الفصل السادس

3.1K 69 0
                                    

الفصل السادس
رحلة
وصلت الطائرة في المساء واوصلتهم السيارة التي كانت تنتظرهم إلى القرية وحصل الجميع على مفاتيح حجراتهم التي كانت تطل علي حمام السباحة ما ان وضعت حقيبتها حتى غيرت ملابسها بملابس خفيفة من شدة الحرارة كانت رقيقة وهى تطمن على مظهرها وما ان انتهت حتي اتجهت لكاظم لتطمن عليه ودخلت لي لي وبعدها جاسر الذي اختلف في ملابسه الصيفية بذلك البرتكول الرياضي والتي شيرت الضيق ولأول مرة يبدو جسده الرياضي بتلك العضلات المرسومة ابتسم والده وقال
" لي زمن لم اراك في زيك الرياضي "
قالت لي لي " نعم وانا ايضا حقا ان جسدك الرياضي هذا رائع محظوظة هي ندي "
نظرت اليه وكذلك هو ثم ابعد الاثنان نظرهم وقال هو " الن نتناول اي طعام انا جائع بابا هل تأتي معنا "
ابتسم الرجل وقال " لا خد البنات واذهب واطلب لي العشاء هنا "
اسرعت جى تقول " سابقي مع حضرتك "
قال كاظم بإصرار " لا انا سأنام هيا اذهبي لا اريدك "
لم تنظر اليه بينما جذبتها لي لي وقالت " هيا يا مجنونة نحن سنخرج مع جاسر هل تفهمين جاسر هيا "
ابتسم جاسر وكاظم وتحرك جاسر خلفهم..
استأجر سيارة لتكون معه كانت البلد صغيرة توقفوا أمام محلات الملابس فقالت لي لي " جي هذا الطقم سيليق بكي تعالي نجربه "
هزت راسها وقالت " لا "
ولكن لي لي قالت " جاسر قل لها ان تأتي معي أليس رائعا ثم انتي بحاجة لمايوه للبحر وملابس اخري لهنا لن نقضيها بهذا الاسود "
حاولت ان تعترض ولكن لم ترحمها لي لي ولم يتحدث هو.. جربت ملابس كثيرة وكذلك لي لي وعند المايوه قالت
" لا انا لا اعرف السباحة لا احب البحر "
ولكن لي لي اصرت... حاولت ان تدفع ثمن أشيائها ولكن نظرته كانت كافية لان تتراجع
واخيرا جلسوا لتناول العشاء ولم تصمت لي لي الي ان رن هاتفها فنظرت الي جي ثم قالت
" رقية صحبتي.. عن اذنكم "
لم تصدقها جي لأنها تعلم ان ليس لها صديقة باسم رقية ولكن لن تتحدث امامه.. وصل الطعام تناولوه في صمت الي ان قال
" لا تظني ان ما فعلتيه مر هكذا "
نظرت اليه وعاد قلبها للحياة بعيدا عن تأثيره وقالت " لست نادمة "
نظر اليها وقد اثارته جراتها " انتي جريئة وستدفعين ثمن ذلك غاليا "
قالت " تهديد هذا ام ماذا ؟"
قال " نعم حتي تتعلمين كيف تتعاملين مع جاسر المنياوي "
قالت بتحدي " لا اخاف من التهديدات وحضرتك جربتني طالما انا علي حق فلن يهمني شئ اي شيء "
نظراته اليها لم تكن مفهومة كما ان عيونها لم تفصح عن شيء.. قال " ماذا تحاولين ان تثبتى بتصرفاتك هذه؟
قالت بصدق " لا شئ انا ارد على مواقف وضعت فيها دون اختيار "
لم ينظر اليها وقال " اى مواقف هل ظننتى انكى من الاسرة انتى مجرد ممرضة فلم تتجاوزين حدودك "
اختنق الكلام بحنجرتها ونظرت اليه ثم قالت " لماذا تتعمد جرحى واهانتى  "
نظر اليها وراى تلك الدموع بعيونها لا يعلم لماذا تضايق هل منها ام من نفسه  كادت تنهض لولا ان امسك يدها وقال
" اجلسي انا لم اقصد اهانتك "
سقطت دمعتها مسحتها وهى تنظر اليه لانت نبرته وقال
" اجلسي "
جلست فقال " كل ما فى الامر ان عندك يثير غضبي فلم لا تتوقفين "
قالت " لا افعل انا فقط ادافع عن نفسي حضرتك منذ رايتنى وانت تهاجمنى بدون اى اسباب وبالطبع لا املك الا ان ادافع ربما اندفع او لا اعلم ربما تجاوزت حدودى "
نظر اليها وكذلك هى فقال " على العموم لقد انتهى الامر ولا داع للكلام فيه مرة اخرى "
اخفضت عيونها وشعرت بقلبها يدق بقوة لا تعلم سببها ولكن رغم حزنها الا ان طريقة كلامة المختلفة اعادت لها السكينة .. عادت لي لي وتناولت الطعام معهم فى صمت
في الصباح زاروا دير سانت كاترين والجبل ورات لي لي الجمال فطلبت ان تركبها ساعدها علي الركوب اما هي فحاولت ان تفعل وحدها وتابعها ولاحظ الرجل يتجه اليها ولكنه اتجه اليه وقال
" اتركها انت "
نظرت اليه ونظر اليها وهو يمد يده لها ليساعدها طالت النظرة الي ان اعادتهم الاصوات من حولهم فأعطته يدها حتي ركبت وركب هو الاخر وانطلق الرجل بهم في رحلة حول الجبل وربما صعد بهم الجبل قليلا ثم نزل كانت سعيدة ولكن مع بعض الخوف لأنها اول مرة وكذلك هو كان مستمتع بعيدا عن العمل ونسي ما كان بينه وبينها خاصة بعد كلمات الامس وتسللت الألفة بينهم والضحك والسمر أعجبه كلامها ضحكتها التزامها تدينها كل شئ بها جعله يكتشف فيها شخص آخر غير التى ظنها ..
واخيرا عادوا للقرية ما بين الضحك والتعب من الحر ولكن لا تنكر انها كانت سعيدة
بالطبع حكت كل شئ لكاظم وهي تجلس علي الارض بجانبه وهو راي السعادة بعيونها وقال
" انتي سعيدة ؟"
اخفضت عيونها وهزت راسها ربت علي راسها وقال " انا سعيد لذلك جدا وجاسر "
دق قلبها واهتز صدرها من انفاسها وقالت " ماذا.. ماذا عنه ؟ "
قال وهو يري ذلك البريق بعيونها " هل يحسن معاملتك ام.. "
قالت "  ربما ..لا اعلم ..ولكننا لم نتعارك سويا ولكن أمس تعودت و.. "
قاطعها بابتسامة لم تفهمها " أمس ...."ولم يكمل وهى لم تفهم ...
في المساء خرجوا في رحلة بين الجبال والخيم البدوية جلسوا لتناول العشاء علي النيران قالت لي لي
" لولا الجو لكان المكان رائعا "
قال " نحن في عز الصيف والحرارة هنا مرتفعة جدا المفروض ان نحضر بالشتاء سيكون الجو افضل "
تعالت اصوات شبابية حولهم فنظروا فقالت لي لي " الشلة كلها هنا ...جاسر من فضلك هل يمكن ..."
نظر إليها ثم الي جى وقال " ولكن .."
قالت بدلال " من فضلك لن أتأخر ثم انت معك جى "
بالطبع ضعف أمامها فأسرعت إليهم نظر إليها وقال " وانتى اليس لكى أصدقاء "
قالت " لا لم يكن لي سوى لي لي ..وحضرتك ؟ "
نظر إليها بدهشة وقال " أنا ماذا ؟ أنا لا وقت عندى لذلك هذه أول مرة أصلا احصل علي إجازة وطبعا لولا بابا لما حدث ذلك "
قالت " تعيش حياتك كلها للعمل فقط "
نظر إليها وقال " وماذا يوجد بالدنيا اهم من العمل "
قالت " الحياة حياتك أين هى؟ "
جال بعيونه فى معالم وجهها تحت ضوء القمر ثم قال " لا أفهم هذه هى حياتى العمل بابا اختى "
قالت " وحضرتك أين أنت من الدنيا كيف تراها كيف تشعر بها تجرحها وتجرحك تحزنها وتحزنك تحبها وتحبك أو حتى تكرهها وتكرهك تمنحك الحب أو تأخذ منك من أحببت أين أنت من كل ذلك "
تأملها بصمت ثم أبعد عيونه وقال " لا اعرف كل ما اعرفه عن الحياة ان انجح فى عملي وإن احصل علي كل ما يبقينى فى الصدارة وسط مجالنا اما ما تتحدثين عنه لا اعرفه السعادة فى الإبقاء علي سمعة المجموعة وشهرتها ونجاحها "
ابتسمت وقالت" إذن انت لست بشر وإنما مجرد اله ما عليها إلا إنجاز عملها بدقة اهنيك على ذلك "
قال " فلسفة هذه ام ماذا "
ابتسمت وقالت " لا والله ولكن اشعر ان حضرتك لا تدرى بان الدنيا بها حياة داخل الحياة "
تراجع وقال " حياة داخل الحياة وكيف ذلك "
قالت " العمل والنجاح والبقاء فى الصدارة حياة والمشاعر والاسرة والانسانيات حياة اخري هى التى تحتوى كل ذلك "
تأملها ثم قال " تتحدثين مثل بابا ولكن انا لا اوافقكم الراى العمل والنجاح به هو لذتي الاولى والاخيرة "
قالت " والناس اين هم فى حياتك "
اقترب من طرف المائدة وحدق بعيونها التى تنبض بالحيوية وقال " اى ناس رجال ام نساء "
قالت " بالتأكيد الرجال هم رجال الاعمال لكن .."
قال " فهمت علاقتى النسائية هى امر طبيعى كأي شاب مجرد وقت فراغ امضيه لارتاح قليلا من العمل ولكن للأسف ليس به اى متعه "
تراجعت فى دهشه من كلامه قالت " هل يمكن ان نقوم اشعر بحاجة للهواء "
هز رأسه فقامت وتحركت نحو الشاطئ فقام وتابعها وقد أثاره كلامها سار بجانبها وقال " لم تردى "
قالت " كلامك اصعب من ان ارد عليه "
ضحك وقال " خجل هذا ام ماذا ؟"
لم تنظر اليه ولم ترد فقال " انتي غريبة لأول مرة يتحدث معى أحد عن ذلك وياخذنى لذلك الحديث"
قالت " لأن كل من حولك مثلك يبحثون عما تبحث عنه ولا يعيشون "
قال وهو يضع يديه بجيوب بنطلونه " انتى تعيشين إذن "
نظرت إليه وقالت " بالتأكيد طالما أحزن وافرح ابكى واضحك أحب وأكره فأنا اعيش "
وصلوا بالقرب من الشاطئ أكمل ولكنها توقفت فتوقف ونظر إليها بدهشة وقال " لماذا توقفتى؟"
فقالت " أخاف من الماء البحر أو حمام السباحة "
عاد إليها وقال " لماذا ؟ "
نظرت إليه وقالت " ماما ماتت غرقا ومن وقتها وأنا لا أتحمل فكرة نزول البحر أو السباحة "
لا يعلم لماذا أحب أن يسمعها وأنجذب لكلامها وربما تأثر الآن بحكايتها قال " لم أقصد أن اعيدك للذكريات "
نظرت إليه وقالت" الذكريات تعود دون اى مناسبة لا تقلق أنا بخير "
كان ضوء القمر يعكس ضي عيونها كانت نظراتهم تحمل معانى لا يفهمها الاثنان اقترب منها وقال
" هل انتى بهذه البراءة حقا أم .."
لم تبعد عيونها عنه وعاد قلبها لدقاته وقد وقع فريسة لهذا الرجل الذى لم تفهم أبدا نظراته قالت
" بل أنا لا أملك إلا أن أكون أنا جولي "
قال " ولكن لا يوجد احد بمثل هذه البراءة التى تبدين عليها "
ضحكت وقالت " ربما لست بريئة كما تقول وربما اكون لا اعرف انت اكيد تفهم الاشخاص جيدا "
ابعد عيونه وقال " ربما بحياتك اسرار تخفيها بهذه البراءة "
تأملته وقالت بصدق " اسرار..اى اسرار حياتى ابسط من ذلك "
نظر اليها وقال " وائل مثلا ما السر وراؤه ؟"
نظرت بعيونه وقالت " لم لا تصدق ليس بينى وبينه اى شئ لم اعرفه اصلا مجرد طبيب والدك فقط انا اصلا لم اتعامل معه الا عدة مرات فى وجود والدك ويوم عيد الميلاد "
اقترب وقال " وماذا فعل فى ذلك اليوم "
ارتبكت من قربه وتجمدت قدماها ورغم الحر الا انها شعرت برعشة تجتاحها سمعته يقول " لماذا لا تردين ؟ اذن انا على حق هناك سر "
تضايقت وقالت " لا اخبرتك ان لا اسرار بحياتى هو اخبرنى انه يريد ان يتحدث معى فى امر شخصي "
زاد اقترابه وقال " وما هو هذا الامر ؟"
كانت عيونها تبحر فى عيونه تطلب الرحمة مما يفعله قربه منها قالت " اراد ان يعرف..اقصد "
ثم ابتعدت ولكنه اعادها امامه وقال " تحدثى "
نظرت له مرة اخرى وقالت وكأنها تحت تأثير عيونه " سألني ما اذا كان بحياتى احد ثم اخبرنى بانه..بانه معجب بي "
لم يترك ذراعها وانما اقترب اكثر وهو يجذبها اليه ولو زاد لسمع دقات قلبها التى تعلن عن التحذير ولسمع عقلها وهو يلقي اليها بتحذيراته مما هى مقبلة عليه من خطر ولكنه لم يرحمها واقترب اكثر وكأن عيونها تجذبه اليها بخيط رفيع لا يراه احد همس
" وهل هناك احد بحياتك ؟"
شعرت بانفاسه على وجهها وهى تنظر بعيونه التى تحدق بها وهزت راسها نفيا واغمضت عيونها وتصاعدت انفاسها واسكره ضوء القمر وربما اضاعت رائحة البحر الباقي من قوته وكاد يجذبها لاحضانه ويقبلها بقوة دون وعى   لولا ان سمع صوت لي لي وكأنها تشتبك مع أحد فانتفض الاثنان ونظر الى المخيم فقال
" هذا صوت لى لى "
ولم يكمل واسرع الي المخيم وهى خلفه تحاول ان تبقي على البقية الباقية داخلها من القوة 
كانت لي لي تقول بصوت مرتفع " انت قليل الادب وسافل "
رفع الشاب الذى أمامها يده ولكن بالطبع كان جاسر قد وصل وأمسك يده وقال
" هل جننت لترفع يدك عليها "
قال الشاب فى وقاحة " وما شأنك انت "
قالت لي لي بعد ان احاطتها جى بيديها " جاسر أنه وقح يضايقني أنا وأصحابي"
قال الشاب " انتى كاذبة وانت لا شأن لك.."
ولكنه لم يكمل لأن جاسر لكمه فى فمه ثم أنفه بقوة ولكن هجم عليه شابان آخران وانقلب المكان وأشتبك الجميع أسرعت هى بعيدا مع لي لي إلى أن فر الشباب وانفض الجميع إلا من رجال البدو الذين حاولوا إيقاف الأمر التف حوله يبحث عنهما واقترب منه أحد الرجال وقال
" سيدى انت بخير هناك دماء علي ذراعك "
لم ينتبه وهو يتجه إليهما ويقول " أنتما بخير؟ "
قالت لي لي " نعم "
ولكن هى رأت الدماء فقالت " انت مصاب دعنى أرى "
ولكنه اوقفها وقال " ليس الآن هيا الي السيارة وأنا سألحق بكما "
عاد الي صاحب المخيم الذى أخذ يبدى اعتذاره ولكنه قال
" هل تعرفهم "
اجاب الرجل " نعم كل يوم هكذا أنا مللت منهم اسف يا فندم "
أخرج جاسر مبلغ كبير وأعطاه الرجل وقال " لا تقلق سأهتم أنا بالأمر فقط اعطينى اسم اى اسم... "
عاد إليهم وقاد الي القرية دون كلام اتجه إلى غرفته وجلس فى ضيق ثم أخرج هاتفه " الو ميمو كيف حالك "
اجاب ميمو " أهلا جاسر بيه أنا لا أصدق انت بمصر أم لندن "
" مصر وانت؟ "
رد ميمو" أين تريدني يا باشا؟ "
قال جاسر" شرم "
" اعتبرنى موجود ما هى اوامرك ؟"
لم تهدأ جى وهى تعلم بإصابته ثم تذكرت ما حدث وشعرت بالخجل من نفسها ولكن لم يطاوعها قلبها على تركه ينزف فاتخذت قرارها وأخذت حقيبة الإسعافات واتجهت إليه دقت الباب فتح لها كان مازال بملابسه والدماء تسيل علي ذراعه تراجع وقد تذكر ما كان بينهما ولكنه ازاح الامر من ذهنه فقالت
" هل يمكن أرى ذراعك  ؟"
ابتعد وقال " لا داع أنا بخير "
ظلت واقفة وقالت " ربما يكون الجرح عميق وبحاجة للعلاج وانت تنزف كثيرا و "
لم ينظر إليها خشي ان يضعف مرة اخرى وقد تساءل فى نفسه عما حدث فابتعد وقال " حسنا "
دخلت ولم تغلق الباب وقفت أمامه دون ان تتحدث نظر اليها وكانما فهم ما تقوله عيونها وقال "بخصوص ما حدث على الشاطئ ارجو ان تنسيه لقد فقد كلا منا وعيه ربما من تاثير الليل والجو الساحر من حولنا انسيه واعتبريه لم يحدث اصلا "
شعرت بألم من كلماته ولكن هى تستحق اخفضت عيونها ولم تجد ما تقوله طال الصمت الى ان قال " هل سأنتظر كثيرا ؟ "
زاد المها وكادت تذهب لولا ان تذكرت جرحه فقالت بقوة "الن تجلس  كيف سأقوم بعملى "
نظر بعيونها لا يعلم ما الذى تفعله به عيونها أنها تقوده بصمت تدفعه إليها وما هذه القوة التى تبديها رغم كلماته الجارحة من تلك الفتاة ومن اين اتت ؟؟..
كان الجرح بكتفه فخلع قميصه الصيفى وبالطبع شعرت بالخجل امام جسده الرياضي ولكن عملها يأمرها الا تبالى فمسحت الدماء وخاطت له الجرح ثم وضعت الضمادات وأخرجت بعض الأقراص وقالت
" هذا مضاد  كى يساعد على تضميد الجرح اذا شأت... بالصباح اغير لك على الجرح "
كانت تركع بجانبه على الأرض وقريبه منه فقال "هذا يعنى انكى انتهيتى "
قالت " نعم "
لملمت اشيائها ووقفت أمسك يدها فنظرت إليه فقال " إلى اين ؟"
قالت وهى تنظر ليده " ساذهب وربما أطلب لك عصير فقدت الكثير من الدماء "
جذبها إليه فكادت تسقط ولكنه تلقاها بين ذراعيه ونظر إليها وهى قريبه منه يشعر بجسدها الطرى بين يديه ورعشة يديها ونظرة الخوف فى عيونها تلاشي الصح من عقله وقال
" تتلاعبين بالنار يا جى أنا أحاول أن أفهم تصرفاتك صح "
كان وجهها قريب ها هو يقودها الى مصيدته مرة اخرى ولكنها لن تفعل فحاولت ان تفلت نفسها منه ولكن بالطبع هو الاقوى فقالت بضعف من قربه لم تبديه
" عليك ان تفهمنى صح لاننى لا العب بالنار وانما اؤدى واجبي هذا ما عليك فهمه والآن اتركني من فضلك "
وقبل ان يفعل سمع الاثنان صوت ندى تقول " ولم يتركك ؟ اعتقد ان الوضع مريح لكما "
افلتها فقامت وهى تشعر بالأحراج والخجل وهى تواجه نظرات ندى بينما لم يبدى هو اى رد الا انه ارتدى قميصه... ولم يهتم بندى وهى  تتقدم لتقف أمامه فقال
" جى يمكنك الذهاب وشكرا لما فعلتيه "
تحركت ولكن ندى أوقفتها " انتظرى بالطبع أمضيت وقتا سعيدا معها وتشكرها عليه اليس كذلك لهذا لم تخبرني انك قادم هنا كى تلهو معها كما تشاء "
قالت هى بغضب " من فضلك انتى فهمتى خطأ "
قالت ندى بغضب " اخرسي.. كيف يمكن أن أفهم وجودك بين احضانه هكذا انتى أرخص من ان اتجادل معكى "
وهنا ارتجت من صوته " ندى كفى واحترمى نفسك أخبرتك أنها كانت تؤدى عملها "
قالت" انت تدافع عنها "
قال بنفس القوة " نعم ولن أسمح لكى بإهانتها هل تفهمين لأنها لم تفعل اى شئ من الجنان الذى برأسك "
قالت ندى " انت تريدني أن أصدق "
قال" هذا أمر يعود لكى اما هى فلن تنطقى كلمة أخرى عليها هل فهمتى جى اذهبي الآن "
كانت تحدق به وهو يدافع عنها وربما عن نفسه ايضا فهى خطيبته ووضعهم لابد ان يثير غضبها وغيرتها امتلات عيونها بالدموع لذلك الموقف الذى وضعها فيه فحاولت ان تدافع عن نفسها  وقالت
" ولكن.."
قال بأصرار وقوة " ليس هناك لكن من فضلك اذهبى الان وانا اسف بالنيابة عن ندى تفضلي "
زادت دموعها بينما صرخت ندى " جاسر كيف.."
ولكن هي لم تتحمل وانطلقت الى غرفتها بألم وحزن.. أغلقت الباب واستندت عليه وهى تحاول أن تلتقط أنفاسها وتهدء من ضربات قلبها ودموعها وتمنع عقلها من ذلك  الخوف والألم الذى اصابها..
كانت تعلم ان ندى لن تتركها وهو حقها امراة تدافع عن رجلها من فتاه مثلها بالنسبه لهم لا تعنى شئ وربما تنظر اليها على انها تحاول ان تخطفه منها ولكن ما الذى يدور داخلها وهل تهتم بندى او ما تفكر به ولكن هى لم يعد هذا هو المهم وانما المهم انها الان تتساءل عما فعلته بنفسها وما يخفيه ذلك القلب الذى يدق بصدرها أو ذلك العقل الذى يجذبها للتفكير فيه هل هى فعلا تخطفه منها...
أغمضت عيونها وهى تتذكر لحظة ان كانت بين ذراعيه بين البحر والنجوم والقمر او حتى من قليل عندما كانت بين احضانه هل كانت سعيدة ؟
نعم ولكن لماذا كانت سعيدة ..لا يا قلبي لن أسمح لك بان تلقي بنا بين النار هو ليس لي ولا انا أصلح له أفق يا قلبي وعد للواقع كى لا تتألم انه ملك لها هى ندى نعم... ولن تستطيع ان تقف امامها فانا ليست مثلها لن اضاهيها جمالا ولا نسبا ولا اى شئ كما وانه ملك لحياته العملية نجاحاته وشهرته اين انا من كل ذلك فتحت عيونها المليئة بالدموع وتحركت للداخل وجلست على فراشها وهمست
" للأسف فات الأوان لم أعد أملك التراجع لقد سرقه ..سرق قلبي لم اعرف كيف ولكنه فعل... لن اهنأ بعد اليوم لقد فتحت باب الألم على نفسي لماذا ظهرت في حياتى وكيف سأعيش بعد الان ..."
يتبع..

رواية انين القلوب     بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن