت فى اختيار الاغنية انها حرب ولابد ان تفوز.
عاد الى مقعده وهو يلاحظ دموعها التى تحاول هى اخفاءها وعاد الفرح وكأن شئ لم يكن واستمتع الجميع عدا هى حتى عندما كانت لى لى تجذبها معهم للرقص كانت تبتعد بعيدا عن الجميع ليس هذا مكانها وهو اختفى خرج بعيدا للهواء وهو لا يعلم ما هو مقبل عليه
انتهى الفرح قاد حسام لى لى الى السيارة وتحركت هى بجانبه دون ان تمسكه او يلمسها الى سيارة كاظم الذى كان ينتظرها وانطلق هو مع ندى
نظر اليها كاظم وقال " انتى بخير؟ "
هزت راسها وقالت " لا لست بخير...ولن اكون بخير الالم يعتصر قلبي لماذا فعلت بى ذلك كنت تركتنى ابتعد كان اهون من ذلك الالم "
امسك الرجل يدها وقال " سيعود "
نظرت اليه بدموعها وقالت " وانا ؟ هل من المفترض ان يظل قلبي يتألم ويموت فى كل لحظة وانا اعلم انه بين احضانها ؟ هل لابد ان اتعايش مع المى وانا هنا حبيسة بين الجدران انتظر منه نظرة حنان او كلمة جيدة ابقي فوق الرف يغطيني التراب ويدفني فى قبو الاحزان لا لن اتحمل من اين لى بتلك القوة لا املكها. لا املكها. انا اضعف من ذلك انا بحبه يا عمى بحبه حب اعلم انه خطأ ولا امل له احب رجل لا يفكر الا فى نفسه ولكن مع الأسف لا املك ان اوقف قلبى او امنعه من التفكير به انا اشعر بنار. نار تكوى قلبي ليتنى ما قابلته ولا عرفته ولا احببته ليتنى اكرهه بدلا من ان اكره نفسي لأننى احببته ليتنى ما احببته ليتنى ما احببته "
وانهارت فى البكاء وجذبها الرجل لحضنه ودمعت عيونه من اجلها وربما ندم لانه فعل بها ما فعل..
وصل هو وندى الى الفيلا وما ان دخلا حتى توقف فنظرت له وقالت "جاسر لماذا توقفت ؟"
قال " ساطمن على بابا ولى لى ثم اتبعك "
ولكنها توقفت امامه وقالت "وعليها اليس كذلك ؟"
اغمض عيونه وعاد فتحها وقال " ندى لن نبدء الان انا مرهق ولا اتحمل اى جدال ماذا افعل اكثر من ذلك انا معكى طوال الوقت وها انا معكى الان الا يكفى ذلك ؟"
تعلقت برقبته وقالت " لا لا يكفى دعنا نصعد لغرفتنا الان ربما اكتفى عندما اذيقك ما ينسيك كل شئ "
ابعد ذراعيها وقال " اصعدى واجهزى وانا سأتبعك لن أتأخر "
نظرت اليه ثم تحركت بعصبيه الى الاعلى..دخل المكتب ورمى نفسه على اقرب مقعد واغمض عيونه وفك ربطة العنق وتذكرها بحزنها والمها ما الذى فعله انه كل يوم يقتل كل جميل كان بيوم بينهما..اى جميل انها هى التى فعلت هى التى رحلت ورفضته وهى التى فضلت ذلك الطبيب وارادت ان تكون له..لا لن تكون لاحد ولكن يظل السؤال يلح داخله لماذا هى وما الذى دفعه لكل لذلك لماذا يريدها ولا يريدها يتمنى نظرة عيونها ويغضب للقياها يحزن لألمها ويؤلمها اى جنون هذا الذى يعصف به انه كالسباح وسط الامواج لا يرضى ان يخرج من وسط الامواج ولا يتمتع بوجوده وسطها ماذا يريد منها ولماذا يفعل كل ذلك وهل سيمكنه ان يكمل...
يتبع..
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد