الفصل الثامن والعشرين
واخيرا لقاء
عاد الى مكان اخته كانت قد خرجت الى جناح خاص كما اوصت هى اسرع الى اخته وقال
" لى لى انتى بخير "
ابتسمت وقالت بتعب " الحمد لله لم اعلم انك ستصل بسرعة هكذا "
امسك يدها وجلس على طرف الفراش وقال " انها ست ساعات فقط والطائرة الخاصة لا تأخذ كل الوقت كما تعلمين "
قالت " هل رايت جى؟ لقد كانت معى ولم تتركني الا عندما افقت انها ممرضة ممتازة لم اظن ان اراها مرة اخرى اصبحت اكثر جمالا جاسر لماذا لا ترد "
شرد قليلا ثم قال " توقفى عن الكلام حتى ارد "
ابتسمت وقالت " جى هنا يا جاسر لماذا لا تذهب اليها الم تكن تبحث عنها "
الان تأكد ان قلبه لم يخطأ قال " رايتها وهى رأتني "
قالت " وماذا تركتها تذهب؟ "
حكى لها عما حدث فقالت " ولماذا لم تذهب خلفها جاسر انت لم تعد تحبها؟ "
ابتعد ثم قال " لى لى جى تغيرت ليست هى جى التى نعرفها انها صاحبة هذا المكان من اين لها كل ذلك ثم هى نفسها تركتنى وذهبت فلم اعد اعرف مشاعرها عيونها لم تعد واضحة "
دق الباب ودخل الدكتور مع الممرضة التى تحمل الطفلة منحتها لها وقال الدكتور " كيف حالك الان؟ "
ابتسمت لطفلتها الجميلة وضمتها بسعادة وقالت " الحمد لله بخير شكرا لك دكتور "
قال " هذا اقل واجب نقدمه لأخت مدام جولى اذا اردتى اى شئ اطلبيني انا هنا حتى المساء لن تخرجى اليوم وانما غدا صباحا "
قالت الممرضة " سيأتى المختصون بالتطعيم اليكم هنا فقد طلبتهم مدام جولى حضرتك ارضعيها ثم نعيدها الحضانة "
شكرتهم لى لى وخرجوا ولم يعرف ماذا يفعل او يقول ابتعد فقالت اخته " جاسر تعالى وانظر لجى الصغيرة انها تشبهها "
نظر اليها ودق قلبه لن تسميها باسمها اقترب ببطء وقال " لماذا جى سميه اى اسم اخر اتذكر انكى كنتى قد اخترتى امل؟ "
قالت " لا جولى على اسمها هى التى كانت معى وقتها ولم تتركني "
داعب وجه الطفلة الصغير فمدتها اليه تراجع قبل ان يحملها وتأملها كم تمنى ان يكون له ابن او بنت منها كم حلم بذلك ولكن لم يمنحه القدر ما اراد...
قالت لى لى " الن تذهب اليها؟ "
لم ينظر اليها وقال " ربما لا اعلم "
قالت " ضع النقط على الحروف يا جاسر انها مازالت زوجتك ولن تتركها اليس كذلك؟ "
ايضا لم يرد وقد ادرك انها على حق فهى مازالت زوجته
“مساء الخير تأخرت اسف جدا "
ابتسمت ليوسف وقالت " لقد انتهى الاجتماع يا يوسف "
جلس امامها وقال " احسن فانا مرهق ولم اكن اريد الحضور انتى التى اصررتى على وجودى "
جلست خلف مكتبها وقالت " الدكتور الألماني قبل دعوتنا وكنت اريدك كى نحدد سويا عدد الحالات التى سنتبناها "
ابتسم وقال " لستى بحاجة لى تعلمين انى اوافق على اى شئ تريديه "
قالت بعتاب "لا تخلط الامور انه العمل "
ضحك وقال " لا افعل وانتى حتى لا تمنحينى الفرصة ها الن ناكل انا اموت من الجوع الغداء والعشاء اين ستعزمينني ثم اريد ان ارى احمد وحشنى جدا "
حاولت ان تبتسم ولكن منعها التفكير فيه من ذلك... لقد تركها تذهب اذن مازال يظن بها الخيانة وربما لم يعد يحبها عادت الى يوسف وقامت وهى تقول
" سأعزمك بمكان جديد اكتشفته منذ يومين ولا تسالني عن احمد انه الان ينام "
قامت فقام وناداها " جى ماذا بكى؟ "
نظرت اليه وقالت " ماذا انا بخير "
قال وهو يتقدم منها " لا ارى ذلك عيونك مختلفة هل تخفين عنى شئ؟ "
ابتعدت ودقات قلبها تحاول ان تنفذ من سطوتها عليه فهى تمنع قلبها من ان يدق اعادها وقال
" نحن اصدقاء منذ وقت كاف لأعرفك جيدا هيا تحدثى "
نظرت اليه ثم قالت " رايت جاسر اليوم "
ارتبك يوسف وزالت ابتسامته فقالت " انا اسفة يا يوسف "
قاطعها وقال " وماذا حدث بينكم؟ "
ابتعدت وقالت " لم يحدث شئ "
وحكت له ما حدث فقال " لم يحدثك اتركك تذهبي هكذا كيف "
لم ترد فقال " اذن لم يعد يحبك "
لم ترد ايضا ولكن تألمت لأنها ايضا ظنت ذلك قال " مازلتى تحبيه يا جى عيونك تنطق بذلك "
لم تجد ما تقوله فقال بضيق " لا يستحق بعد كل ما فعلتيه له وهو لم يعد يفكر بكى لم يكن يحبك يا جى "
ابتعدت من امامه ولكنه امسكها من ذراعها واعادها امامه وقال " انا على حق كان عليكى ان تنسيه وتعيشي حياتك معى انا من يحبك وانتى تعلمين ذلك "
نظرت اليه وهى تقاوم دموعها فقد نست البكاء منذ سنوات والان لن تعود كادت ترد لولا ان سمعت ضوضاء بالخارج ثم فتح باب المكتب فجأة وراته امامها و السكرتيرة تحاول ايقافه حدقت فيه وهو ايضا بادلها النظرة ثم تحول الى يوسف والى يده التى تمسك ذراعها بينما لم يفهم يوسف اى شئ
ابعدت ذراعها وقالت السكرتيرة " انا اسفة يا فندم ولكن.."
قاطعتها هى بهدوء " حسنا يا مى اذهبي انتى اهلا استاذ جاسر تفضل "
ابتعدت الى مكتبها وهى تخفى خوفها من مواجهته ومسحت دموعها التى لم يراها دخل واغلقت الفتاة الباب ظلت واقفة خلف مكتبها ويوسف يقف مكانه يتأمله تقدم بثبات ووقف امام يوسف ونظرته كلها غضب
قالت لتلطف الجو " الاستاذ يوسف رجل اعمال وعضو فى البرلمان وشريكي.. الاستاذ جاسر رجل الاعمال المعروف غنى عن التعريف "
نظر اليها وقال " لم تكملى "
لم تفهم فقال بتحدى "و زوجك "
نظرت اليه وقد الجمتها المفاجأة فنظر ليوسف وقال " نعم زوجتى انا رديتك بعد براءتي وانتى بشهور العدة والمحامي يعلم ذلك وحسام ولى لى والجميع يعلم "
قالت وهى تحاول ان تبدو هادئة وكأن الامر لا يهمها " الجميع يعلم الا انا... لم اعلم الا انك طلقتنى"
نظر اليها مرة اخرى ثم الى يوسف فقالت " يوسف من فضلك هلا ترى الاجهزة الجديدة من اجلى "
كانت نظرات التحدى بين يوسف وجاسر تنذر بالشر لذا حاولت ان تبعد يوسف الذى هز رأسه وقال
" حسنا "
تابعه جاسر والغضب يملاء كيانه هل تركته من اجل ذلك الرجل استدار اليها وقد جلست لان قدماها لم تعد تحملها فلم تكن تعلم انه ردها هل يمكن ان يعود لحياتها لقد تغيرت كل خططها
اتجه الى مكتبها ووقف امامها وقال " من هذا الرجل وما صلته بكى "
لم تنظر اليه فدق على المكتب مما افزعها وعاد يقول " ردى "
قامت وهى تلملم نفسها وقالت" اخبرتك انه شريكي "
ابتعدت عنه ولكنه لم يرحمها اتجه اليها وامسكها بقوة من ذراعها ليعيدها امامه نظرت اليه وعيونه يملؤها الغضب وسمعته يقول
" شريكك فى ماذا بالضبط؟ فقط العمل ام ماذا "
ابعدت ذراعها منه وقالت " وما شانك انت ؟ "
قال بنفس الغضب " انا زوجك "
ابتسمت بسخرية وقالت " هل تصدق نفسك لأننى لا اصدق "
حدق فيها بقوة وقال " لا تصدقين ام لا تريدين "
ابتعدت وقالت بحزن " من منا الذى اراد انا ام انت لست انا التى تركتك ام اذكرك ربما نسيت "
ابتعد وقال " انا لم اخطأ "
زاد المها فقالت " لماذا اتيت اذن ولماذا اعدتنى ؟"
لم يعرف بماذا يرد نظرت اليه وقالت " انت انهيت كل شئ وانا ايضا انهيت كل شئ فلماذا عدت لم يعد بيننا اى شئ "
نظر اليها ورأى الحزن بعيونها شعر انه اخطأ عاد وقال بنبرة اخف " و الحب "
نظرت اليه ولم تجد ما تقوله اشاحت بيدها وقالت " حب واهن ضعيف لم يصمد امام اول ريح فسقط وسقطت معه كل المشاعر والذكريات والاحلام ..ماذا تريد يا جاسر لا اعتقد انك جئت تبحث عن الحب؟"
ابعد عيونه وقال " لم اتخيل ان ينتهى كل شئ هكذا ظننت..."
اقتربت فلم يكمل فقالت " ظننت ماذا اننى ساعيش احلم باليوم الذى تأتى الى وتخبرنى انك اعدتنى فافرح واجرى لأحضانك لا..لم اعد تلك المرأة انت قضيت عليها انا لم اعد جى البريئة التى تحب كل الناس وتسامح كل الناس انسانى يا جاسر واخرجنى من حياتك كما فعلت من قبل "
نظر اليها وقال بألم " لم استطع...انتى بدمى يا جى فكيف اغير دمى جى دعينا ننسي الماضى ونبدء من جديد "
ابتعدت وقالت " انا بدات من جديد كما ترى ونجحت ولم اعد جى الممرضة ابنة السائق الخائنة نجحت وحققت كل ما تراه الان ولكن وحدى لست بحاجة لمن يتخلى عنى وسط الطريق لن افعل لا اريد ان اعيش الالم مرة اخرى فقد تعبت "
وقف امامها وقال " اذن لماذا اخرجتينى كنتى اتركينى هناك افضل من هذه الحياة اعترفى انكى اخطاتى ولننسي ما فات ولنعود من جديد "
قالت بأصرار " عندما تعترف انت بخطاك ربما افعل لكن ان نعود فلا يا جاسر الان اقولها لك جى لم تعد ضعيفة لم تعد تلك الفتاة التى يخشي عليها الجميع من مواجهة الحياة والناس لقد خرجت وواجهت وعشت وتغيرت ولا اريد ان اعود الي جى القديمة هل تفهم لا اريد "
لاح الحزن بعيونه ثم قال وهو يقترب منها " لم تكونى فى اى يوم ضعيفة بالنسبة لى وما فعلتيه من اجلى لا يصدر من امرأة ضعيفة لست بحاجة لان تعرفينى عليكى احفظك يا جى "
دمعت عيونها وقالت " كنت اظن ذلك انك تعرفنى وتحفظني كما تقول ولكن للأسف لا انت لم تعرفنى فى اى يوم ولم تحبنى بل وصدقت ما رايت دون حتى ان تسمعنى وتركتنى خلفك دون ان تهتم لم تسال عنى ماذا اصابنى هل عشت ام مت صدقت اننى اخونك هكذا وببساطة انت لم تفكر لحظة واحدة اننى ربما اكون بريئة هل يمكن ان اثق بك مرة اخرى "
اخفض راسه وقال " ما رايته "
ثارت وقالت " ما رايته هو ما اردت ان تصدقه ما رايته امرأة ممزقة الملابس فاقدة للوعى فهل هذه امرأة جاءت بمحض ارادتها لمن تريد ما رايته هو ما قالته ندى وانت صدقتها ..ما رايته هدم كل ما بيننا مزق الثقة وقتل الحب ما رايته أماتني الف مرة لثاني مرة يا جاسر انت اخترت ونفذت فلم تلومنى الان "
ابتعد من امامها وقال " تركتينى اصدق لم تأتى لتشرحي "
قالت " وهل كنت ستسمعنى بالطبع لا كنت ستقتلني لتنتقم لكرامتك اليس صحيح؟ "
لم يرد فاتجهت اليه واعادته امامها وقالت بقوة " اليس كذلك ؟رد اخبرتك انت لم تحبنى فى اى يوم وانما اعجبتك اللعبة واردتها وحصلت عليها وعندما مللت القيتها وكسرتها حطمتها فما الذى تريده الان من الحطام ماذا تريد؟ "
نظر لدموعها وقال بحزن وقد ادرك صحة ما تقول " وابننا "
دق قلبها لن تمنحه اى فرحة ستزيده الما فوق المه فقالت بدموع " مات ..انت قتلته ايضا هل نسيت كيف ضربتنى لم اتحمل يا جاسر وكما قتلت حبنا قتلت ابننا قتلته يا جاسر قتلته " وانهارت فى البكاء وترقرت دمعة بعيونه تنطق بألم قلبه لقد حطم كل شئ رفع ذراعيه ليحيطها ويضمها لصدره ولكنه لم يستطع فهو يعلم انها لم تعد تريده لم يعد هناك ما يقال اخفض ذراعيه وقال
" كفى يا جى كفى "
لم ترد لحظة تحاول ان تستجمع فيها شجاعتها ثم هدأت وقالت " لن اطلب الطلاق لأنه لا فارق لقد عشت وانا اظن اننى مطلقة وسأعيش ما تبقى من حياتى على هذا الاساس فقط انسانى واتركنى اعيش حياتى كما اشاء ربما انت عدت لاننى لم اعد امام الناس الممرضة اليس كذلك "
لم يرد فقالت " لم اعد الطريق الخطأ الذى يؤخر نجاحك... ولكن للأسف مدام جولى لا تحبك ولا تريدك لأنك تذكرها بجى الممرضة الضعيفة التى احبتك وعشقتك لذا قتلت جى لأصبح جولى التى تراها امامك واعتقد اننى لست بحاجة اليك "
نظر اليها لقد تغيرت كثيرا وهو ما قاله
" تغيرتى حقا "
ابتعدت بنفس الدموع وقالت " اشكرك على ذلك انت وندى "
اقترب منها وقال " جى دعينا ننسي ما كان كلانا كانت له اعذار و..."
نظرت اليه بألم وحزن وقالت " كفاياك اعذار "
وكأن موسيقي اغنية تامر حسنى تتناغم حولهم كفاياك اعذار " لو فعلا بتهمك راحتي زي ما بتقول ! كان المفروض لم تشوفنى تفهم على طول!! ...انك طول ما انت بعيد عنى..العمر بيجرى ويسرقنى ووجعى بيطول!! كفاياك اعذار ولآخر مرة هقولهالك؟!... كفاياك اعذار مش دايما هنسي وهصفالك! على الوضع دا لا... الجاى مش خير..ولو هطول... نهايتنا خاليها فى بالك! هتيجي فى يوم... هتلاقى نتيجة اهمالك!! عيشها وحيد....والجرح كبييير!!"
ظل كلا منهما ينظر للآخر وكأنهم يتبادلون كلمات الاغنية بينهم الى ان ابتعدت العيون وكأنه سمع ما ارادت ان تقول وزادت دموعها فتحرك الى الخارج وقبل ان يفتح الباب قال دون ان ينظر اليها
" ربما تظنين انها اعذار ولكنها ليست كذلك ولم اعود لانكى اصبحتى جولى فلست بحاجة اليها وانما عدت لجى الممرضة ابنة السائق التى ولد الحب بينى وبينها لذا لابد ان تعرفى ان الامر لم ينتهى يا جى "
وتركها وخرج وانهارت فى البكاء لقد اتى ليؤلمها وليس ليعتذر عما فعل لم يعترف انه اخطأ وانما يصر على ان تتحمل هى كل الذنب ولكن لا لن تفعل لقد انتهى كل شئ
ركب سيارته وظل جالسا يسترجع ما كان مرر يده بشعره وارجع راسه الى الخلف لقد انتهى كل شئ هى أخطأت ولا تريد الاعتراف ثم اين الحب لم تعد تحبه لقد انتهى ما كان بينهم ولكن لا عيونها لا تنطق بذلك ثم تذكر ابنهما فاغمض عيونه فى الم هو السبب انها على حق لقد قتل كل شئ بينهما فلم يحزن الان
فتح عيونه وهو يحاول ان يفكر ماذا سيفعل هل يتركها اذا وافق عقله فسيرفض قلبه وللأسف هذه المرة وبعد كل تلك المدة التى مضت اصبح عقله قبل قلبه يريدها ولا يريد ايا منهما تركها ولكن كيف وهى ترفض لم تعد تريده فقد اصبحت لها حياتها ولكنه لن يستسلم لن يتركها ليس بعد ما عاشه بدونها فهو يعلم انه لن يستطيع ان يفعل..... تنهد ثم قاد السيارة وابتعد دون ان يصل لأى حل
“ جى انتى بخير؟"
مسحت دموعها ولم تنظر الى يوسف الذى اقترب وقال " ماذا حدث اخبرينى "
ابتعدت وقالت " هلا تتركنى وحدى "
قال " تعلمين انى لن افعل ماذا فعل بكى "
قالت " لا شئ لم يفعل اى شئ فقط أوجعني اكثر..ولكنى ايضا اوجعته نعم انا فعلت ولكن غصبا عنى انا غاضبة لدرجة اننى لم اسمعنى وانا افعل به ما فعلت اردت ان اجرحه مثلما جرحنى اكسره كما كسرنى ولكنى لم استطع يا يوسف لم استطع..."
وانهارت فى البكاء اتجه اليها وامسكها من ذراعيها وقال " جى اهدى اجلسي واهدى لقد انتهى الامر "
اجلسها واحضر لها بعض الماء حتى هدات ثم قال " حبه سيقتلك فلم قاومتيه "
نظرت اليه وقالت " تريدنى ان اعود "
ابتعد وقال " تعلمين ما اريد فلا تضغطين على "
قالت " يوسف ارجوك "
قال " اسف لم اقصد..ما اراه ان تعودى اليه انتى تحبيه وهو ايضا نظرات الغيرة التى رايتها بعيونه تقول ذلك انا رجل وافهمه جيدا "
قالت" لا اريد حبه المختلط بكبريائه لا اريده "
قال" لا اظن انه مازال بكبريائه والا لما اتى اليكى جى لا داع للعذاب طالما راحتك معه ولا تنسي ابنك وابنه "
ابتعدت وقالت " لم يعرف به اخبرته انه مات بسببه "
حدق فيها وقال " انتى مجنونة لماذا فعلتى ذلك؟ سيعرف الحقيقة ولن يرحمك "
نظرت اليه وقالت " سيعيد الكرة مرة اخرى ووقتها سأتأكد من انه لا يريدنى وانما يريد ان يتملكنى وانا لا اريد ذلك لذا اليوم اوجعته ولست نادمة "
هز راسه وقال " لا اعلم ولكنى لا اوافقك على ذلك "
لم ترد فقد نفذت ما ارادت
عاد الى لى لى ووجد حسام معها رحب به وهو يري سعادته بابنته وعاد الالم اليه ولكن اخفاه بين ضلوعه
قالت لى لى " هل رايتها؟"
نظر حسام اليه فقال " نعم "
عندما رد ببرود تراجعت لى لى ولم تكمل فقد فهمت بينما قال حسام " ساذهب و.."
اوقفه جاسر " لا..لا تذهب لم يعد هناك ما يمكن ان اخفيه عنك انت زوج اختى وصديقى وبالطبع تعلم كل شئ "
قالت لى لى " لن تعود "
ابتعد وقال " نعم .. تقول انها لم تخطأ وانما انا من فعل وان إهمالي لها هو السبب الذى جعل كل ما بيننا ينتهى اعذار انها تسمى ما حدث اعذار وليست واقع لذا لن تعود "
نظر حسام لزوجته واليه ثم قال " هل اتحدث ام.."
نظر اليه وقال "بالطبع تحدث ليس هناك ما يقال "
قال حسام " بل هناك يا جاسر هناك حقيقة لابد ان تسمعها انا اعلم ان الامر لم يكن سهلا عليكما ولكن بصراحة انا معها "
ضاقت عيونه وقال " معها ماذا تقصد فانا لا افهم كيف؟"
قال حسام " انا عرفت جى فى الفترة التى كنا نحاول فيها اخراجك من السجن هى صحيح مدة قصيرة ولكن كافية لان اعرف تلك المرأة انها كانت على استعداد للموت من اجلك فهل تلك المرأة يمكن ان تخون لقد عرفت ايمانها وصدقها وبراءتها من عدة ايام فكيف لم تعرفها انت اعلم ان ندى احكمت خدعتها ولكن هل تظن ان وضع جى يومها كان وضع امرأة اتت برغبتها الم تتحرى فى الامر قبل ان تظلمها صدقت ندى وانت تعلم انها تكرهك وتكره جى ومنحتها لذة الانتصار وانت تعلم...لا تنكر يا جاسر انك أخطأت وانك انت ظلمت جى وليس من الصواب ان تنكر ارضاء لكبريائك اذا اردتها ان تعود فيجب ان ترضي كبرياءها هى لأنك اهنتها وجرحتها ورغم ذلك لم تتركك ولم تصدق انك مجرم امنت بك فى الوقت الذى لم تؤمن انت بها صدقتك دون دفاع فى الوقت الذى كذبتها انت دون دفاع جاسر عد لنفسك وابعد عن كبرياءك هى حبيبتك زوجتك ليس بينك وبينها اى كرامة او غرور اهنت كرامتك يوم اهنتها وجرحت قلبك يوم جرحتها ودواءك فى شفاءها وشفاءها بيدك انت "
ابتسمت لى لى لقد قال حسام ما لم يجرؤ احد على قوله لاخوها من قبل ربما شخص واحد كان يمكنه ان يفعل ولكنه مات وهو والدهم ابتعد وهو يستوعب كلمات حسام الذى اكمل
" سامحنى يا جاسر ولكنى تمنيت لقصة حبكم ان تكمل ليس لأنها خيال وانما لأنها مثال للحب الذى صمد رغم الصعاب فقط هو يختفى خلف الضباب الى ان ينقشع ثم يعود ازل الضباب يا جاسر واعد الحب للنور..."
يتبع...
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد