الفصل الثاني عشر
سفر..مرض
انهارت على فراشها فى بكاء تعال صوته دون ان تستطيع منعه الى ان بدأت تتدارك نفسها فاعتدلت وقد قررت ..سترحل نعم لن تبقى لن تجبر قلبها على تحمل ذلك العذاب لم يعد اى شئ يهمها ليس بعد وجع القلوب اى وجع
لم يعد للقصر الا بوقت متأخر كى يودع والده واخته ليرحل على طائرة الفجر مر على حجرتها ولكنه لم ينظر فقد قرر ان يكمل في نفس الطريق لا يمكنه التراجع دق الباب ودخل راى والده بالفراش ولكنه لم ينم دخل وقال
" مساء الخير "
قال الرجل " مساء الخير تعالى "
تقدم وجلس امامه وقال وقد بدا عليه التعب وعدم النوم ادرك كاظم ابنه ولكنه احترم صمته فقال
" يبدو عليك التعب "
قال " نعم كان لابد ان انهى كل شئ قبل ان اسافر وجئت اسلم عليك طائرتي بالفجر جئت لأخذ حقيبتى ليس هناك وقت ولى لى لم اراها على سيخبرك بكل جديد وسيتواصل معى "
لم يرد الرجل فقام وقال وهو يقبل راس والده
" اراك على خير "
تحرك مبتعدا ولكن الرجل استوقفه وقال " جى رحلت "
توقف ولم يستدير لحظة كى يتدارك نفسه ثم استدار وقال " لا افهم "
قال الرجل بحزن " ما الذى لا تفهمه اقول انها رحلت لم نجدها فى غرفتها ولى لى عرفت انها عادت لمنزل والدها وحاولت معها ولكنها رفضت ان تعود "
غضب كبير اجتاحه كيف تذهب هكذا لقد طلب منها الا تذهب وتبعد لقد ابتعد هو من اجل بقائها فكيف تفعل ذلك نسي والده وانطلق خارجا ولم يسمع لى لى وهى تناديه وانطلق اليها...
حاولت لى لى ان تقنعها بالعودة معها الى القصر ولكن هى لم تستطع لم يعد لديها استعداد للتحمل اكثر من ذلك فتركتها وعادت لوحدتها وهى لا تعرف كيف ستعيش حياتها وحدها..
دق الباب بعنف مما افزعها مسحت دموعها وشعرت بالخوف اقتربت من الباب فدق مرة اخرى كانت الثانية ليلا فقالت
" من ؟ "
سمعته يقول" افتحى يا جى قبل ان اكسر الباب "
شعرت بالخوف خاصة من الجيران فتحت ونظرت اليه وقالت " هل تعرف كم الساعة ؟ "
دخل بغضب وقال " لا يهم "
دخلت وراءه وقالت " ولكنه يهمنى الجيران وكلام الناس لو سمحت اذهب "
نظر اليها بغضب وقال " لن اذهب الا وانت معى هيا ادخلى واحضرى اشياءك لنذهب "
ابتعدت من امامه وقالت " لن افعل هذا بيتى ولن اخرج منه "
امسكها من ذراعها بقوة واعادها امامه وقال " ستفعلين لأنى اريد ذلك اخبرتك اننى سابتعد ونفذت فماذا تريدين غير ذلك ؟"
حاولت ان تخلص نفسها منه ولكنه لم يفلتها فقالت " اريد ان ارتاح اتركنى ارتاح "
نظر بعيونها الباكية وقال " وانا كيف ارتاح وانتى هنا وحدك اخبرتك انكى لن تستطيعى مواجهة هذا العالم وحدك لذا لابد ان تبقي مع بابا "
توقفت عن المقاومة وقالت وسط الدموع " لا تقلق سافعل مواجهة العالم ارحم من العذاب الذى كنت اعيش فيه "
نظر فى عيونها وقال بالم " وجودك بالقصر كان عذاب "
هزت رأسها بدموع تسيل كالشلال ترك يدها وابتعد وقال بضعف " لم؟ انا تركته من اجلك "
قالت " يكفى انه بيتك .."
قال " لم يعد كذلك سأتزوج وارحل "
قالت بألم " كفى ابتعد عنى انا لم اعد اريد ان اراك اتركنى.."
اتجه اليها وهى تنهار وامسكها من ذراعيها وقال " جى لا يمكنك البقاء بمفردك انا لا استطيع تقبل وجودك وسط الناس لن يرحموكى "
نظرت اليه من بين الدموع وقالت " الا تشعر الا تحس انا تعبت..تعبت.. انا لم اعد اتحمل ارجوك دعنى وحدى ربما اعالج جراحى..ابعد عنى يا جاسر وارحمنى انت تريد كل شئ ولكن انا لا لن افعل لأننى لا اريد ان اكون مجرد برواز فى حجرتك ترفض التخلي عنه لمجرد انك تريد ذلك ولكن انا لست برواز يا جاسر انا بشر لحم ودم ولا اطالبك باى شئ انا فقط اطلب ان ابعد ان ترحمنى وتتركنى اتركنى .."
وزاد نحيبها الى درجة الانهيار ولكنه لم يستطع ان يتركها لا يمكنه ان يتحمل فوجد نفسه يجذبها اليه ويحتضنها بقوة وزادت هى من بكائها وهى بين احضانه لم تعد تستطيع المقاومة شد عليها وقلبه يتألم من اجلها عادت لوعيها فابتعدت ولكنه لم يفلتها
قال " انا اطلبها للمرة الاخيرة تعالى معى للقصر "
استدارت بعيدا عن انفاسه التى تحرقها وعيونه التى تقتلها وهزت راسها وقالت " لماذا ؟ لن يغير رجوعى من شئ سأظل انا الممرضة ابنة السائق التى تخشي على مستقبلك من وجودها بحياتك فلم تريد قربي ابتعد عنى وكفاني ما نالنى منك "
ابتعد وقال " تعلمين اننى اريد وجودك من اجل بابا و.."
قاطعته " كفى هل تظن اننى اصدق هذا الكلام لا انت لا تريدنى من اجل والدك ولكن كى ترانى وانا أتألم لفراقك وتشبع غرورك بانك نلت ما تريد تتمتع بحبي لك ولكن وانت على عرشك تنظر لى كجارية من الجواري تخشي اعلانها امام الجميع لمجرد انك جاسر بيه وانا الممرضة ولكن الى هنا وانتهينا انا لست جارية انا حرة نعم حرة لا انت ولا سواك تملك حياتى هل تفهم سأقتل قلبي بيدى لو تطلب الامر فقط لأحافظ على كرامتي وتذكر انت اخترت طريقك وانا ايضا.. اخترت "
ابتعد من كلماتها هل هى كذلك بالنسبة له جارية يخشي من اظهار حبه لها ضاع عقله وسط كلامها ولم يجد ما يقوله بالفعل هو اختار ولن يتراجع وها هى ايضا اختارت فلم يعد يملك اكثر مما فعل..ظل ينظر اليها لحظة ثم تركها وذهب وانهارت هى على اقرب مقعد
بالطبع لم تتغير اوضاعها حاولت ان تعيش وتهدء لتثبت لنفسها انها اقوى من ان تنهار اكثر من ذلك لن تفعل فهو الذى اختار ورفض ان يعترف بها فهى تعلم انه يخشي من قربها على مستقبله لذا اختار العمل وفضله عليها فليعيش حياته ولتعيش هى ايضا...
تقدمت للعمل بأكثر من مشفى وعادت فى المساء متعبة بدون فائدة كانت تعلم انها لابد ان تجد عمل المال الذى معها سينفد وعليها ان تجد غيره صلت ودعت الله ان يساعدها
رن هاتفها وكانه حلم فتحت عيونها لقد نامت بصعوبة بعد عدة ايام لم تذق فيها النوم. نظرت برقم لى لى ففزعت فقد تأخر الوقت جدا اسرعت ترد
" لى لى ماذا هناك ؟ "
جائها صوت بكاء لى لى تقول " بابا يا جى انه لا يرد لا اعلم ماذا اصابه الحقينى يا جى "
قامت وقالت " دقائق واكون عندك اتصلى بالإسعاف بسرعة الى ان اصل."
لم تعرف كيف وصلت بهذه السرعة مع وصول الاسعاف نظرت لكاظم وحاولت ان تفهم ما اصابه ولكنها لم تعرف ولكن دقات قلبه ضعيفة وكذلك النبض فخشيت ان تكون ذبحة صدريه او جلطة فلم تقل اى شئ.
اوصلتهم الاسعاف المشفى والغريب ان وائل كان موجود اسرع اليهم وهو يراها ويرى كاظم فقال " ماذا حدث ؟"
قالت لى لى " لا اعلم دخلت فرايته هكذا لا يرد "
اسرع به الى الطوارئ ودخلت معه ومن الكشف عرفوا انها ذبحة صدرية بالطبع اتخذ الاجراءات اللازمة وادخلوه العناية المركزة وطلبت من وائل ان تظل بجانبه فلم يعترض ظلت الليل كله بجانبه وفى الصباح بدء يفيق
نظر اليها فابتسمت وقالت " الحمد لله انت بخير ؟"
قال بضعف " نعم ولى لى وانتى ؟"
قالت " بخير لا تقلق "
صمت ثم قال " جاسر اتصلتم به؟ "
ضاعت البسمة من على وجهها وقالت " لا اعلم لم ارى لى لى منذ اتينا سأذهب لأراها واحضرها لتراك "
كانت لى لى تجلس ورات حسام يقف بجانبها اتجهوا اليها فقالت " الحمد لله لقد افاق يمكنكى الدخول سأنتظر هنا "
اسرعت لى لى للداخل وظلت هى مع حسام
خرجت لى لى فانضموا لها فقالت وهى تمسك دموعها " لقد نام وطلب منى ان اعود للمنزل والا اخبر جاسر عندما يتصل.."
هزت راسها وقالت لحسام " هل يمكن ان توصلها حضرتك انا سأبقى هنا لن اذهب "
هز راسه واخذها وذهب
فى المساء زاد التحسن وعاد وائل واخبرها انه مازال بحاجة للعناية المركزة فلم تمانع نظر اليها وقال
" لا تبدين بخير ماذا اصابك واين كنتي عندما حدث ما حدث له ؟"
ابعدت عيونها وقالت " انا بخير لا تقلق هل يمكن ان ابقي بالداخل معه "
امسكها واعادها اليه وقال " جى انا بحبك "
نظرت اليه وتفاجأت مما قال ولكنه اقترب واكمل" لم اتوقف عن حبك حتى بعد رفضك لى وما زلت اريدك جى انا لم اكف عن التفكير بكى فهلا تمنحينى فرصة اخرى "
لم تعرف بماذا ترد ان قلبها ليس ملكها ولا يمكنها ان تظلمه ابعدت عيونها وقالت " ارجوك دكتور ليس هذا وقت مناسب "
قال " اذن اخبرينى متى يكون ذلك الوقت جى مع من قلبك اذا لم يكن لى "
نظرت اليه وقالت " ليس من حقك ان تسال هذا السؤال او ان تتدخل فى حياتى الشخصية عن اذنك " وتركته ودخلت العناية وامسكت يد كاظم ربما تستمد منه القوة على مواجهة ما حولها..
نظر اليها ورأى الدموع فقال " هل انتى بخير؟ "
هزت راسها فقال " انا تركتك ترحلين كى يهدى جرحك ولكنى لم اكن سأترككى الى الابد انتى مثل لى لى والان لابد ان تعيشي معى فانا اصبحت الان بحاجة اليكى اكثر من الاول "
مسحت دموعها وقالت " لا انت بخير وستكون افضل ولن تحتاج لى او لسواى "
هز راسه وقال " اعلم انكى تهربين من مواجهة قلبك وحبك ولكن الى متى ؟"
قالت " لا اهرب انا احاول ان اشفى
قال"وهل فعلتى ؟"
اغمضت عيونها فقال " الحب مرض مزمن يا ابنتى "
قالت " ولكن حبي خطأ ولا يمكن قبوله "
ابتسم وقال " ولكن انا اقبله. لم اولد وفى فمي ملعقة ذهبية وجاسر سيفهم ذلك لن يستطيع مقاومة قلبه لنهاية العمر سيعود لكى ولقلبك "
زادت دموعها وقالت " ولكنه أهانني وجرحني وانا لن اسامحه "
قال" هذا ما تظنيه ولكن ما ان يعود اليكى حتى تنسى كل ما كان وانا سأعيده اليكى فقط اطيعينى وافعلى ما اقوله دون معارضة ولابد ان تفهمى ان القادم اصعب بكثير مما مضي ولابد ان تتحملى واول اوامرى انكى ستعودى معى وهذه المرة للابد لانكى لن تخرجي من القصر مرة اخرى هل تفهمين "
لم تفهم اى شئ فهزت راسها نفيا فقال " لا يهم المهم ان تستعدى للقادم نحن سنتحدى جاسر المنياوى سنخرج اسوء ما فيه لنعيد جاسر ابنى الحقيقي الذى لا يهمه مال ولا نجاح وانما يهمه الحب والحنان هل ستفعلين "
هزت راسها فقال " هيا تعالى لحضني "
احتضنها بقوة لعلها تشعر بالأمان ولكن زاد خوفها من القادم
بعد يوم اخر للعناية خرج العجوز الى غرفة عادية وكانت معه بالطبع لم تتركه لحظة ولم يفاتحها وائل فى اى شيء مرة اخرى
دق الباب ودخلت لى لى " صباح الخير دادى "
اتجهت اليه وقبلته بسعادة ثم ابتسمت لجى وقالت " صباح الخير يا جى اراه بخير اليوم "
ابتسمت لها وقالت " نعم ربما نخرج اليوم مساء "
صاحت بسعادة " حقا يا له من خبر اه دادى جاسر اتصل امس وسال عنك واخبرته انك نائم "
قال " الم يخبرك متى سيعود ؟ "
قالت وهى تنظر لها " لا ولكن.."
حثها الرجل على ان تكمل " ماذا هل اصابه شئ "
قالت " لا لا هو بخير ولكن اعتقد ان ندى معه لقد رايتها فى الفيديو كول "
حاولت الا تبدى احزانها امام لى لى ولكن بالطبع كانت عيونها تخونها فقال العجوز" لذا لم تأتي لزيارتي فهى صاحبة واجب"
وكأن السخرية تملأ صوته لم تحاول أن تبدي ما بداخلها.. عادت لي لي وقالت " دادى..كنت اريد ان اخبرك بشئ "
قال " عن جاسر!"
هزت راسها وقالت " لا انه..انه حسام اقصد الرائد حسام انه بالخارج ويريد رؤيتك "
نظر الرجل لابنته وقال " ومن اخبره؟ "
اسرعت تقول " لا اعلم انا رايته هنا "
ابتسم الرجل وقال " حسنا دعيه يدخل "
رحب الرجل بحسام ولم ينكر انه اعجب به واندمجوا فى حوار عن القضية السابقة ودخل ايضا وائل واندمج الجميع فى حديث ودى الى ان فتح الباب فجأة فصمت الجميع وتعلقت عيونهم بالباب
يتبع...
أنت تقرأ
رواية انين القلوب بقلمى داليا السيد
Romanceالحب والكبرياء لا يلتقيان ولو التقيا فلم الانتصار ولو اعترف الحبيبان وافترقا ومرت الاعوام فهل من لهما من عودة لم كتن ام يستمر انين قلبيهما الى الابد